تبدو تصريحات القادة الخليجيين التي تسبق القمة متناقضة مع مجريات الأحداث الواقعية في ما يتعلق بقضية الاتحاد، فتصريحات المسؤولين في البحرين والمملكة العربية السعودية مصرة على الاتحاد والآن وليس غداً، وتصريحات الدول الأخرى بين متحفظ وبين رافض ومهدد، وحين صدر البيان الختامي أمس للقمة لم نجد لا هذا ولا ذاك، كان البيان محاولة للتوفيق بين الموقفين «المندفع والمتحفظ» فلم ينجح مع الأسف، والسبب الرئيس والأول هو أن هذا البيان وما قبله تعاملت مع الشعوب الخليجية كقصر لا يجب أن يعرفوا ما دار في الغرف المغلقة، فتلك محادثات الأشخاص الراشدين فقط، والبيانات هي لمن دون 18 سنة!!
المشكلة المؤرقة ليست في تأخير الاتحاد، المشكلة هي في كيفية التعاطي مع الرأي العام الخليجي وكأنه طفل صغير غير راشد والقيادات وحدها الرشيدة وقراراتها لها حكمة.
قد تكون القرارات التي اتخذت بالتأخير أو بالتدرج حكيمة بالفعل، ولها مبرراتها المشروعة، قد يكون التكامل المعد مسبقاً في المجالات الأمنية والعسكرية والعملة والتشريعات أهم ألف مرة وأكثر ثباتاً من مجرد إعلان الاتحاد ثم تبقى أنظمتنا الدفاعية وسياستنا الخارجية متباينة مما يهدد هذا الإعلان ويجعله هشاً، هذا المبرر وارد وجائز، قد تكون فكرة اتحاد دولتين وترك الباقي للوقت وضعاً مهدداً لكيان مجلس التعاون ومن الأفضل الانتظار إلى حين اكتمال استعدادات بقية الدول أو على الأقل يعلن الاتحاد الكونفدرالي بين أربع دول ويلحق بها الآخرون متى ما استعدوا، قد يكون ذلك هو الحل الأمثل، أو.. أو.. إلخ من مبررات مشروعة التي قد تقف وراء التأخير في قيام الاتحاد، أو قد تكون مبررات غير مشروعة قياساً بالتحديات والمخاطر التي تحيق بدول المجلس.
إنما المشكلة التي تعاني منها شعوب دول الخليج ليست في التأخير فحسب، بل هي في عدم مصارحتها وعدم مكاشفتها بالمبررات الحقيقية التي تحول بيننا وبين الاتحاد، فتبعات هذه القرارات نشترك جميعنا في تحملها قيادات وشعوباً.
المشكلة في استمرارية نهج التعامل الذي يستصغر عقلية هذه الشعوب حين يخاطبها ويفضل «تصبيرها» بقطعة حلوى، المشكلة أن تلك السياسة الإعلامية ينتج عنها استفزاز وتباعد بين الأنظمة والشعوب وهذا يترك أثراً سلبياً في العلاقة بين الطرفين ليخلق تحدياً وعقبة جديدة لم تكن ضمن الحسبان، فالشعوب تشعر بأن القيادات غير مدركة لحجم المخاطر وأن أولوياتها بعيدة عن أولويات الشعوب الخليجية.
لابد من رصد أثر هذا الخطاب الذي تعامل مع الشعوب الخليجية كشعوب غير راشدة، غير مؤهلة للاستماع لطبيعة التحديات، شعوب يجب تقرير مصيرها في غرف مغلقة ومحادثات سرية، ولا يسرب من المعلومات سوى النزر اليسير الذي يتناسب وعقليتها الصغيرة البسيطة، لابد من تتبع هذا الأثر السلبي الذي يتبدى في الصحافة في اللقاءات التلفزيونية والأكثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتصاعد حدة الخطاب بقدر ما يرتفع سقف الحرية فتلقى التذمر والشعور بالإحباط ينتشر بشكل واسع في الأوساط الشعبية.
أتمنى على الأمانة العامة رفع تقرير للقيادة ترصد فيه أثر تلك البيانات الختامية القاصرة في المعلومات والشحيحة في الحقائق والبعيدة عن الوقائع وحبذا لو تملك الجرأة وتنقل بعضاً من النماذج لردود الأفعال بدلاً من صياغة بيانات لا تناسب إلا من هم دون 18 سنة.
المشكلة المؤرقة ليست في تأخير الاتحاد، المشكلة هي في كيفية التعاطي مع الرأي العام الخليجي وكأنه طفل صغير غير راشد والقيادات وحدها الرشيدة وقراراتها لها حكمة.
قد تكون القرارات التي اتخذت بالتأخير أو بالتدرج حكيمة بالفعل، ولها مبرراتها المشروعة، قد يكون التكامل المعد مسبقاً في المجالات الأمنية والعسكرية والعملة والتشريعات أهم ألف مرة وأكثر ثباتاً من مجرد إعلان الاتحاد ثم تبقى أنظمتنا الدفاعية وسياستنا الخارجية متباينة مما يهدد هذا الإعلان ويجعله هشاً، هذا المبرر وارد وجائز، قد تكون فكرة اتحاد دولتين وترك الباقي للوقت وضعاً مهدداً لكيان مجلس التعاون ومن الأفضل الانتظار إلى حين اكتمال استعدادات بقية الدول أو على الأقل يعلن الاتحاد الكونفدرالي بين أربع دول ويلحق بها الآخرون متى ما استعدوا، قد يكون ذلك هو الحل الأمثل، أو.. أو.. إلخ من مبررات مشروعة التي قد تقف وراء التأخير في قيام الاتحاد، أو قد تكون مبررات غير مشروعة قياساً بالتحديات والمخاطر التي تحيق بدول المجلس.
إنما المشكلة التي تعاني منها شعوب دول الخليج ليست في التأخير فحسب، بل هي في عدم مصارحتها وعدم مكاشفتها بالمبررات الحقيقية التي تحول بيننا وبين الاتحاد، فتبعات هذه القرارات نشترك جميعنا في تحملها قيادات وشعوباً.
المشكلة في استمرارية نهج التعامل الذي يستصغر عقلية هذه الشعوب حين يخاطبها ويفضل «تصبيرها» بقطعة حلوى، المشكلة أن تلك السياسة الإعلامية ينتج عنها استفزاز وتباعد بين الأنظمة والشعوب وهذا يترك أثراً سلبياً في العلاقة بين الطرفين ليخلق تحدياً وعقبة جديدة لم تكن ضمن الحسبان، فالشعوب تشعر بأن القيادات غير مدركة لحجم المخاطر وأن أولوياتها بعيدة عن أولويات الشعوب الخليجية.
لابد من رصد أثر هذا الخطاب الذي تعامل مع الشعوب الخليجية كشعوب غير راشدة، غير مؤهلة للاستماع لطبيعة التحديات، شعوب يجب تقرير مصيرها في غرف مغلقة ومحادثات سرية، ولا يسرب من المعلومات سوى النزر اليسير الذي يتناسب وعقليتها الصغيرة البسيطة، لابد من تتبع هذا الأثر السلبي الذي يتبدى في الصحافة في اللقاءات التلفزيونية والأكثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتصاعد حدة الخطاب بقدر ما يرتفع سقف الحرية فتلقى التذمر والشعور بالإحباط ينتشر بشكل واسع في الأوساط الشعبية.
أتمنى على الأمانة العامة رفع تقرير للقيادة ترصد فيه أثر تلك البيانات الختامية القاصرة في المعلومات والشحيحة في الحقائق والبعيدة عن الوقائع وحبذا لو تملك الجرأة وتنقل بعضاً من النماذج لردود الأفعال بدلاً من صياغة بيانات لا تناسب إلا من هم دون 18 سنة.