في إحدى لقاءات الكتل الانتخابية الخاصة التي ترشحت مؤخراً لانتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين، طرح التجار الكثير من المرئيات والهموم والمشاريع والخطط والاستراتيجيات التي تخصهم في البحرين، فكان لكل منهم هموم وطموح وهواجس، كان هنالك القليل من التفاؤل والكثير جداً من التشاؤم.
مشكلة التاجر البحريني هذه المرة ليست مشكلة عابرة أو حتى عادية، بل هي مشكلة مؤرقة جداً، بل تحولت إلى شبه أزمة وطنية، لكن مع الأسف الشديد، وفي خضم الواقع السياسي الساخن الذي يمر به الوطن والمنطقة والعالم، أصبح صوت التاجر هزيلاً وضعيفاً للغاية، ففي حين يتحمل التاجر جبالاً من الهموم والمصائـــب، نجـــد فــي المقابل أن لا أحد يراه أو يسمع صوته، لا من طرف الدولة ولا من جهة الشارع ولا حتى من المشتغلين بالسياسة.
كانت المطارحات في الحوار المفتوح والصريح حول هموم التاجر البحريني صادمة بالفعل، فهي أكبر من أن تسرد في مقال أو حتى في كتاب، ولن نبالغ حين نقول بأن التاجر البحريني بات على حافة الهاوية من السقوط والإفلاس.
حينها كان أحد المتحدثين في اللقاء، وهو أحد أبرز التجار في البحرين، يروي للحاضرين موقفاً حقيقياً مع أحد أكبر التجار في البحرين أيضاً، وهو نار على علم في «عالم البزنس»، كيف أنه يشتكي من وضعية السوق، ثم قال معقباً «إن كان «فـــلان بن فلان» يشتكي من وضعـــه الصعب في السوق، فماذا يمكن للتاجر الصغير أن يقوله في هذا الخصوص؟»
سوق المنامة وسوق المحرق تئن تحت وطأة الانهيار، أما صغار التجار فإنهم أمام خيارين؛ إما الانسحاب من السوق وتركها للمافيات الأجنبية، أو أن يواصلوا مسيرتهم فيها، على الرغم من يقينهم التام بحجم الأضرار والخسائر التي تتهاوى على رؤوسهم في كل يوم، وبهذا فإنهم يزيدون قروضاً جديدة إلى قروضهم والحسَّابة تحسب.
التاجر البحريني، سواء كان صغيراً أم كبيراً لا يعلم حقيقة كيف يقوم بمعالجة هذا الملف الشائك، لأنه طرق ألف باب وباب، وجاهد بكل أنواع المحاولات والمجازفات، لكنه في كل مرَّة يفشل فشلاً ذريعاً في فك عقدة السوق، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.
تحدثت في تلك الليلة مع بعض التجار البحرينيين، وفي كل منهم ندبات وجروح والآم، يتلعثمون في الحديث، لا يعلمون من أين يبدؤون الرواية معي وكيف يختمون، لأن الألم منعهم حتى من الصراخ، ولذلك فالكثير منهم عزفوا عن الترشح والترشيح وخوض غمار الانتخابات بكل تفاصيلها، لأنهم تعبوا من السباحة ضد التيار، ويقينهم بضعف الأمل.
ربما هنالك طموح كبير لدى المترشحين لانتخابات الغرفة، كما لديهم برامج جيدة أيضاً، والكثير منهم ربما يكونون من المخلصين للغاية، لكن ما عسى أن يفعلوا في وضع تجاري ضرب الوجع أطنابه وكل مفاصله؟!
على العموم، لا يجدي البكاء كثيراً على اللبن المسكوب، لكن يتمنى التاجر البحريني والشارع البحريني، أن يُحدث مجلس الإدارة الجديد للغرفة ثورة في كسر جمود القوانين والقرارات الحالية الخانقة، وأن تنتشل التاجر من واقعه المظلم إلى واقع أكثر نوراً وعافية، وهذا يحتاج إلى عناية فائقة في طريقة اختيار وانتخاب من يمثل صوت التاجر وضميره، كما يحتاج إلى مجموعة من التجار المخلصين الوطنيين من خيرة أبناء البحرين، فلم يعد هناك متسع من الوقت للصراخ أو الصمت القاتل، هنالك وقت للعمل.
مشكلة التاجر البحريني هذه المرة ليست مشكلة عابرة أو حتى عادية، بل هي مشكلة مؤرقة جداً، بل تحولت إلى شبه أزمة وطنية، لكن مع الأسف الشديد، وفي خضم الواقع السياسي الساخن الذي يمر به الوطن والمنطقة والعالم، أصبح صوت التاجر هزيلاً وضعيفاً للغاية، ففي حين يتحمل التاجر جبالاً من الهموم والمصائـــب، نجـــد فــي المقابل أن لا أحد يراه أو يسمع صوته، لا من طرف الدولة ولا من جهة الشارع ولا حتى من المشتغلين بالسياسة.
كانت المطارحات في الحوار المفتوح والصريح حول هموم التاجر البحريني صادمة بالفعل، فهي أكبر من أن تسرد في مقال أو حتى في كتاب، ولن نبالغ حين نقول بأن التاجر البحريني بات على حافة الهاوية من السقوط والإفلاس.
حينها كان أحد المتحدثين في اللقاء، وهو أحد أبرز التجار في البحرين، يروي للحاضرين موقفاً حقيقياً مع أحد أكبر التجار في البحرين أيضاً، وهو نار على علم في «عالم البزنس»، كيف أنه يشتكي من وضعية السوق، ثم قال معقباً «إن كان «فـــلان بن فلان» يشتكي من وضعـــه الصعب في السوق، فماذا يمكن للتاجر الصغير أن يقوله في هذا الخصوص؟»
سوق المنامة وسوق المحرق تئن تحت وطأة الانهيار، أما صغار التجار فإنهم أمام خيارين؛ إما الانسحاب من السوق وتركها للمافيات الأجنبية، أو أن يواصلوا مسيرتهم فيها، على الرغم من يقينهم التام بحجم الأضرار والخسائر التي تتهاوى على رؤوسهم في كل يوم، وبهذا فإنهم يزيدون قروضاً جديدة إلى قروضهم والحسَّابة تحسب.
التاجر البحريني، سواء كان صغيراً أم كبيراً لا يعلم حقيقة كيف يقوم بمعالجة هذا الملف الشائك، لأنه طرق ألف باب وباب، وجاهد بكل أنواع المحاولات والمجازفات، لكنه في كل مرَّة يفشل فشلاً ذريعاً في فك عقدة السوق، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.
تحدثت في تلك الليلة مع بعض التجار البحرينيين، وفي كل منهم ندبات وجروح والآم، يتلعثمون في الحديث، لا يعلمون من أين يبدؤون الرواية معي وكيف يختمون، لأن الألم منعهم حتى من الصراخ، ولذلك فالكثير منهم عزفوا عن الترشح والترشيح وخوض غمار الانتخابات بكل تفاصيلها، لأنهم تعبوا من السباحة ضد التيار، ويقينهم بضعف الأمل.
ربما هنالك طموح كبير لدى المترشحين لانتخابات الغرفة، كما لديهم برامج جيدة أيضاً، والكثير منهم ربما يكونون من المخلصين للغاية، لكن ما عسى أن يفعلوا في وضع تجاري ضرب الوجع أطنابه وكل مفاصله؟!
على العموم، لا يجدي البكاء كثيراً على اللبن المسكوب، لكن يتمنى التاجر البحريني والشارع البحريني، أن يُحدث مجلس الإدارة الجديد للغرفة ثورة في كسر جمود القوانين والقرارات الحالية الخانقة، وأن تنتشل التاجر من واقعه المظلم إلى واقع أكثر نوراً وعافية، وهذا يحتاج إلى عناية فائقة في طريقة اختيار وانتخاب من يمثل صوت التاجر وضميره، كما يحتاج إلى مجموعة من التجار المخلصين الوطنيين من خيرة أبناء البحرين، فلم يعد هناك متسع من الوقت للصراخ أو الصمت القاتل، هنالك وقت للعمل.