بعد تصنيع خدمة الاستخبارات السرية بالمملكة المتحدة المعروفة باسم مخابرات MI6 البريطانية لجماعة «الإخوان المسلمون»، استلمت الولايات المتحدة ملف جماعة الإخوان وقامت بإدارته بعد الحرب العالمية الثانية، وتبني عملية انتقالهم خارج مصر أثناء فترة الزعيم جمال عبدالناصر، وفي عام 1979م تم التخلي عن حكم الشاة في إيران والسماح لفرنسا بتصدير الخميني لبداية رسم مسار جديد لمنطقة الشرق الأوسط وكيفية التعامل مع قوس الأزمات، كما تمنى مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر زبغنيو بريجنسكي، وفي أكتوبر 2001م شنت أمريكا حرباً على أفغانستان، ولكن سرعان ما أدركت أمريكا أنها وقعت فى مستنقع دموي ولم تجد باباً للخروج غير نفس باب الدخول، ألا وهو باب طهران، التي فتحت لها باب أفغانستان، فبعد اتفاق بين أمريكا وإيران عبر طرف ثالث يحتمل أن تكون سويسرا تم فتح المجال الجوي الإيراني أمام الطائرات الأمريكية بقاعدة إنجرليك التركية بأمر من وزير الدفاع الإيراني آنذاك شامخاني، وتأمين عملية إنزال القوات الأمريكية على الحدود الإيرانية الأفغانية والتعامل بما يلزم مع أي مصاب من الجنود الأمريكيين على الحدود، وهذا ما صرح به وزير الاستخبارات الإيراني علي يونسي بالمدرسة الفيضية الدينية في قم، وبالفعل أخذ الأمريكان بنصيحة د.محسن رضائي الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام عندما صرح «إن الأمربكيين قد يحتاجون إلى الإيرانيين لمساعدتهم على التخلص من الوحل الأفغاني».
بنفس حماسة نداء الخمينى لحزب الوحدة الشيعي بأفغانستان عندما قال لهم « يا حزب الوحدة.. يا شيعة أفغانستان.. جهادكم يبدأ بعد خروج الروس»، كذلك صرح وزير خارجيتها السابق علي أكبر ولايتي «أننا لن نسمح أن تكون هناك دولة سنية في أفغانستان»، وفور تنصيب كرزاي على أفغانستان دعمت إيران حكومة كرزاي بـ 500 مليون دولار، وعندما تكرر ذلك الموقف مرة أخرى ووقوع أمريكا في الوحل العراقي في 2003م تم تسليم العراق لإيران أيضاً بعد تتبع إيران لسياسة الحياد الإيجابي، ورغم أن ما قدمتة تركيا للولايات المتحدة أثناء الغزو العراقي أكثر بكثير مما قدمته إيران، فإن تركيا لا تمتلك أوراقاً بداخل العراق على عكس إيران التي تسيطر على شيعة العراق وأغلب رجال سياستها، كما أن أكبر شبكات التجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية مزروعة بالعراق وأذرابيجان.
في العام التالي، وتحديداً في يونيو 2004م أقيم مؤتمر حلف الناتو بإسطنبول وأطلق قادة دول حلف شمال الأطلنطي ما يعرف بمبادرة «إسطنبول للتعاون مع الشرق الأوسط الكبير»، وبذلك تم وضع مسار تزعم إيران للدول والمناطق ذات الأغلبية الشيعية وكيفية إعادة الخلافة للعثماني أردوغان على الدول السنية، ومن هنا تتعامل أمريكا مع دولتين فقط في المنطقة، و كلاهما حليف لها وكلاهما متبن صفة التنديد والوعيد ضد إسرائيل والهتاف للممانعة والمقاومة، وأصبح كل من إيران وتركيا يسابق الزمن لجمع أكبر أوراق رابحة لكي يستطيع الجلوس على طاولة المفاوضات وتقسيم الغنائم مع الكبار، فإيران الآن تحمل أكثر ورقتين يؤرقان إسرائيل من الشمال أو الجنوب ألا وهو حزب الله وحركة حماس، كما أنها تفرض نفوذها بقوة على العراق بمساعدة حكومة المالكي والتحدث باسم النظام البعثي السوري والتأثير في المعارضة بالخليج، وعلى رأسها المعارضة في البحرين.
أما أردوغان، الأقل ذكاءً، فبعد خسارته لأهم ورقة بسقوط جماعة الإخوان من حكم مصر لم يعد لديه سوى حزب العدالة والتنمية المغربي وحركة النهضة بتونس، وبعض الخيوط الضعيفة بالملف السوري أو فلسطين، أقل قيمة بكثير من أوراق إيران، بجانب أن كلاً من إيران وتركيا لا يكف عن محاولة زعزعة استقرار الخليج العربى ومصر، وبذلك يتسنى للولايات المتحدة تسليم سايكس بيكو النسخة الثانية متوهمة أنها عالجت أخطاء سايكس بيكو الأولى بعد استلامها لراية قيادة السياسة الدولية من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن حقيقة الأمر أن أخطاء أمريكا فى سايكس بيكو الثانية أشد كارثية من الأولى، وربما يفقدها ذلك راية قيادة السياسة الدولية لتعود لأصحابها مجدداً.
حقيقة الأمر أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت مصداقيتها عند شعوب العالم أجمع، كما أنها خسرت العديد من الرقع على لوحة الشطرنج لصالح الدب الروسي والتنين الصيني، كما أنها خسرت أهم حلفائها في المنطقة من دول الخليج العربى واقتصادياً تواجه موجة عنيفة ربما يضطر بها الأمر إلى حالة من التفكك ما بين الولايات وبعضها، ولن يأتي حرق أوكرانيا أو ما حولها بأي مكسب للولايات المتحدة على حساب روسيا، فيبدو أن منظري الحرب العسكرية بأمريكا لم يتعلموا مما حدث في فيتنام والصومال وأفغانستان ولا منظري مدرسة حروب الجيل الرابع تعلموا مما حدث في البلقان 2004، حتى أنهم عادوا مرة اخرى ليصححو أخطاءهم القديمة، فقد تكون البداية جيدة، ولكن العبرة بالخواتيم؛ فماذا ستكتب النهاية لإدارة أوباما خاصة بعد تغيير الجيش المصري في 30 يونيو 2013م لكل المعادلات التي كتبتها الولايات المتحدة على خريطة الشرق الأوسط الجديد بقلم الفوضى الخلاقة، فقد يطوي الجيش المصري تلك الصفحة العبثية تماماً ويكتب بدلاً منها نهاية مأسوية لإدارة اوباما وحلفائها، فالاهرام الشامخة لم تدلِ بكل أسرارها بعد، ولم تكشف حتى الآن آخر أوراق البردي لدى الفرعون وكبار كهنة المعبد، وهي الورقة التي ستغير المنطقة بأكملها وستعيد صياغة التاريخ من جديد، فالأسطورة المدونة على جدران معابد الجيش المصري منذ الملك رمسيس الثاني تقول إن عصا الفرعون العائد من التابوت ستتحول إلى أفعى كبرى ستلتهم كل جرذان العم سام.
بنفس حماسة نداء الخمينى لحزب الوحدة الشيعي بأفغانستان عندما قال لهم « يا حزب الوحدة.. يا شيعة أفغانستان.. جهادكم يبدأ بعد خروج الروس»، كذلك صرح وزير خارجيتها السابق علي أكبر ولايتي «أننا لن نسمح أن تكون هناك دولة سنية في أفغانستان»، وفور تنصيب كرزاي على أفغانستان دعمت إيران حكومة كرزاي بـ 500 مليون دولار، وعندما تكرر ذلك الموقف مرة أخرى ووقوع أمريكا في الوحل العراقي في 2003م تم تسليم العراق لإيران أيضاً بعد تتبع إيران لسياسة الحياد الإيجابي، ورغم أن ما قدمتة تركيا للولايات المتحدة أثناء الغزو العراقي أكثر بكثير مما قدمته إيران، فإن تركيا لا تمتلك أوراقاً بداخل العراق على عكس إيران التي تسيطر على شيعة العراق وأغلب رجال سياستها، كما أن أكبر شبكات التجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية مزروعة بالعراق وأذرابيجان.
في العام التالي، وتحديداً في يونيو 2004م أقيم مؤتمر حلف الناتو بإسطنبول وأطلق قادة دول حلف شمال الأطلنطي ما يعرف بمبادرة «إسطنبول للتعاون مع الشرق الأوسط الكبير»، وبذلك تم وضع مسار تزعم إيران للدول والمناطق ذات الأغلبية الشيعية وكيفية إعادة الخلافة للعثماني أردوغان على الدول السنية، ومن هنا تتعامل أمريكا مع دولتين فقط في المنطقة، و كلاهما حليف لها وكلاهما متبن صفة التنديد والوعيد ضد إسرائيل والهتاف للممانعة والمقاومة، وأصبح كل من إيران وتركيا يسابق الزمن لجمع أكبر أوراق رابحة لكي يستطيع الجلوس على طاولة المفاوضات وتقسيم الغنائم مع الكبار، فإيران الآن تحمل أكثر ورقتين يؤرقان إسرائيل من الشمال أو الجنوب ألا وهو حزب الله وحركة حماس، كما أنها تفرض نفوذها بقوة على العراق بمساعدة حكومة المالكي والتحدث باسم النظام البعثي السوري والتأثير في المعارضة بالخليج، وعلى رأسها المعارضة في البحرين.
أما أردوغان، الأقل ذكاءً، فبعد خسارته لأهم ورقة بسقوط جماعة الإخوان من حكم مصر لم يعد لديه سوى حزب العدالة والتنمية المغربي وحركة النهضة بتونس، وبعض الخيوط الضعيفة بالملف السوري أو فلسطين، أقل قيمة بكثير من أوراق إيران، بجانب أن كلاً من إيران وتركيا لا يكف عن محاولة زعزعة استقرار الخليج العربى ومصر، وبذلك يتسنى للولايات المتحدة تسليم سايكس بيكو النسخة الثانية متوهمة أنها عالجت أخطاء سايكس بيكو الأولى بعد استلامها لراية قيادة السياسة الدولية من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن حقيقة الأمر أن أخطاء أمريكا فى سايكس بيكو الثانية أشد كارثية من الأولى، وربما يفقدها ذلك راية قيادة السياسة الدولية لتعود لأصحابها مجدداً.
حقيقة الأمر أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت مصداقيتها عند شعوب العالم أجمع، كما أنها خسرت العديد من الرقع على لوحة الشطرنج لصالح الدب الروسي والتنين الصيني، كما أنها خسرت أهم حلفائها في المنطقة من دول الخليج العربى واقتصادياً تواجه موجة عنيفة ربما يضطر بها الأمر إلى حالة من التفكك ما بين الولايات وبعضها، ولن يأتي حرق أوكرانيا أو ما حولها بأي مكسب للولايات المتحدة على حساب روسيا، فيبدو أن منظري الحرب العسكرية بأمريكا لم يتعلموا مما حدث في فيتنام والصومال وأفغانستان ولا منظري مدرسة حروب الجيل الرابع تعلموا مما حدث في البلقان 2004، حتى أنهم عادوا مرة اخرى ليصححو أخطاءهم القديمة، فقد تكون البداية جيدة، ولكن العبرة بالخواتيم؛ فماذا ستكتب النهاية لإدارة أوباما خاصة بعد تغيير الجيش المصري في 30 يونيو 2013م لكل المعادلات التي كتبتها الولايات المتحدة على خريطة الشرق الأوسط الجديد بقلم الفوضى الخلاقة، فقد يطوي الجيش المصري تلك الصفحة العبثية تماماً ويكتب بدلاً منها نهاية مأسوية لإدارة اوباما وحلفائها، فالاهرام الشامخة لم تدلِ بكل أسرارها بعد، ولم تكشف حتى الآن آخر أوراق البردي لدى الفرعون وكبار كهنة المعبد، وهي الورقة التي ستغير المنطقة بأكملها وستعيد صياغة التاريخ من جديد، فالأسطورة المدونة على جدران معابد الجيش المصري منذ الملك رمسيس الثاني تقول إن عصا الفرعون العائد من التابوت ستتحول إلى أفعى كبرى ستلتهم كل جرذان العم سام.