بسبب التدخل الغربي السافر والوقح، طيلة جثمانه العظيم والمريع على صدور الدول والشعوب الضعيفة، لم نعد نثق بكل المبادرات الغربية نحو التغيير، فالرسالة التي أوصلها لنا والتي مفادها أن الغرب حين يريد التغيير فإنما يريده حسب مقاساته وبحسب مواقع مصالحه في العالم، ومن ظن غير ذلك فهو إما غبي أو شيطان أخرس.
ليس ذلك في الدول العربية وحسب؛ بل في كل دول العالم، ففي أوكرانيا مؤخراً هناك تشكيكات مشروعة في أن الذي يقف خلف الاضطرابات والاحتجاجات في «كييف»هو الغرب، وهنالك مستندات ودلائل مخابراتية أوكرانية تثبت أنه يقف بكل قوة خلف إرادة التغيير المزورة إن ثبت هذا الادعاء.
الغرب ليس غبياً كما نتوقع، فهو يقوم بعمليات التغيير السياسية في كل الدول التي يريد لها أن تتغير حسب مصالحه ومراكز أطماعه الاقتصادية، لكن بأيدٍ محلية، وبهذا يكون من الصعب جداً أن نفرق بين الثورة والتدخل الأجنبي في كثير من الأحيان وفي غالبية الدول التي تشهد مخاضات شعبية وثورية عبر العالم.
مؤخراً هنالك حراك طلابي ثوري جديد تشهده فنزويلا، ولأن بين أيدينا إرثاً كبيراً من العدوات المستحكمة بين واشنطن وكراكاس، سيكون الحديث عن وجود أصابع ومؤامرات في مشهد التغيير السياسي في هذه الدولة الثورية ضد الرأسمالية أصلاً أمراً مقبولا للغاية، وحتى نتجنب سوء الظن بالغربيين، هنالك الكثير من الوثائق والمستندات التي تثبت تورطهم في فنزويلا.
أيضاً هنالك حديث عن وجود أصابع غربية في الأحداث الجارية في البرازيل قبيل انطلاقة كأس العالم القادمة، ولأن أمريكا الجنوبية هي الجارة الأقرب من بقية دول العالم وقارَاته، سيكون الأمر بمثابة «الأقربون أولى بالمعروف»، وبما أن التغيير هو أسمى أنواع المعروف، سيكون التدخل مشروعاً في عقلية أصحاب السياسات المتعجرفة في الغرب حيال جيرانها قبل أصدقائها.
مشكلة الغرب ومن خلال القراءات السياسية والتحليلية الفاحصة والمنحازة نحو الحق وحقوق الإنسان لا يشفع لها تاريخه الملطخ بالدماء في أن نحسن الظن به مطلقاً، ومن يعول على مستقبل مشرق ومبهر يأتي من جهة الغرب في سبيل تعزيز قيم الديمقراطية والحرية فهو واهم واهم واهم.
القيم السياسية أصبحت حكراً على دول الغرب وشعوبها، أما بالنسبة إلى الصادر والوارد من الحرية والنفط فالمشهد يكون كالآتي؛ نحن نصدر لهم نفطنا وهم يستوردونه، أما بالنسبة إلى الحرية فإننا نشاهدها عندهم لكنهم لا يريدونها عندنا.
إذا لم تسلم الدول الفقيرة وشعوبها المطحونة بالأوجاع والأسى من عبثية الغرب وتدخلاته السافرة فيها، فكيف لا يتدخل في شؤون دول تزخر بالنفط والذهب والثروات؟ وإذا كانوا لا يحبون الإنسان الفنزويلي، فهل يمكن لهم أن يحبوا الإنسان العربي؟ وللعلم فقط ما زالت فلسطين شاهدة على ما نقول، والله على ما نقول شهيد.
{{ article.visit_count }}
ليس ذلك في الدول العربية وحسب؛ بل في كل دول العالم، ففي أوكرانيا مؤخراً هناك تشكيكات مشروعة في أن الذي يقف خلف الاضطرابات والاحتجاجات في «كييف»هو الغرب، وهنالك مستندات ودلائل مخابراتية أوكرانية تثبت أنه يقف بكل قوة خلف إرادة التغيير المزورة إن ثبت هذا الادعاء.
الغرب ليس غبياً كما نتوقع، فهو يقوم بعمليات التغيير السياسية في كل الدول التي يريد لها أن تتغير حسب مصالحه ومراكز أطماعه الاقتصادية، لكن بأيدٍ محلية، وبهذا يكون من الصعب جداً أن نفرق بين الثورة والتدخل الأجنبي في كثير من الأحيان وفي غالبية الدول التي تشهد مخاضات شعبية وثورية عبر العالم.
مؤخراً هنالك حراك طلابي ثوري جديد تشهده فنزويلا، ولأن بين أيدينا إرثاً كبيراً من العدوات المستحكمة بين واشنطن وكراكاس، سيكون الحديث عن وجود أصابع ومؤامرات في مشهد التغيير السياسي في هذه الدولة الثورية ضد الرأسمالية أصلاً أمراً مقبولا للغاية، وحتى نتجنب سوء الظن بالغربيين، هنالك الكثير من الوثائق والمستندات التي تثبت تورطهم في فنزويلا.
أيضاً هنالك حديث عن وجود أصابع غربية في الأحداث الجارية في البرازيل قبيل انطلاقة كأس العالم القادمة، ولأن أمريكا الجنوبية هي الجارة الأقرب من بقية دول العالم وقارَاته، سيكون الأمر بمثابة «الأقربون أولى بالمعروف»، وبما أن التغيير هو أسمى أنواع المعروف، سيكون التدخل مشروعاً في عقلية أصحاب السياسات المتعجرفة في الغرب حيال جيرانها قبل أصدقائها.
مشكلة الغرب ومن خلال القراءات السياسية والتحليلية الفاحصة والمنحازة نحو الحق وحقوق الإنسان لا يشفع لها تاريخه الملطخ بالدماء في أن نحسن الظن به مطلقاً، ومن يعول على مستقبل مشرق ومبهر يأتي من جهة الغرب في سبيل تعزيز قيم الديمقراطية والحرية فهو واهم واهم واهم.
القيم السياسية أصبحت حكراً على دول الغرب وشعوبها، أما بالنسبة إلى الصادر والوارد من الحرية والنفط فالمشهد يكون كالآتي؛ نحن نصدر لهم نفطنا وهم يستوردونه، أما بالنسبة إلى الحرية فإننا نشاهدها عندهم لكنهم لا يريدونها عندنا.
إذا لم تسلم الدول الفقيرة وشعوبها المطحونة بالأوجاع والأسى من عبثية الغرب وتدخلاته السافرة فيها، فكيف لا يتدخل في شؤون دول تزخر بالنفط والذهب والثروات؟ وإذا كانوا لا يحبون الإنسان الفنزويلي، فهل يمكن لهم أن يحبوا الإنسان العربي؟ وللعلم فقط ما زالت فلسطين شاهدة على ما نقول، والله على ما نقول شهيد.