بعد أن نامت العيون الناعسة على الرقم (300 ألف) الحالم، بعد أن انبلج صباح يوم 16 ومن بعده انفلق صباح يوم 17 فبراير 2014، بعد أن تفرك الأميرة الناعسة عينها من غشاوة النعاس، ستعود وإياكم للواقع، والواقع الذي سيصدمها هو أن الذكرى الثالثة لمحاولة إسقاط النظام مرت والنظام شامخ صامد، والذكرى الثالثة لمحاولة سرقة الدولة مرت والدولة مازالت سائرة في ركبها دون رجوع للوراء، الواقع هو أن جلسة للشورى ستكون اليوم الإثنين 17 فبراير بجدول أعمال عادي ضمن جلسات دور الانعقاد الرابع وغداً الثلاثاء ستكون هي الأخرى جلسة عادية أخرى للنواب، الواقع يقول إن الفصل التشريعي الثالث سيكتمل عادياً جداً وبملل وسيستمر الفصل دون تغيير وستذهب سدى تلك الأرواح التي صعدت لبارئها في محاولة لوقفه وتعطيله، الواقع يقول إن الذكرى الثالثة للخيانة مرت والميثاق ثابت وشعب البحرين حاميه، والواقع الأكثر صدمة هو أن إيران بإمامها وبأتباعها وبكل ما ضخته من أموال لم تتمكن من محو شعب البحرين وميثاقه الوطني، هذه المحاولة الرابعة وئدت إلى غير رجعة، وفشلت فشلاً ذريعاً، سقطوا هم ولم تسقط الدولة، و(كل ما طاش وما لم يطش وكأنه لم يطش).وها نحن اليوم 17 فبراير 2014 يعود كما كان قبل المحاولة الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبعد كل ما بذلوه من أرواح ومن أموال، يوماً بحرينيا بامتياز يوماً كسائر أيامنا السابقة على 14 فبراير 2011، الطلبة إلى مدارسهم والموظفون إلى أعمالهم، والعمال إلى مصانعهم، والتجار إلى سوقهم، والنواب إلى مجلسهم، والقضاة إلى محاكمهم، والناس إلى قضاء مصالحهم، بمن فيهم رقم (300 ألف) ذو الثلاثة أبعاد!! وزوار البحرين ومستثمرو البحرين على مواعيدهم، وفي نهاية هذا الأسبوع سيمتلئ الجسر من زوارنا من أهل الخليج مرحباً بهم، والمجمعات كما هي والحركة التجارية كما هي والمشاريع ماضية على قدم وساق وانتخابات الغرفة ستأخذ جزءاً من الضوء الإعلامي وجلسة النواب ستأخذ جزءاً آخر من الضوء، وبرقيات التهنئة مازالت تتوالى على قيادات الدولة تهنئها بالذكرى الثالثة عشرة للميثاق الوطني، و ..و..وهكذا مر فبراير 2014 بعد أن مل ضجيجهم دون أن ينجح في تحريك نملة من موقعها.وها هم عادوا بعد كل ما (طاش) منهم في محاولتهم الرابعة لإسقاط الدولة يتسكعون، ينتظرون دعوتهم لموعد جديد من مواعيد الحوار وليتكم ترون أشكالهم في اللقاءات، ها هم يستميتون ومن خرج من مؤسسات الدولة التشريعية قبل ثلاثة أعوام، يستميت اليوم من أجل إنهاء الحوار، قبل موعد انتخابات أكتوبر 2014 كي يتمكن من ترشيح نفسه من جديد، بعد أن قال لأصحابه لن أرشح نفسي، اليوم يعلن أنه مستعد لثلاث جلسات في الأسبوع وربما يبيت في القاعة إلى حين الموعد القادم، المهم أن ينتهي الموعد قبل الانتخابات الجديدة، كي يعود لها ممنياً نفسه بمكاسب ذاتية أخرى ربما بمنصب وزاري هنا أو هناك، وقابل بدولة يحكمها نفس النظام الذي وعد بإسقاطه! مديراً ظهره لمن مات من أتباعه بعد أن دفعوا الثمن وسيقبضه هو، وفرق بين من دفع ومن قبض، أما الأرواح التي دفعت الثمن فعليها أن تنتظر لترى قيادتها تقف في الطابور لتقدم القسم لجلالة الملك.. وإن أكتوبر لناظره قريب!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90