مهما أشيع عن فوائد العنف واستخدام القوة في هذا العالم، فإننا سنظل ضد هذا التوجه، مهما حاول الكثير من المتطرفين أن يزينوه أو يجملوه في أنظار المجتمعات البشرية المجبولة على الحب والخير والسلام، فالعنف يظل عنفاً، سواء كان صغيراً أو كبيراً، وسواء كان رسمياً أو شعبياً، فالعنف يجب أن يكون من أدوات الماضي السحيق، وهي أداة جبانة في ثوب بطل.
ليس العنف فقط أن يؤذي الإنسان جسد أخيه الإنسان لمرة واحدة، بل قد يمتد هذا العنف ليصل إلى عناوين كبيرة وخطيرة كالإبادات الجماعية والحروب العالمية التي تقضي على ملايين البشر، كما إن العنف لا يقتصر على العنف الجسدي، بل هنالك عنف رمزي ومعنوي ولفظي وديني وعرقي، وربما تكون الأنواع الأخيرة التي ذكرناها من أشد أنواع العنف، إذ هي أشد وقعاً على الإنسان من العنف الجسدي المجرد.
بما أن للسياسة قوانينها وسننها، فإن استخدام القوة المغلفة بالعنف بالنسبة للمشتغلين بها، تعتبر من أبرز مضامينها وملامحها وسلوكياتها المتوحشة عبر التاريخ، ففي حال لم تتحقق الأهداف عبر المفاوضات أو السلام، فلا خيار ثالث غير العنف أو بمفردة أكثر تأدباً هي «الحرب»، كما أشار لذلك الروائي والفيلسوف الروسي العالمي «تولستوي» في روايته الخالدة «الحرب والسلام».
يعتبر العنف أداة رئيسة من أدوات العاجز عن تحقيق ما يمكن تحقيقه بالعقل ولغة التفاهم والمفاوضات السياسية الخالصة، ولهذا يلجأ الكثير من الفاشلين في علم الإدارة والسياسة إلى استخدام العنف في كل الأحوال، من أجل تغطية فشلهم وإخفاقاتهم في تحقيق ما هو مشروع من الأمور والقضايا التي كفلها القانون الإنساني والدولي.
لم ينجح كل داعية للعنف في تحقيق مطالبه والوصول إلى أهدافه، وإن حققها بطريقة آنية، فإنه لن يستطيع أن يحافظ عليها إلى الأبد، لأن العنف ليس مساراً مشروعاً في حياة البشرية، ولأن العنف هو المحاكي المضاد للسلام عند الإنسان، وهو مصداق لقول الرسول الكريم «إِن الرفق لا يكون في شيء إِلا زانه ولا ينزع من شيء إِلا شانه».
هناك اليوم الكثير ممن يدعون إلى العنف ويشجعونه ويبشرون به، وربما يتهمون من يرفضه بالجبن والضعف، بل هنالك من يحرض على العنف بكل الوسائل ومن كل الأطراف، حتى من دون تأمل في عواقب هذا السلوك الشاذ، وما عليك سوى أن تسوح ولو لدقيقة واحدة في عالم الفضاء الإلكتروني، لتجد أن هنالك آلاف المهووسين بالعنف من مجانين البشر، حتى صرنا نشك، بل ربما نؤكد بوجود أصابع خفية ومدسوسة في ذلك العالم الافتراضي، وظيفتها تحطيم القيم والفضائل عبر الدعوة إلى العنف بكل أشكاله. جماعات تتلذذ وتتفنن في نشر ثقافة العنف والتي تؤدي في منتهاها إلى ثقافة الكراهية.
لا نريد هنا أن نفلسف العنف ونبرره، لأننا لن نصل إلى نتيجة إيجابية، بل علينا ولو من ناحية المبدأ أن نؤكد، بأننا ضد كل أشكال العنف ومن أية جهة تصدر، وتحت كل المسميات، وحماية لمفاهيم أخرى لها ذات المدلولات، كالجهاد في وجه العدو، والتضحية في سبيل الحق، كي لا تشتبه علينا المفاهيم والقيم.
إن كنت ممن يرفضون العنف، ولا يشاركون في نشره بين بني البشر، فاستمر في جهادك ضده إلى آخر يوم في حياتك، ولا تستمع إلى كل صوت يدعو إليه ويزينه إلى الناس، وكن من (ألَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ).
ليس العنف فقط أن يؤذي الإنسان جسد أخيه الإنسان لمرة واحدة، بل قد يمتد هذا العنف ليصل إلى عناوين كبيرة وخطيرة كالإبادات الجماعية والحروب العالمية التي تقضي على ملايين البشر، كما إن العنف لا يقتصر على العنف الجسدي، بل هنالك عنف رمزي ومعنوي ولفظي وديني وعرقي، وربما تكون الأنواع الأخيرة التي ذكرناها من أشد أنواع العنف، إذ هي أشد وقعاً على الإنسان من العنف الجسدي المجرد.
بما أن للسياسة قوانينها وسننها، فإن استخدام القوة المغلفة بالعنف بالنسبة للمشتغلين بها، تعتبر من أبرز مضامينها وملامحها وسلوكياتها المتوحشة عبر التاريخ، ففي حال لم تتحقق الأهداف عبر المفاوضات أو السلام، فلا خيار ثالث غير العنف أو بمفردة أكثر تأدباً هي «الحرب»، كما أشار لذلك الروائي والفيلسوف الروسي العالمي «تولستوي» في روايته الخالدة «الحرب والسلام».
يعتبر العنف أداة رئيسة من أدوات العاجز عن تحقيق ما يمكن تحقيقه بالعقل ولغة التفاهم والمفاوضات السياسية الخالصة، ولهذا يلجأ الكثير من الفاشلين في علم الإدارة والسياسة إلى استخدام العنف في كل الأحوال، من أجل تغطية فشلهم وإخفاقاتهم في تحقيق ما هو مشروع من الأمور والقضايا التي كفلها القانون الإنساني والدولي.
لم ينجح كل داعية للعنف في تحقيق مطالبه والوصول إلى أهدافه، وإن حققها بطريقة آنية، فإنه لن يستطيع أن يحافظ عليها إلى الأبد، لأن العنف ليس مساراً مشروعاً في حياة البشرية، ولأن العنف هو المحاكي المضاد للسلام عند الإنسان، وهو مصداق لقول الرسول الكريم «إِن الرفق لا يكون في شيء إِلا زانه ولا ينزع من شيء إِلا شانه».
هناك اليوم الكثير ممن يدعون إلى العنف ويشجعونه ويبشرون به، وربما يتهمون من يرفضه بالجبن والضعف، بل هنالك من يحرض على العنف بكل الوسائل ومن كل الأطراف، حتى من دون تأمل في عواقب هذا السلوك الشاذ، وما عليك سوى أن تسوح ولو لدقيقة واحدة في عالم الفضاء الإلكتروني، لتجد أن هنالك آلاف المهووسين بالعنف من مجانين البشر، حتى صرنا نشك، بل ربما نؤكد بوجود أصابع خفية ومدسوسة في ذلك العالم الافتراضي، وظيفتها تحطيم القيم والفضائل عبر الدعوة إلى العنف بكل أشكاله. جماعات تتلذذ وتتفنن في نشر ثقافة العنف والتي تؤدي في منتهاها إلى ثقافة الكراهية.
لا نريد هنا أن نفلسف العنف ونبرره، لأننا لن نصل إلى نتيجة إيجابية، بل علينا ولو من ناحية المبدأ أن نؤكد، بأننا ضد كل أشكال العنف ومن أية جهة تصدر، وتحت كل المسميات، وحماية لمفاهيم أخرى لها ذات المدلولات، كالجهاد في وجه العدو، والتضحية في سبيل الحق، كي لا تشتبه علينا المفاهيم والقيم.
إن كنت ممن يرفضون العنف، ولا يشاركون في نشره بين بني البشر، فاستمر في جهادك ضده إلى آخر يوم في حياتك، ولا تستمع إلى كل صوت يدعو إليه ويزينه إلى الناس، وكن من (ألَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ).