في الشأن السوري تحديداً، وفي شأن بقية البلدان العربية عموماً؛ فإن طبيعة تعامــــل الغــرب عمومـاً - وعلــى الأخـــص الولايات المتحدة الأمريكية- تتمثل في إدارة الصراعـــات للوصــول إلــى الأهـــداف الاستراتيجية، فقد وصلنا في هذه اللحظة إلى نقطة يقين تتمثل في أن هؤلاء لا تهمهم البشرية فنت أم نمت، ولكن يهمهم مصالحهم وتحقيق أهدافهم حتى ولو كلف ذلك مئات الآلاف من «قالونات» الدماء التـي نزفت من الشعب السوري.
فالولايات المتحدة تتعامل مع الجميع ليعملوا ضد بعضهم البعض، والمشكلة الأساسية أن هذا الإطباق غير الشريف الذي يمارس على أنظمتنا العربية هو عبارة عن القسر والخوف المفروض على أنظمتنا التي لا تستطيع الخروج عن السياسة الأمريكية.
إن تعامل الغرب من سوريا كان مختلفاً تماماً عن التعامل مع أي دولة أخرى، فمن استطاع إزاحة القذافي بين ليلة وضحاها، لم يكن صعباً عليه إزاحة بشار الأسد في ليلتين أو ثلاث، ومن قرر أن يوجه ضربة عسكرية للنظام بسبب استخدامه للأسلحة الكيماوية، يفترض من ضميره أن يصحو مع أول 10000 قتيل على أقل تقدير من أطفال ونساء، لا أن يصل العدد إلى مليون ولا يزال الغرب يحث علــى عقــد «جنيــف 2» للوصول إلى مصالحة!.
كل هذا يدفع إلى إيجاد استقلالية حقيقية بعد تلك التجربة المريرة التي ذاقتها الدول العربية بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإن الانفتاح على الشرق هو بداية كسر الطوق المفروض على بلداننا لخلق أجواء اقتصادية وسياسية مختلفة، ممكن من خلالها أن تتغير موازين القوى والمعادلات السياسية في المستقبل القريب.
التحليل النفسي والسياسي لسلوك وتعامل بعض الدول الغربية مع الأحداث العربية، يكشف بما لا يدع مجالاً للشك، أن تلك الدول ما هي إلا ذئاب كانت تحاول دائماً أن تظهر للعالم بأنها ديمقراطية وإنسانية.
من المستغرب جداً أن نرى الجمهورية الراديكالية في إيران وأذرعها في كل مكان، تتطور وتنمو وتطول مخالبها على حساب دول الخليج برعاية غربية صرفة، في الوقت الذي تواجه فيه معظم الأنظمة الخليجية خذلاناً بعده خذلان من قبل من كانوا يعتبرونهم حلفاء!.
إن مقومات الاستقلالية الخليجية عن النظام الدولي موجودة، ولكنها تواجه بضراوة، فلا استغراب لو علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أشد المعارضين لقيام الاتحاد الخليجي ضمناً، فهي لم تفتأ من إعطاء الأضواء الخضر لإيران لتعيث فساداً في المنطقة، خدمة للمصالح الصهيونية التي التقت مصالحهم جميعاً فيها، وإن هذه الاستقلالية تنقصها خطوات جادة، وقرارات شجاعة، ووحدة فعلية.
إن كل هذا الحراك الدولي الصاخب، يرافقه حراك مسكوت عنه في فلسطين وخصوصاً القـــدس، ويحضرنـــي أنـــه فـــي المؤتمـر البرلماني العربي العشرين الذي عقد في الكويت الشهر الماضي كانت هناك كلمة لممثل الشعب الفلسطيني في القدس، استعرض فيها آخر التطورات بشأن التهجير القسري ومحاولة قلب الديمغرافية هناك، إضافة إلى آخر المستجدات بشأن الحفريات في المسجد الأقصى وعرض شرحاً مطولاً خلص في النهاية إلى أن موضوع «هدم الأقصى وبناء الهيكل أصبح قريباً» إن لم يتم تدارك الأمر.
إن الحرب العقدية تحتم فرزاً جديداً لا بد أن يبرز على الساحة، وهذا الفرز إن لم تفرضه تلك الدول على نفسها ذاتياً بترجمتهــا إلـى سياسات، ستجد نفسها مجربة في النهاية على اتخاذ موقف تجاه ما تتعرض له من ضرب تحت الحزام، وإن الأهداف التي يريد الغرب تحقيقها ستكون حتى ولو كانت على حساب تلك التحالفات الهشة التي ظنت الأنظمة الخليجية أنها صمام أمام لاستمرار واستقرار الحكم.
فالولايات المتحدة تتعامل مع الجميع ليعملوا ضد بعضهم البعض، والمشكلة الأساسية أن هذا الإطباق غير الشريف الذي يمارس على أنظمتنا العربية هو عبارة عن القسر والخوف المفروض على أنظمتنا التي لا تستطيع الخروج عن السياسة الأمريكية.
إن تعامل الغرب من سوريا كان مختلفاً تماماً عن التعامل مع أي دولة أخرى، فمن استطاع إزاحة القذافي بين ليلة وضحاها، لم يكن صعباً عليه إزاحة بشار الأسد في ليلتين أو ثلاث، ومن قرر أن يوجه ضربة عسكرية للنظام بسبب استخدامه للأسلحة الكيماوية، يفترض من ضميره أن يصحو مع أول 10000 قتيل على أقل تقدير من أطفال ونساء، لا أن يصل العدد إلى مليون ولا يزال الغرب يحث علــى عقــد «جنيــف 2» للوصول إلى مصالحة!.
كل هذا يدفع إلى إيجاد استقلالية حقيقية بعد تلك التجربة المريرة التي ذاقتها الدول العربية بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإن الانفتاح على الشرق هو بداية كسر الطوق المفروض على بلداننا لخلق أجواء اقتصادية وسياسية مختلفة، ممكن من خلالها أن تتغير موازين القوى والمعادلات السياسية في المستقبل القريب.
التحليل النفسي والسياسي لسلوك وتعامل بعض الدول الغربية مع الأحداث العربية، يكشف بما لا يدع مجالاً للشك، أن تلك الدول ما هي إلا ذئاب كانت تحاول دائماً أن تظهر للعالم بأنها ديمقراطية وإنسانية.
من المستغرب جداً أن نرى الجمهورية الراديكالية في إيران وأذرعها في كل مكان، تتطور وتنمو وتطول مخالبها على حساب دول الخليج برعاية غربية صرفة، في الوقت الذي تواجه فيه معظم الأنظمة الخليجية خذلاناً بعده خذلان من قبل من كانوا يعتبرونهم حلفاء!.
إن مقومات الاستقلالية الخليجية عن النظام الدولي موجودة، ولكنها تواجه بضراوة، فلا استغراب لو علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أشد المعارضين لقيام الاتحاد الخليجي ضمناً، فهي لم تفتأ من إعطاء الأضواء الخضر لإيران لتعيث فساداً في المنطقة، خدمة للمصالح الصهيونية التي التقت مصالحهم جميعاً فيها، وإن هذه الاستقلالية تنقصها خطوات جادة، وقرارات شجاعة، ووحدة فعلية.
إن كل هذا الحراك الدولي الصاخب، يرافقه حراك مسكوت عنه في فلسطين وخصوصاً القـــدس، ويحضرنـــي أنـــه فـــي المؤتمـر البرلماني العربي العشرين الذي عقد في الكويت الشهر الماضي كانت هناك كلمة لممثل الشعب الفلسطيني في القدس، استعرض فيها آخر التطورات بشأن التهجير القسري ومحاولة قلب الديمغرافية هناك، إضافة إلى آخر المستجدات بشأن الحفريات في المسجد الأقصى وعرض شرحاً مطولاً خلص في النهاية إلى أن موضوع «هدم الأقصى وبناء الهيكل أصبح قريباً» إن لم يتم تدارك الأمر.
إن الحرب العقدية تحتم فرزاً جديداً لا بد أن يبرز على الساحة، وهذا الفرز إن لم تفرضه تلك الدول على نفسها ذاتياً بترجمتهــا إلـى سياسات، ستجد نفسها مجربة في النهاية على اتخاذ موقف تجاه ما تتعرض له من ضرب تحت الحزام، وإن الأهداف التي يريد الغرب تحقيقها ستكون حتى ولو كانت على حساب تلك التحالفات الهشة التي ظنت الأنظمة الخليجية أنها صمام أمام لاستمرار واستقرار الحكم.