بعد الاتفاق الأمريكي الإيراني الجديد.. ما هي قواعد اللعبة السياسية في المنطقة؟
إيران استبشرت خيراً وعدت ذلك نصراً سياسياً، فيما عدت إسرائيل ذلك خطأً تاريخياً.. وأمريكا تطمئنها. دول الخليج تستشعر الخطر فالتجارب مع إيران أحلاها مر، والجراح القديمة مازالت تنزف.
هذا الاتفاق سيحول القلق الأمريكي الإسرائيلي «في الظاهر المعلن» إلى فزاعة ضد الخليج والعرب ويعيد إنتاج ذلك الشرطي والحارس على مصالح الغرب في المنطقة.
الشرطي هو هو لم يتغير إلا ثوبه، ففي الفترة التي سبقت العام 1979 كان ثوبه ملكياً وكان ينادي بالقومية الفارسية ويعمل لصالحها، وشرطي اليوم يرتدي ثوب الدين وكل أفعاله وسياساته تدل على عمله لصالح القومية أيضاً، وإن ادعى خدمته للملة والطائفة.
إرهاصات رجوع هذا الشرطي للخدمة ليست وليدة اللحظة ونتيجة هذا الاتفاق، والسياسة الأمريكية ليست سياسة عفوية أو يتحكم فيها فرد في الإدارة الأمريكية، فأمريكا لا تتخبط في سياستها، لقد ظهرت أولى هذه الإرهاصات عندما طرد السوفييت من أفغانستان وقتها سمحت أمريكا لإيران بالتمدد هناك، ثم بعد غزو العراق مكنتها منه؛ بل سمحت لها بحكمه بالكامل، كما أنها سمحت لذراع إيران في لبنان «حزب الله» بالسيطرة على الجنوب اللبناني ووضعته حارساً على الحدود مع إسرائيل.
إن العلاقة بين أمريكا وإيران علاقة مصالح مشتركة وهي وإن صاحبها فتور في الظاهر وتخللها استعراضات «عنترية» وصلت إلى الحد الذي رسم فيه بعض الكتاب الأمريكيين سيناريو الضربة الأمريكية لإيران في العام 2007، إلا أنها في الواقع تصريحات للاستهلاك العالمي.
أمريكا تبحث في سياستها الخارجية عن المصلحة الأكبر وهي اليوم بلاشك مع إيران، فإيران نجحت في التآمر على أفغانستان والعراق وقد صرّح بذلك عدد من المسؤولين الإيرانيين عندما ذكروا أمريكا مراراً بدورهم في احتلال الدولتين، كما إن لإيران ولاء وانتماء الطابور الخامس في دول المنطقة، والمصلحة متبادلة وكلاهما يحقق رغبة الآخر، أمريكا تريد ما تحت الأرض وتشرذم هذه الدول وتريد ذراعاً فيها، وإيران تريد الأرض وما فوقها وتريد نشر ثقافتها وتطبيق سياستها الفارسية الاستعمارية، والضحية لا تعني شيئاً لأمريكا.
المشكلة اليوم ليست بعودة هذا الشرطي، المشكلة الحقيقية إذا هزمنا نفسياً أمامه واستسلمنا لتنصيبه. نعم.. الشرطي فرصة جديدة لأمريكا لابتزاز دول الخليج العربي بشكل أكبر، ولكن أمريكا تراقب مصالحها دوماً، ألم تفتح أمريكا أبوابها مرة أخرى للنظام المصري الجديد بعدما بحث عن مصالحه مع روسيا؟.
اليوم تستطيع دول الخليج العربي مواجهة الموقف، فشرطي اليوم يعاني من داخل ممزق وشعب يكن له الكره، وجيران يطلبونه الثأر بعدما فتك بهم ولم يبقِ له صديقاً في المنطقة، وخليج اليوم ليس كخليج الأمس فهو يملك اقتصاداً قوياً وعلاقات ومصالح مع مختلف دول العالم، كما إنه يملك القوة الناعمة «الإعلام» وما عليه سوى استخدام هذه الإمكانات والعمل مع من تضرر من سطوة هذا الشرطي. وبغير ذلك لن نتمكن من حماية أنفسنا، فذلك الشرطي أطماعه الاستعمارية قديمة ومعروفة وأمريكا لا تعنيها سوى مصالحها.
.. وللحديث بقية
إيران استبشرت خيراً وعدت ذلك نصراً سياسياً، فيما عدت إسرائيل ذلك خطأً تاريخياً.. وأمريكا تطمئنها. دول الخليج تستشعر الخطر فالتجارب مع إيران أحلاها مر، والجراح القديمة مازالت تنزف.
هذا الاتفاق سيحول القلق الأمريكي الإسرائيلي «في الظاهر المعلن» إلى فزاعة ضد الخليج والعرب ويعيد إنتاج ذلك الشرطي والحارس على مصالح الغرب في المنطقة.
الشرطي هو هو لم يتغير إلا ثوبه، ففي الفترة التي سبقت العام 1979 كان ثوبه ملكياً وكان ينادي بالقومية الفارسية ويعمل لصالحها، وشرطي اليوم يرتدي ثوب الدين وكل أفعاله وسياساته تدل على عمله لصالح القومية أيضاً، وإن ادعى خدمته للملة والطائفة.
إرهاصات رجوع هذا الشرطي للخدمة ليست وليدة اللحظة ونتيجة هذا الاتفاق، والسياسة الأمريكية ليست سياسة عفوية أو يتحكم فيها فرد في الإدارة الأمريكية، فأمريكا لا تتخبط في سياستها، لقد ظهرت أولى هذه الإرهاصات عندما طرد السوفييت من أفغانستان وقتها سمحت أمريكا لإيران بالتمدد هناك، ثم بعد غزو العراق مكنتها منه؛ بل سمحت لها بحكمه بالكامل، كما أنها سمحت لذراع إيران في لبنان «حزب الله» بالسيطرة على الجنوب اللبناني ووضعته حارساً على الحدود مع إسرائيل.
إن العلاقة بين أمريكا وإيران علاقة مصالح مشتركة وهي وإن صاحبها فتور في الظاهر وتخللها استعراضات «عنترية» وصلت إلى الحد الذي رسم فيه بعض الكتاب الأمريكيين سيناريو الضربة الأمريكية لإيران في العام 2007، إلا أنها في الواقع تصريحات للاستهلاك العالمي.
أمريكا تبحث في سياستها الخارجية عن المصلحة الأكبر وهي اليوم بلاشك مع إيران، فإيران نجحت في التآمر على أفغانستان والعراق وقد صرّح بذلك عدد من المسؤولين الإيرانيين عندما ذكروا أمريكا مراراً بدورهم في احتلال الدولتين، كما إن لإيران ولاء وانتماء الطابور الخامس في دول المنطقة، والمصلحة متبادلة وكلاهما يحقق رغبة الآخر، أمريكا تريد ما تحت الأرض وتشرذم هذه الدول وتريد ذراعاً فيها، وإيران تريد الأرض وما فوقها وتريد نشر ثقافتها وتطبيق سياستها الفارسية الاستعمارية، والضحية لا تعني شيئاً لأمريكا.
المشكلة اليوم ليست بعودة هذا الشرطي، المشكلة الحقيقية إذا هزمنا نفسياً أمامه واستسلمنا لتنصيبه. نعم.. الشرطي فرصة جديدة لأمريكا لابتزاز دول الخليج العربي بشكل أكبر، ولكن أمريكا تراقب مصالحها دوماً، ألم تفتح أمريكا أبوابها مرة أخرى للنظام المصري الجديد بعدما بحث عن مصالحه مع روسيا؟.
اليوم تستطيع دول الخليج العربي مواجهة الموقف، فشرطي اليوم يعاني من داخل ممزق وشعب يكن له الكره، وجيران يطلبونه الثأر بعدما فتك بهم ولم يبقِ له صديقاً في المنطقة، وخليج اليوم ليس كخليج الأمس فهو يملك اقتصاداً قوياً وعلاقات ومصالح مع مختلف دول العالم، كما إنه يملك القوة الناعمة «الإعلام» وما عليه سوى استخدام هذه الإمكانات والعمل مع من تضرر من سطوة هذا الشرطي. وبغير ذلك لن نتمكن من حماية أنفسنا، فذلك الشرطي أطماعه الاستعمارية قديمة ومعروفة وأمريكا لا تعنيها سوى مصالحها.
.. وللحديث بقية