منذ اللحظة التي تم فيها الإعلان عن توصل إيران والغرب إلى اتفاق اعتبر المبهورون بالجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها هي التي انتصرت، وأن الاتفاق في صالحها بدرجة مائة في المائة، لذا تم تبادل رسائل التهاني عبر «الواتسبات»، والتي كان كثير منها يسخر من الدول العربية التي انشغلت في أمور لا تتناسب مع ما في يدها من ثروات وتمجد في القيادة الإيرانية التي «استطاعت أن تمرغ أنف الغرب في التراب»، وأن تنتصر عليه وعلى إسرائيل بانتزاع اعتراف الغرب بحقها في دخول النادي النووي رسمياً.
بعيداً عن عدد الأهداف التي سجلها كل طرف في مرمى الآخر، وما إذا كانت إيران هي المستفيد الأكبر من الاتفاق أو الغرب؛ فإن ما ينبغي أن ينتبه إليه المتحمسون للاتفاق ممن رقصوا فرحاً بـ «الانتصار» الإيراني هو أن إيران تهتم بمصلحتها ومصلحة شعبها أولاً وأخيراً، وأن توصلها إلى أي اتفاق مع الغرب لا يعني أنها ستنتصر لهم، فلو كان هذا الأمر صحيحاً وأنها تلتزم بمبادئها وتصريحاتها لما دخلت طوال الفترة الماضية في مباحثات سرية ولقاءات مع «الشيطان الأكبر» الذي ظلت على مدى ثلاثين سنة ونيف تلعنه وتلعن من يتعامل معه!
إيران تبحث عن مصلحتها مثلما كل دولة تبحث عن مصلحتها، وهذا من حقها، والمصلحة أحياناً تستدعي إعادة المبادئ إلى أغمادها وتغيير التصريحات والمواقف، هذه مسألة ينبغي أن تكون مفهومة لكل من يعتقد أن توصل إيران إلى اتفاق مع الغرب يعني أنها ستنتصر له وتحارب «الشيطان الأكبر» من أجل سواد عينيه.
عند انتصار الثورة في إيران رقصت المنظمات والحركات السياسية المعارضة في العديد من دول العالم، ومنها البحرين، فرحاً بذلك، وحصلت في البدء على دعم وترحيب لفتح أكشاك لها في طهران، لكن إيران وجدت بعد قليل أن مصلحتها تتطلب إغلاق كل تلك الأكشاك فأغلقتها وطردت من فيها.
اليوم لن تسمح إيران لشعبها وللآخرين الذين يشدون الظهر بها رمي حجر على الشيطان الأكبر لأن مصلحتها اليوم مع هذا الشيطان، فمن دونه ومن دون رضاه وحصوله هو الآخر على مصلحته لن تتمكن إيران من تحقيق أحلامها وأهدافها التي تبدأ وتنتهي عند نقطة واحدة هي مصلحتها ومصلحة شعبها ومصلحة القومية الفارسية.
بالتأكيد لن تتوقف إيران عن رفع الشعارات الداعمة لـ «المستضعفين» لكنها ستستبدل الشيطان الأكبر بالشيطان الأصغر منه قليلاً «إسرائيل» لترميه بالحجارة ساعة يتطلب الأمر ذلك، وبالتأكيد لن تتوقف فضائياتها عن نصرة من انتصرت لهم في الفترة الماضية، لكنها لن تتردد عن التوقف عن كل ذلك والحجر على المبادئ بأنواعها لحظة أن تجد أن مصلحتها تتأثر أو تتطلب التوقف عن كل شيء والتراجع عن كل قول.
ليس هذا تحاملاً على إيران؛ فنحن في دول الخليج العربي أيضاً نبحث عن مصالحنا وندافع عنها ونسعى إلى تحقيق أهدافنا، وعندما نجد أن مصلحتنا هي في التعاون مع إيران فسنعمل من أجل ذلك. فالدول مصالح، لكن الفارق بيننا وبين كثير من الآخرين هو أننا لا نرفع الشعارات الثورية وننظر إلى الأمور بواقعية ونقول إن من حقنا وحق الآخر الدفاع عن مصالحه والسعي لها.
من هنا جاء ترحيب البحرين بالاتفاق المبدئي بين مجموعة خمسة زائد واحد وإيران في مفاوضات جنيف، خصوصاً أنه يتماشى مع مواقف المملكة وسياساتها المتركزة على أن «الحلول الدبلوماسية هي الطريق الصحيح لضمان الاستقرار وتحقيق السلام والأمن الدوليين وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية». ومن هنا كان تصريح وزير الخارجية الذي جاء فيه أن «الاتفاق يصب في نهاية الأمر في تحقيق الاستقرار ونزع فتيل أي أزمة».
بعيداً عن عدد الأهداف التي سجلها كل طرف في مرمى الآخر، وما إذا كانت إيران هي المستفيد الأكبر من الاتفاق أو الغرب؛ فإن ما ينبغي أن ينتبه إليه المتحمسون للاتفاق ممن رقصوا فرحاً بـ «الانتصار» الإيراني هو أن إيران تهتم بمصلحتها ومصلحة شعبها أولاً وأخيراً، وأن توصلها إلى أي اتفاق مع الغرب لا يعني أنها ستنتصر لهم، فلو كان هذا الأمر صحيحاً وأنها تلتزم بمبادئها وتصريحاتها لما دخلت طوال الفترة الماضية في مباحثات سرية ولقاءات مع «الشيطان الأكبر» الذي ظلت على مدى ثلاثين سنة ونيف تلعنه وتلعن من يتعامل معه!
إيران تبحث عن مصلحتها مثلما كل دولة تبحث عن مصلحتها، وهذا من حقها، والمصلحة أحياناً تستدعي إعادة المبادئ إلى أغمادها وتغيير التصريحات والمواقف، هذه مسألة ينبغي أن تكون مفهومة لكل من يعتقد أن توصل إيران إلى اتفاق مع الغرب يعني أنها ستنتصر له وتحارب «الشيطان الأكبر» من أجل سواد عينيه.
عند انتصار الثورة في إيران رقصت المنظمات والحركات السياسية المعارضة في العديد من دول العالم، ومنها البحرين، فرحاً بذلك، وحصلت في البدء على دعم وترحيب لفتح أكشاك لها في طهران، لكن إيران وجدت بعد قليل أن مصلحتها تتطلب إغلاق كل تلك الأكشاك فأغلقتها وطردت من فيها.
اليوم لن تسمح إيران لشعبها وللآخرين الذين يشدون الظهر بها رمي حجر على الشيطان الأكبر لأن مصلحتها اليوم مع هذا الشيطان، فمن دونه ومن دون رضاه وحصوله هو الآخر على مصلحته لن تتمكن إيران من تحقيق أحلامها وأهدافها التي تبدأ وتنتهي عند نقطة واحدة هي مصلحتها ومصلحة شعبها ومصلحة القومية الفارسية.
بالتأكيد لن تتوقف إيران عن رفع الشعارات الداعمة لـ «المستضعفين» لكنها ستستبدل الشيطان الأكبر بالشيطان الأصغر منه قليلاً «إسرائيل» لترميه بالحجارة ساعة يتطلب الأمر ذلك، وبالتأكيد لن تتوقف فضائياتها عن نصرة من انتصرت لهم في الفترة الماضية، لكنها لن تتردد عن التوقف عن كل ذلك والحجر على المبادئ بأنواعها لحظة أن تجد أن مصلحتها تتأثر أو تتطلب التوقف عن كل شيء والتراجع عن كل قول.
ليس هذا تحاملاً على إيران؛ فنحن في دول الخليج العربي أيضاً نبحث عن مصالحنا وندافع عنها ونسعى إلى تحقيق أهدافنا، وعندما نجد أن مصلحتنا هي في التعاون مع إيران فسنعمل من أجل ذلك. فالدول مصالح، لكن الفارق بيننا وبين كثير من الآخرين هو أننا لا نرفع الشعارات الثورية وننظر إلى الأمور بواقعية ونقول إن من حقنا وحق الآخر الدفاع عن مصالحه والسعي لها.
من هنا جاء ترحيب البحرين بالاتفاق المبدئي بين مجموعة خمسة زائد واحد وإيران في مفاوضات جنيف، خصوصاً أنه يتماشى مع مواقف المملكة وسياساتها المتركزة على أن «الحلول الدبلوماسية هي الطريق الصحيح لضمان الاستقرار وتحقيق السلام والأمن الدوليين وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية». ومن هنا كان تصريح وزير الخارجية الذي جاء فيه أن «الاتفاق يصب في نهاية الأمر في تحقيق الاستقرار ونزع فتيل أي أزمة».