الفرحة تملأ قلبها والابتسامة الوضاحة تعلو ثغرها وبريق الأمل يلمع في مقلتيها، منهمكة هي في تجهيزاتها، منشغلة هي في ترتيباتها، مسخرة كل طاقتها وقوتها في إبداع ما يليق بعروستها المتميزة في ليلة زفافها. فهي أم العروس لا همها من الوقت راحةٌ ولا من الجاه زيادةٌ ولا من العز مفاخرة. كبيرة بها ومعها ولا تأمل إلا أن ترى الفرحة تعم قلبها. هذه الأم التي عجز قلمي عن وصفها، هذه الأم التي حافظت على كرامة عروستها وافتدتها بدمها وروحها وكل ما تملك في سبيل علوها وتألقها، كانت ولاتزال تفرح بكل إنجاز قامت به وكل مرتبة تقدمت بها.
هذه الأم باختصار هي شعبُ البحرين الوفيّ والعروس هي مملكة المماليك وأسطورة الأساطير. عروس كانت ولاتزال حرة أبية مهما النفوس الضعيفة حاولت تلويث ثوبها الأبيض الوضاح في ليلة رمادية خريفية، عروس عاشت في ظل أجدادها بكل عز ووقار والآن هي في كنف أبيها القائد المغوار الذي يأمل أن يراها في أبهى حللها الندية وأن تكون جميع أيامها ربيعية يحلم في أن ينال شرف التقرب منها كل كريم نبيل مقدر للخير وليس من هو معتدٍ أثيم.
فماذا أقول وأُثني على هذه العروس التي تغنى في وصفها الواصفون وكانوا ولايزالون في حبها هائمين ولكرمها وخيراتها مقدرين ولترابها معززين. أليس التسامح في لبها نَما والشعوب في اختلاف أديانها على أرضها عاشت واحتمت. وتعززت وتمتعت كما يتمتع في خيراتها أهل البلد؟
وأكثر ما يدهشني فرحة الغريب من قصد المملكة للعيش الرغيد أو كان مجرد عابر سبيل وحط برحاله «كم يوم» من باب التغيير أو لقضاء عمل أو رحلة مسير، وإذ به يشهد هذا العرس البهيج حيث سمعت من إحدى الصديقات الأوروبيات، كلاماً حقيقياً ومنطقياً جميلاً: «إن مملكتكم كل ما فيها يتمتع بنكهة خاصة، حتى مناسباتها الوطنية فهي تتزامن مع تواريخ أعيادنا الميلادية، ولكي نأخذ مثالاً للتوضيح فهذا اليوم الوطني المجيد يتزامن مع عيد الميلاد المجيد فإن كانت شجرة واحدة في بلدنا تنصب والزينة تكون محصورة في مكان والناس يتراكضون عليها لكي يمتعوا نظرهم وتملأ الفرحة قلوبهم ولكن أنتم تميزتم أن حبكم لها انتشر في كل مكان والزينة أكبر عنوان، فلم تتركوا شجرة إلا وكانت مسرورة من الإضاءة والبيارق والإعلام. والبيوت والمدارس والألواح والأقلام تشهد كل ما تقومون به من تجهيزات، حتى الأطفال وكبار السن لهم من هذه الأهازيج حيز ومكان، وإذا وصلنا شهر فبراير البارد الولهان رأيناكم تعودون وتجددون حبكم وولاءكم لمحبوبتكم بتقديم وردة حب لعطائها الأخاذ».
حاولت أن ابحث عن بيت شعر يليق بوصفها الفتان وإذ بي أجد من الدواوين المئات، فاحترت ما أكتب وما أختار وبالآخر انتهيت أن أكتب كلمة من قلب يملؤه الحنين لأرض الأرز والغار: «إنني أحبك يا داراً عزيزة بجذورها شامخة بقيادتها ناهضة بشعبها».
{{ article.visit_count }}
هذه الأم باختصار هي شعبُ البحرين الوفيّ والعروس هي مملكة المماليك وأسطورة الأساطير. عروس كانت ولاتزال حرة أبية مهما النفوس الضعيفة حاولت تلويث ثوبها الأبيض الوضاح في ليلة رمادية خريفية، عروس عاشت في ظل أجدادها بكل عز ووقار والآن هي في كنف أبيها القائد المغوار الذي يأمل أن يراها في أبهى حللها الندية وأن تكون جميع أيامها ربيعية يحلم في أن ينال شرف التقرب منها كل كريم نبيل مقدر للخير وليس من هو معتدٍ أثيم.
فماذا أقول وأُثني على هذه العروس التي تغنى في وصفها الواصفون وكانوا ولايزالون في حبها هائمين ولكرمها وخيراتها مقدرين ولترابها معززين. أليس التسامح في لبها نَما والشعوب في اختلاف أديانها على أرضها عاشت واحتمت. وتعززت وتمتعت كما يتمتع في خيراتها أهل البلد؟
وأكثر ما يدهشني فرحة الغريب من قصد المملكة للعيش الرغيد أو كان مجرد عابر سبيل وحط برحاله «كم يوم» من باب التغيير أو لقضاء عمل أو رحلة مسير، وإذ به يشهد هذا العرس البهيج حيث سمعت من إحدى الصديقات الأوروبيات، كلاماً حقيقياً ومنطقياً جميلاً: «إن مملكتكم كل ما فيها يتمتع بنكهة خاصة، حتى مناسباتها الوطنية فهي تتزامن مع تواريخ أعيادنا الميلادية، ولكي نأخذ مثالاً للتوضيح فهذا اليوم الوطني المجيد يتزامن مع عيد الميلاد المجيد فإن كانت شجرة واحدة في بلدنا تنصب والزينة تكون محصورة في مكان والناس يتراكضون عليها لكي يمتعوا نظرهم وتملأ الفرحة قلوبهم ولكن أنتم تميزتم أن حبكم لها انتشر في كل مكان والزينة أكبر عنوان، فلم تتركوا شجرة إلا وكانت مسرورة من الإضاءة والبيارق والإعلام. والبيوت والمدارس والألواح والأقلام تشهد كل ما تقومون به من تجهيزات، حتى الأطفال وكبار السن لهم من هذه الأهازيج حيز ومكان، وإذا وصلنا شهر فبراير البارد الولهان رأيناكم تعودون وتجددون حبكم وولاءكم لمحبوبتكم بتقديم وردة حب لعطائها الأخاذ».
حاولت أن ابحث عن بيت شعر يليق بوصفها الفتان وإذ بي أجد من الدواوين المئات، فاحترت ما أكتب وما أختار وبالآخر انتهيت أن أكتب كلمة من قلب يملؤه الحنين لأرض الأرز والغار: «إنني أحبك يا داراً عزيزة بجذورها شامخة بقيادتها ناهضة بشعبها».