سأبدأ من حيث انتهى الزميل الدكتور محمد مبارك جمعة بسؤاله أمس، كيف ينجح «خونة» الوطن بالانتشار على امتداد القارات الخمس وتفعيل النشاط المضاد لوطنهم البحرين عند وسائل الإعلام والمنظمات وصانعي القرار في العالم الغربي والآسيوي وتفشل البحرين كدولة في هذه المهمة؟!
الجواب بسيط جداً وهو أن «خونة» الوطن اتخذوا استراتيجية ناجحة وهي الانتشار عبر «شبكات» صغيرة وعقد التحالفات مع تلك المواقع من أجل اختراقها بدعم مالي سخي من منظمات أمريكية ومن وقف إيراني مخصص لهذه المهام، استراتيجية «التحالفات» هي الأنجع.
في حين مازالت البحرين تعمل وفق الآلية القديمة المحصورة في تحركات «حكومية» مقيدة ببيروقراطية وبتمويل بخيل، يقابلها خمول شعبي قاتل لم يتعود الحراك بدون ضوء أخضر رسمي، وقطاع خاص لا يمول ومؤسسات مدنية لا تفهم اللعبة واختيار خاطئ لمواقع المعركة، والنتيجة أن شعب البحرين يحترق ألماً وهو يرى هذا التخبط وهذا العجز. لا نريد أن نفهم أن المشروع أكبر من البحرين وأن التحرك لابد أن يكون خليجياً وعربياً للتصدي له، لا نريد أن نفهم أن المواجهة الحقيقية ليست في البحرين بل هي خارج البحرين، فالذي يحدث في البحرين من حرق للإطارات وأعمال إرهابية ما هي إلا ملهاة يراد إشغالنا بها، إنما المعركة الحقيقية تدار في الأروقة الدولية ضد المنطقة ككل، لا نريد أن نفهم أننا لا نواجه إرهاباً محلياً فحسب، بل نواجه مشروعاً دولياً خطيراً متحالفاً مع شبكات تابعة للجماعات الدينية.
في الورقة التي قدمتها لمركز الإمارات للدراسات والبحوث يوم الأحد استعرضت نموذجين فقط من عدة نماذج لشبكتين ضمن «مئات» لا عشرات، من الشبكات العنقودية المنتشرة، النموذج الأول هو لشبكة الخواجة الأب وابنتيه، والنموذج الآخر هو شبكة الشهابي الأب وابنته، وهناك مئات من هذه الشبكات تعمل على مدار الساعة.
الأول يعتمد على استراتيجية التشبيك مع المنظمات الدولية، حيث يعمل قائد الشبكة على تأسيس منظمات عديدة يرأسها هو بنفسه أو يكون أحد أعضاء مجالس إدارتها تقدم طلب اشتراك مع منظمات دولية حقوقية، ثم يشارك هذا الفرد بشخصه بطلب العضوية منفرداً مع أكثر من منظمة حقوقية، ويكون ومنظماته (الدكاكينية) مصدراً لتلك المنظمات، وهكذا يستصدر شخص واحد فقط عشرات البيانات ضد البحرين من عدة منظمات دولية تثق وتعتمد على تقاريره نظراً لما تربطه بها من علاقات وثيقة مضى عليها أكثر من عشرين عاماً، فإذا علمنا أن هذا الشخص متصل بخمسة أشخاص معتمدين دائمي العضوية في منظماته التي أسسها، وإذا علمنا أن كل فرد من هؤلاء مطالب بتأسيس شبكاته الخاصة، فنحن أمام خلايا عنقودية تتوالد لا يزيد عدد ناشطيها الأساسيين على خمسة أشخاص، يتلقون الدعم السخي من منظمات أمريكية، لا تخفي دعمها ولا حجمها بل تنشره على مواقعها بالاسم وبالدولار، حيث تتكفل تلك المنظمات بتكاليف التنقل والسفر والسكن وتكاليف إصدار التقارير لهؤلاء الأشخاص الخمسة حتى ينتهي بنا المطاف إلى حراك غطى أكثر من عاصمة غربية وعربية وآسيوية واستصدار بيانات كلها ضد البحرين ترسل لدوائر صنع القرار في العواصم الغربية وغيرها كما حدث في كوريا الجنوبية.
أما النموذج الآخر من الشبكات، فهو لا يحتاج إلى عضويات في منظمات، بل هو أبسط من ذلك بكثير لكنه فعال، يتمثل في إنشاء موقع إلكتروني وعنوان افتراضي لا يحتاج أكثر من صندوق بريد في العاصمة البريطانية على سبيل المثال دونما حاجة لمكتب ومبنى حقيقي يستنزف قدراً من الميزانية، وثلاثة أو أربعة أشخاص يديرونه مزودين بقائمة اتصالات يصل عددها إلى المئات، تعود لمنظمات ووسائل إعلام، وهو ما تقوم به آلاء الشهابي التي تنشط من خلال هذا الموقع، وهو واحد من عدة أنشطة أخرى تقوم بها ابنة الشهابي، هذا النموذج من الشبكات له تأثير كبير على إصدارات البيانات من دوائر حكومية غربية ومنظمات دولية نظراً للكم الهائل من التقارير التي يزود بها هذا الموقع تلك الدوائر، ومن المعروف أن الأب الشهابي يدير وقفاً إيرانياً مخصصاً لمثل هذه الأنشطة وغيرها من تلك الشبكات.
مقابل هذا النوع من الحراك المدعوم مالياً وبسخاء، وهذا الحراك الحر في اتخاذ القرار، نجد جيشاً من الموظفين البيروقراطيين الحكوميين الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يتحرك إلا بعد أن ينتظر الضوء الأخضر من المدير والمدير ينتظر موافقة الوكيل أو السفير أو الوزير الذي يرد عليه بعد أن يعقد مجلس الوزراء جلسته ليأخذ الموافقة ثم ينتظر ميزانية قد ترصد وقد لا ترصد، ثم ينتظر ربما ديوان الخدمة المدنية كي يقر تعيين مزيد من الموظفين، وفي النهاية توصد أبواب المنظمات الدولية في وجه هذا الجيش الرسمي لأنهم يمثلون الحكومات!!
وأثناء هذا الحراك الدولي تلتهي حكوماتنا ومؤسساتنا المدنية في البحرين ومعها إعلامنا بالتصدي لمجموعات إرهابية تساندها مجموعة دورها المرسوم لها هو إشغالنا بجدالها وبالتحاور معها لتتفرغ تلك الشبكات لتأدية أدوارها الأهم والأكثر فعالية، والنتيجة ضغط دولي يقع على كاهلنا في كل مرة تدفع البحرين ثمنه.
الجواب بسيط جداً وهو أن «خونة» الوطن اتخذوا استراتيجية ناجحة وهي الانتشار عبر «شبكات» صغيرة وعقد التحالفات مع تلك المواقع من أجل اختراقها بدعم مالي سخي من منظمات أمريكية ومن وقف إيراني مخصص لهذه المهام، استراتيجية «التحالفات» هي الأنجع.
في حين مازالت البحرين تعمل وفق الآلية القديمة المحصورة في تحركات «حكومية» مقيدة ببيروقراطية وبتمويل بخيل، يقابلها خمول شعبي قاتل لم يتعود الحراك بدون ضوء أخضر رسمي، وقطاع خاص لا يمول ومؤسسات مدنية لا تفهم اللعبة واختيار خاطئ لمواقع المعركة، والنتيجة أن شعب البحرين يحترق ألماً وهو يرى هذا التخبط وهذا العجز. لا نريد أن نفهم أن المشروع أكبر من البحرين وأن التحرك لابد أن يكون خليجياً وعربياً للتصدي له، لا نريد أن نفهم أن المواجهة الحقيقية ليست في البحرين بل هي خارج البحرين، فالذي يحدث في البحرين من حرق للإطارات وأعمال إرهابية ما هي إلا ملهاة يراد إشغالنا بها، إنما المعركة الحقيقية تدار في الأروقة الدولية ضد المنطقة ككل، لا نريد أن نفهم أننا لا نواجه إرهاباً محلياً فحسب، بل نواجه مشروعاً دولياً خطيراً متحالفاً مع شبكات تابعة للجماعات الدينية.
في الورقة التي قدمتها لمركز الإمارات للدراسات والبحوث يوم الأحد استعرضت نموذجين فقط من عدة نماذج لشبكتين ضمن «مئات» لا عشرات، من الشبكات العنقودية المنتشرة، النموذج الأول هو لشبكة الخواجة الأب وابنتيه، والنموذج الآخر هو شبكة الشهابي الأب وابنته، وهناك مئات من هذه الشبكات تعمل على مدار الساعة.
الأول يعتمد على استراتيجية التشبيك مع المنظمات الدولية، حيث يعمل قائد الشبكة على تأسيس منظمات عديدة يرأسها هو بنفسه أو يكون أحد أعضاء مجالس إدارتها تقدم طلب اشتراك مع منظمات دولية حقوقية، ثم يشارك هذا الفرد بشخصه بطلب العضوية منفرداً مع أكثر من منظمة حقوقية، ويكون ومنظماته (الدكاكينية) مصدراً لتلك المنظمات، وهكذا يستصدر شخص واحد فقط عشرات البيانات ضد البحرين من عدة منظمات دولية تثق وتعتمد على تقاريره نظراً لما تربطه بها من علاقات وثيقة مضى عليها أكثر من عشرين عاماً، فإذا علمنا أن هذا الشخص متصل بخمسة أشخاص معتمدين دائمي العضوية في منظماته التي أسسها، وإذا علمنا أن كل فرد من هؤلاء مطالب بتأسيس شبكاته الخاصة، فنحن أمام خلايا عنقودية تتوالد لا يزيد عدد ناشطيها الأساسيين على خمسة أشخاص، يتلقون الدعم السخي من منظمات أمريكية، لا تخفي دعمها ولا حجمها بل تنشره على مواقعها بالاسم وبالدولار، حيث تتكفل تلك المنظمات بتكاليف التنقل والسفر والسكن وتكاليف إصدار التقارير لهؤلاء الأشخاص الخمسة حتى ينتهي بنا المطاف إلى حراك غطى أكثر من عاصمة غربية وعربية وآسيوية واستصدار بيانات كلها ضد البحرين ترسل لدوائر صنع القرار في العواصم الغربية وغيرها كما حدث في كوريا الجنوبية.
أما النموذج الآخر من الشبكات، فهو لا يحتاج إلى عضويات في منظمات، بل هو أبسط من ذلك بكثير لكنه فعال، يتمثل في إنشاء موقع إلكتروني وعنوان افتراضي لا يحتاج أكثر من صندوق بريد في العاصمة البريطانية على سبيل المثال دونما حاجة لمكتب ومبنى حقيقي يستنزف قدراً من الميزانية، وثلاثة أو أربعة أشخاص يديرونه مزودين بقائمة اتصالات يصل عددها إلى المئات، تعود لمنظمات ووسائل إعلام، وهو ما تقوم به آلاء الشهابي التي تنشط من خلال هذا الموقع، وهو واحد من عدة أنشطة أخرى تقوم بها ابنة الشهابي، هذا النموذج من الشبكات له تأثير كبير على إصدارات البيانات من دوائر حكومية غربية ومنظمات دولية نظراً للكم الهائل من التقارير التي يزود بها هذا الموقع تلك الدوائر، ومن المعروف أن الأب الشهابي يدير وقفاً إيرانياً مخصصاً لمثل هذه الأنشطة وغيرها من تلك الشبكات.
مقابل هذا النوع من الحراك المدعوم مالياً وبسخاء، وهذا الحراك الحر في اتخاذ القرار، نجد جيشاً من الموظفين البيروقراطيين الحكوميين الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يتحرك إلا بعد أن ينتظر الضوء الأخضر من المدير والمدير ينتظر موافقة الوكيل أو السفير أو الوزير الذي يرد عليه بعد أن يعقد مجلس الوزراء جلسته ليأخذ الموافقة ثم ينتظر ميزانية قد ترصد وقد لا ترصد، ثم ينتظر ربما ديوان الخدمة المدنية كي يقر تعيين مزيد من الموظفين، وفي النهاية توصد أبواب المنظمات الدولية في وجه هذا الجيش الرسمي لأنهم يمثلون الحكومات!!
وأثناء هذا الحراك الدولي تلتهي حكوماتنا ومؤسساتنا المدنية في البحرين ومعها إعلامنا بالتصدي لمجموعات إرهابية تساندها مجموعة دورها المرسوم لها هو إشغالنا بجدالها وبالتحاور معها لتتفرغ تلك الشبكات لتأدية أدوارها الأهم والأكثر فعالية، والنتيجة ضغط دولي يقع على كاهلنا في كل مرة تدفع البحرين ثمنه.