ضمن برنامج التعاون بين مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وجمعية الصحافيين البحرينية؛ عقدت يومي الأحد والإثنين الماضيين في أبوظبي ندوة مغلقة بعنـــوان «التعاون الإعلامي الإماراتي البحرينـــي في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية»، حضرها عدد من الكتاب الصحافيين البحرينيين، ومشاركـــون مـــن سلطنـــة عمــان والكويــت والسعودية، ومجموعة من الباحثين في المركز.
الندوة تضمنت عناوين مهمة مثل؛ «التعاون الإعلامي في مواجهة التحديات الداخلية.. والخارجية»، و«دور الإعلام الخاص في مواجهة الإعلام الخارجي المضاد»، وخرجت بمجموعة من التوصيات.
تعاون جميل يعبر عن إحساس الأشقاء بما صارت فيه الأحوال في البحرين، وهو خطوة عملية لدعم الإعلام والإعلاميين في مواجهة إعلام «معارض» يجد دعماً كبيراً من دول ومنظمات عالمية ويعتمد أساليب أساسها المبالغة والتهويل في تقديم المعلومة، ويهتم بالاستفادة من كل خبر وحادثة مهما صغرا ومهما افتقدا للقيمة.
من البحرين شاركت الزميلة سوسن الشاعر بورقة مهمة عنوانها «جماعات التطرف الديني.. حرب الشبكات»، ورئيس جمعية الصحافيين رئيس تحرير الزميلة «البلاد» بورقة عنوانها «مثلث تفكيك دول الخليج.. أزمة 14 فبراير نموذجاً»، وورقة ثالثة شارك فيها رجل الأعمال خالد راشد الزياني، ورابعة للزميل من «أخبار الخليج» السيد زهرة.
الندوة تضمنت كثيراً من المعلومات الصادمة والمثيرة للدهشة، وأوصلت المشاركين إلى الإحساس بأنهم كإعلاميين، ورغم كل ما يبذلونه من جهد لتصحيح الصورة وتقديم الحقيقة، مقصرون في واجبهم الذي رأوا أنه لا يرقى في بعض جوانبه إلى مستوى المعركة الإعلامية الدائرة بين طرفين؛ أحدهما يريد السوء لهذا الوطن والآخر يقف مدافعاً عنه وعن مكتسباته.
إلى جانب المعلومات الدقيقة والمثيرة التي احتوتها ورقة الزميلة سوسن اهتم مؤنس بعرض مجموعة من الصور التي وثقت جانباً من الأحداث التي شهدتها البحرين في الشهرين الأولين من قيام أولئك بقفزتهم الشهيرة في الهواء، فشاهد المشاركون في الندوة صوراً لما حدث في الدوار وعند المرفأ المالي وفي طوارئ مستشفى السلمانية وجامعة البحرين والشوارع، صدم بها المشاركون فلمسوا جانباً من معاناة أهلهم في البحرين في تلك الأيام التي لا يراد لها أن تنتهي.
لكن المردي لم يكتفِ بالصور؛ حيث عرض فيلماً في دقيقتين لخص محتواه الكثير من العنف الذي شهدته البحرين في تلك الأيام وراح ضحيته أبرياء، وكشف عن أمور ظلت طويلاً خفية. أثناء عرض الفيلم وجدت نفسي أطالع وجوه الحاضرين كي أرصد تأثيره عليهم؛ فوجدت الألم يرتسم على تلك الوجوه التي تمكن أصحابها من مواصلة مشاهدة ما احتواه الفيلم من لقطات بشعة يصعب على المرء أن يصدق أنها سجلت في البحرين وأن ضحاياها بحرينيون.
وإذا كان سهلاً على الرجال متابعة لقطات كالتي احتواها الفيلم الذي أظهر جانباً من العنف الذي مورس على الأبرياء؛ فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للمشاركات في الندوة، حيث لاحظت إحداهن تطالع بتردد بينما أشاحت فضيلة التي كانت تجلس في الكرسي الذي كان بجانبي بوجهها وفضلت عدم المشاهدة.
بعد انتهاء الجلسة سألت فضيلة عن السبب فقالت إنها لا تحتمل رؤية مثل هذه المشاهد، وعبرت عن أسفها عن الذي حدث لنا في البحرين في تلك الأيام السوداء، ولم ينتهِ بعد. عندما أخبرت مؤنس المردي عن ذلك قال قل لها إنه اختار أقل المشاهد بشاعة و«ألطف» الصور!
هذا الأمر يؤكد أمرين؛ الأول أهمية الصورة الثابتة والمتحركة وعظم تأثيرها على المتلقي، والثاني إدراك أولئك بأهمية هذا «السلاح» وقوته والحرص على توظيفه في هذه المعركة، مع فارق بين الطرفين المتعاركين، فبينما يحرص أولئك على الاستفادة من كل صورة ولقطة وتوظيفها لايزال الآخر يتردد في استخدام هذا السلاح ويراعي بكثير من المبالغة مشاعر فضيلة!