جميل أن تمتلئ البحرين بالجامعات، فهذه الصروح العلمية تعكس واقع أهل هذا الوطن وطموحهم، كما إن انتشار الجامعات والمعاهد العليا هي خير دليل على اهتمام الدولة والمجتمع بالعلم والتعليم والقضاء على كافة أشكال الأمية. كما إن الجامعات في كل دول العالم هي منارات للوعي والتقدم ومسايرة ركب التطور ومحاربة الجهل والتخلف.
جميل أن تكون لدينا جامعات، سواء كانت عامة أو خاصة، تكون من أهم وظائفها المحافظة على تطوير الإنسان البحريني، واعتباره مشروع تنمية للمستقبل، ومن ثم الاستثمار فيه وفي كل شاب يمكن أن يكون امتداداً لإنسان هذه الأرض.
اليوم، بدا هذا الحلم الذي بدأ في البحرين يتبدد شيئاً فشيئاً، حتى وصل الحال بالتعليم العالي إلى مراحل خطيرة جداً، فأُغلِقتْ جامعات، وهنالك جامعات يمكن أن تُغلق في الطريق، كما إن هنالك الكثير من الجامعات لا تلتزم بالاشتراطات التي رسمها لها التعليم العالي.
نحن هنا لسنا ضد الجامعات الخاصة ولن نكون كذلك، بل على العكس، فنحن نشجع ونحفِّز كل الإمكانات المتوفرة لدى المستثمر البحريني وغير البحريني من أجل الانخراط في مشاريع علمية والسعي في بناء صروح ومنارات للعلم والمعرفة تخدم هذا الوطن، كالجامعات والمعاهد العلمية، لكن المؤاخذات التي يمكن لنا أن نسوقها هنا في نوعية هذه المشاريع وطبيعة وقوة الجامعات الخاصة، ومدى انطباق كل الشروط عليها، كل ذلك حتى نضمن توفّر البيئة الخصبة والحاضنة للتعليم العالي عندنا.
حين تزور كثيراً من الدول المتقدمة، أو حين تقوم بجولة ميدانية لبعض الدول العربية المشهود لها بكفاءتها في مجال إنشاء الجامعات، ستجد الجامعات هناك عبارة عن مبانٍ شاهقة وراقية للغاية، وإذا أخذت جولة في مناهجها فإنك سوف تجد مناهجها حديثة للغاية، أما الكوادر التعليمية فإنها كوادر لا يُشَّق لها غبار.
في البحرين، وبسبب ميوعة القوانين وعدم المراقبة الكافية لهذه الجامعات، يمكنك أن ترصد وبكل سهولة جامعة علمية تقع في قلب مجمع تجاري، أو في مبنى صغير جداً، وهو عبارة عن مجموعة من «الدكاكين» المتلاصقة، أو تجدها أحياناً في بناية مستأجرة!
هذه الجامعات، وللوهلة الأولى لا يمكن أن نطلق اسم «جامعة» عليها، هذه دكاكين تبيع العلم بالتفرقة والمُجزأ، ولهذا نؤكد أن التعليم العالي لا يقوم بمراقبة القوانين على هذه الجامعات -الدكاكين إلا بعد أن تغرق الجامعة في الوحل، وبعد أن يخسر الطلبة مستقبلهم فيها، أو في أسوء الحالات ينشأ خلاف شخصي بين تلك الجامعة والتعليم العالي، كما هو الحال مع جامعة دلمون، فتقوم الوزارة بتشميعها بعد فوات الأوان!
صحيح أن التعليم الجامعي ليس مناطاً بالمبنى والشكل الخارجي فقط، بل يقوم على مجموعة من العوامل الأخرى المهمة، لكن أليس من ضمن الاشتراطات اللائقة بأي جامعة في العالم أن تمتلك مبنى محترماً يشار إليه بالبنان ويكون في هيبة الجامعات الأخرى، وليس دكاناً يقع في زحمة الدكاكين التجارية الأخرى؟
نحن نؤكد اليوم أن ما نشاهده في كثير من مناطق البحرين من جامعات خاصة هي في الواقع ليست كلها جامعات علمية راقية، اللهم إلا القليل منها، لأن التعليم العالي لا ينتبه للمصيبة التعليمية، كما حدث لطلبة جامعة دلمون، إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تتحول القضية إلى فضيحة يصل صداها إلى كافة دول مجلس التعاون الخليجي، وبعد أن تتحول إلى قضية «رأي عام» محلي وإقليمي، حينها يُدرك القائمون على التعليم العالي أنهم في ورطة، فيقومون بإجراءات ارتجالية هم في غنى عنها لو تعاملوا منذ البداية مع تلك الدكاكين التي تدعي أنها جامعات عريقة في بلد العلم والعلماء بصورة صارمة. جامعة البحرين فعلاً هي جامعة تستحق الاحترام، مهما اختلفنا معها في بعض الجوانب من هنا أو هناك، ومن هنا كيف لنا أن نطلق على جامعة البحرين اسم «جامعة» وأن نطلق على دكان صغير في أزقة المنامة مسمى جامعة أيضاً؟ من حق التعليم العالي الآن أن ينورنا ويعطينا الفروقات السبع بين جامعة البحرين «مثلاً»، والكثير ممن يسمون أنفسهم زوراً وبهتاناً بالجامعات الخاصة.
{{ article.visit_count }}
جميل أن تكون لدينا جامعات، سواء كانت عامة أو خاصة، تكون من أهم وظائفها المحافظة على تطوير الإنسان البحريني، واعتباره مشروع تنمية للمستقبل، ومن ثم الاستثمار فيه وفي كل شاب يمكن أن يكون امتداداً لإنسان هذه الأرض.
اليوم، بدا هذا الحلم الذي بدأ في البحرين يتبدد شيئاً فشيئاً، حتى وصل الحال بالتعليم العالي إلى مراحل خطيرة جداً، فأُغلِقتْ جامعات، وهنالك جامعات يمكن أن تُغلق في الطريق، كما إن هنالك الكثير من الجامعات لا تلتزم بالاشتراطات التي رسمها لها التعليم العالي.
نحن هنا لسنا ضد الجامعات الخاصة ولن نكون كذلك، بل على العكس، فنحن نشجع ونحفِّز كل الإمكانات المتوفرة لدى المستثمر البحريني وغير البحريني من أجل الانخراط في مشاريع علمية والسعي في بناء صروح ومنارات للعلم والمعرفة تخدم هذا الوطن، كالجامعات والمعاهد العلمية، لكن المؤاخذات التي يمكن لنا أن نسوقها هنا في نوعية هذه المشاريع وطبيعة وقوة الجامعات الخاصة، ومدى انطباق كل الشروط عليها، كل ذلك حتى نضمن توفّر البيئة الخصبة والحاضنة للتعليم العالي عندنا.
حين تزور كثيراً من الدول المتقدمة، أو حين تقوم بجولة ميدانية لبعض الدول العربية المشهود لها بكفاءتها في مجال إنشاء الجامعات، ستجد الجامعات هناك عبارة عن مبانٍ شاهقة وراقية للغاية، وإذا أخذت جولة في مناهجها فإنك سوف تجد مناهجها حديثة للغاية، أما الكوادر التعليمية فإنها كوادر لا يُشَّق لها غبار.
في البحرين، وبسبب ميوعة القوانين وعدم المراقبة الكافية لهذه الجامعات، يمكنك أن ترصد وبكل سهولة جامعة علمية تقع في قلب مجمع تجاري، أو في مبنى صغير جداً، وهو عبارة عن مجموعة من «الدكاكين» المتلاصقة، أو تجدها أحياناً في بناية مستأجرة!
هذه الجامعات، وللوهلة الأولى لا يمكن أن نطلق اسم «جامعة» عليها، هذه دكاكين تبيع العلم بالتفرقة والمُجزأ، ولهذا نؤكد أن التعليم العالي لا يقوم بمراقبة القوانين على هذه الجامعات -الدكاكين إلا بعد أن تغرق الجامعة في الوحل، وبعد أن يخسر الطلبة مستقبلهم فيها، أو في أسوء الحالات ينشأ خلاف شخصي بين تلك الجامعة والتعليم العالي، كما هو الحال مع جامعة دلمون، فتقوم الوزارة بتشميعها بعد فوات الأوان!
صحيح أن التعليم الجامعي ليس مناطاً بالمبنى والشكل الخارجي فقط، بل يقوم على مجموعة من العوامل الأخرى المهمة، لكن أليس من ضمن الاشتراطات اللائقة بأي جامعة في العالم أن تمتلك مبنى محترماً يشار إليه بالبنان ويكون في هيبة الجامعات الأخرى، وليس دكاناً يقع في زحمة الدكاكين التجارية الأخرى؟
نحن نؤكد اليوم أن ما نشاهده في كثير من مناطق البحرين من جامعات خاصة هي في الواقع ليست كلها جامعات علمية راقية، اللهم إلا القليل منها، لأن التعليم العالي لا ينتبه للمصيبة التعليمية، كما حدث لطلبة جامعة دلمون، إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تتحول القضية إلى فضيحة يصل صداها إلى كافة دول مجلس التعاون الخليجي، وبعد أن تتحول إلى قضية «رأي عام» محلي وإقليمي، حينها يُدرك القائمون على التعليم العالي أنهم في ورطة، فيقومون بإجراءات ارتجالية هم في غنى عنها لو تعاملوا منذ البداية مع تلك الدكاكين التي تدعي أنها جامعات عريقة في بلد العلم والعلماء بصورة صارمة. جامعة البحرين فعلاً هي جامعة تستحق الاحترام، مهما اختلفنا معها في بعض الجوانب من هنا أو هناك، ومن هنا كيف لنا أن نطلق على جامعة البحرين اسم «جامعة» وأن نطلق على دكان صغير في أزقة المنامة مسمى جامعة أيضاً؟ من حق التعليم العالي الآن أن ينورنا ويعطينا الفروقات السبع بين جامعة البحرين «مثلاً»، والكثير ممن يسمون أنفسهم زوراً وبهتاناً بالجامعات الخاصة.