قال ابن منظور في تعريفه للوطن: «هو المنزل تقيم فيه، وهو موطن الإنسان ومحله. يقال: أوطن فلان أرض كذا وكذا، أي اتخذها محلاً ومسكناً يقيم فيه». وقال الزبيدي: «الوطن منزل الإقامة من الإنسان ومحله». وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكة مهاجراً إلى المدينة: «ما أطيبك من بلد، وما أحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك». وذكر ابن كثير عن مقاتل عن الضحاك قال: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة، فأنزل الله تعالى عليه: «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد» أي إلى مكة». وقال النسفي رحمه الله: «هذه الآية نزلت بالجحفة بين مكة والمدينة حين اشتاق إلى مولده ومولد آبائه».
يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
هذي بـــــــلادك قلبهـــــــــا متفتـــــح
فهي التي لا تشتكي ضيق العطن
إنـــــــي لأرســــــــم وردة فواحـــــة
منها وأغرسهـــــــا على شفة الزمن
وأصوغ شـــعراً لـــو تمثـــل لفظــه
رجـــلاً، لقــــال أنــا المحب المفتتن
ولظـــل يرفــــع صوتــــه متمثلاً
بالحكمــــــــة الغراء والقول الحسن
هـــذي بــــلادك، دينهـــــا متأصل
فــــــي قلبها، والمجد فيها مختزن
في أرضها المعطاء يحتضن الهدى
إن المبـــــــادئ كالبـــراعــــم تحتضـن
حكايتنا مع وطننا الحبيب حكاية قديمة متأصلة فصولها في أعماق قلوبنا، حكاية تسبغ علينا ثوب السعادة متى ما داهمتنا خطوب الزمان، حكاية تعطينا جرعات الأمل كلما طوت سيرتنا مجاهل النسيان، حكاية مازالت تفتش وراء أفق الزمان عن «مستقبل جميل» ننشده لذرياتنا وأبنائنا فلذات أكبادنا، فيا ترى هل استطعنا أن نكتب هذه الحكاية بسطور تزرع الأمل في طرقات الحياة؟ هل استطاع كل مسؤول في دنيا البشر أن يتوثب نشاطاً من أجل أن يرد الجميل لوطن احتضنه منذ نعومة أظفاره، فيكون باراً بوطنه بقراراته، فلا يغلب المصالح الشخصية على مصالح العمل؟ وهل بمقدورنا أن نغير قناعاتنا تجاه مفاهيم الولاء للوطن، ونرتدي عباءة حبه الخالص والذود عن أرضه وترابه؟؟
عندما أمسكت القلم بحثت عن تلك المعاني فلم أجد متنفساً إلا أن أبث في حروفي «معاني الوفاء والعطاء» لوطن عشنا على أرضه، وتنفسنا عبق الذكريات على ترابه، وعشنا طفولتنا نتبادل همسات الحب وضحكات السعادة بعيداً عن الشرور المستطيرة التي لم نعهدها أبداً منذ أن كنا صغاراً، من هذه الدوحة العامرة بالحب، قلت في نفسي، أمانة أحب وطني الذي خرجت مع غيري باكياً على أمنه، وخوفاً على مستقبله وأرضه، خرجت لألتقي مع أبنائه البررة هناك في «أرض الفاتح» التي جمعتنا خوفاً على «وطن» كاد أن يسرق وتسرق أحلامه ومستقبله، هناك في «الفاتح» تحققت أروع معاني «الحب» وأجمل صفات التلاحم والتآزر بين شعب لا يريد أن ينتمي إلى «طوائفه»، وإنما يريد أن يستند إلى جدار وطنه، ويصرخ بأعلى صوته، مع كل محب مخلص، «أحبك يا وطني»..
هناك تحققت معاني الوطنية المخلصة في الدفاع عن الوطن والدفاع عن منجزاته، فالوطن، هو من سيبقى لكل الأجيال، يعطيهم من حبه وحنانه، وهم يبادلونه بفيض مشاعرهم، وجميل إنجازاتهم.
فإن أحببت وطنك، كن وفياً له، ولا تستثقل بأن تعطيه من جهدك وتعبك، في سبيل أن يكون متقدماً، بإخلاص لربك ودينك.
وإن أحببت وطنك، فاحرص على ألا تنظر إليه بنظرات العداء والسخط، فرزقك في السماء، وأمنك في ديارك، ولقمتك يسوقها إليك المولى سوقاً.
وإن أحببت وطنك، فكن أميناً مخلصاً له في عملك، فإخلاصك لوطنك هي نية خالصة تبتغي فيها وجه الله تعالى وحده، فتؤدي عملك بأمانة وجد وعزم، وتبتعد عن المحسوبيات و»ظلم البشر».
وإن أحببت وطنك، فكن داعية للخير، تزرع الخير هنا وهناك، ولو بكلمة طيبة، أو صدقة تتصدق بها على محتاج لتحقق معاني «التكافل» على أرضه، كن داعية تنشر مفاهيم العطاء، وتجد في السير لتصلح كل طريق معوج، ولو بكلمة ناصحة.
وإن أحببت وطنك فلا تكتفي بأن تلبس «الوشاح الأحمر» وتصفق فرحاً بمناسباته، فالوطنية والحب تتمثل باكتحال عينك بحبه بأن تكون عنصراً بناء فاعلاً في المجتمع، لا عنصر هدم وتخريب وفوضى، فيشار إليك بالبنان، بذلك القلب الرحيم الذي يجمع قلوب الناس في مساحات وطنه على حب الوطن واجتماع الكلمة والبعد عن مصالح النفس الفئوية!!
عذراً، فوطني أكبر من أن أكتب عنه هذه الكلمات المعدودات، إنه وطن يسكن فينا ونسكن فيه، ودعاؤنا دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: «رب اجعل هذا بلدا آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر..»، فالدعاء أفضل رسالة حب للوطن، حفظ الله البحرين قيادة وشعباً وأرضاً من كل الشرور.
يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
هذي بـــــــلادك قلبهـــــــــا متفتـــــح
فهي التي لا تشتكي ضيق العطن
إنـــــــي لأرســــــــم وردة فواحـــــة
منها وأغرسهـــــــا على شفة الزمن
وأصوغ شـــعراً لـــو تمثـــل لفظــه
رجـــلاً، لقــــال أنــا المحب المفتتن
ولظـــل يرفــــع صوتــــه متمثلاً
بالحكمــــــــة الغراء والقول الحسن
هـــذي بــــلادك، دينهـــــا متأصل
فــــــي قلبها، والمجد فيها مختزن
في أرضها المعطاء يحتضن الهدى
إن المبـــــــادئ كالبـــراعــــم تحتضـن
حكايتنا مع وطننا الحبيب حكاية قديمة متأصلة فصولها في أعماق قلوبنا، حكاية تسبغ علينا ثوب السعادة متى ما داهمتنا خطوب الزمان، حكاية تعطينا جرعات الأمل كلما طوت سيرتنا مجاهل النسيان، حكاية مازالت تفتش وراء أفق الزمان عن «مستقبل جميل» ننشده لذرياتنا وأبنائنا فلذات أكبادنا، فيا ترى هل استطعنا أن نكتب هذه الحكاية بسطور تزرع الأمل في طرقات الحياة؟ هل استطاع كل مسؤول في دنيا البشر أن يتوثب نشاطاً من أجل أن يرد الجميل لوطن احتضنه منذ نعومة أظفاره، فيكون باراً بوطنه بقراراته، فلا يغلب المصالح الشخصية على مصالح العمل؟ وهل بمقدورنا أن نغير قناعاتنا تجاه مفاهيم الولاء للوطن، ونرتدي عباءة حبه الخالص والذود عن أرضه وترابه؟؟
عندما أمسكت القلم بحثت عن تلك المعاني فلم أجد متنفساً إلا أن أبث في حروفي «معاني الوفاء والعطاء» لوطن عشنا على أرضه، وتنفسنا عبق الذكريات على ترابه، وعشنا طفولتنا نتبادل همسات الحب وضحكات السعادة بعيداً عن الشرور المستطيرة التي لم نعهدها أبداً منذ أن كنا صغاراً، من هذه الدوحة العامرة بالحب، قلت في نفسي، أمانة أحب وطني الذي خرجت مع غيري باكياً على أمنه، وخوفاً على مستقبله وأرضه، خرجت لألتقي مع أبنائه البررة هناك في «أرض الفاتح» التي جمعتنا خوفاً على «وطن» كاد أن يسرق وتسرق أحلامه ومستقبله، هناك في «الفاتح» تحققت أروع معاني «الحب» وأجمل صفات التلاحم والتآزر بين شعب لا يريد أن ينتمي إلى «طوائفه»، وإنما يريد أن يستند إلى جدار وطنه، ويصرخ بأعلى صوته، مع كل محب مخلص، «أحبك يا وطني»..
هناك تحققت معاني الوطنية المخلصة في الدفاع عن الوطن والدفاع عن منجزاته، فالوطن، هو من سيبقى لكل الأجيال، يعطيهم من حبه وحنانه، وهم يبادلونه بفيض مشاعرهم، وجميل إنجازاتهم.
فإن أحببت وطنك، كن وفياً له، ولا تستثقل بأن تعطيه من جهدك وتعبك، في سبيل أن يكون متقدماً، بإخلاص لربك ودينك.
وإن أحببت وطنك، فاحرص على ألا تنظر إليه بنظرات العداء والسخط، فرزقك في السماء، وأمنك في ديارك، ولقمتك يسوقها إليك المولى سوقاً.
وإن أحببت وطنك، فكن أميناً مخلصاً له في عملك، فإخلاصك لوطنك هي نية خالصة تبتغي فيها وجه الله تعالى وحده، فتؤدي عملك بأمانة وجد وعزم، وتبتعد عن المحسوبيات و»ظلم البشر».
وإن أحببت وطنك، فكن داعية للخير، تزرع الخير هنا وهناك، ولو بكلمة طيبة، أو صدقة تتصدق بها على محتاج لتحقق معاني «التكافل» على أرضه، كن داعية تنشر مفاهيم العطاء، وتجد في السير لتصلح كل طريق معوج، ولو بكلمة ناصحة.
وإن أحببت وطنك فلا تكتفي بأن تلبس «الوشاح الأحمر» وتصفق فرحاً بمناسباته، فالوطنية والحب تتمثل باكتحال عينك بحبه بأن تكون عنصراً بناء فاعلاً في المجتمع، لا عنصر هدم وتخريب وفوضى، فيشار إليك بالبنان، بذلك القلب الرحيم الذي يجمع قلوب الناس في مساحات وطنه على حب الوطن واجتماع الكلمة والبعد عن مصالح النفس الفئوية!!
عذراً، فوطني أكبر من أن أكتب عنه هذه الكلمات المعدودات، إنه وطن يسكن فينا ونسكن فيه، ودعاؤنا دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: «رب اجعل هذا بلدا آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر..»، فالدعاء أفضل رسالة حب للوطن، حفظ الله البحرين قيادة وشعباً وأرضاً من كل الشرور.