رضع أغلب الناشطين الدينيين والسياسيين البحرينيين من اللبن الايراني.
التيار النجفي
1: عيسى قاسم أمضى تسع سنوات يدرس التعليم الديني في قم يتمتع بعضوية المجمع العالمي لأهل البيت الذي يرأسه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية.
2: رئيس “المجلس العلمائي” الحالي مجيد المشعل أمضى نحو عشرين سنة يدرس في حوزات إيران.
3: الأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان الذي درس في الحوزة الدينية بقم خمس سنوات (1987-1992).
4: العديد من أعضاء جمعية الوفاق درس في الحوزات الإيرانية كالمزعل وغيره.
التيار الكربلائي
وتزعمته مجموعة من العوائل الدينية (الشيرازي، المدرسي، القزويني) التي تحالفت مع نظام الثورة في إيران وانتقل أغلب كوادرها من كربلاء إلى طهران بعد الثورة، ومن ضمنهم: هادي المدرسي الذي أعلن في 2 سبتمبر 1979 من العاصمة الإيرانية طهران تأسيس “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين”، وكان هادي المدرسي قد حصل على وكالة شرعية من الخميني.
جعفر العلوي أحد كوادر هذا التيار المتطرف كتب في البحرين عن تبني حركات بحرينية لفكر الولي الفقيه بقوله: “كنا نوزع كتبه (الخميني) ونهتم بحركته ونعتبر أنفسنا الوجه العربي لها”. وقد تمتعت معظم هذه التنظيمات بدعم إيراني معلن وغير مستور، وأسست مكاتب لها في طهران، وتلقى عناصرها تدريبات على العمل المسلح في معسكرات تدريب سرية أسفرت عن محاولتهم القيام بانقلاب في البحرين، إلا أن الدولة تمكنت من كشف هذا المخطط في ديسمبر 1981، وتم اعتقال 73 شخصاً من كوادر هذا التنظيم.
انشق تيار بحريني جديد عن حزب الدعوة العراقي وخرج منه فرع ارتمى في الحضن الإيراني سمي بتيار الوفاء تزعمه سعيد الشهابي
الذي أكد في مذكراته أنه قد أوكلت إليه إدارة التنظيم السري للحزب في لندن عام 1979، فبادر إلى إعلان تأييده ثورة الخميني في ذلك العام، وانخرط في مشاريع تصدير الثورة الإيرانية؛ حيث أسس الحزب معسكراً في الأحواز لصالح إيران وشارك أعضاؤه في تنفيذ هجمات ضد العراق خلال الحرب العراقية - الإيرانية، وذكر الشهابي في مذكراته أسماء مجموعة من البحرينيين الذين انضموا إلى ذلك المعسكر وقتلوا وهم يحاربون إلى صف إيران.
غالبية الناشطين السياسيين والدينيين المتحزبين في البحرين الآن ينتمون لهذه التيارات وقد نظموا أنفسهم بالتنظيمات التالية:
أولاً:
فرع حزب الدعوة العراقي (الحوزوي النجفي) الذي تأسس في البحرين على يد مجموعة من طلبة الحوزة بالنجف عام 1967، أهم الجمعيات التي انبثقت عن هذا التيار:
1: جمعية التوعية الإسلامية (1967) والتي تم حلها عام 1981، ثم أعيد تأسيسها عام 2001.
2: وجمعية أحرار البحرين (1982) والتي أسسها سعيد الشهابي في لندن ومعظم قيادات الوفاق منها ورئيس تحرير جريدة الوسط.
3: حزب الله البحرين (1996) الذي ينشط كوادره في إيران ولبنان والعراق.
4: حركة وفاء (2009) المتطرفة التي يتزعمها قدامى أعضاء حزب الدعوة تيار الوفاء مثل عبدالوهاب حسين وعبدالجليل المقداد. وتتبع لهذا التيار تنظيمات شبابية تنشط في المآتم والنقابات العمالية والصناديق الخيرية، حيث يوجد في البحرين نحو 120 صندوقاً وجمعية خيرية كما تدير هذه المجموعة اتحاداً للصناديق الخيرية الخاصة بهم، ويزيد عدد المآتم عن 1100 مأتم تابع لهم، ويهيمن على إدارتها تيار حزب الدعوة، وخاصة في مناطق تمركزهم مثل الدراز وبني جمرة وسترة وجدحفص.
ثانياً:
التيار الرسالي الشيرازي (الحوزوي الكربلائي) الذي أسسه هادي المدرسي في البحرين عام 1971، ومن أهم الجمعيات التي انبثقت عن هذا التيار قبل المشروع الإصلاحي:
جمعية الإرشاد الإسلامي (1971) التي أسسها هادي المدرسي، والجناح العسكري لهذه الجمعية متمثلاً في الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين (1979)، وحركة الوحدة الإسلامية (1980)، وحركة الشهداء الإسلامية (1980) التي أسسها الشيخ جمال الدين العصفور.
بعد المشروع الإصلاحي:
1: جمعية العمل الإسلامي (2001) التي ترأسها محمد علي المحفوظ.
2: جمعية الرسالة الإسلامية (2002) التي أسسها جعفر العلي.
3: جمعية أهل البيت (2003) التي أسسها عبدالعظيم المهتدي البحراني.
4: حركة خلاص (2007) التي أسسها عبدالرؤوف الشايب في لندن.
بعد هذا العرض للمعلومات العلنية وغير السرية التي تبين مدى تغلغل النفوذ الإيراني في الحراك السياسي والديني البحريني السؤال الذي يطرح نفسه، في حال اقتضت المصلحة الإيرانية القومية التحالف مع الأنظمة الخليجية السنية وذلك من أجل أمن واستقرار الشعب الإيراني، واقتضت المصلحة الإيرانية القومية عقد هدنة ومصالحة مع بقية المجتمع الدولي، ماذا سيكون مصير هؤلاء الذين سخروا إمكاناتهم وقدراتهم ونشاطهم وحراكهم السياسي البحريني لخدمة الإمام وأعلنوا الحرب على الأنظمة الخليجية وعزلوا أنفسهم عن امتدادهم وعمقهم العرقي والاجتماعي والتاريخي والجغرافي، هل سيكون مصيرهم أفضل من مصير أبناء الثورة الذين أكلتهم أمهم؟
أما السؤال الموجع أين كانت الدولة عن هذه الشبكة التي نسجت خيوطها العنكبوتية الإيرانية بكل راحة على مدى عشرة أعوام داخل البيت البحريني؟!! فأثر تمددها طال، إضافةً إلى الصناديق الخيرية والجمعيات التوعوية الدينية والمآتم والمساجد والجمعيات السياسية المرخصة وغير المرخصة امتد إلى الصحافة وامتد إلى مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية ومنها انطلق إلى شبكة عنكبوتية دولية بالانتماء إلى سلسلة طويلة من المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية؟
ملاحظة:
رصد ومراقبة وتحليل الحراك السياسي لأي مجموعة، لا يعني رفض الحراك السياسي من حيث المبدأ كونه حقاً دستورياً أياً كان اصطفاف هذا الحق يساراً أم يميناً، مع أو ضد الأنظمة السياسية.