قبل أن نبدأ الكلام والإسهاب في الأمر العجاب؛ نرى أن المجتمع الدولي جعـــل قضية محاكمة خليل مرزوق هي القضية الأولى في العالم، قضية لم تتسابق الدول الغربية وأمريكا، من رؤساء وحكومـــات ومنظمات، مثل ما تسابقت على محاكمة خليل مرزوق، هذه الدول التي لم تأبـــه لشعب يباد بالكامل من رضيعه إلى كبيره، شعب يُقتل بالكيماوي من قبل نظامه.
وبهذه المناسبة والحدث سنذكر بعض ما ذكره الكاتب الأمريكي ديفيد جوباتز، مؤلف كتاب «المافيا الإسلامية والعالم السري لأسلمة أمريكا» والصادر عام 2009، حيث أعلن تقاعده عن حمـــلات محاربـــة الإسلام مؤخــــراً، إذ أكــــد أن المنظمات التي تعمل لنشر الخوف من الإسلام تقوم بأدوارها مقابل الأموال، وتعد هدفها الأول محاربة الإسلام، كما أشار إلى أن بعض تلك المنظمات تحصل على 150 ألف دولار لنشر الكراهية ضد الإسلام. هذه التصريحات تتوافق مع تقرير مجلس العلاقات الإسلامية «كير» الذي نشر بيانات عن 6 شخصيات تتلقى رواتب؛ مما يطلق عليه «شبكات الإسلاموفوبيا».
إذاً قضية مرزوق بالنسبة لهم ليس من باب الإنسانية ولا ديمقراطية أو شفافية، فمن هو خليل مرزوق بالنسبة للعالم؟ هل هو أهم من المواطن الأمريكي الذي تدفع حكومته للموت في العراق وأفغانستان؟ أم أهم من الجنود البريطانيين الذين قضوا في العراق؟ فما السر إذاً وراء هذا الاهتمام؟
هذا الاهتمام وراءه مخططات وأسرار؛ فهو بالنسبة لهم مفتاح من مفاتيح الشرق الأوسط الجديد، وهو رجل إيران في البحرين، لذلك كانت محاكمته مختلفة عن أولئك الذين تمت محاكمتهم وصدرت بحقهم أحكاماً بالسجن.
وذلك لأن هؤلاء بالنسبة لإيران انتهت أدوارهم واحترقت أوراقهم، لكن خليل مرزوق رجل آخر، رجل ترى فيه رئيساً للحكومة، كما وصفه علي سلمان، وهو من تبني إيران وأمريكا عليه آمالهم، فهو يعتبر شخصية بين الآخرين مميزة ولا يختلف عن شخصية الجعفري والمالكي، لذلك حركت إيران المجتمع الدولي، بعد أن اصبح تحريكه سهلاً بالنسبة لها.
وكشف الكاتب الأمريكي ديفيد جوباتز كيف يتم تحريك المنظمات، وذلك بعد أن أصبح المجتمع الدولي مجتمعاً يتاجر بحياة الشعوب ويرتوي على دمائهم، كي يحقق مصالحه ومنافعه من نفط مجاني وصفقات كبرى بالملايين بل بالمليارات، لذلك استحسن المجتمع الدولي المصالح والمنافع، فأراد أن يوسع رقعة مصالحه التي لم تكتفِ بالنفط العراقي، فأراد أن تكتمل الرقعة ويضم آبار النفط في دول الخليج، إذاً فخليل مرزوق هو أداة مهمة، ليس بالنسبة لإيران فقط، بل وللمجتمع الدولي الذي شارك في احتلال العراق.
ونعود لمحاكمة خليل مرزوق، حيث تم التأجيل وقد يكون فيها التخفيف بل قد يطلق فيها السراح.
وذلك بعدما أحاط ممثلو بعض السفارات المؤثرة بكرسي القاضي، إنها محاكمة لم يشهد مثلها التاريخ، ولم نسمع بمحاكمة تدخل فيها دول أجنبية قاعة المحكمة، ولا أظن أن أي دولة في العالم تسمح بهذا الأمر الذي يعد اعتداء على سيادتها، وكأنها دولة محتلة، وذلك عندما يشهد على محاكمة شخص يحمل الجنسية البحرينية وتحاكمه دولته في قضايا إرهابية.
فما علاقة هذه السفارات التي تعدت حدود دبلوماسيتها، حتى صار سفيرها، بل وقنصلها وسكرتيرها، كل منهم حاكم له الحق في الحضور، بل ويفتح لهم الطريق ويؤمن لهم المكان وتخصص لهم المقاعد، أليست هذه محاكمة لم يحصل مثلها في التاريخ؟.
وفي الوقت الذي يحضر ممثلو السفارات الغربية والأمريكية محاكمة خليل مرزوق، تنفذ الحكومة العراقية حكم الإعدام شنقاً في 17 معتقلاً من أهل السنة وفق المادة 4 من قانون الإرهاب، وقد انتزعت، حسب المصادر، اعترافات المعتقلين تحت التعذيب بتهم لم يقترفوها.
حيث تقوم الحكومة العراقية باعتقالات عشوائية لأهل السنة بعد كل عملية تفجير، كما تم إعدام 13 شخصاً قبلهم وتحديداً في 25 سبتمبر، حيث ذكرت منظمة العفو الدولية أن محاكمة هؤلاء كانت غير عادلة وتخللها تعذيب، أي أن 25 سنياً تم إعدامهم في أقل من شهر، وبعد كل حكم بإعدام تصدر بعثة الأمم المتحدة في العراق بياناً تدعو فيه بغداد لوقف تنفيذها، فهذا كل ما تقوم به الأمم المتحدة، حيث لم يحضر محاكمة المتهمين سفير ولا غفير، ولا ممثل من السفارة ولا حتى سائق السفير، وذلك لأن إيران لم تطلب هذا، كما أن الذين يتم إعدامهم لا يشكلون أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي، لأن هذا المجتمع لا يهمه إنسان يموت، بل قد يحرك أساطيله ويطلق طائراته لو أن مصلحته تتعلق بحياة قطة.
تصوروا 58 نائباً من مجموعة دول أوروبية يطالبون بالإفراج الفوري عن خليل مرزوق وإسقاط جميع التهم عنه، وقد ذكروا في خطابهم «نحن السياسيين المنتخبين نضع هذه العريضة المتعلقة بخليل مرزوق ونطالب بالإفراج الفوري، مؤكدين أنه بإمكانه أن يلعب دوراً كبيراً لدفع البحرين نحو حل سياسي».
ونقول لهم إذا كنتم سياسيين منتخبين فإنكم تمثلون شعوبكم في دولكم، وليس لكم الحق بالتدخل في البحرين ولا شعبها ولا محاكمها، ولا أن تتجرؤوا عليها وتخاطبوها بعريضة، ثم ماذا تقصدون بأن بإمكان أن يلعب دوراً كبيراً بدفع البحرين إلى حل سياسي، هل تريدون أن يكون شريكاً في الحكم، أم أن يكون نائباً لرئيس الوزراء، أم أنكم تقصدون بأنه سيلعب دوراً كبيراً بدفع البحرين إلى الهاوية التي سقطت فيها العراق، التي تتفرجون على شعبها وهو يذبح ولا تتكلمون بكلمة ولا ترفعون عريضة، فقط تكونون سياسيين منتخبين عندما تخاطبون البحرين.
لذلك نرجو من الدولة أن تمنع حضور أي أجنبي في قاعة محاكمها وذلك حفاظاً على هيبتها وسيادتها وكرامتها.
وكرامة شعب البحرين الذي يرى بأن هذا التدخل يحط من مكانة دولته ويحط من كرامته.
كما نقول للمجتمع الدولي وأصحاب العريضة أن من شعوبكم من يموت في السجون ظلماً، فمن الأولى بكم أن تحضروا محاكماتهم، أليسوا هم من انتخبوكم؟ أم أنه ليس لكم قيمة في دولكم لأن الكلمة كلمة الحكومة والقول قول الرئيس؟!
{{ article.visit_count }}
وبهذه المناسبة والحدث سنذكر بعض ما ذكره الكاتب الأمريكي ديفيد جوباتز، مؤلف كتاب «المافيا الإسلامية والعالم السري لأسلمة أمريكا» والصادر عام 2009، حيث أعلن تقاعده عن حمـــلات محاربـــة الإسلام مؤخــــراً، إذ أكــــد أن المنظمات التي تعمل لنشر الخوف من الإسلام تقوم بأدوارها مقابل الأموال، وتعد هدفها الأول محاربة الإسلام، كما أشار إلى أن بعض تلك المنظمات تحصل على 150 ألف دولار لنشر الكراهية ضد الإسلام. هذه التصريحات تتوافق مع تقرير مجلس العلاقات الإسلامية «كير» الذي نشر بيانات عن 6 شخصيات تتلقى رواتب؛ مما يطلق عليه «شبكات الإسلاموفوبيا».
إذاً قضية مرزوق بالنسبة لهم ليس من باب الإنسانية ولا ديمقراطية أو شفافية، فمن هو خليل مرزوق بالنسبة للعالم؟ هل هو أهم من المواطن الأمريكي الذي تدفع حكومته للموت في العراق وأفغانستان؟ أم أهم من الجنود البريطانيين الذين قضوا في العراق؟ فما السر إذاً وراء هذا الاهتمام؟
هذا الاهتمام وراءه مخططات وأسرار؛ فهو بالنسبة لهم مفتاح من مفاتيح الشرق الأوسط الجديد، وهو رجل إيران في البحرين، لذلك كانت محاكمته مختلفة عن أولئك الذين تمت محاكمتهم وصدرت بحقهم أحكاماً بالسجن.
وذلك لأن هؤلاء بالنسبة لإيران انتهت أدوارهم واحترقت أوراقهم، لكن خليل مرزوق رجل آخر، رجل ترى فيه رئيساً للحكومة، كما وصفه علي سلمان، وهو من تبني إيران وأمريكا عليه آمالهم، فهو يعتبر شخصية بين الآخرين مميزة ولا يختلف عن شخصية الجعفري والمالكي، لذلك حركت إيران المجتمع الدولي، بعد أن اصبح تحريكه سهلاً بالنسبة لها.
وكشف الكاتب الأمريكي ديفيد جوباتز كيف يتم تحريك المنظمات، وذلك بعد أن أصبح المجتمع الدولي مجتمعاً يتاجر بحياة الشعوب ويرتوي على دمائهم، كي يحقق مصالحه ومنافعه من نفط مجاني وصفقات كبرى بالملايين بل بالمليارات، لذلك استحسن المجتمع الدولي المصالح والمنافع، فأراد أن يوسع رقعة مصالحه التي لم تكتفِ بالنفط العراقي، فأراد أن تكتمل الرقعة ويضم آبار النفط في دول الخليج، إذاً فخليل مرزوق هو أداة مهمة، ليس بالنسبة لإيران فقط، بل وللمجتمع الدولي الذي شارك في احتلال العراق.
ونعود لمحاكمة خليل مرزوق، حيث تم التأجيل وقد يكون فيها التخفيف بل قد يطلق فيها السراح.
وذلك بعدما أحاط ممثلو بعض السفارات المؤثرة بكرسي القاضي، إنها محاكمة لم يشهد مثلها التاريخ، ولم نسمع بمحاكمة تدخل فيها دول أجنبية قاعة المحكمة، ولا أظن أن أي دولة في العالم تسمح بهذا الأمر الذي يعد اعتداء على سيادتها، وكأنها دولة محتلة، وذلك عندما يشهد على محاكمة شخص يحمل الجنسية البحرينية وتحاكمه دولته في قضايا إرهابية.
فما علاقة هذه السفارات التي تعدت حدود دبلوماسيتها، حتى صار سفيرها، بل وقنصلها وسكرتيرها، كل منهم حاكم له الحق في الحضور، بل ويفتح لهم الطريق ويؤمن لهم المكان وتخصص لهم المقاعد، أليست هذه محاكمة لم يحصل مثلها في التاريخ؟.
وفي الوقت الذي يحضر ممثلو السفارات الغربية والأمريكية محاكمة خليل مرزوق، تنفذ الحكومة العراقية حكم الإعدام شنقاً في 17 معتقلاً من أهل السنة وفق المادة 4 من قانون الإرهاب، وقد انتزعت، حسب المصادر، اعترافات المعتقلين تحت التعذيب بتهم لم يقترفوها.
حيث تقوم الحكومة العراقية باعتقالات عشوائية لأهل السنة بعد كل عملية تفجير، كما تم إعدام 13 شخصاً قبلهم وتحديداً في 25 سبتمبر، حيث ذكرت منظمة العفو الدولية أن محاكمة هؤلاء كانت غير عادلة وتخللها تعذيب، أي أن 25 سنياً تم إعدامهم في أقل من شهر، وبعد كل حكم بإعدام تصدر بعثة الأمم المتحدة في العراق بياناً تدعو فيه بغداد لوقف تنفيذها، فهذا كل ما تقوم به الأمم المتحدة، حيث لم يحضر محاكمة المتهمين سفير ولا غفير، ولا ممثل من السفارة ولا حتى سائق السفير، وذلك لأن إيران لم تطلب هذا، كما أن الذين يتم إعدامهم لا يشكلون أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي، لأن هذا المجتمع لا يهمه إنسان يموت، بل قد يحرك أساطيله ويطلق طائراته لو أن مصلحته تتعلق بحياة قطة.
تصوروا 58 نائباً من مجموعة دول أوروبية يطالبون بالإفراج الفوري عن خليل مرزوق وإسقاط جميع التهم عنه، وقد ذكروا في خطابهم «نحن السياسيين المنتخبين نضع هذه العريضة المتعلقة بخليل مرزوق ونطالب بالإفراج الفوري، مؤكدين أنه بإمكانه أن يلعب دوراً كبيراً لدفع البحرين نحو حل سياسي».
ونقول لهم إذا كنتم سياسيين منتخبين فإنكم تمثلون شعوبكم في دولكم، وليس لكم الحق بالتدخل في البحرين ولا شعبها ولا محاكمها، ولا أن تتجرؤوا عليها وتخاطبوها بعريضة، ثم ماذا تقصدون بأن بإمكان أن يلعب دوراً كبيراً بدفع البحرين إلى حل سياسي، هل تريدون أن يكون شريكاً في الحكم، أم أن يكون نائباً لرئيس الوزراء، أم أنكم تقصدون بأنه سيلعب دوراً كبيراً بدفع البحرين إلى الهاوية التي سقطت فيها العراق، التي تتفرجون على شعبها وهو يذبح ولا تتكلمون بكلمة ولا ترفعون عريضة، فقط تكونون سياسيين منتخبين عندما تخاطبون البحرين.
لذلك نرجو من الدولة أن تمنع حضور أي أجنبي في قاعة محاكمها وذلك حفاظاً على هيبتها وسيادتها وكرامتها.
وكرامة شعب البحرين الذي يرى بأن هذا التدخل يحط من مكانة دولته ويحط من كرامته.
كما نقول للمجتمع الدولي وأصحاب العريضة أن من شعوبكم من يموت في السجون ظلماً، فمن الأولى بكم أن تحضروا محاكماتهم، أليسوا هم من انتخبوكم؟ أم أنه ليس لكم قيمة في دولكم لأن الكلمة كلمة الحكومة والقول قول الرئيس؟!