شهدت العلاقات التاريخية الأمريكية الإيرانية عداءً متبادلاً دام لعقود طويلة من الزمن، ما جعلها محفوفة بالتوترات والنزاعات، ولعل من أهم الملامح التاريخية في تلك العلاقة أزمة الرهائن وحظر النفط في عام 1979، امتداداً لفرض العقوبات ضد النظام الإيراني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في وقت قريب. إلا أن ذلك لم يحل دون تعاونهما في عدد من القضايا الدولية، وخصوصاً «التورط الأمريكي» في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي، فضلاً عن الاحتلال الأمريكي لكل من العراق وقبلها أفغانستان والدور الإيراني المتواري.
ورغم أن التعاون الأمريكي الإيراني في بعض القضايا الدولية كان قائماً وفق مقتضيات المصالح السياسية لا أكثر، وأن العداء مستمر بينهما لا محالة؛ يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتأت أنه حان موسم إذابة الجليد بينها وبين الفاتنة إيران، لتنعم بمزيد من الليالي الحمراء في غفلة من الخليج العربي الذي ينعم هو الآخر بشتائه البارد ويغرق بسيوله -كاشفاً وجه الحقائق في سوء التخطيط والتنفيذ في الطرق والعمران. فجاءت الرياح بما لا تشتهيه سفننا الضالة- كالعادة، منفرجةً عن ولادة تقارب أمريكي إيراني جديد.
إن انقلاب الولايات المتحدة الأمريكية على عقبيها في علاقاتها مع دول الخليج العربي، ومواعدتها الإباحية لإيران في علانية، يعني أن بوصلة الذئب المبللة بلعاب التعطش، أدارت وجهتها نحو إيران لما تتمتع به من امتيازات استراتيجية لم يعد يحظى بها الخليج العربي بما يلبي احتياجاتها، خصوصاً في ظل انكشاف الدور الأمريكي في الأزمات المصرية المتعاقبة، بعد حركة الإخوان المسلمين في الإمارات العربية المتحدة، بتوجيه ودعم أمريكي فاضح، وكثير من القضايا الأخرى التي أدارتها وحركتها أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، كإدارة وتحريك الدمى في مسرح العرائس، الأمر الذي جعل الخليج العربي يتخذ موقفاً مغايراً تماماً من الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما المملكة العربية السعودية بصفتها العمق الاستراتيجي والثقل الخليجي الأكبر، تليها دولة الإمارات.
إن كان لأمريكا ثمة مآرب في إيران، فيأتي على رأس قائمتها النفط الإيراني، قبالة النفط الخليجي الذي ارتدى ثوب الواعي والمدافع عن نفسه أخيراً، بعد غفلة طويلة.. طويلة.!! لقد أدركت أمريكا أنها لن تنال نفط الخليج العربي إلا بحرب تزجه فيها، كما فعلت في حربي الخليج الأولى والثانية، ونظراً لفشل محاولاتها في إثارة حرب محتملة أو تقويض القوة النسبية لدول الخليج العربي من خلال إثارة أزمات الربيع العربي المتشابكة، علقت الآمال على حرب خليجية ثالثة تدور رحاها على البحرين بهجوم إيراني، كأول مداخل الخليج. وبعد مزيد من التعاون الخليجي ومقترح الاتحاد الخليجي الذي حبلت به المنطقة في أزمتها، إلى جانب المواقف السعودية الأخيرة إزاء عدد من القضايا الإقليمية قبالة أمريكا وحلفائها، تلاشى الأمل بحرب خليجية ثالثة.
إن فشل مشروع حرب الخليج الثالثة، جعل من بوصلة الذئب المتعطش لنعاج النفط الولودة تتجه نحو سوريا لإعادة التجربة الاستعمارية الأمريكية على غرار احتلال العراق، ثم ولحسابات أخرى غيرت أمريكا مواقفها وأدارت دفة السفينة نحو إيران في دعم سافر لمواقفها إزاء سوريا، وغض الطرف عن «الأسد» من أجل نفط «العرين الطهراني» الذي احتواه بشكل أو بآخر. فإيران تحترف تماماً «سياسة الاحتواء» من أجل تحقيق مشروعها التوسعي الاستعماري لجمهوريتها الإسلامية الجديدة، وذلك بضم العراق وسوريا ودول أخرى في الطريق.
مثل تلك التناقضات، تفرض مزيداً من التساؤلات حول مستقبل العلاقات الإيرانية التركية، وانعكاسات التقارب الأمريكي الإيراني على ملف المفاعل النووي الإيراني، كما تفرض سؤالاً؛ هل ستظل الولايات المتحدة الأمريكية تغض الطرف عن «ناهش سوريا»، وستظل حليفاً لإيران على حساب حليفها التاريخي؛ إسرائيل؟!
{{ article.visit_count }}
ورغم أن التعاون الأمريكي الإيراني في بعض القضايا الدولية كان قائماً وفق مقتضيات المصالح السياسية لا أكثر، وأن العداء مستمر بينهما لا محالة؛ يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتأت أنه حان موسم إذابة الجليد بينها وبين الفاتنة إيران، لتنعم بمزيد من الليالي الحمراء في غفلة من الخليج العربي الذي ينعم هو الآخر بشتائه البارد ويغرق بسيوله -كاشفاً وجه الحقائق في سوء التخطيط والتنفيذ في الطرق والعمران. فجاءت الرياح بما لا تشتهيه سفننا الضالة- كالعادة، منفرجةً عن ولادة تقارب أمريكي إيراني جديد.
إن انقلاب الولايات المتحدة الأمريكية على عقبيها في علاقاتها مع دول الخليج العربي، ومواعدتها الإباحية لإيران في علانية، يعني أن بوصلة الذئب المبللة بلعاب التعطش، أدارت وجهتها نحو إيران لما تتمتع به من امتيازات استراتيجية لم يعد يحظى بها الخليج العربي بما يلبي احتياجاتها، خصوصاً في ظل انكشاف الدور الأمريكي في الأزمات المصرية المتعاقبة، بعد حركة الإخوان المسلمين في الإمارات العربية المتحدة، بتوجيه ودعم أمريكي فاضح، وكثير من القضايا الأخرى التي أدارتها وحركتها أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، كإدارة وتحريك الدمى في مسرح العرائس، الأمر الذي جعل الخليج العربي يتخذ موقفاً مغايراً تماماً من الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما المملكة العربية السعودية بصفتها العمق الاستراتيجي والثقل الخليجي الأكبر، تليها دولة الإمارات.
إن كان لأمريكا ثمة مآرب في إيران، فيأتي على رأس قائمتها النفط الإيراني، قبالة النفط الخليجي الذي ارتدى ثوب الواعي والمدافع عن نفسه أخيراً، بعد غفلة طويلة.. طويلة.!! لقد أدركت أمريكا أنها لن تنال نفط الخليج العربي إلا بحرب تزجه فيها، كما فعلت في حربي الخليج الأولى والثانية، ونظراً لفشل محاولاتها في إثارة حرب محتملة أو تقويض القوة النسبية لدول الخليج العربي من خلال إثارة أزمات الربيع العربي المتشابكة، علقت الآمال على حرب خليجية ثالثة تدور رحاها على البحرين بهجوم إيراني، كأول مداخل الخليج. وبعد مزيد من التعاون الخليجي ومقترح الاتحاد الخليجي الذي حبلت به المنطقة في أزمتها، إلى جانب المواقف السعودية الأخيرة إزاء عدد من القضايا الإقليمية قبالة أمريكا وحلفائها، تلاشى الأمل بحرب خليجية ثالثة.
إن فشل مشروع حرب الخليج الثالثة، جعل من بوصلة الذئب المتعطش لنعاج النفط الولودة تتجه نحو سوريا لإعادة التجربة الاستعمارية الأمريكية على غرار احتلال العراق، ثم ولحسابات أخرى غيرت أمريكا مواقفها وأدارت دفة السفينة نحو إيران في دعم سافر لمواقفها إزاء سوريا، وغض الطرف عن «الأسد» من أجل نفط «العرين الطهراني» الذي احتواه بشكل أو بآخر. فإيران تحترف تماماً «سياسة الاحتواء» من أجل تحقيق مشروعها التوسعي الاستعماري لجمهوريتها الإسلامية الجديدة، وذلك بضم العراق وسوريا ودول أخرى في الطريق.
مثل تلك التناقضات، تفرض مزيداً من التساؤلات حول مستقبل العلاقات الإيرانية التركية، وانعكاسات التقارب الأمريكي الإيراني على ملف المفاعل النووي الإيراني، كما تفرض سؤالاً؛ هل ستظل الولايات المتحدة الأمريكية تغض الطرف عن «ناهش سوريا»، وستظل حليفاً لإيران على حساب حليفها التاريخي؛ إسرائيل؟!