أبدت وزارة التربية والتعليم استنكارها للعمل غير المسؤول الذي قامت به بعض الإدارات والطواقم التعليمية في بعض مدارس البحرين، حين قام بعضهم بتصرفات لا تليق وموقعهم كمعلمين ومربين.
جاء في الخبر المشور: «على إثر تداول شريط فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن نقل عدد من طلبة مدرسة سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الابتدائية الإعدادية للبنين لثلاثة من منتسبي المدرسة عن طريق عربة نقل البضائع (تروللي) عبر المياه المتجمعة بالمدرسة، قام الدكتور عبدالله المطوع وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم والمناهج باستدعاء مدير المدرسة ووجه له اللوم على هذا التصرف غير المسؤول من عدد من منتسبي المدرسة، وحمّله مسؤولية ما حدث، بما يتنافى مع القيم التربوية، ويعد استغلالاً للطلبة، ويدل على عدم أداء الأمانة الملقاة على المدرسة على الوجه الصحيح، وتمت إحالة مرتكبي الواقعة من منتسبي المدرسة إلى التحقيق الإداري العاجل، وفقاً لأحكام قانون الخدمة المدنية، وأكدت الوزارة أن على جميع منتسبيها الالتزام التام بالأسس والمعايير التربوية في كافة تصرفاتهم مع أبنائهم الطلبة».
طبعاً لسنا من مؤيدي أي سلوك يمكن له أن يحط من قدر المعلم أو من شأنه أن يذوِّب الحالة التربوية بين الطالب والمعلم، ومن حق الوزارة والوكيل أن يفعلا كل ما هو قانوني تجاه سلوكيات غير لائقة يمكن أن تصدر من أيَّة جهة تربوية وتعليمية، ونحن كعقلاء لا يمكن أن نتقبل هذا الأمر وتحت أي مبرر كان أو يكون.
انتهينا من هذه المسألة، بل واتفقنا عليها أيضاً، ولكن ماذا عمّا هو أهم من كل هذا؟ لماذا لا نتساءل عن الأسباب التي دعت المعلم ومعه الطلبة من ارتكاب مثل هذه الأعمال التي لا تليق بمؤسسة تعليمية وتربوية؟ كيف حدث ذلك وفي فترة الأمطار تحديداً وليس في أي وقت آخر، حين قام أولئك بفعل ما ينافي قوانين وزارة التربية والتعليم؟ أسئلة مشروعة ومنطقية نسوقها بطريقة متوازية مع تشكيل لجنة للتحقيق في هذه القضية.
في الوقت الذي تُعقد فيه لجان تحقيق ضد سلوك فردي صدر من أحد أفراد الطواقم التعليمية، يكون من حقنا في المقابل كأولياء أمور في البحرين من أن نطالب بتشكيل لجان تحقيق في أروقة وزارة التربية والتعليم، بعد أن فضح المطر منشآتنا التعليمية ومدى هشاشتها وهزالتها وضعفها، فمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال وتعريض حياة صغارنا للخطر أهم بكثير من سلوكٍ فردي أزعج الوزارة ووكيلها.
إن الأمطار التي هطلت على البحرين فأغرقت مدارسها بالكامل حتى تحولت ساحاتها إلى بحيرات، وصفوفها إلى مستنقعات، فانقطع التيار الكهربائي عن بعضها، وتوقف التدريس في بعضها الآخر، بسبب عدم استطاعة الطلبة من الوصول حتى بالقرب من بوابة مدارسهم، هذا ناهيك عن تعرض طلبة الابتدائي وبقية المراحل لمياه الأمطار الذي أتلفت كتبهم وملابسهم والبعض الآخر أصيب برشحات برد ضارة كلفتهم الكثير من سلامتهم وصحتهم، هذا الأمر هو الذي يجب أن يتم التحقيق فيه.
نحن كأولياء أمور نطالب بفتح تحقيق مع المسؤولين بوزارة التربية والتعليم لمحاسبة من يقف خلف مدارس ومؤسسات تعليمية غير مؤهلة تماماً، خصوصاً حين هطلت زخات خفيفة من المطر، كما نطالب الوزارة بإعطائنا المبرر المنطقي بعد غرق مدارسها كلها، في عدم تعليقها الدراسة أسوة بدول الخليج التي تعرضت لذات الأمر.
إذا كان وكيل وزارة التربية مهتم كثيراً للغاية بقضية «تروللي» مدرسة سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الابتدائية الإعدادية للبنين، فإن كل البحرين مهتمة بمستقبل وسلامة أبنائها الطلبة الذين خاضوا بأجسامهم الطرية الغضة طرقاً وعرة، ومستنقعات خطيرة للوصول إلى مدارسهم، إلا إذا كانت وزارة التربية تنتقي الصور التي تجرح مشاعر المسؤول فقط، ولا تشاهد الصور الفاضحة بعد هطول المطر في مدارسنا، والتي تؤذي عوائل مئات الآلاف من الطلبة الصغار، حين يشاهدون صغاهم وهم يزحفون بصعوبة في يوم كان لابد للدراسة فيه أن تعلَّق حتى يأمن الجميع الوصول إلى مدارسهم، لكنها العين التي لا ترى إلا مساوئ غيرها، ولو سكتُّم لكان ذلك «أبرك لكم».