عندما يتعرض الإنسان منا لمواقف عصيبة يحتاج لمن يعينه على تجاوز هذه المواقف وغالباً ما يكون المقربون منه هم من يشدوا من أزره وينصرونه وفاءً لروابط الصداقة أو الزمالة أو القرابة.
هذا في حال توافر الإخلاص، أما عندما يغيب الإخلاص ويموت الضمير فإنك ستكتشف أن من كنت تشد بهم الظهر قد تخلوا عنك بقدرة قادر وتركوك وحيداً في وجه المدفع!
هنا ما عليك إلا أن تتذكر المثل القائل: رب ضارة نافعة!
بمعنى أن ذلك الموقف الذي تعتبره سلبياً قد كشف لك عن الوجه الحقيقي لمن كنت تثق به وبوعوده!
فعلاً المواقف العصيبة تكشف معادن الرجال وهذا الحال نلمسه في كثير من المواقف في حياتنا اليومية ولا تخلو الساحة الرياضية من هكذا مواقف.
في أنديتنا الوطنية نجد مثل هذه الظاهرة تطل علينا بوجهها القبيح وبخاصة في اجتماعات الجمعيات العمومية وفي أحيان كثيرة تصل حتى إلى داخل مجلس الإدارة وتتسبب في تعطيل سير العمل مما يؤثر سلباً في مسيرة النادي!
الوضع ذاته يتكرر في الاتحادات الرياضية فتجد كثيراً من المقترحات الإيجابية قد أخذت طريها إلى سلة المهملات بسبب تغير مفاجئ في مواقف أعضاء مجالس الإدارة تجاه بعضهم البعض الأمر الذي يولد انشقاقاً إدارياً يعطل مسيرة العمل الإداري!
حتى وفي وسطنا الإعلامي الرياضي نجد مثل هذه الظاهرة السلبية قد بدأت تتسلل إلى هذا الجسم الوهن لتزيده ضعفاً وتجعله عاجزاً عن إيصال رسالته بنزاهة وشفافية!
كل ذلك يحدث بسبب طغيان الماديات على كل المبادئ والقيم الإنسانية الأمر الذي يجعلنا نواجه قضايا يومية يندب لها الجبين..
الرياضة فضاء رحب يفترض أن تتجلى فيه روح الترابط والنوايا الحسنة وتضيق فيه مساحات البغض والحقد والكراهية حتى تستطيع مخرجات العمل الرياضي إدارياً كانت أم ميدانياً أو إعلامياً أن تلامس مبادىء وقيم الرياضة السمحة.
عندها يمكن أن نؤمن لرياضتنا إبحاراً آمناً يحميها من الغرق ويصل بها إلى بر الأمان، أما إذا مضينا في طريق الغدر والخداع – والعياذ بالله – فإن سبيلنا إلى الضياع - لا قدر الله.