«علم البحرين على شكل مستطيل أفقي عرضه يساوي ثلاثة أخماس طوله، ويقسم طوله إلى قسمين، الأول بلون أحمر قان ويكون طوله ثلاثة أرباع، والثاني أبيض ويكون طوله ربع طول العلم، والخـــط الفاصل بين اللونين الأحمر والأبيض مسنن ومقسم إلى خمسة أقسام تمثل أركان الإسلام الخمسة».
هذا هو التعريف الرسمي لعلم البحرين. لــو تغيرت الألوان أو درجاتها أو عكســت المساحــات أو زادت المسننات أو نقصــت لا يعود العلم علم البحرين ويعتبر ذلك إساءة لرمز الوطن. والحال نفسه لو تمت الكتابة عليه كما هو حاصل هذه الأيام، حيث صرنا نقرأ عبارات من مثل «أحبك يا وطنــي» و«أنا أحب البحرين» و«البحريـن في قلبي» وغيرها من كلمات وصور لأشخاص معينين ورسومات يتم نقشها على المساحة الحمراء من الأعلام التي يتم رفعها في المسيرات والمظاهرات وترفع في أزقة القرى وساحاتها، في محاولة لا تفسير لها سوى أن حامل العلم «المعبوث به» لا يحترم البحرين ولا يعني له علمها شيئاً ولا يعترف به رمزاً لهذا الوطن، ويعتبره مجرد سبورة يكتب عليها ما يشاء من عبارات ويرسم ما يهوى من صور (قبل أيام تمت إزالة علم البحرين عن صارية إحدى المدارس فجراً وركز محله علم ما يسمى بائتلاف فبراير).
حتى فترة قريبة كان المتابع لفضائية «أنباء العالم» الإيرانية (السوسة) يلاحظ في البرنامج اليومي «حديث البحرين» المخصص لسب مملكة البحرين والإساءة إليها أن العلم المعروض في خلفية الاستوديو يحتوي عدداً من المسننات تزيد عن الخمسة، وواضح هنا أن هذا الأمر كان يتم بشكل متعمد وبقصد الإهانة، فليس معقولاً أن إيران لا تعلم أن هذا العلم بعيد عن التعريف الرسمي له.
تغيير اللون أو إحداث أي تغيير في العلم يهينه، تماماً مثل الشهادة الرسمية.. أي كشط أو تغيير فيها يلغيها. لست أفهم كيف أباحت هذه الفضائية لنفسها طوال الفترة الماضية العبث في علم البحرين، خصوصاً أنها لن تقبل من أي كان إحداث أي تغيير في علم إيران أو التطاول عليه بالعبث فيه، كما لا أعلم لماذا قررت أن تصحح هذا الخطأ الشنيع. (كان الرئيس محمد خاتمي قد دعا ذات مرة إلى التوقف عن حرق الأعلام، وكان يقصد تحديداً العلم الأميركي.. وبالتأكيد الإسرائيلي).
علم السعودية أخضر اللون مرسوم عليه سيف ومكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا يمكن أن يكون العلم علم السعودية لو تم إحداث أي تغيير فيه بالإضافة أو الحذف أو حتى التغيير في درجة اللون، ويعتبر مثل ذلك التصرف اعتــــداءً وإهانــة تستوجب المحاسبــــــة والعقاب. وهكذا مع كل أعلام الدول لأنها رمز لا يقبل التغيير.
العلم رمز للدولة وهو في كل الأحوال رسمي، لذا فإن إحداث أي تغيير فيه يعتبر تجنياً على الدولة التي يعبر عنها ذلك العلم وإهانة للشعب الذي يقف في الطوابير الرسمية والاحتفالات ليحييه.
حسب معلوماتي، فإن للدولة أن تقاضي من يحدث أي تغيير في علمها الذي هو رمزها، لذا ينبغي أن يتم وضع حد لكل هــذا التجاوز على علم البحرين، خصوصــاً مسألة الكتابة على العلم وإلصاق الصور ونقش الرسوم، وإن كان بنية وقصد التعبير عن حب البحرين، فلا قيمة للنوايا في هكذا موضوع.
تنبيه «الجماهير» ومنعها من إهانة علــم «وطنها» ينبغي أن تتكفل به الجمعيات السياسية والجهات «القادرة» على إخـراج تلك الجماهير في مظاهرات في أي ساعة تشاء، وليس مقبولاً قولها إن ذلك تصرفات فردية لأنها هي نفسها لا تقبل أن يعبث بأعلامها التي صارت ترفعها في التظاهرات وفي.. «البلدات»!