الانقلابيون ومن «يخفق» قلبهم حباً لإيران ومرشدها الأعلى الذي يعين الولي الفقيه هنا، رفعوا أسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى ال سماء، فقط لأنه ذكر البحرين وأشار لوجود صراع طائفي، رغم أن هذه حقيقة وثقها حتى تقرير بسيوني، لكن مع الإشارة لكون الشرخ الطائفي صناعة وفاقية بامتياز.
هؤلاء الانقلابيون بعد أن مجدوا أوباما قبل أيام، ماذا سيقولون اليوم بعد اجتماع الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي تمخضت عنه رسائل واضحة ومباشرة للنظام الإيراني تتوعد باستمرار العقوبات وأن طهران قد تواجه حتى «الخيار العسكري» إن لم توف بالتزاماتها بشأن البرنامج النووي.
الآن سيتعرض الرئيس الأمريكي للشتم والسباب وكل أنواع التنكيل، لأنه مس سيدهم ومولاهم، ومس الجمهورية التي لا يجب «المساس» بها، لأنها -بحسب تفصيل جماعة الولي الفقيه- جنة الله على الأرض، وفيها العدالة قائمة، وفيها لا تجد التمييز، وفيها تجد حرية التعبير واحترام الخصوم وتقبيل المعارضين على الرأس، أليس كذلك؟!
فئة تهلل وتهتف لأي شخص مهما علا شأنه أو انحدر، فقط إن تحدث عن البحرين بما يعجبهم، يستجدون أي تعاطف من أي كان، حتى الصحافة الإسرائيلية وصلوا لها ووصفوا ما يحصل في البحرين على أنه «هولوكوست شيعي» فقط تسولاً واستدراراً للتعاطف حتى تكتب كلمة هنا أو حرف هناك.
الآن لنر المواقف المتناقضة من قبل هؤلاء، استشهدوا بأوباما حتى «نشفت» حناجرهم، لكن الآن هل سيهللون له وهو يهدد إيران ويتوعدها؟! هل سيسكتون عنه بعدما تعهد لنتنياهو بأن يكون «حذراً» في مفاوضاته مع طهران إثر تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي له من «فخ حملة التودد الإيرانية»؟! أم أن أوباما سيعود «أوتوماتيكياً» الآن ليكون رئيس دولة «الشيطان الأكبر».
إن كانت الولايات المتحدة وكثير من القوى العالمية لا يراهن على ولاءاتها وتحالفاتها لأنها قائمة على مصالح متحركة ومتغيرات لا تنتهي، فإن بائعي الأوطان هم أخطر من يمكن التحالف معه، فهم اليوم يهللون لك إن قلت ما يعجبهم وسايرتهم فيما يريدون، لكن غداً قد يكون قطع رقبتك على أيديهم.
- اتجاه معاكس..
جمعية الوفاق فرع حزب الله الإيراني في البحرين، أرسلت رسالة لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، طبعاً ليست رسالة تعنيف له بشأن تخاذل الأمم المتحدة عن حماية حقوق الإنسان ووقف قتل الناس شيوخهم ونسائهم وأطفالهم الرضع في سوريا، بل على العكس، رسالة تطلب منه فيها التدخل في شأن البحرين، مدعية كعادتها في الكذب أنها تمثل كل شعب البحرين!
بالأمس وزير الخارجية اجتمع مع أمين عام الأمم المتحدة، والأخير يعرف تماماً أن الرجل الذي اجتمع به يمثل الشرعية البحرينية لنظام البحرين ويتحدث باسم جموع وفئات عديدة (تفوق الوفاق وأتباعها من ولائيين)، وعليه الرجل صرح وبحسب ما نشرته الصحيفة الناطقة باسم الوفاق بأنه يرحب بالتزام ملك البحرين بالحوار والإصلاح إضافة لضمان الاحترام الكامل لحقوق الإنسان الأساسية والاستفادة من المساعدة من هيئات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أيضاً أمله في استمرار مملكة البحرين (وهذا طبعاً مقطع يزعجكم) في المساهمة وبـ«سخاء» من أجل تلبية نداءات الأمم المتحدة الإنسانية التي أطلقت للوفاء باحتياجات اللاجئين السوريين.
طيب، بان كي مون وانتهيتم منه، وعلى عكس توقعاتكم، الرجل طلب «سخاء» البحرين لدعم لاجئ سوريا، وأشاد بخطوات جلالة الملك، الآن الرسالة القادمة ستوجهونها لمن؟!