كانت شخصية «زاري عتيج» التي عايشها أهلنا وكان لنا النصيب بأن نتعرف على هذه الشخصية بجمالها وبساطتها عندما كنا صغاراً نرافق «زاري عتيج» منذ دخوله الفريج وتجواله بين بيوتاته المتراصة «بزرانيقها» ودواعيسها نحتفل بمقدمه إلى أن يغادر إلى فريج مجاور، كان الفضول يدفعنا صبية صغاراً أن ندس «أنوفنا» في ما لا يعنينا ومن باب التعرف والفضول أن نرافق هذه الشخصية «الكرتونية» مرددين معه زاري عتيج ماو عتيج من عنده خياش «هناك عدد من الرجال كانوا يمتلكون «جواري» يدفعونها في الفرجان كانت محملة بصحون «كابات» بونمر وبوأسد وبوطير «النعامة»، ولا أدري قصة أهلنه الأول وولعهم بصحون ومناظر يرسم عليها طائر «النعامة» إلا أنها تأتي لهم من الهند لأن الطائر لا علاقة له بتاريخ أهلنه في البحرين إلا من خلال مناظر كانت تستخدم في فرشات الأعراس يتسيدها طائر النعام و«كابات» كانت تستخدم في رمضان للهريس عليها نفس الطائر، إضافة إلى كاب «النمر والأسد» وهي ما كان زاري عتيج يجلبها إلى البيوت مقابل حزمة أسلاك قديمة من «الماو أو شوية خياش» أكياس الرز والسكر والطحين، إذاً هذا الزاري عتيج أدخل منظومة التجارة المتجولة في قاموس تاريخ الفرجان في البحرين، وكان يقوم بعرض تجارته على ربات البيوت ليبادلهم بتلك الخياش «الأكياس» والماو والمعدن من أسلاك الكهرباء القديمة بصفاري وصحون وملال وكل لوازم الطبخ التي تحتاجها أمهاتنا، وكانت تلك الأمهات تجهز لزاري عتيج ما يحتاجه من أدوات المقايضة ويستمتعن بمساومته بالحصول على أكبر عدد من الصحون والملال فوقها شوية كاسات وهناك رجال ?يجوبون فرجان المحرق والمنامة، ?يحملون على ظهورهم ''?خيشة'' ?يضعون فيها ما ?يشترونه من أهل البيوت قبل أن يتم تطوير هذه المهنة إلى «جاري» زاري عتيج، ?كان زاري ?عتيج ?يعشق ''?المقاصص'' ?ولا ?يشتري ?البضاعة إلا بعد أن ?يخرج صاحبها عن طوره، ?وقد ?يتشابك معه بالأيدي، ?وتقع بينهما ''?هوشة'' وبينما ?يتدخل المارة لفضها، ?ينتهز بعض الصبية الوضع لسرقة بعض الصحون، ?وإذا لحق بهم ربما يعود ليجد ?''?جاريه'' ?فارغاً ?من كل شيء. حدث ذلك أكثر من مرة أمام عيني للعديد من المهن كالبقال وبائع الكباب،? الفنان عبدالله ملك جسد هذه الشخصية ضمن الدراما التراثية «غناوي ?بوتعب» ?من إخراج أحمد ?يعقوب المقلة، في تلك الأيام الجميلة لدراما تراثية كانت تشغل الناس في رمضان من كل عام ويستمتع الجميع بهذه الأعمال سواء العاملين فيها أو حتى المشاهدين، لكن لماذا هذا الزاري عتيج في آخر ذكرياتنا عنه نشوه وظيفته ونحوله وجاريه إلى جاري لحمل «الزبالة» ونحوله من رجل يجوب الفرجان ليبيع صحوناً وسفرطاس وملالاً وكاسات إلى رجل يلملم الزبالة.?
جاء ذلك في المشروع الذي أطلقته بلدية المحرق لإعادة تدوير النفايات بالمحافظة والذي أطلق عليه مشروع «زاري عتيج»، وقالت مدير الخدمات الفنية ببلدية المحرق انتصار الكبيسي: «إن بلدية المحرق ومن ضمن استراتيجيتها والتي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات والمشاريع للمحرق، وفي سبيل الارتقاء بالمحرق وجعلها نموذجاً بيئياً حضارياً قد تبنت حملة كبيرة لإعادة تدوير النفايات تحت مسمى «زاري عتيج»!! وذلك توافقاً مع رؤية البلدية «مستقبل مشرق بلمحة الماضي نبنيه اليوم»»!!!.
والحملة تختص بإعادة تدوير مختلف أنواع النفايات في محافظة المحرق وستشمل إعادة تدوير ا?وراق والبلاستيك والمعادن والزجاج وحتى الملابس.
أهكذا تذكرون واحدة من المهن التي تربت عليها أمهاتنا وعشقناها صغاراً واستفادت منها بيوت البحرين في كل فرجانها، الإخوان في المحرق الذين سمعوا من أمهاتهم وآبائهم وحتى الجدات الكثير من قصص زاري عتيج ذلك الرجل المكافح الذي كان يجلب السعادة لفرجان البحرين تكرمه بلديتهم، وهي تعتز بذلك بتحويله وبكل فخر إلى «زبال» هذا ما يشعرنا بأن العاملين في البلدية والذين اختاروا هذه الشخصية وأقاموا لها الورش معتزين بفعلتهم إنما هم من يجهل التعامل مع تاريخ هذه الديرة والله يعينها على هكذا بني آدمين حبوا يطلعون فيها فكشفوا أنهم «جهلة» بتاريخ ديرتهم !!!!
الرشفة الأخيرة
كان الأولى للعاملين في بلدية المحرق أن يفكروا بإقامة نصب تذكاري لأصحاب المهن الجميلة تقام في مداخل ودوارات محافظتهم عل الآخرين أن يقوموا بتقليدهم على فعلتهم الجميلة بأن يختاروا الشخصيات أصحاب المهن الشعبية مثل زاري عتيج والسقاي والبقال والألعاب الشعبية التي اشتهرت في البحرين وتحديداً في شهر رمضان والمسحر والكثير الكثير الذي سيشكرون عليه وليقولوا بذلك بأن البحرين بلد المهن والألعاب الشعبية الجميلة.. لكن يقول المثل «اللي مايعرف الصقر يشويه».
جاء ذلك في المشروع الذي أطلقته بلدية المحرق لإعادة تدوير النفايات بالمحافظة والذي أطلق عليه مشروع «زاري عتيج»، وقالت مدير الخدمات الفنية ببلدية المحرق انتصار الكبيسي: «إن بلدية المحرق ومن ضمن استراتيجيتها والتي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات والمشاريع للمحرق، وفي سبيل الارتقاء بالمحرق وجعلها نموذجاً بيئياً حضارياً قد تبنت حملة كبيرة لإعادة تدوير النفايات تحت مسمى «زاري عتيج»!! وذلك توافقاً مع رؤية البلدية «مستقبل مشرق بلمحة الماضي نبنيه اليوم»»!!!.
والحملة تختص بإعادة تدوير مختلف أنواع النفايات في محافظة المحرق وستشمل إعادة تدوير ا?وراق والبلاستيك والمعادن والزجاج وحتى الملابس.
أهكذا تذكرون واحدة من المهن التي تربت عليها أمهاتنا وعشقناها صغاراً واستفادت منها بيوت البحرين في كل فرجانها، الإخوان في المحرق الذين سمعوا من أمهاتهم وآبائهم وحتى الجدات الكثير من قصص زاري عتيج ذلك الرجل المكافح الذي كان يجلب السعادة لفرجان البحرين تكرمه بلديتهم، وهي تعتز بذلك بتحويله وبكل فخر إلى «زبال» هذا ما يشعرنا بأن العاملين في البلدية والذين اختاروا هذه الشخصية وأقاموا لها الورش معتزين بفعلتهم إنما هم من يجهل التعامل مع تاريخ هذه الديرة والله يعينها على هكذا بني آدمين حبوا يطلعون فيها فكشفوا أنهم «جهلة» بتاريخ ديرتهم !!!!
الرشفة الأخيرة
كان الأولى للعاملين في بلدية المحرق أن يفكروا بإقامة نصب تذكاري لأصحاب المهن الجميلة تقام في مداخل ودوارات محافظتهم عل الآخرين أن يقوموا بتقليدهم على فعلتهم الجميلة بأن يختاروا الشخصيات أصحاب المهن الشعبية مثل زاري عتيج والسقاي والبقال والألعاب الشعبية التي اشتهرت في البحرين وتحديداً في شهر رمضان والمسحر والكثير الكثير الذي سيشكرون عليه وليقولوا بذلك بأن البحرين بلد المهن والألعاب الشعبية الجميلة.. لكن يقول المثل «اللي مايعرف الصقر يشويه».