كافة المؤشرات الصادرة من الإدارة الأمريكية تعكس الرغبة الجادة من قبل عدة أطراف خارجية متآمرة على سيادة مملكة البحرين وتشويه سمعتها وتزييف حقيقة المجريات فيها على الصعيد الدولي لتحويلها سريعاً إلى مسرح إرهابي يحاذي القائم في كل من العراق وسوريا، لتكون البحرين ووفقاً لموقعها
الاستراتيجي الهام أول من يخترق سيادة دول الخليج واستقرارها، ويصدر النزاع الطائفي والتوتر الأمني لكي تدخل في معادلة مشروع الحروب الطائفية في دول المنطقة، والتي تحقق المغانم الاقتصادية والمكاسب السياسية للنظام الأمريكي، وتحفظ سيطرته وفقاً لاتجاهات مصالحها الجديدة بالمنطقة.
يبدو أن هناك نية جادة في تحويل مملكة البحرين إلى أرض خصبة للانفلات الأمني وللتوتر الطائفي المستمر، فالصبغة الطائفية التي جاءت في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخير، والذي أشار فيه إلى أن البحرين تعاني من التوتر الطائفي، وأن هناك جهوداً لحل التوترات الطائفية التي مازالت تظهر
في مناطق كالعراق والبحرين وسوريا، فضيحة سياسية لأكبر دولة ديمقراطية تصدر بضاعة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير إلى دول العالم، فيما تمارس التدخلات العلنية في شؤون الشعوب الداخلية، وتفرض الديكتاتورية وتقصي حق الشعب في التعبير عن مواقفه الحقيقية تجاه أنظمته وحكوماته، وتهمل
التلاحم الموجود تاريخياً على أرضه، ليس كشعب وقيادة؛ بل حتى بين بعضه البعض، كخليط اجتماعي متعايش منذ عقود طويلة رغم تعداداته الطائفية وأطيافه، أحضروا طفلاً صغيراً لا يفقه في مسائل التحالفات وحدثوه عن خطاب أوباما الأخير عن البحرين، وصدقوني أول كلمة سينطقها «شدخل أمريكا فينا
احنا بالبحرين الحين!»، وليس مستبعداً أن يقول: «سوريا وين واحنا بالبحرين وين!».
ما بدا واضحاً أن خطاب أوباما الأخير لم يكن موفقاً في نقل حقيقة الوضع الجاري منذ بدء الأزمة البحرينية في فبراير، 2011 حيث كان هناك تعمد في إسقاط التجربة الطائفية في العراق وسوريا على البحرين، وجمعها في قالب التوتر الطائفي رغم الاختلاف التام بينهما بدرجة كبيرة، ورغم إهماله لكلمة
مهمة كانت ستغير معادلة التعبير الحقيقي عن الوضع البحريني وستصفه بدقة، إن كان جاداً في نقل الوضع الحقيقي دون تصرف، فالوضع الحاصل في البحرين، وإن كان يتخذ منحى طائفياً إلا أنه لا يمكن أن يخرج عن إطار الإرهاب، ولا يمكن لأي نظام أو منظمة أو إدارة دولية وهي تتابعه إلا أن تصنفه
على أنه «وضع إرهابي» من قبل فئة شاذة خارجة عن الإطار المألوف بالبلد حتى عن الطائفة الشيعية المعتدلة، والتي ترفض هي الأخرى الإجرام الإرهابي الحاصل في مناطقها وقراها الداخلية، إن حقيقة الوضع الجاري في البحرين أن التوتر الطائفي الموجود لا يشابه التوتر القائم بين طرفين فقط وهما
الشعب والنظام كما في سوريا، بل بين ثلاثة أطراف؛ الأول جماعة إرهابية شاذة، والثاني النظام، والثالث الشريحة العظمى من الشعب البحريني المؤيدة للنظام والرافضة للعبث الإرهابي، والتي تجتمع مع النظام في موقف واحد يرفض الطرف الأول الإرهابي، وهو ما كان من المفترض أن يترجمه أوباما في
خطابه عندما أقحم اسم البحرين ضمن خطابه المتظاهر بافتعال الجهود لإنهاء التوتر لا إنهاء الإرهاب!
خطاب أوباما الأخير قد تكون له انعكاساته المحلية والإقليمية، خصوصاً عند الدول المتحالفة مع البحرين والشعب الخليجي، وقد يمهد خلال الفترة القادمة إلى توتر تاريخي بين الشعب البحريني المتماسك والمتلاحم والسياسة الأمريكية من جانب وبين الأنظمة الخليجية والدول الداعمة لسيادة البحرين وبين
السياسة الأمريكية من جانب ثان، ويؤثر على مصالحها وتحالفاتها القائمة بالمنطقة، كما إنه قد يهدم جسور المصداقية والموضوعية تجاه مسألة استسقاء المعلومات الصحيحة عن الوضع الحقيقي في البحرين والتعامل معه بكل شفافية ويكشف مدى التورط الكبير في التزييف الذي يقوده السفير الأمريكي في
البحرين، لذا لن يكون مستغرباً أن تكون علامة الاستفهام المطروحة عند الرأي العام البحريني؛ بعد خطاب أوباما المغلوط عن البحرين، ماذا يفعل السفير الأمريكي عندنا وهو يعايش الوضع البحريني يومياً؟ هل يعمل حقاً وقريباً من الوضع البحريني أو أنه مجرد ديكور ولا يتواصل إلا مع الجماعات الإرهابية
لدينا؟ هل هو مهتم بالشريحة العظمى من الشعب البحريني وجاد في بيان موقفها أو مهتم بفئة الإرهابيين وموجود لأجلها فقط؟
لذا نقول هناك رفض كبير من الشعب البحريني للتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين وتشبيهها بنماذج دول أخرى لا تمثل الواقع الحالي فيها، وعيب جداً أن يقف أوباما، وهو رئيس أكبر دولة ديمقراطية في العالم، ليتكلم عن وضع مزور بالمعلومات ومفبرك، ومن المعيب أن يكون هناك قصور في مسألة معاينة
الوضع البحريني عن قرب من الجانب الأمريكي.
هناك حاجة اليوم للإدارة الأمريكية لمحاولة النظر للتجربة البحرينية بعين الواقع، وإن كان السفير الأمريكي لا يمارس المصداقية، وقد جبل منذ أن جاء للبحرين على إقصاء حق الغالبية العظمى من الشعب في إيصال رسالته وموقفه تجاه العمليات الإرهابية الجارية للولايات المتحدة الأمريكية، فالأولى التحفظ
على وجوده بالبحرين واستبداله، والشعب البحريني إن كان «يعين خير» ويهتم بخطابات أوباما وينتظر أن يأتي فيه موقف يعكس الواقع البحريني، فهو ينتظر أن يقر أوباما بأن الصراع الجاري في البحرين إرهابي بالدرجة الأولى ويأتي على يد فئة إرهابية، هو ينتظر أن يقول فقط بأن الوضع إرهابي طائفي
لا طائفي فقط!
كما لن يكون الشعب البحريني مبالغ في طموحاته وهو ينتظر أن يأتي أيضاً في الخطاب، اعتراف بأن هناك فشلاً ذريعاً من جانب الإدارة الأمريكية في الحصول على معلومات حقيقية تعكس الشأن البحريني البعيد عن التوتر الطائفي الموازي في درجته للموجود في سوريا والعراق، وإن كان هذا سيعني بشكل
مباشر فشلها في انتقاء سفير أمريكي يكون مهنياً وقادراً على قنص الواقع البحريني بدقة أكثر من أن يكون طائفياً، وكأنه أحد عناصر جمعية الوفاق بجواز دبلوماسي أمريكي، حيث فشل في التعامل مع الواقع البحريني وفشل في الترويج لمشروع تأييد السياسة الأمريكية بين أفراد الشعب البحريني، دليل ذلك
طلبه من الوفاق الخروج بمظاهرة تحشيدية تدعم الرئيس أوباما، وهو أمر لا يعدو إلا أنه يؤكد حقيقة ما أشيع منذ عام 2011 بأن تعيينه كسفير في البحرين يأتي لأجل الشروع في التحضير لمسيرات حاشدة بقيادته وإمرته تؤيد النظام الأمريكي وتعكس أن الجماعات الإرهابية تسير في البحرين تحت رعاية
ممثل أمريكا، وهي فضيحة سياسية أخرى لدولة تحارب الإرهاب وتنبذ جماعاته، فهذه المؤامرة لن تنجح لأن الشعب البحريني -بما فيه الطائفة الشيعية أيضاً- يرفض هذا العبث الإرهابي الجاري وتطالب بإيقافه وترحيل رعاته.
- إحساس أخير..
قال وزير الخارجية البحريني في تصريح له مؤخراً، ورداً على خطاب أوباما: «نحن في البحرين طائفياً قصة نجاح، لأن المجتمع البحريني متعايش ومتجانس» ونزيد على كلامه -لمن يهمه الأمر- قصة نجاح ومدرسة تاريخية عريقة تتفوق حتى على نجاح حرب العنصرية وعقود التمييز السابقة في
أمريكا، وستبقى قصة ناجحة دائماً بإذن الله.
الاستراتيجي الهام أول من يخترق سيادة دول الخليج واستقرارها، ويصدر النزاع الطائفي والتوتر الأمني لكي تدخل في معادلة مشروع الحروب الطائفية في دول المنطقة، والتي تحقق المغانم الاقتصادية والمكاسب السياسية للنظام الأمريكي، وتحفظ سيطرته وفقاً لاتجاهات مصالحها الجديدة بالمنطقة.
يبدو أن هناك نية جادة في تحويل مملكة البحرين إلى أرض خصبة للانفلات الأمني وللتوتر الطائفي المستمر، فالصبغة الطائفية التي جاءت في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخير، والذي أشار فيه إلى أن البحرين تعاني من التوتر الطائفي، وأن هناك جهوداً لحل التوترات الطائفية التي مازالت تظهر
في مناطق كالعراق والبحرين وسوريا، فضيحة سياسية لأكبر دولة ديمقراطية تصدر بضاعة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير إلى دول العالم، فيما تمارس التدخلات العلنية في شؤون الشعوب الداخلية، وتفرض الديكتاتورية وتقصي حق الشعب في التعبير عن مواقفه الحقيقية تجاه أنظمته وحكوماته، وتهمل
التلاحم الموجود تاريخياً على أرضه، ليس كشعب وقيادة؛ بل حتى بين بعضه البعض، كخليط اجتماعي متعايش منذ عقود طويلة رغم تعداداته الطائفية وأطيافه، أحضروا طفلاً صغيراً لا يفقه في مسائل التحالفات وحدثوه عن خطاب أوباما الأخير عن البحرين، وصدقوني أول كلمة سينطقها «شدخل أمريكا فينا
احنا بالبحرين الحين!»، وليس مستبعداً أن يقول: «سوريا وين واحنا بالبحرين وين!».
ما بدا واضحاً أن خطاب أوباما الأخير لم يكن موفقاً في نقل حقيقة الوضع الجاري منذ بدء الأزمة البحرينية في فبراير، 2011 حيث كان هناك تعمد في إسقاط التجربة الطائفية في العراق وسوريا على البحرين، وجمعها في قالب التوتر الطائفي رغم الاختلاف التام بينهما بدرجة كبيرة، ورغم إهماله لكلمة
مهمة كانت ستغير معادلة التعبير الحقيقي عن الوضع البحريني وستصفه بدقة، إن كان جاداً في نقل الوضع الحقيقي دون تصرف، فالوضع الحاصل في البحرين، وإن كان يتخذ منحى طائفياً إلا أنه لا يمكن أن يخرج عن إطار الإرهاب، ولا يمكن لأي نظام أو منظمة أو إدارة دولية وهي تتابعه إلا أن تصنفه
على أنه «وضع إرهابي» من قبل فئة شاذة خارجة عن الإطار المألوف بالبلد حتى عن الطائفة الشيعية المعتدلة، والتي ترفض هي الأخرى الإجرام الإرهابي الحاصل في مناطقها وقراها الداخلية، إن حقيقة الوضع الجاري في البحرين أن التوتر الطائفي الموجود لا يشابه التوتر القائم بين طرفين فقط وهما
الشعب والنظام كما في سوريا، بل بين ثلاثة أطراف؛ الأول جماعة إرهابية شاذة، والثاني النظام، والثالث الشريحة العظمى من الشعب البحريني المؤيدة للنظام والرافضة للعبث الإرهابي، والتي تجتمع مع النظام في موقف واحد يرفض الطرف الأول الإرهابي، وهو ما كان من المفترض أن يترجمه أوباما في
خطابه عندما أقحم اسم البحرين ضمن خطابه المتظاهر بافتعال الجهود لإنهاء التوتر لا إنهاء الإرهاب!
خطاب أوباما الأخير قد تكون له انعكاساته المحلية والإقليمية، خصوصاً عند الدول المتحالفة مع البحرين والشعب الخليجي، وقد يمهد خلال الفترة القادمة إلى توتر تاريخي بين الشعب البحريني المتماسك والمتلاحم والسياسة الأمريكية من جانب وبين الأنظمة الخليجية والدول الداعمة لسيادة البحرين وبين
السياسة الأمريكية من جانب ثان، ويؤثر على مصالحها وتحالفاتها القائمة بالمنطقة، كما إنه قد يهدم جسور المصداقية والموضوعية تجاه مسألة استسقاء المعلومات الصحيحة عن الوضع الحقيقي في البحرين والتعامل معه بكل شفافية ويكشف مدى التورط الكبير في التزييف الذي يقوده السفير الأمريكي في
البحرين، لذا لن يكون مستغرباً أن تكون علامة الاستفهام المطروحة عند الرأي العام البحريني؛ بعد خطاب أوباما المغلوط عن البحرين، ماذا يفعل السفير الأمريكي عندنا وهو يعايش الوضع البحريني يومياً؟ هل يعمل حقاً وقريباً من الوضع البحريني أو أنه مجرد ديكور ولا يتواصل إلا مع الجماعات الإرهابية
لدينا؟ هل هو مهتم بالشريحة العظمى من الشعب البحريني وجاد في بيان موقفها أو مهتم بفئة الإرهابيين وموجود لأجلها فقط؟
لذا نقول هناك رفض كبير من الشعب البحريني للتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين وتشبيهها بنماذج دول أخرى لا تمثل الواقع الحالي فيها، وعيب جداً أن يقف أوباما، وهو رئيس أكبر دولة ديمقراطية في العالم، ليتكلم عن وضع مزور بالمعلومات ومفبرك، ومن المعيب أن يكون هناك قصور في مسألة معاينة
الوضع البحريني عن قرب من الجانب الأمريكي.
هناك حاجة اليوم للإدارة الأمريكية لمحاولة النظر للتجربة البحرينية بعين الواقع، وإن كان السفير الأمريكي لا يمارس المصداقية، وقد جبل منذ أن جاء للبحرين على إقصاء حق الغالبية العظمى من الشعب في إيصال رسالته وموقفه تجاه العمليات الإرهابية الجارية للولايات المتحدة الأمريكية، فالأولى التحفظ
على وجوده بالبحرين واستبداله، والشعب البحريني إن كان «يعين خير» ويهتم بخطابات أوباما وينتظر أن يأتي فيه موقف يعكس الواقع البحريني، فهو ينتظر أن يقر أوباما بأن الصراع الجاري في البحرين إرهابي بالدرجة الأولى ويأتي على يد فئة إرهابية، هو ينتظر أن يقول فقط بأن الوضع إرهابي طائفي
لا طائفي فقط!
كما لن يكون الشعب البحريني مبالغ في طموحاته وهو ينتظر أن يأتي أيضاً في الخطاب، اعتراف بأن هناك فشلاً ذريعاً من جانب الإدارة الأمريكية في الحصول على معلومات حقيقية تعكس الشأن البحريني البعيد عن التوتر الطائفي الموازي في درجته للموجود في سوريا والعراق، وإن كان هذا سيعني بشكل
مباشر فشلها في انتقاء سفير أمريكي يكون مهنياً وقادراً على قنص الواقع البحريني بدقة أكثر من أن يكون طائفياً، وكأنه أحد عناصر جمعية الوفاق بجواز دبلوماسي أمريكي، حيث فشل في التعامل مع الواقع البحريني وفشل في الترويج لمشروع تأييد السياسة الأمريكية بين أفراد الشعب البحريني، دليل ذلك
طلبه من الوفاق الخروج بمظاهرة تحشيدية تدعم الرئيس أوباما، وهو أمر لا يعدو إلا أنه يؤكد حقيقة ما أشيع منذ عام 2011 بأن تعيينه كسفير في البحرين يأتي لأجل الشروع في التحضير لمسيرات حاشدة بقيادته وإمرته تؤيد النظام الأمريكي وتعكس أن الجماعات الإرهابية تسير في البحرين تحت رعاية
ممثل أمريكا، وهي فضيحة سياسية أخرى لدولة تحارب الإرهاب وتنبذ جماعاته، فهذه المؤامرة لن تنجح لأن الشعب البحريني -بما فيه الطائفة الشيعية أيضاً- يرفض هذا العبث الإرهابي الجاري وتطالب بإيقافه وترحيل رعاته.
- إحساس أخير..
قال وزير الخارجية البحريني في تصريح له مؤخراً، ورداً على خطاب أوباما: «نحن في البحرين طائفياً قصة نجاح، لأن المجتمع البحريني متعايش ومتجانس» ونزيد على كلامه -لمن يهمه الأمر- قصة نجاح ومدرسة تاريخية عريقة تتفوق حتى على نجاح حرب العنصرية وعقود التمييز السابقة في
أمريكا، وستبقى قصة ناجحة دائماً بإذن الله.