الصورة النمطية للمواطن الخليجي تبدأ من صغره باعتماده على الحكومة في التعليم، ثم ينتقل إلى الجامعة بعد 12 عاماً ليتم تدريسه في أرقى الجامعات إما في شكل بعثة أو دعم دراسي، ويلتحق بعد ذلك بسوق العمل في القطاعين العام أو الخاص وينتظر وحدته الإسكانية مع احتمال حصوله على دعم للزواج وتأسيس أسرة، ثم ينغمس بشكل مبالغ فيه في كيفية تحسين مستوى معيشته وزيادة دخله.
هذه الصورة تكونت في دول مجلس التعـــاون الخليجي منذ العام 1971 وهـــو العام الذي انتهى فيه الاستعمار البريطاني السابق وبدايات تأسيس الدول الخليجية الحديثـــة. ولا أعتقد أن الصورة مختلفــــة تماماً لدى الأشقاء العرب فقناعتهم بوضع الخليجي بهذه الطريقة، وحتى الدراما الخليجية صارت تسوّق لهذه الصورة، وكأنها الوضع المثالي أو الحقيقي الذي يعيش فيه المواطن الخليجي، وما يجب أن يستمر فيه طوال حياته جيلاً بعد آخر.
مؤخراً دق أمير الكويت ناقوس الخطـــر ملوحاً بانتهاء دولة الرفاه، وهو بذلك يكون أول حاكم خليجي يعلن صراحة عن الحاجة لإنهاء نموذج الدولة الريعية الذي اعتمدت عليه دول مجلس التعاون الخليجي طوال أربعين عاماً.
نموذج الدولة الريعية لا يتجاوز عن توصيف الدولة بأنها تلك التي تنال ريعاً في مختلف شؤونها وخاصة لما تتمتع به من ثروات، وبالتالي بإمكانها استثمار جانب منه، ولكن الثروة الأعظم يتم صرفها على المواطنين وعلى احتياجات الدولة، وتبقى هذه العملية متواصلة لا تنتهي، وأثبتت العقود الأربعة الماضية عدم إمكانية انتهاء هذه المعادلة رغم كل التحديات.
الأخطر في استمرار نموذج الدولة الريعية ودولة الرفاه هو الثقافة البليدة، والصورة النمطية السلبية التي تشكلت عن شعوب الخليج العربي، فهم في نظر الآخرين، غير منتجين، ولا يعملون، ويعانون من الكسل، وليس لديهم طموح، ومشغولون بأصناف اللهو... إلخ.
لا تشكل الصورة الذهنية مشكلة أو تحدياً بالنسبة للخليجيين، ولكن المشكلة في ثقافة الاعتماد على الآخر التي نشأت عليها عدة أجيال متعاقبة في دول مجلس التعاون الخليجي.
ما وصلت إليه دول الخليج اليوم من مكانة وبنية تحتية متطورة ليس بثقافتها، وإنما بأموالها فقط وإن كانت هناك رؤى وتصورات قائمة في الأساس لتحقيق مثل هذه الإنجازات.
من السهل جداً على حكومات دول مجلس التعاون الخليجي إنهاء نموذج دولة الرفاه، وانتهاء مرحلة الدولة الريعية تاريخياً، ولكن ماذا بعد؟
هل يملك المواطن الخليجي استعداداً وقبولاً لطبيعة هذه المرحلة والذي من المحتمل أن تفرض عليه ضرائب مثل النموذج الغربي، وهل لديه الاستعداد أيضاً لإنهاء الاتكالية والاعتماد على الآخرين في تنفيذ مشاريع التنمية؟
الأوضاع اليوم اختلفت تماماً عن تلك التي كانت سائدة في السابق، وقرار إنهاء دولة الرفاه ضرورة ملحة، تحتاج لمنظومة متكاملة لإنهائها، فعلى سبيل المثال آليات الدعم الحكومي التي تقدمها بعض الحكومات الخليجية صارت مكلفة بشكل مبالغ فيه، في الوقت الذي يمكن الاستفادة منه في قطاعات أخرى أكثر أهمية وحاجة.
البعد الثقافي مطلوب في عملية إنهاء دولة الرفاه، ولكن في النهاية من حق الشعوب الخليجية أن تتمتع بثرواتها بالكيفية التي تراها مناسبة مع حكوماتها.
هذه الصورة تكونت في دول مجلس التعـــاون الخليجي منذ العام 1971 وهـــو العام الذي انتهى فيه الاستعمار البريطاني السابق وبدايات تأسيس الدول الخليجية الحديثـــة. ولا أعتقد أن الصورة مختلفــــة تماماً لدى الأشقاء العرب فقناعتهم بوضع الخليجي بهذه الطريقة، وحتى الدراما الخليجية صارت تسوّق لهذه الصورة، وكأنها الوضع المثالي أو الحقيقي الذي يعيش فيه المواطن الخليجي، وما يجب أن يستمر فيه طوال حياته جيلاً بعد آخر.
مؤخراً دق أمير الكويت ناقوس الخطـــر ملوحاً بانتهاء دولة الرفاه، وهو بذلك يكون أول حاكم خليجي يعلن صراحة عن الحاجة لإنهاء نموذج الدولة الريعية الذي اعتمدت عليه دول مجلس التعاون الخليجي طوال أربعين عاماً.
نموذج الدولة الريعية لا يتجاوز عن توصيف الدولة بأنها تلك التي تنال ريعاً في مختلف شؤونها وخاصة لما تتمتع به من ثروات، وبالتالي بإمكانها استثمار جانب منه، ولكن الثروة الأعظم يتم صرفها على المواطنين وعلى احتياجات الدولة، وتبقى هذه العملية متواصلة لا تنتهي، وأثبتت العقود الأربعة الماضية عدم إمكانية انتهاء هذه المعادلة رغم كل التحديات.
الأخطر في استمرار نموذج الدولة الريعية ودولة الرفاه هو الثقافة البليدة، والصورة النمطية السلبية التي تشكلت عن شعوب الخليج العربي، فهم في نظر الآخرين، غير منتجين، ولا يعملون، ويعانون من الكسل، وليس لديهم طموح، ومشغولون بأصناف اللهو... إلخ.
لا تشكل الصورة الذهنية مشكلة أو تحدياً بالنسبة للخليجيين، ولكن المشكلة في ثقافة الاعتماد على الآخر التي نشأت عليها عدة أجيال متعاقبة في دول مجلس التعاون الخليجي.
ما وصلت إليه دول الخليج اليوم من مكانة وبنية تحتية متطورة ليس بثقافتها، وإنما بأموالها فقط وإن كانت هناك رؤى وتصورات قائمة في الأساس لتحقيق مثل هذه الإنجازات.
من السهل جداً على حكومات دول مجلس التعاون الخليجي إنهاء نموذج دولة الرفاه، وانتهاء مرحلة الدولة الريعية تاريخياً، ولكن ماذا بعد؟
هل يملك المواطن الخليجي استعداداً وقبولاً لطبيعة هذه المرحلة والذي من المحتمل أن تفرض عليه ضرائب مثل النموذج الغربي، وهل لديه الاستعداد أيضاً لإنهاء الاتكالية والاعتماد على الآخرين في تنفيذ مشاريع التنمية؟
الأوضاع اليوم اختلفت تماماً عن تلك التي كانت سائدة في السابق، وقرار إنهاء دولة الرفاه ضرورة ملحة، تحتاج لمنظومة متكاملة لإنهائها، فعلى سبيل المثال آليات الدعم الحكومي التي تقدمها بعض الحكومات الخليجية صارت مكلفة بشكل مبالغ فيه، في الوقت الذي يمكن الاستفادة منه في قطاعات أخرى أكثر أهمية وحاجة.
البعد الثقافي مطلوب في عملية إنهاء دولة الرفاه، ولكن في النهاية من حق الشعوب الخليجية أن تتمتع بثرواتها بالكيفية التي تراها مناسبة مع حكوماتها.