أثبتت الأمطار الغزيرة التي هطلت على البحرين بأن بنيتنا التحتية «حالتها حالة»!
نحتــــرم الكثيـــر مـــن الموظفيـن المخلصين في وزارتي الأشغال والبلديات ونعرف أنهم اجتهدوا قدر المستطاع، لكن المسألة هنا لا تتعلق بجهود أفراد، بل بمنظومة عمل متكاملة قائمة في أساسها على التخطيط السليم. وعن هذا التخطيط لا تسأل، فقط ابتسم فأنت في البحرين، الأمور تمشي بالبركة أو الأسوأ حسب مزاج المسؤول الذي يعرف ويفهم في كل شيء حتى الخلايا الجذعية وعلم الذرة.
المشكلة أنه وقت الأزمات تطلع الفضائح ونكتشف أن مستوى الاستعداد كارثي والأسوأ التعامل مع هذه الأوضاع.
ومع احترامي للجنة الكوارث فإن العمل يفترض أن يتركز أولاً على سلامة الأفراد ثم على الوضع العام للمرافق.
الناس تعبت وهي تناشد بأن تتم مراعاتها في الأعمال وفي وضع أبنائهم في المدارس، ولم تكن المطالبات (للأسف باتت تسمى مناشدات) هدفها الحصول على إجازة والسلام، بل الناس تبهدلت في كل شيء.
مشكلة بعض المسؤولين أنهم لا يتخذون قرارات حاسمة وسريعة.
ولا أعني هنا أن حرصهم يتركز على عدم التسرع والتهور ودراسة الموقف أولاً، بل المشكلة أن بعضهم لا يتحرك إلا بالدز، وبعضهم لا يتحرك إلا حينما يأتي التوجيه «من فوق».
والله حصلت لي مواقف ونقاشات مع بعض المسؤولين بخصوص مواضيع عدة، بعضهم قال لي «الأمر مو بيدي»، «أوامر من فوق» وبعض آخر بكل صراحة يقول «ننتظر التوجيه من فوق».
هذه والله كارثة، المسؤول لا يعين في موقع هام وحساس حتى يبرر هكذا تبريرات، عليه أن يتخذ قرارات ذكية وناجعة في سرعة مقبولة بالأخص وقت الكوارث، أما أن كان ينتظر كل شيء ليأتي «من فوق» ليوجهونه ويقررون عنه ويفكرون عوضاً عنه، فالأفضل أن يجلس في بيته ويترك المسألة «فــــوق»، أقلهـــا «من فوق» ونعني قادة البلد حينمــــا يوجهون ويتدخلون لتصحيح الأمور تكـــون توجيهاتهم حاسمة للأمور.
ما حصل للبحرين في الأيام لا يجب أن يمر مرور الكرام، ليست سحابة صيف وتمضي، غير مقبولة كلمة «طاف»، ينبغي أن توجد مراجعة شاملة لما حصل ووضع اليد على الأخطاء وتصحيح المعوج.
التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط، متنا ونحن نكررها، لا نريد أن نرى البلد تعاني كل مرة حينما تواجه مشكلة من نوع ما.
هل من متدبر، هل من معتبر وهل من مجيب؟!
عـــادي تعودنـــا علــــى «الأذن الصمخـــة» و«الإحساس الميت»!
{{ article.visit_count }}
نحتــــرم الكثيـــر مـــن الموظفيـن المخلصين في وزارتي الأشغال والبلديات ونعرف أنهم اجتهدوا قدر المستطاع، لكن المسألة هنا لا تتعلق بجهود أفراد، بل بمنظومة عمل متكاملة قائمة في أساسها على التخطيط السليم. وعن هذا التخطيط لا تسأل، فقط ابتسم فأنت في البحرين، الأمور تمشي بالبركة أو الأسوأ حسب مزاج المسؤول الذي يعرف ويفهم في كل شيء حتى الخلايا الجذعية وعلم الذرة.
المشكلة أنه وقت الأزمات تطلع الفضائح ونكتشف أن مستوى الاستعداد كارثي والأسوأ التعامل مع هذه الأوضاع.
ومع احترامي للجنة الكوارث فإن العمل يفترض أن يتركز أولاً على سلامة الأفراد ثم على الوضع العام للمرافق.
الناس تعبت وهي تناشد بأن تتم مراعاتها في الأعمال وفي وضع أبنائهم في المدارس، ولم تكن المطالبات (للأسف باتت تسمى مناشدات) هدفها الحصول على إجازة والسلام، بل الناس تبهدلت في كل شيء.
مشكلة بعض المسؤولين أنهم لا يتخذون قرارات حاسمة وسريعة.
ولا أعني هنا أن حرصهم يتركز على عدم التسرع والتهور ودراسة الموقف أولاً، بل المشكلة أن بعضهم لا يتحرك إلا بالدز، وبعضهم لا يتحرك إلا حينما يأتي التوجيه «من فوق».
والله حصلت لي مواقف ونقاشات مع بعض المسؤولين بخصوص مواضيع عدة، بعضهم قال لي «الأمر مو بيدي»، «أوامر من فوق» وبعض آخر بكل صراحة يقول «ننتظر التوجيه من فوق».
هذه والله كارثة، المسؤول لا يعين في موقع هام وحساس حتى يبرر هكذا تبريرات، عليه أن يتخذ قرارات ذكية وناجعة في سرعة مقبولة بالأخص وقت الكوارث، أما أن كان ينتظر كل شيء ليأتي «من فوق» ليوجهونه ويقررون عنه ويفكرون عوضاً عنه، فالأفضل أن يجلس في بيته ويترك المسألة «فــــوق»، أقلهـــا «من فوق» ونعني قادة البلد حينمــــا يوجهون ويتدخلون لتصحيح الأمور تكـــون توجيهاتهم حاسمة للأمور.
ما حصل للبحرين في الأيام لا يجب أن يمر مرور الكرام، ليست سحابة صيف وتمضي، غير مقبولة كلمة «طاف»، ينبغي أن توجد مراجعة شاملة لما حصل ووضع اليد على الأخطاء وتصحيح المعوج.
التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط، متنا ونحن نكررها، لا نريد أن نرى البلد تعاني كل مرة حينما تواجه مشكلة من نوع ما.
هل من متدبر، هل من معتبر وهل من مجيب؟!
عـــادي تعودنـــا علــــى «الأذن الصمخـــة» و«الإحساس الميت»!