أخطأت دول مجلس التعاون الخليجي كثيراً، حين قامت بوضع كل بيضاتها الثمينة في سلة واحدة، هي التحالفات الغربية، من دون أخذ الكثير من المحاذير السياسية والاستراتيجية طويلة الأمد.
قلناها من قبل، لا يوجد لدى الغرب أصدقاء دائمون ولا علاقات تاريخية مهمة ولا حتى غير مهمة، كما ليس في قاموسها ما يسمى بالصداقات الأبدية، لكن العرب دائماً ما يتعاملون مع الآخر من منطلق الكرم الحاتمي، ومن باب «صفوا النية وناموا في البرية»، من دون الأخذ بالأسباب والمسببات والظروف والأحكام، وكأن السياسة في نظرهم تعتبر من أهم من الثوابت بينما هي أم المتغيرات.
العرب لا يتعلمون من الماضي، وهم كذلك لا يقرؤون التاريخ، ولا ينظرون إلى المستقبل، ومن هنا فإنهم أضاعوا الكثير من الفرص على أنفسهم، لأنهم يرون أن الحاضر هو المستقبل. إن العرب لم يكوِّنوا لهم صداقات مختلفة ومتنوعة، لا مع جيرانهم ولا مع من يبعد عنهم بضع أميال، بل استحسنوا فكرة الجار البعيد، حتى ولو كان يبعد عنهم قارات ومحيطات، وفي ختام المشهد باعهم مع أول اتصال بجيرانهم.
إن فكرة البحث عن حلفاء جدد لدول مجلس التعاون الخليجي غير الحليف الغربي تعتبر فكرة جيدة، لكننا لسنا على يقين أنها ليست فكرة متأخرة، لأن غيرنا في سباق مع الزمن، بينما بعض دول الخليج العربي مازالت تراهن على الحليف الذي غيَّر كل أفكاره وقناعاته بمجرد أن شعر بأن هنالك من الحلفاء من هو أقوى من العرب قاطبة.
إن مستقبل التحالفات الخليجية الغربية على المحك، وفي حال أصرت بعض الدول الخليجية والعربية من الاستمرار في علاقاتها المفتوحة والمطلقة مع الحليف الغربي، فإن هذا يعتبر نوعاً من الانتحار السياسي.
على دول مجلس التعـاون الخليجـــي أن تبحث لها عن حلفاء جدد، وأن تصلح علاقاتها مع بعض الدول التي أفسد الغرب علاقاتها معها، فكما من المهم على الصعيد الاقتصادي أن تقوم الدول بتنوع مصادر الدخل والطاقة وغيرها من موازين السوق والاقتصاد، كذلك الأمر في القضايا السياسيــــة، إذ يجب على الدول العربيـــــة والخليجيـــة أن ينوِّعـــوا في اختياراتهــــم لحلفائهم، وأن يتعاملوا مع الغرب كما يتعامل هو معهم، أما في حال استسلموا له ولبرامجه واستراتيجياته فإن وجودهم سيكون في خطر محدق.
ليس للغرب أي أمان لأن ليس لها صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، فهي دول براغماتية محضة، لا تعترف بالتاريخ ولا بالأخلاق ولا بالصداقات ولا بالعواطف، بل تعترف بالمصالح، وحين تنتهي مصالحها في منطقة الخليج العربي، فإنها سوف تبحث لها عن حلفاء أذكى وأقوى من العرب، وهذه هي ضريبة التحالفات العمياء مع الأصدقاء الأعداء، فهل ستعيش دول مجلس التعاون حالة من البراغماتية ولو للحظة واحدة من أجل مصالحها؟ أم أنها ستكمل المشوار الخاطئ مع الغرب لأجل مصالحه فقط؟ هذا ما ستوضحه لنا الأيام القادمة.
{{ article.visit_count }}
قلناها من قبل، لا يوجد لدى الغرب أصدقاء دائمون ولا علاقات تاريخية مهمة ولا حتى غير مهمة، كما ليس في قاموسها ما يسمى بالصداقات الأبدية، لكن العرب دائماً ما يتعاملون مع الآخر من منطلق الكرم الحاتمي، ومن باب «صفوا النية وناموا في البرية»، من دون الأخذ بالأسباب والمسببات والظروف والأحكام، وكأن السياسة في نظرهم تعتبر من أهم من الثوابت بينما هي أم المتغيرات.
العرب لا يتعلمون من الماضي، وهم كذلك لا يقرؤون التاريخ، ولا ينظرون إلى المستقبل، ومن هنا فإنهم أضاعوا الكثير من الفرص على أنفسهم، لأنهم يرون أن الحاضر هو المستقبل. إن العرب لم يكوِّنوا لهم صداقات مختلفة ومتنوعة، لا مع جيرانهم ولا مع من يبعد عنهم بضع أميال، بل استحسنوا فكرة الجار البعيد، حتى ولو كان يبعد عنهم قارات ومحيطات، وفي ختام المشهد باعهم مع أول اتصال بجيرانهم.
إن فكرة البحث عن حلفاء جدد لدول مجلس التعاون الخليجي غير الحليف الغربي تعتبر فكرة جيدة، لكننا لسنا على يقين أنها ليست فكرة متأخرة، لأن غيرنا في سباق مع الزمن، بينما بعض دول الخليج العربي مازالت تراهن على الحليف الذي غيَّر كل أفكاره وقناعاته بمجرد أن شعر بأن هنالك من الحلفاء من هو أقوى من العرب قاطبة.
إن مستقبل التحالفات الخليجية الغربية على المحك، وفي حال أصرت بعض الدول الخليجية والعربية من الاستمرار في علاقاتها المفتوحة والمطلقة مع الحليف الغربي، فإن هذا يعتبر نوعاً من الانتحار السياسي.
على دول مجلس التعـاون الخليجـــي أن تبحث لها عن حلفاء جدد، وأن تصلح علاقاتها مع بعض الدول التي أفسد الغرب علاقاتها معها، فكما من المهم على الصعيد الاقتصادي أن تقوم الدول بتنوع مصادر الدخل والطاقة وغيرها من موازين السوق والاقتصاد، كذلك الأمر في القضايا السياسيــــة، إذ يجب على الدول العربيـــــة والخليجيـــة أن ينوِّعـــوا في اختياراتهــــم لحلفائهم، وأن يتعاملوا مع الغرب كما يتعامل هو معهم، أما في حال استسلموا له ولبرامجه واستراتيجياته فإن وجودهم سيكون في خطر محدق.
ليس للغرب أي أمان لأن ليس لها صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، فهي دول براغماتية محضة، لا تعترف بالتاريخ ولا بالأخلاق ولا بالصداقات ولا بالعواطف، بل تعترف بالمصالح، وحين تنتهي مصالحها في منطقة الخليج العربي، فإنها سوف تبحث لها عن حلفاء أذكى وأقوى من العرب، وهذه هي ضريبة التحالفات العمياء مع الأصدقاء الأعداء، فهل ستعيش دول مجلس التعاون حالة من البراغماتية ولو للحظة واحدة من أجل مصالحها؟ أم أنها ستكمل المشوار الخاطئ مع الغرب لأجل مصالحه فقط؟ هذا ما ستوضحه لنا الأيام القادمة.