بعد طول غياب عاد بالأمس من جديد معهد البحرين للتنمية السياسية ليطرح قضية هامة للغاية ومسكوت عنها في معظم المجتمعات العربية اليوم.
قضية التنشئة السياسية وعلاقة الإعلام بهذه العملية المهمة والتي يمر بها كل إنسان في أي مجتمع. هذه القضية كانت مثار اهتمام الباحثين العرب وجدلهم في التسعينات بعد أن شرعت الحكومات العربية خلال الستينات والسبعينات باستحداث الأنظمة الخاصة بها لتكوين الثقافة السياسية التي كانت تنشدها من أجل استغلالها للحفاظ على الأنظمة السياسية الحاكمة.
اللافت أن أدوات التنشئة السياسية التي عملت عليها الحكومات العربية طوال عقود هي التي أدت في النهاية إلى سقوط عدد من هذه الحكومات ضمن ما يسمى بـ(الربيع العربي)، وكما ذكر أحد المتحدثين بالأمس عندما طرح مثالاً حول الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك عندما قيل له إن مجموعة من شباب الفيسبوك يسعون لثورة في القاهرة، فسخر منهم، ولكن النهاية كانت دراماتيكية للغاية!
معظم المشاركين في المنتدى الخليجي للإعــلام السياسي في نسختـــه الأولـــى اتفقوا على أهمية المنتدى واختفوا كثيراً بين أهمية استخدام مصطلحي (التنشئة السياسية والوعي السياسي)، وهو ما دفعهم للابتعاد كثيراً عن المحاور الأساسية للمنتدى.
نتيجة لكثرة التحديات التي تواجهها الحكومات الخليجية والعربية اليوم، فإنها صارت غير مهتمة كثيراً بموضوع التنشئة مقابل اهتمامها وحرصها على مواجهة هذه التحديات. والمؤسف له أن التحديات الجديدة من أسبابها الرئيسة عدم استيعاب الحكومات لأدوات التنشئة السياسية الجديدة وإهمـــالها لهــا. فعلى سبيل المثال لم تهتم الحكومات الخليجية بالاستثمار في شبكات التواصل الاجتماعي، ولم تستفد منها لتشكيل القيم والمعتقدات السياسية كما قامت به من قبل عندما استثمرت في وسائل الإعلام التقليدية من إذاعة وتلفزيون وصحافة. وكانت النتيجة الحتمية أن الأفراد بإمكانهم تكوين قناعاتهم وقيمهم السياسية كيفما يشاؤون وفي أي وقت. وباتت الفرصة متاحة لأي قوى سياسية داخلية أو خارجية استغلال هذا المشهد المفتوح وغير المنضبط لتشكيل اتجاهات الأفراد دون قيود أو مساءلة.
أثيرت أيضاً في المنتدى الخليجي مسألة عدم قدرة الإعلام العربي على تطوير المفردات والمصطلحات، ونتيجة لذلك تظهر العشوائيات في اختيار الأفراد، وهو ما أشار إليه أحد الأكاديميين البحرينيين في جلسات المنتدى إلى عدم اتفاق وسائل الإعلام المحلية حتى الآن على توصيف ما حدث في العام 2011، فهناك من يصفها بـ(الثورة الطائفية أو الانقلاب أو المؤامرة أو الخيانة الوطنية أو الأحداث المؤسفة.. إلخ).
المنتدى الخليجي الذي أقامه معهد البحرين للتنمية السياسية مهم جداً، والأهم فيه ضرورة مواصلة البحث في هذا الموضوع الشائك والذي بات في آخر سلم أولويات الباحثين والمهتمين بمتابعة الشأن السياسي والإعلامي.
قضية التنشئة السياسية وعلاقة الإعلام بهذه العملية المهمة والتي يمر بها كل إنسان في أي مجتمع. هذه القضية كانت مثار اهتمام الباحثين العرب وجدلهم في التسعينات بعد أن شرعت الحكومات العربية خلال الستينات والسبعينات باستحداث الأنظمة الخاصة بها لتكوين الثقافة السياسية التي كانت تنشدها من أجل استغلالها للحفاظ على الأنظمة السياسية الحاكمة.
اللافت أن أدوات التنشئة السياسية التي عملت عليها الحكومات العربية طوال عقود هي التي أدت في النهاية إلى سقوط عدد من هذه الحكومات ضمن ما يسمى بـ(الربيع العربي)، وكما ذكر أحد المتحدثين بالأمس عندما طرح مثالاً حول الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك عندما قيل له إن مجموعة من شباب الفيسبوك يسعون لثورة في القاهرة، فسخر منهم، ولكن النهاية كانت دراماتيكية للغاية!
معظم المشاركين في المنتدى الخليجي للإعــلام السياسي في نسختـــه الأولـــى اتفقوا على أهمية المنتدى واختفوا كثيراً بين أهمية استخدام مصطلحي (التنشئة السياسية والوعي السياسي)، وهو ما دفعهم للابتعاد كثيراً عن المحاور الأساسية للمنتدى.
نتيجة لكثرة التحديات التي تواجهها الحكومات الخليجية والعربية اليوم، فإنها صارت غير مهتمة كثيراً بموضوع التنشئة مقابل اهتمامها وحرصها على مواجهة هذه التحديات. والمؤسف له أن التحديات الجديدة من أسبابها الرئيسة عدم استيعاب الحكومات لأدوات التنشئة السياسية الجديدة وإهمـــالها لهــا. فعلى سبيل المثال لم تهتم الحكومات الخليجية بالاستثمار في شبكات التواصل الاجتماعي، ولم تستفد منها لتشكيل القيم والمعتقدات السياسية كما قامت به من قبل عندما استثمرت في وسائل الإعلام التقليدية من إذاعة وتلفزيون وصحافة. وكانت النتيجة الحتمية أن الأفراد بإمكانهم تكوين قناعاتهم وقيمهم السياسية كيفما يشاؤون وفي أي وقت. وباتت الفرصة متاحة لأي قوى سياسية داخلية أو خارجية استغلال هذا المشهد المفتوح وغير المنضبط لتشكيل اتجاهات الأفراد دون قيود أو مساءلة.
أثيرت أيضاً في المنتدى الخليجي مسألة عدم قدرة الإعلام العربي على تطوير المفردات والمصطلحات، ونتيجة لذلك تظهر العشوائيات في اختيار الأفراد، وهو ما أشار إليه أحد الأكاديميين البحرينيين في جلسات المنتدى إلى عدم اتفاق وسائل الإعلام المحلية حتى الآن على توصيف ما حدث في العام 2011، فهناك من يصفها بـ(الثورة الطائفية أو الانقلاب أو المؤامرة أو الخيانة الوطنية أو الأحداث المؤسفة.. إلخ).
المنتدى الخليجي الذي أقامه معهد البحرين للتنمية السياسية مهم جداً، والأهم فيه ضرورة مواصلة البحث في هذا الموضوع الشائك والذي بات في آخر سلم أولويات الباحثين والمهتمين بمتابعة الشأن السياسي والإعلامي.