يحرص البعض على أن يوصل لي ملاحظاته على ما أكتب، كل بطريقته، وهو أمر أرحب به دائماً ولا يتسبب في إزعاجي، فكما أن من حقي أن أعبر عن قناعاتي ومواقفي عبر هذه المساحة؛ كذلك فإن من حق المتلقي أن يعبر عن رأيه فيما أكتب، فالكلمة أملكها طالما كانت في صدري لكنها تصير ملكاً للمتلقي لحظة أن تخرج.
هذا أساس مهم يحفظ حقي ككاتب ويحفظ حق القارئ كمتلقٍ، دون أن يعني هذا بأنني أقبل التجاوز، فلإبداء الرأي ووجهة النظر والتعبير عن المواقف أصول وآداب ينبغي ألا نتجاوزها، ليس لأن هذا يخالف ديننا وشريعتنا الإسلامية فقط؛ لكن أيضاً لأنه ليس من أخلاق أهل البحرين، فليس مقبولاً مثلاً مقابلة ما أكتب -وزملائي الكتاب- بالسب والشتم أو التعليق خارج موضوع المقال، فحق المتلقي هو في مناقشة ونقد ما يكتبه الكاتب وليس مناقشة ونقد شخص الكاتب.
في الأسبوعين الأخيرين التقيت بالعديد ممن يتكلف مشقة قراءة ما أكتب ويرغب في إبداء وجهة نظره فيها وتوصيل ملاحظاته، أحدهم قال لي إنك تعتمد المنطق في ما تطرح من مواضيع، وإن هذا أمر جيد، ولكن يؤخذ عليك أنك منحاز لطرف دون آخر، وأن نقدك ينصب في الطرف «الشعبي» دون الحكومة. آخر قال لي إن الناس تريد منك أن تنتقد الحكومة وبجرأة وتطرح ما هو مسكوت عنه. ثالث قال لي إن تناولك للموضوعات بهذا الأسلوب من شأنه أن يزيد من مساحة الذين يتخذون منك موقفاً سالباً ولعلهم يعتبرونك «بلطجياً». رابع وخامس وسادس قالوا كلاماً ليس بعيداً عما تمت الإشارة إليه ورأوا أنه ينبغي علي لأسباب عديدة أن أنحاز إلى ما يقوله الشارع وليس الحكومة.
أما أطرف ملاحظتين فكانتا من اثنين من المثقفين؛ الأول قال لي: إنني أستمتع بقراءة ما تكتب وتعجبني طريقة مناقشتك لما تطرح من موضوعات وأتفهم وجهة نظرك جيداً، ولكنك تبدو في نظر العامة وكأنك «محامي الدولة»، فكل ما تقوله الحكومة وتمارسه تعتبره صحيحاً، وكل ما تقوله وتمارسه «المعارضة» تعتبره خطأ وتجاوزاً. والثاني قال لأنني أعرفك جيداً وأعرف أن ما تكتب تكتبه من منطلق وطني، لذا أوجد لك العذر، وإن لم أكن أتفق معك في بعض ما تطرح من رأي، لكن كثيرين يعتقدون أن ما تكتبه تريد الوصول من خلاله إلى منصب.
الأكيد أنني لا أستغرب من كل هذه الآراء، فأصحابها ينطلقون جميعاً من فكرة أنه ينبغي مني أن أقف إلى هذا الجانب وليس إلى جانب الحكومة، وأن أتبنى وجهة نظر هذا الجانب وليس الحكومة، وأن أتغاضى عن الأخطاء التي يرتكبها هذا الجانب وأركز على أخطاء الحكومة، ربما لأسباب تتعلق بانتمائي المذهبي (الذي ولدت مختوماً بختمه) أو لتصنيفي لأسباب لا أعرفها والتمني أن أنحاز إلى هذا الجانب وليس إلى غيره.
توضيحاً لكل من تعشم وأوصل لي وجهة نظره وملاحظاته أقول؛ إن من قال إنني ضد الناس ومطالبهم أخفق في قوله، وأن من قال إنني مع الحكومة في كل شيء شاركه الإخفاق. لست ضد المطالب العادلة ولكني ضد أسلوب المطالبة، ولست ضد السعي إلى الحصول على الحقوق ولكني ضد كل ما يسيء إلى هذا الوطن وهذا الشعب، أنا ضد التخريب والفوضى والعنف والإرهاب وضد كل ما يسيء إلى الأديان والمذاهب والأخلاق، وضد كل تجاوز يتم تحت راية المطالبة بالحقوق والإصلاح.
أما الانحياز إلى رأي الدولة فمرده إلى كثرة الأخطاء التي وقعت وتقع فيها «المعارضة» التي تستغل بساطة العامة وانفعالاتهم، والتي من الواضح أنها تفتقد استراتيجية تعين على الخروج مما صرنا فيه.
هذا أساس مهم يحفظ حقي ككاتب ويحفظ حق القارئ كمتلقٍ، دون أن يعني هذا بأنني أقبل التجاوز، فلإبداء الرأي ووجهة النظر والتعبير عن المواقف أصول وآداب ينبغي ألا نتجاوزها، ليس لأن هذا يخالف ديننا وشريعتنا الإسلامية فقط؛ لكن أيضاً لأنه ليس من أخلاق أهل البحرين، فليس مقبولاً مثلاً مقابلة ما أكتب -وزملائي الكتاب- بالسب والشتم أو التعليق خارج موضوع المقال، فحق المتلقي هو في مناقشة ونقد ما يكتبه الكاتب وليس مناقشة ونقد شخص الكاتب.
في الأسبوعين الأخيرين التقيت بالعديد ممن يتكلف مشقة قراءة ما أكتب ويرغب في إبداء وجهة نظره فيها وتوصيل ملاحظاته، أحدهم قال لي إنك تعتمد المنطق في ما تطرح من مواضيع، وإن هذا أمر جيد، ولكن يؤخذ عليك أنك منحاز لطرف دون آخر، وأن نقدك ينصب في الطرف «الشعبي» دون الحكومة. آخر قال لي إن الناس تريد منك أن تنتقد الحكومة وبجرأة وتطرح ما هو مسكوت عنه. ثالث قال لي إن تناولك للموضوعات بهذا الأسلوب من شأنه أن يزيد من مساحة الذين يتخذون منك موقفاً سالباً ولعلهم يعتبرونك «بلطجياً». رابع وخامس وسادس قالوا كلاماً ليس بعيداً عما تمت الإشارة إليه ورأوا أنه ينبغي علي لأسباب عديدة أن أنحاز إلى ما يقوله الشارع وليس الحكومة.
أما أطرف ملاحظتين فكانتا من اثنين من المثقفين؛ الأول قال لي: إنني أستمتع بقراءة ما تكتب وتعجبني طريقة مناقشتك لما تطرح من موضوعات وأتفهم وجهة نظرك جيداً، ولكنك تبدو في نظر العامة وكأنك «محامي الدولة»، فكل ما تقوله الحكومة وتمارسه تعتبره صحيحاً، وكل ما تقوله وتمارسه «المعارضة» تعتبره خطأ وتجاوزاً. والثاني قال لأنني أعرفك جيداً وأعرف أن ما تكتب تكتبه من منطلق وطني، لذا أوجد لك العذر، وإن لم أكن أتفق معك في بعض ما تطرح من رأي، لكن كثيرين يعتقدون أن ما تكتبه تريد الوصول من خلاله إلى منصب.
الأكيد أنني لا أستغرب من كل هذه الآراء، فأصحابها ينطلقون جميعاً من فكرة أنه ينبغي مني أن أقف إلى هذا الجانب وليس إلى جانب الحكومة، وأن أتبنى وجهة نظر هذا الجانب وليس الحكومة، وأن أتغاضى عن الأخطاء التي يرتكبها هذا الجانب وأركز على أخطاء الحكومة، ربما لأسباب تتعلق بانتمائي المذهبي (الذي ولدت مختوماً بختمه) أو لتصنيفي لأسباب لا أعرفها والتمني أن أنحاز إلى هذا الجانب وليس إلى غيره.
توضيحاً لكل من تعشم وأوصل لي وجهة نظره وملاحظاته أقول؛ إن من قال إنني ضد الناس ومطالبهم أخفق في قوله، وأن من قال إنني مع الحكومة في كل شيء شاركه الإخفاق. لست ضد المطالب العادلة ولكني ضد أسلوب المطالبة، ولست ضد السعي إلى الحصول على الحقوق ولكني ضد كل ما يسيء إلى هذا الوطن وهذا الشعب، أنا ضد التخريب والفوضى والعنف والإرهاب وضد كل ما يسيء إلى الأديان والمذاهب والأخلاق، وضد كل تجاوز يتم تحت راية المطالبة بالحقوق والإصلاح.
أما الانحياز إلى رأي الدولة فمرده إلى كثرة الأخطاء التي وقعت وتقع فيها «المعارضة» التي تستغل بساطة العامة وانفعالاتهم، والتي من الواضح أنها تفتقد استراتيجية تعين على الخروج مما صرنا فيه.