عصر يوم العاشر من محرم، والذي وافق الخميس الماضي، انتشر خبر يفيد بإقدام شرطة مكافحة الشغب على ضرب المعزين في قرية النويدرات بمسيلات الدموع، الخبر كان معززاً بعدد من الصور وبعض الفيديوات القصيرة التي تؤكد أنه خبر حقيقي وليس مجرد إشاعة. نحن إذاً أمام واقعة حقيقية أثبتتها الصور والأفلام التي تم نشرها على التويتر والفيسبوك واليوتيوب، ولا يمكن لأحد أن ينكرها.
لكن هذه الصور والأفلام، وإن كانت حقيقية، إلا أنها لا تظهر سوى جانب من ناتج الحدث ولا يتبين منها السبب الذي أدى إلى أن يتعامل شرطة مكافحة الشغب مع المشاركين في موكب العزاء بهذا الشكل، ذلك أنه لا بد أن شيئاً ما قد حدث أدى إلى أن يتعامل معه الشرطة بإطلاق مسيلات الدموع، فليس من المعقول أبداً أن يفعل الشرطة ذلك من دون سبب، بل من دون سبب قوي.
على مدار الأيام العشرة الأولى من شهر محرم خرجت العشرات من المواكب الحسينية في مختلف مناطق البلاد، ووفرت لها الدولة كل أسباب النجاح وقدمت كل الخدمات الأمنية والمرورية وغيرها، لكن الشرطة لم تتعامل إلا مع هذا الموكب، هذا يعني ويؤكد أن شيئاً ما قد حدث أدى إلى هذه النتيجة، وأنه لولا حدوث ذلك الشيء لما حدث ما حدث.
لست في حاجة إلى البحث عن السبب لأنني على قناعة بأن رجال الأمن لا يمكن أن يفعلوا ذلك «مني والدرب»، فالأمر ليس بمزاجهم وهم مسؤولون عن الأمن وعن حماية المشاركين والجمهور المشاهد، بل على العكس، معلوماتي أن لدى رجال الأمن أوامر بضبط النفس في أصعب المواقف وعدم التعامل بهذا الشكل إلا في أضيق الحدود، وإذا استدعت الحاجة إلى ذلك بالفعل ولم يكن لديهم خيار آخر.
هناك إذاً سبب أدى إلى كل ذلك الشيء الغريب، حيث لم يحدث من قبل أمور كهذه في عزاء الحسين الذي تحرص الدولة على الدوام على إنجاحه وإيفائه حقه، ولولا ذلك لما قدمت كل هذه الخدمات ولما سمحت باختتام يوم عاشوراء بمواجهات.
تقديري أن المشاركين في موكب عزاء النويدرات خلطوا بين التظاهرة الدينية والتظاهرة السياسية فرفعوا شعارات ما كان ينبغي لهم أن يرفعوها في عزاء الحسين تتعلق بتطورات الأحداث في البلاد، أو أنهم ضمنوا الموكب موكباً للملثمين الذين يشاركون في المواكب الحسينية على شكل ميليشيات وجيش منظم، أو أنهم خرجوا عن الخط المسموح لهم السير فيه فاتجهوا إلى الشارع العام ليربكوا المشهد والحياة. أي أنهم فعلوا ما استوجب التعامل معهم من قبل رجال الأمن.
ما حدث مؤسف وما كان ينبغي أن يحدث، فلعزاء الحسين في البحرين قيمة كبيرة، والدولة تحرص على ألا يعكر صفوه شيء، وهذا أمر ليس بجديد على الدولة التي ترعى الحقوق الدينية والمذهبية للجميع. هذا يعني أن على هيئة تنظيم المواكب الحسينية أن تباشر في التحقيق في الموضوع كي لا يتكرر وكي يعرف الجميع حقيقة ما حدث، إنصافاً للحق وتأكيداً على أن لعزاء الحسين حرمة، كما أن على وزارة الداخلية أن تبين التفاصيل والأسباب الحقيقية لما حدث.
أحدهم كتب على التويتر ما معناه أن المواكب الحسينية خرجت في كل مكان في العالم لكنها لم تقمع إلا في البحرين. هذه المعلومة ينبغي أن تصحح، فلم يحدث قمع، ولكن حدث تعامل من قبل رجال الأمن مع حدث معين من الواضح أنه كان خارجاً عن المألوف في العزاء. ولعله كان شبيهاً للتحرك غير المعقول ولا المقبول من قبل أولئك الذين تركوا واجبهم تجاه الحسين وتوجهوا في نفس اليوم نحو.. الدوار!
{{ article.visit_count }}
لكن هذه الصور والأفلام، وإن كانت حقيقية، إلا أنها لا تظهر سوى جانب من ناتج الحدث ولا يتبين منها السبب الذي أدى إلى أن يتعامل شرطة مكافحة الشغب مع المشاركين في موكب العزاء بهذا الشكل، ذلك أنه لا بد أن شيئاً ما قد حدث أدى إلى أن يتعامل معه الشرطة بإطلاق مسيلات الدموع، فليس من المعقول أبداً أن يفعل الشرطة ذلك من دون سبب، بل من دون سبب قوي.
على مدار الأيام العشرة الأولى من شهر محرم خرجت العشرات من المواكب الحسينية في مختلف مناطق البلاد، ووفرت لها الدولة كل أسباب النجاح وقدمت كل الخدمات الأمنية والمرورية وغيرها، لكن الشرطة لم تتعامل إلا مع هذا الموكب، هذا يعني ويؤكد أن شيئاً ما قد حدث أدى إلى هذه النتيجة، وأنه لولا حدوث ذلك الشيء لما حدث ما حدث.
لست في حاجة إلى البحث عن السبب لأنني على قناعة بأن رجال الأمن لا يمكن أن يفعلوا ذلك «مني والدرب»، فالأمر ليس بمزاجهم وهم مسؤولون عن الأمن وعن حماية المشاركين والجمهور المشاهد، بل على العكس، معلوماتي أن لدى رجال الأمن أوامر بضبط النفس في أصعب المواقف وعدم التعامل بهذا الشكل إلا في أضيق الحدود، وإذا استدعت الحاجة إلى ذلك بالفعل ولم يكن لديهم خيار آخر.
هناك إذاً سبب أدى إلى كل ذلك الشيء الغريب، حيث لم يحدث من قبل أمور كهذه في عزاء الحسين الذي تحرص الدولة على الدوام على إنجاحه وإيفائه حقه، ولولا ذلك لما قدمت كل هذه الخدمات ولما سمحت باختتام يوم عاشوراء بمواجهات.
تقديري أن المشاركين في موكب عزاء النويدرات خلطوا بين التظاهرة الدينية والتظاهرة السياسية فرفعوا شعارات ما كان ينبغي لهم أن يرفعوها في عزاء الحسين تتعلق بتطورات الأحداث في البلاد، أو أنهم ضمنوا الموكب موكباً للملثمين الذين يشاركون في المواكب الحسينية على شكل ميليشيات وجيش منظم، أو أنهم خرجوا عن الخط المسموح لهم السير فيه فاتجهوا إلى الشارع العام ليربكوا المشهد والحياة. أي أنهم فعلوا ما استوجب التعامل معهم من قبل رجال الأمن.
ما حدث مؤسف وما كان ينبغي أن يحدث، فلعزاء الحسين في البحرين قيمة كبيرة، والدولة تحرص على ألا يعكر صفوه شيء، وهذا أمر ليس بجديد على الدولة التي ترعى الحقوق الدينية والمذهبية للجميع. هذا يعني أن على هيئة تنظيم المواكب الحسينية أن تباشر في التحقيق في الموضوع كي لا يتكرر وكي يعرف الجميع حقيقة ما حدث، إنصافاً للحق وتأكيداً على أن لعزاء الحسين حرمة، كما أن على وزارة الداخلية أن تبين التفاصيل والأسباب الحقيقية لما حدث.
أحدهم كتب على التويتر ما معناه أن المواكب الحسينية خرجت في كل مكان في العالم لكنها لم تقمع إلا في البحرين. هذه المعلومة ينبغي أن تصحح، فلم يحدث قمع، ولكن حدث تعامل من قبل رجال الأمن مع حدث معين من الواضح أنه كان خارجاً عن المألوف في العزاء. ولعله كان شبيهاً للتحرك غير المعقول ولا المقبول من قبل أولئك الذين تركوا واجبهم تجاه الحسين وتوجهوا في نفس اليوم نحو.. الدوار!