خلال ساعتين، كان يتم فيهما تسجيل حوار صحافي معه في مبنى البرلمان، كعضو مجلس شورى، ظل يخرج من مواضيع الأسئلة التي نطرحها ويحيد عنها في كثير من الأحيان إلى مدح القيادة الرشيدة.
من جملة ما قال: «المشروع الإصلاحي عملاق ويسع الجميع، وجلالة الملك أتى بمشروع بناء هذه الدولة العصرية، ولابد أن كل المواطنين شعروا بأن البحرين تغيرت خلال هذه السنوات العشر، وهناك أمل أن ننقل البحرين لتكون دولة متكاملة، وملكنا قدم الكثير ولا بد للشباب أن يدركوا ذلك ونحن اليوم نحتاج لتهيئة الشباب وخلق جيل لخدمة الوطن ويحب قيادته، فلدينا ملك قدم الكثير وهو واقع يجب أن يصل إلى الشباب، وما هم ما دون الشباب ولا بد للشباب أن يدرك إنجازات الحكومة والمكرمات، فمنذ تولى جلالة الملك الحكم كانت هناك إنجازات كما أني»، ركزوا هنا «أرى أن هناك توزيعاً عادلاً للثروة، ونحن بحاجة أن ننتبه بأن الوطن بحاجة إلى التنمية من خلال الخطاب الذي نوجهه من خلال البرلمان وأئمة المساجد».
كلام جميل ومثالي؛ بل وأبلغ من المثالي، كما إنه يمثل طموحاً وحلماً لكل مواطن بحريني مخلص بالنهوض بالدولة وخلق جيل يخدم الوطن ويحب قيادته، ظل لأكثر من عشر دقائق يعاود تكرار كلماته بالعامية لنا «صدقوني لم أر ملكاً يحمل من الحلم والحب على أبنائه من المواطنين كما ملكنا، ملكنا يحب أبنائه كثيراً بل حتى أولئك المخربين والمتظاهرين يقول دعوهم قد ينتبهون يوماً لما يفعلون ويعودون إلى رشدهم وتقلقه أمورهم ومستقبلهم ويخاف أن يتأذوا ويؤذوا عائلاتهم، ليتكم تسمعون كيف يتكلم ويهتم ويتابع أمور الشباب».
هذا الكلام الجميل جداً والمرتفع في درجات الولاء والانتماء للقيادة والوطن استحضرناه خلال أيام الأزمة، حيث كنا نقوم باستطلاعات رأي للصحيفة فحاولنا الاتصال به، وكان في كل مرة يعتذر عن إبداء التصريحات التي تكشف ما يحصل وتدعم استقرار البحرين وأمنها، بل والأدهى أنه بعد ارتفاع موجة التوتر الأمني الجاري واقتراب اللحظة الحاسمة التي خيلت للأطراف المتآمرة أنها ساعة النصر كان أحد وجوه ممن قدموا استقالتهم مع عدد من أعضاء مجلس الشورى.
أغلقنا الهاتف بعد اعتذاره، وبعد إصرار منا على مطالبته بأن يتكلم ويقول الحق، وظللنا لوهلة نستحضر المشهد الحاضر في تبخر كلامه وتبدل موقفه.
ونستحضر كلمة لقنها إياها آباؤنا وأجدادنا «أمثال هؤلاء مخطئ من يأمن لهم».
في التسعينات حملوا شعار «بالعلم والعدد بنآخذ هالبلد» قد يبدو شعاراً ضئيلاً أمام شعارات أزمة فبراير 2011 كارحلوا ويسقط النظام وما شابه، لكن التأمل فيه يبرهن استراتيجية اختطاف البلد عاجلاً أو آجلاً المرسومة من قبلهم وإن كان بالتقسيط، ويكشف مشروعهم وبأخذ كل ما يمكن أن تصل إليه اليد سواء بجماعة تهتم بقيادة سيناريو الإرهاب والحرق وأخرى تمارس سيناريو «ضرب باليس» والمجاملات وسياسة النفاق، وتكون كمثل الخلايا الانقلابية النائمة ولا يمكن الربط بينها وبين الخلايا الإرهابية.
في أزمة فبراير 2011 وقبل أن ترتفع موجة التظاهرات لتصل للتخريب ومهاجمة المواطنين عممت دعوات كاذبة وتحمل شيئاً من الحيلة لجميع الإعلاميين على برنامج «الواتس آب»، فيما اجتهد إعلاميون من اللجنة الإعلامية للدوار في الاتصال ببعض الإعلاميين شخصياً لدعوتهم للمشاركة بذريعة أنهم سيخرجون لتقديم مطالبهم كإعلاميين فقط، ولن يكون لهم دخل حتى فيما يردده الآخرون من شعارات، وحين يتم الاعتذار كان يقال لهم «أنتوا تعالوا بس كحضور ولو نص ساعة وإذا ما عجبكم امشوا»، ثم ظهرت مسيرة الإعلاميين على حقيقتها عندما وجدنا زملاء إعلاميين يسيرون فيها وهم يحملون شعارات تحريضيه تسيء للبحرين وقيادتها وشعبها.
بعد الأزمة عين وزير في إحدى الوزارات الخدمية، وعندما شككت بنواياه دافع عنه حتى أهل الفاتح من حيث إنه خلال الأزمة كان موقفه معتدلاً، حتى كشفت الأيام لاحقاً أنه قام بتوظيف إحدى الإعلاميات، التي كانت تهاجم الدولة وتدخل على صفحات الإعلاميين الفيسبوكية وتطالب بمطالبات راديكالية، في الوزارة فوراً بعد فصلها من عملها السابق، فيما خرجت مقولات من هنا وهناك أنها ليست الوحيدة بل إنه فور تسلمه وحصوله على أي ثغرة أو فرصة لتوظيف الراديكاليين يقوم بتوظيفهم، وكأن تجنيداً سرياً يدار لتحويل الوزارة أسوة ببقية المواقع إلى خلية انقلابية نائمة وإكمال مسيرة خطف الدولة بالتقسيط، كل هذا يتم في الخفاء ومن خلف الكواليس.
على فكرة الإعلامية؛ هذه لم تكن مختلفة عن عضو مجلس الشورى من حيث التغني والكتابة ليل نهار بحب القيادة والبلد. خلال أزمة البحرين لم تظهر كل الوجوه الخائنة في المشهد التأزيمي، ظلت هناك خلايا نائمة كأنه لا علاقة لها بالأمر أبداً، حتى تكون في الخطة البديلة في حال فشل مؤامرة الانقلاب الوجه الذي يتحاور ويتواصل لأجل الحصول على المزيد من مكتسبات الدولة ولو بالتقسيط.
تعالوا لنتأمل تاريخياً مشروع قيام دولة الكيان الصهيوني في فلسطين؛ أليس جزءاً من استراتيجية بناءها كانت من خلال سرقتها بالتقسيط بتمويل الصهاينة على شراء أراضي ومنازل الفلسطينيين ليفاجؤوا بعدها ومع الحرب الإعلامية ضدها والتركيز على إثارة موضوع حق الإسرائيليين في أرضنا العربية دولياً تمهيداً لإعلان قيام الدولة الإسرائيلية بأن بعضاً من أراضي فلسطين أصبحت متملكة للصهاينة بالأصل، استخدم تملك الصهاينة للأراضي كدليل يثبت حقهم التاريخي «المشروع» في أرض فلسطين، رغم أنهم كانوا يسرقونها تقسيطاً من خلال شرائها، ألا يقول بعض العرب إن الفلسطينيين أخطؤوا بحق أنفسهم عندما باعوا أراضيهم إلى الصهاينة الذين زوروا التاريخ؟ لقد سلبوا بعض فلسطين بالتقسيط قبل أن يرفعوا الستار على البناء غير المشروع لدولتهم، واليوم نجد أن البعض يحاول الانقلاب في البحرين لمصلحة إيران بالتقسيط؟
خلال أزمة البحرين ألم يختل أكثر من موقع عمل وحيوي وحساس؟ ألم تستخدم مسألة المفصولين عن العمل كأحد أوراق الضغط على الدولة خارجياً رغم مخالفتهم لكل اشتراطات وقوانين المهن العالمية، خاصة الطب والشرطة؟
هكذا الآن يطمح بعض من خسر جولاته الميدانية مع الدولة وشعبها المتكاتف مع النظام، هم مستمرون في محاولة نهب الدولة بالتقسيط. أليست الوجوه التي ظلت مستمرة في منهج الحرق والتخريب في التسعينات مصرة بأن «الحل هو البرلمان»، وعندما منحت البرلمان كان أداءها مخزياً وطائفياً؛ بل وظلت كمثل الطفل الذي لا يعرف ما يريده إما يشاركوا أو يقاطعوا أو ينسحبوا، كأن البرلمان «بيت أبوهم» وليس بيت الشعب له احترامه ودستوره ونظامه، هي نفسها ممن تردد اليوم أن الحل في «الحكومة المنتخبة» وإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية؟
هؤلاء ذوو وجوه متعددة سخرت حياتها لأجل هدف إيجاد مشروع دولة انقلابية قد لا يظهر في كثير من الأحيان والمواقف، لكنه باق لأنه مزروع فيها.
من جملة ما قال: «المشروع الإصلاحي عملاق ويسع الجميع، وجلالة الملك أتى بمشروع بناء هذه الدولة العصرية، ولابد أن كل المواطنين شعروا بأن البحرين تغيرت خلال هذه السنوات العشر، وهناك أمل أن ننقل البحرين لتكون دولة متكاملة، وملكنا قدم الكثير ولا بد للشباب أن يدركوا ذلك ونحن اليوم نحتاج لتهيئة الشباب وخلق جيل لخدمة الوطن ويحب قيادته، فلدينا ملك قدم الكثير وهو واقع يجب أن يصل إلى الشباب، وما هم ما دون الشباب ولا بد للشباب أن يدرك إنجازات الحكومة والمكرمات، فمنذ تولى جلالة الملك الحكم كانت هناك إنجازات كما أني»، ركزوا هنا «أرى أن هناك توزيعاً عادلاً للثروة، ونحن بحاجة أن ننتبه بأن الوطن بحاجة إلى التنمية من خلال الخطاب الذي نوجهه من خلال البرلمان وأئمة المساجد».
كلام جميل ومثالي؛ بل وأبلغ من المثالي، كما إنه يمثل طموحاً وحلماً لكل مواطن بحريني مخلص بالنهوض بالدولة وخلق جيل يخدم الوطن ويحب قيادته، ظل لأكثر من عشر دقائق يعاود تكرار كلماته بالعامية لنا «صدقوني لم أر ملكاً يحمل من الحلم والحب على أبنائه من المواطنين كما ملكنا، ملكنا يحب أبنائه كثيراً بل حتى أولئك المخربين والمتظاهرين يقول دعوهم قد ينتبهون يوماً لما يفعلون ويعودون إلى رشدهم وتقلقه أمورهم ومستقبلهم ويخاف أن يتأذوا ويؤذوا عائلاتهم، ليتكم تسمعون كيف يتكلم ويهتم ويتابع أمور الشباب».
هذا الكلام الجميل جداً والمرتفع في درجات الولاء والانتماء للقيادة والوطن استحضرناه خلال أيام الأزمة، حيث كنا نقوم باستطلاعات رأي للصحيفة فحاولنا الاتصال به، وكان في كل مرة يعتذر عن إبداء التصريحات التي تكشف ما يحصل وتدعم استقرار البحرين وأمنها، بل والأدهى أنه بعد ارتفاع موجة التوتر الأمني الجاري واقتراب اللحظة الحاسمة التي خيلت للأطراف المتآمرة أنها ساعة النصر كان أحد وجوه ممن قدموا استقالتهم مع عدد من أعضاء مجلس الشورى.
أغلقنا الهاتف بعد اعتذاره، وبعد إصرار منا على مطالبته بأن يتكلم ويقول الحق، وظللنا لوهلة نستحضر المشهد الحاضر في تبخر كلامه وتبدل موقفه.
ونستحضر كلمة لقنها إياها آباؤنا وأجدادنا «أمثال هؤلاء مخطئ من يأمن لهم».
في التسعينات حملوا شعار «بالعلم والعدد بنآخذ هالبلد» قد يبدو شعاراً ضئيلاً أمام شعارات أزمة فبراير 2011 كارحلوا ويسقط النظام وما شابه، لكن التأمل فيه يبرهن استراتيجية اختطاف البلد عاجلاً أو آجلاً المرسومة من قبلهم وإن كان بالتقسيط، ويكشف مشروعهم وبأخذ كل ما يمكن أن تصل إليه اليد سواء بجماعة تهتم بقيادة سيناريو الإرهاب والحرق وأخرى تمارس سيناريو «ضرب باليس» والمجاملات وسياسة النفاق، وتكون كمثل الخلايا الانقلابية النائمة ولا يمكن الربط بينها وبين الخلايا الإرهابية.
في أزمة فبراير 2011 وقبل أن ترتفع موجة التظاهرات لتصل للتخريب ومهاجمة المواطنين عممت دعوات كاذبة وتحمل شيئاً من الحيلة لجميع الإعلاميين على برنامج «الواتس آب»، فيما اجتهد إعلاميون من اللجنة الإعلامية للدوار في الاتصال ببعض الإعلاميين شخصياً لدعوتهم للمشاركة بذريعة أنهم سيخرجون لتقديم مطالبهم كإعلاميين فقط، ولن يكون لهم دخل حتى فيما يردده الآخرون من شعارات، وحين يتم الاعتذار كان يقال لهم «أنتوا تعالوا بس كحضور ولو نص ساعة وإذا ما عجبكم امشوا»، ثم ظهرت مسيرة الإعلاميين على حقيقتها عندما وجدنا زملاء إعلاميين يسيرون فيها وهم يحملون شعارات تحريضيه تسيء للبحرين وقيادتها وشعبها.
بعد الأزمة عين وزير في إحدى الوزارات الخدمية، وعندما شككت بنواياه دافع عنه حتى أهل الفاتح من حيث إنه خلال الأزمة كان موقفه معتدلاً، حتى كشفت الأيام لاحقاً أنه قام بتوظيف إحدى الإعلاميات، التي كانت تهاجم الدولة وتدخل على صفحات الإعلاميين الفيسبوكية وتطالب بمطالبات راديكالية، في الوزارة فوراً بعد فصلها من عملها السابق، فيما خرجت مقولات من هنا وهناك أنها ليست الوحيدة بل إنه فور تسلمه وحصوله على أي ثغرة أو فرصة لتوظيف الراديكاليين يقوم بتوظيفهم، وكأن تجنيداً سرياً يدار لتحويل الوزارة أسوة ببقية المواقع إلى خلية انقلابية نائمة وإكمال مسيرة خطف الدولة بالتقسيط، كل هذا يتم في الخفاء ومن خلف الكواليس.
على فكرة الإعلامية؛ هذه لم تكن مختلفة عن عضو مجلس الشورى من حيث التغني والكتابة ليل نهار بحب القيادة والبلد. خلال أزمة البحرين لم تظهر كل الوجوه الخائنة في المشهد التأزيمي، ظلت هناك خلايا نائمة كأنه لا علاقة لها بالأمر أبداً، حتى تكون في الخطة البديلة في حال فشل مؤامرة الانقلاب الوجه الذي يتحاور ويتواصل لأجل الحصول على المزيد من مكتسبات الدولة ولو بالتقسيط.
تعالوا لنتأمل تاريخياً مشروع قيام دولة الكيان الصهيوني في فلسطين؛ أليس جزءاً من استراتيجية بناءها كانت من خلال سرقتها بالتقسيط بتمويل الصهاينة على شراء أراضي ومنازل الفلسطينيين ليفاجؤوا بعدها ومع الحرب الإعلامية ضدها والتركيز على إثارة موضوع حق الإسرائيليين في أرضنا العربية دولياً تمهيداً لإعلان قيام الدولة الإسرائيلية بأن بعضاً من أراضي فلسطين أصبحت متملكة للصهاينة بالأصل، استخدم تملك الصهاينة للأراضي كدليل يثبت حقهم التاريخي «المشروع» في أرض فلسطين، رغم أنهم كانوا يسرقونها تقسيطاً من خلال شرائها، ألا يقول بعض العرب إن الفلسطينيين أخطؤوا بحق أنفسهم عندما باعوا أراضيهم إلى الصهاينة الذين زوروا التاريخ؟ لقد سلبوا بعض فلسطين بالتقسيط قبل أن يرفعوا الستار على البناء غير المشروع لدولتهم، واليوم نجد أن البعض يحاول الانقلاب في البحرين لمصلحة إيران بالتقسيط؟
خلال أزمة البحرين ألم يختل أكثر من موقع عمل وحيوي وحساس؟ ألم تستخدم مسألة المفصولين عن العمل كأحد أوراق الضغط على الدولة خارجياً رغم مخالفتهم لكل اشتراطات وقوانين المهن العالمية، خاصة الطب والشرطة؟
هكذا الآن يطمح بعض من خسر جولاته الميدانية مع الدولة وشعبها المتكاتف مع النظام، هم مستمرون في محاولة نهب الدولة بالتقسيط. أليست الوجوه التي ظلت مستمرة في منهج الحرق والتخريب في التسعينات مصرة بأن «الحل هو البرلمان»، وعندما منحت البرلمان كان أداءها مخزياً وطائفياً؛ بل وظلت كمثل الطفل الذي لا يعرف ما يريده إما يشاركوا أو يقاطعوا أو ينسحبوا، كأن البرلمان «بيت أبوهم» وليس بيت الشعب له احترامه ودستوره ونظامه، هي نفسها ممن تردد اليوم أن الحل في «الحكومة المنتخبة» وإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية؟
هؤلاء ذوو وجوه متعددة سخرت حياتها لأجل هدف إيجاد مشروع دولة انقلابية قد لا يظهر في كثير من الأحيان والمواقف، لكنه باق لأنه مزروع فيها.