كنت قد حدثتكم عن المدرسة التي يتقدم لها سنوياً 1.200 مليون طالب فتختار منهم ستمائة طالب فقط، لكني نسيت أن أقول لكم إن من هؤلاء الستمائة ينتقى فريق يسمى «الأولمبياد» يشرف على تعليمه مجموعة من أساتذة الجامعات مع المدرسين الأساسيين، فريق يشارك في مسابقات علمية عالمية وينافس جامعات مرموقة حصد خلال سنوات أكثر من خمسمائة ميدالية.
التعليم أداة رئيسة في عملية الإصلاح الحديث ومكونات هذه الأداة لا تقف عند البناية والأدوات التقنية وحتى المناهج الدراسية، بل يجب أن تتعدى ذلك لتكون وفق نظرة شمولية تربط الطالب بالواقع خارج المدرسة بمعنى أنه يسعى ليجد مكانه في سوق العمل خارج المدرسة ويحقق ذات الأشياء التي كان يحققها داخل المدرسة ولكن هذه المرة في الواقع العملي، لذا لم يكن مستغرباً أننا وجدنا داخل المدرسة مختبرات عالية المستوى لا تتوفر إلا في أرقى المصانع والمستشفيات العالمية، هذا النوع من التعليم لم يوفر للطالب التقنيات التي يتعامل بها خارج المدرسة فقط بل وفر له تقنيات ربما يستخدمها مستقبلا في عمله، كما أن هذا النموذج سعى لأن يجعل من المدرسة مؤسسة اجتماعية يرغب بارتيادها الطلاب وأولياء أمورهم، شعرت بذلك عندما انتهت الجولة في المدرسة وطلبوا منا التوجه لتناول العشاء، فإنهم لم يخرجوا بنا إلى مطعم أو فندق بل توجهوا بنا إلى مطعم داخل المدرسة يمتاز بجودة المكان والطعام يشعر من يرتاده وكأنه في أحد فنادق الخمس نجوم، سألت عن سبب وجود هكذا مطعم داخل مدرسة، فقالوا إنه المطعم المخصص لأولياء الأمور.
هذه المدرسة حلقة في سلسلة مدارس حول العالم، في تركيا وحدها 270 فرع، زودت البلد بمئات العلماء والقادة والمفكرين، والعجيب أنها مدارس خاصة وجدت بتبرع من الطبقة الوسطى من التجار لا تهدف إلى تحقيق الربح؛ فثلث طلبتها يدرسون بالمجان وثلثيهم تتقاضى المدرسة منهم أجورا تعد ثلث الأجور التي تتقاضاها المدارس المماثلة، وحتى المدرسين والعاملين يتقاضون ذات الرواتب التي يتقاضاها المدرس الحكومي، إلا أن لهذه المدارس رسالة وبعداً حضارياً تسعى لتحقيقه.
المؤسف في هذه الجولة أن وفدنا ضم أفرادا من كل الدول العربية تقريباً وكلهم من المثقفين وعلى مدار ثلاث ساعات الكل مصابون بالذهول ويسأل أحدنا الآخر هل في بلدكم جامعة بهذا المستوى.. والجواب دوماً لا!
لا أسعى إلى لفت عناية القائمين على التعليم ومن يستثمر فيه فقط، ولكن أريد أيضاً أن يعرف بعض الآباء الذين تركوا أبناءهم بيد منظمات تعبث بهم وتصورهم على أنهم أبطال الميادين بأعمال الشغب، أن هذه منظمات تعيش وتزدهر بجهل أبنائهم، فالرقي لا يكون إلا بالعلم والعمل.
التعليم صناعة دقيقة جداً تتعلق بالعقول وتنتج من يرتقي بالبلاد، من أتقنها نافس العالم وارتقى، ومن لم يتقنها تراجع خطوات.
التعليم أداة رئيسة في عملية الإصلاح الحديث ومكونات هذه الأداة لا تقف عند البناية والأدوات التقنية وحتى المناهج الدراسية، بل يجب أن تتعدى ذلك لتكون وفق نظرة شمولية تربط الطالب بالواقع خارج المدرسة بمعنى أنه يسعى ليجد مكانه في سوق العمل خارج المدرسة ويحقق ذات الأشياء التي كان يحققها داخل المدرسة ولكن هذه المرة في الواقع العملي، لذا لم يكن مستغرباً أننا وجدنا داخل المدرسة مختبرات عالية المستوى لا تتوفر إلا في أرقى المصانع والمستشفيات العالمية، هذا النوع من التعليم لم يوفر للطالب التقنيات التي يتعامل بها خارج المدرسة فقط بل وفر له تقنيات ربما يستخدمها مستقبلا في عمله، كما أن هذا النموذج سعى لأن يجعل من المدرسة مؤسسة اجتماعية يرغب بارتيادها الطلاب وأولياء أمورهم، شعرت بذلك عندما انتهت الجولة في المدرسة وطلبوا منا التوجه لتناول العشاء، فإنهم لم يخرجوا بنا إلى مطعم أو فندق بل توجهوا بنا إلى مطعم داخل المدرسة يمتاز بجودة المكان والطعام يشعر من يرتاده وكأنه في أحد فنادق الخمس نجوم، سألت عن سبب وجود هكذا مطعم داخل مدرسة، فقالوا إنه المطعم المخصص لأولياء الأمور.
هذه المدرسة حلقة في سلسلة مدارس حول العالم، في تركيا وحدها 270 فرع، زودت البلد بمئات العلماء والقادة والمفكرين، والعجيب أنها مدارس خاصة وجدت بتبرع من الطبقة الوسطى من التجار لا تهدف إلى تحقيق الربح؛ فثلث طلبتها يدرسون بالمجان وثلثيهم تتقاضى المدرسة منهم أجورا تعد ثلث الأجور التي تتقاضاها المدارس المماثلة، وحتى المدرسين والعاملين يتقاضون ذات الرواتب التي يتقاضاها المدرس الحكومي، إلا أن لهذه المدارس رسالة وبعداً حضارياً تسعى لتحقيقه.
المؤسف في هذه الجولة أن وفدنا ضم أفرادا من كل الدول العربية تقريباً وكلهم من المثقفين وعلى مدار ثلاث ساعات الكل مصابون بالذهول ويسأل أحدنا الآخر هل في بلدكم جامعة بهذا المستوى.. والجواب دوماً لا!
لا أسعى إلى لفت عناية القائمين على التعليم ومن يستثمر فيه فقط، ولكن أريد أيضاً أن يعرف بعض الآباء الذين تركوا أبناءهم بيد منظمات تعبث بهم وتصورهم على أنهم أبطال الميادين بأعمال الشغب، أن هذه منظمات تعيش وتزدهر بجهل أبنائهم، فالرقي لا يكون إلا بالعلم والعمل.
التعليم صناعة دقيقة جداً تتعلق بالعقول وتنتج من يرتقي بالبلاد، من أتقنها نافس العالم وارتقى، ومن لم يتقنها تراجع خطوات.