لولا يقظة هذا الشعب المخلص ووقفته دفاعاً عن أمه البحرين، ورفضه أية محاولات اختطاف وانقلاب، لكان الله وحده العالم بما هو مقدر ومكتوب لبلد كانت ومازالت تسعى للنهوض والتطور لكنها ابتليت بمن يريد ليس فقط وضع العصا في العجلة، بل يريد تدمير العجلة برمتها، وصناعة بحرين «مسخ» على قياسه لا مكان للمختلفين معه فيها ولا مكان للمخلصين فيها.
أمس أكد صاحب السمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله بأن البحرين محفوظة بإذن الله وثم بوقفة أبناء شعبها المخلصين، هذا الشعب الذي لا ينتظر إشارة تحركه ولا مقابلاً حتى يستنهض جهوده ليقف متصدياً لكل مخطط واستهداف، وأثبت ذلك مراراً وتكراراً، فكلما نادت البحرين هب المخلصون لها رافضين أي تطاول واستهداف.
بقوته وحزمه وخطابه القوي يقف خليفة بن سلمان ليشد من أزر المخلصين وليذكرهم بأن البحرين لن تذهب إلى أي مكان، ولن يقبل لها أن تكون فريسة أو مكسباً لطامع، فأبناء البحرين الذين يحبون هذا التراب ليسوا من يرخص بها أو يزايد عليها، ورغم الهموم والمشاكل المعيشية إلا أن هذا لم يكن يوماً سبباً في أن تمسح البحرين ككيان خليجي عربي مسلم من على الخارطة لتكون بعدها مفصلة حسب أهواء من يريد تحويلها لعراق آخر مفتت باسم الطائفية ومستهدف باسم المكاسب والمغانم.
رغم ما مرت به البحرين من مراحل وفترات تباينت فيها ردود الفعل وارتفعت فيها المعنويات تارة وهبطت تارة أخرى، إلا أن المخلصين يجب أن يكونوا على قناعة تامة بأنه في نهاية المطاف الكلمة الحاسمة لهم، هم حجر الزاوية وهم من غيروا كل المعادلات وهم من وقفوا ومازالوا رغم الاستهداف الموجه لهم لهز عزائمهم وثقتهم وتثبيط هممهم، من يناهضهم يستخدم الإعلام وكل الوسائل لبث اليأس والهم بداخلهم، وكلها وسائل على الجميع الحذر منها، فحسم الأمور ليس بيد من يستجدي اليوم الخروج بمكسب ليقول لمن غرر بهم وتبعوه بأن حراكه الانقلابي نجح وأثمر، بل حسم الأمور بيد المخلصين وعبر تكاتفهم مع الدولة، وعبر ثباتهم على الموقف الواضح والصريح من الاستهداف، فلا الإرهاب مقبول ولا التحريض يفترض السكوت عنه، ولا منح الفرصة تلو الأخرى حالة ستستمر.
البحرين كانت ومازالت جامعة لجميع أبنائها، من يريد بناءها معروف، ومن يريد هدمها ويواصل الكبر والغي بات معروفاً، ولا يجب أن تركن الدولة لأية ضغوط ولا مساومات، الحق لا يساوم فيه، ولا يمكن أصلاً إحقاق أي حق عبر إعمال الباطل وترك الحبل له على الغارب.
للأسف محاولات الاستفزاز وتثبيط الهمم نالت ممن قبل بأن تكون نفسيته وثقته عرضة لعمليات الاهتزاز، ولمن بات يرى في السلبية حلاً لا بديل له. في المقابل مازال في البحرين أناس ماسكون على الجمر قابضون على ترابها، والأهم عزمهم طويل وصمودهم أطول، فلن تذهب البحرين لأي مكان، من يريد أن يكفر عما فعله عليه استغلال ما تمنحه الدولة من فرص، وإن طالت هذه الفرص دونما استجابة فإننا نكرر القول هنا بأن «للصبر حدود».
عند الشدائد تعرف معادن الرجال، وفي البحرين رجال مخلصون لا يرخصون بهذا التراب، فيها قادة لا ينكرون وقفة المخلصين، وفيها رجال تصر على موقفها وتقول: إن عادوا -وهو المتوقع- فإن المخلصين موجودون، في كل شبر وفي كل زاوية، فالبحرين لن تكون أبداً للبيع.