ما زالت دول الخليج العربي تعيش الكثير من التيه حول الغموض الذي يكتنف موقفها من الاتحاد الخليجي، وما زال بعضها لا يدرك مدى رغبته الحقيقية من مسألة الوحدة الخليجية، إذ إن الأولويات والمصالح الخاصة لكل دولة من دول مجلس التعاون هي الحاكمة في تسيير مفهوم الوحدة الخليجية، إضافة إلى تقاطع المصالح الخاصة مع المصالح الكبيرة التي تخص كافة دول مجلس التعاون الخليجي، شكل في مجمله عائقاً للوصول إلى بوابة الوحدة، ولا نريد هنا أن نقول الاتحاد.
في حال رأت دولة من دول الخليج العربي أن وضعها السياسي والأمني والاقتصادي والإقليمي مستقر جداً، فإنها لن تكون حريصة على أن تقوم بتأمين وضعها وربطه ببقية دول مجلس التعاون بشكل مباشر، بل ربما لا تفكر في هذا الأمر إطلاقاً، وذلك بسبب ثبات وضعها العام على كل الأصعدة.
إن الدول الخليجية التي تفكر من هذا المنطلق وبهذا الأسلوب، لا يمكن في المقابل للدول الساعية لمسألة الاتحاد الخليجي أن تنجح في مشروعها الاتحادي مع تلك الدول التي لا ترى الحاجة إلى بناء كيان خليجي موحد، مما يجعل مشروع «الوحدة الخليجية» لا يتجاوز كأس الخليج العربي، والذي بات هو الآخر مهلهلاً في الفترات الأخيرة بسبب الخلاف القائم حول مسألة الاتفاق على الدولة التي من الممكن لها أن تستضيف البطولة الخليجية!
إن تباين المصالح الخليجية واختلاف تحديد المصالح المشتركة فيما بين دول مجلس التعاون، من أهم العقبات التي تحول دون قيام اتحاد خليجي حقيقي، فبعض الدول تعتقد أن وضعها الحالي من دون دخولها في مشروع اتحادي فاعل يبدو مستقراً للغاية، بينما هنالك دول تستشعر أهمية هذا الاتحاد بصورة عاجلة، وبهذا التباين الحاد في الرؤيتين سيكون من الصعب للغاية قيام اتحاد خليجي في الوقت الراهن.
إن وعي الدول والشعوب بأهمية إنشاء اتحاد فيما بينهم، وبغض النظر عن كل أشكاله وأنماطه السياسية المتعارف عليها، هي الأهم في هذا الإطار والمضمون، وأن مسألة التفاهمات والتوافقات يجب أن تكون واضحة بين كل مكونات الاتحاد، وإلا ستكون فكرة أي مشروع لاتحاد دون هذه الصيغة التوافقية أمراً غير قابل للتحقق إلا في أذهان الحالمين به والطامحين إليه.
هنالك عوامل كثيرة أخرى، لم نتطرق لها هنا، من شأنها إنجاح كل مشروع اتحادي بين دول تتفق في مشتركات لا حصر لها، لكن يظل الحديث عن وجود ركائز ومقومات الاتحاد على أرض الواقع هو الفيصل في نجاحه، بعيداً عن التمنيات والرغبات والأحلام المجردة.
من خلال هذا المنظور المبدئي سيكون قيام اتحاد خليجي في وقتنا الراهن غير قابل للتحقق على الأرض، لأن نصاب تحققه لم يكتمل بعد، ناهيك عن الكثير من العقبات الفعلية التي تعترض طريقه، إضافة لتقاطع المصالح وما تمر به المنطقة من منحنى خطير يهدد استقرار وأمن دول المنطقة، جعل فكرة قيام اتحاد خليجي في وقتنا الراهن بل وحتى في المستقبل المنظور هو مجرد حلم يقبع في الأذهان.
ربما يكون هذا الحديث مؤلماً لمن يحلم بالوحدة الخليجية، لكنه الواقع الذي لا يمكن تغييره أو التنصل منه أو عدم الاعتراف به، فمسيرة ثلاثة عقود من السير الحثيث نحو الوحدة والاتحاد لم ينتج سوى المزيد من الاختلافات والإخفاقات الرسمية والشعبية، سواء اعترفنا بذلك أم لم نعترف، فالربيع العربي كشف الكثير من الضعف الشديد على مستوى الاتحادات العربية سواء في البنية العربية عامة والخليجية خاصة.
المصارحة موجهة للحالمين والطامحين، لكنه الواقع الذي صنعناه نحن وليس غيرنا، وهذا هو تاريخ الاتحادات العربية منذ سايكس بيكو وحتى يومنا هذا، فشل يتبع فشلاً أكبر منه.
في حال رأت دولة من دول الخليج العربي أن وضعها السياسي والأمني والاقتصادي والإقليمي مستقر جداً، فإنها لن تكون حريصة على أن تقوم بتأمين وضعها وربطه ببقية دول مجلس التعاون بشكل مباشر، بل ربما لا تفكر في هذا الأمر إطلاقاً، وذلك بسبب ثبات وضعها العام على كل الأصعدة.
إن الدول الخليجية التي تفكر من هذا المنطلق وبهذا الأسلوب، لا يمكن في المقابل للدول الساعية لمسألة الاتحاد الخليجي أن تنجح في مشروعها الاتحادي مع تلك الدول التي لا ترى الحاجة إلى بناء كيان خليجي موحد، مما يجعل مشروع «الوحدة الخليجية» لا يتجاوز كأس الخليج العربي، والذي بات هو الآخر مهلهلاً في الفترات الأخيرة بسبب الخلاف القائم حول مسألة الاتفاق على الدولة التي من الممكن لها أن تستضيف البطولة الخليجية!
إن تباين المصالح الخليجية واختلاف تحديد المصالح المشتركة فيما بين دول مجلس التعاون، من أهم العقبات التي تحول دون قيام اتحاد خليجي حقيقي، فبعض الدول تعتقد أن وضعها الحالي من دون دخولها في مشروع اتحادي فاعل يبدو مستقراً للغاية، بينما هنالك دول تستشعر أهمية هذا الاتحاد بصورة عاجلة، وبهذا التباين الحاد في الرؤيتين سيكون من الصعب للغاية قيام اتحاد خليجي في الوقت الراهن.
إن وعي الدول والشعوب بأهمية إنشاء اتحاد فيما بينهم، وبغض النظر عن كل أشكاله وأنماطه السياسية المتعارف عليها، هي الأهم في هذا الإطار والمضمون، وأن مسألة التفاهمات والتوافقات يجب أن تكون واضحة بين كل مكونات الاتحاد، وإلا ستكون فكرة أي مشروع لاتحاد دون هذه الصيغة التوافقية أمراً غير قابل للتحقق إلا في أذهان الحالمين به والطامحين إليه.
هنالك عوامل كثيرة أخرى، لم نتطرق لها هنا، من شأنها إنجاح كل مشروع اتحادي بين دول تتفق في مشتركات لا حصر لها، لكن يظل الحديث عن وجود ركائز ومقومات الاتحاد على أرض الواقع هو الفيصل في نجاحه، بعيداً عن التمنيات والرغبات والأحلام المجردة.
من خلال هذا المنظور المبدئي سيكون قيام اتحاد خليجي في وقتنا الراهن غير قابل للتحقق على الأرض، لأن نصاب تحققه لم يكتمل بعد، ناهيك عن الكثير من العقبات الفعلية التي تعترض طريقه، إضافة لتقاطع المصالح وما تمر به المنطقة من منحنى خطير يهدد استقرار وأمن دول المنطقة، جعل فكرة قيام اتحاد خليجي في وقتنا الراهن بل وحتى في المستقبل المنظور هو مجرد حلم يقبع في الأذهان.
ربما يكون هذا الحديث مؤلماً لمن يحلم بالوحدة الخليجية، لكنه الواقع الذي لا يمكن تغييره أو التنصل منه أو عدم الاعتراف به، فمسيرة ثلاثة عقود من السير الحثيث نحو الوحدة والاتحاد لم ينتج سوى المزيد من الاختلافات والإخفاقات الرسمية والشعبية، سواء اعترفنا بذلك أم لم نعترف، فالربيع العربي كشف الكثير من الضعف الشديد على مستوى الاتحادات العربية سواء في البنية العربية عامة والخليجية خاصة.
المصارحة موجهة للحالمين والطامحين، لكنه الواقع الذي صنعناه نحن وليس غيرنا، وهذا هو تاريخ الاتحادات العربية منذ سايكس بيكو وحتى يومنا هذا، فشل يتبع فشلاً أكبر منه.