انقضت حتى الآن ثلاثة أدوار من عمر النسخة الحالية لبطولة كأس الملك لكرة القدم ولم يتبقَ سوى الدور قبل النهائي والمباراة النهائية، ومع ذلك لم نلمس على أرض الواقع أي تفعيل إيجابي لدور الرعاية الخاصة التي حظيت بها هذه النسخة حتى الآن!
نحن أمام ظاهرة كروية مقلقة جداً تتمثل في العزوف الجماهيري عن المباريات المحلية والدولية التي تقام على ملاعبنا، بل إن خطورة هذه الظاهرة بدأت تمتد لتشمل العزوف الإعلامي واصبحنا لا نرى في مقاعد الإعلاميين المختصين إلا زملاء يؤمنون بأهمية التواجد في موقع الحدث، بينما الأغلبية يعتمدون على النقل غير المباشر الأمر الذي يؤدي إلى تفاوت كبير في نقل الحدث إلى المتلقي!
ولكي نتغلب على هذه الظاهرة الخطيرة علينا أن ندرك أن المسؤولية ليست ملقاة على اتحاد كرة القدم وحده، إنما هي مسؤولية مشتركة تتحملها الأندية المعنية بتحفيز جماهيرها وتشجيعهم على الحضور وتذليل الصعاب التي تعيقهم من الحضور كما كانت هذه الأندية تفعل في الماضي حين كانت توفر سبل المواصلات لجماهيرها رغم شح الموارد المالية، كما إن الإعلام بكل فروعه يشترك في هذه المسؤولية، وبعد ذلك يأتي دور اتحاد الكرة في توفير سبل التشويق والتحفيز الجماهيري، ولعل جهود الاتحاد الأخيرة في جلب أكبر عدد من الرعاة لبطولة كأس جلالة الملك تعد واحدة من الخطوات الإيجابية بشرط أن نرى تطبيقها على أرض الواقع عاجلاً.
فعلى الصعيد الجماهيري الذي يعد أحد أهم مؤشرات النجاح لأي بطولة رياضية لم نجد ما يحفز الجماهير على الحضور، بدليل أن جميع المباريات التي أقيمت حتى الآن -بما فيها المباريات التي كان فيها المحرق والرفاع طرفاً- لم تشهد سوى حضور أعداد قليلة جداً من الجماهير!
الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا الجانب كثيرة ومحيرة تحتاج لمن يرد عليها عملياً على أرض الواقع، سواء في إستاد مدينة الشيخ خليفة الرياضية أو في إستاد البحرين الوطني.
أين مردودات الرعاية الخاصة التي لانزال نتابعها على صفحات الملاحق الرياضية بشكل شبه يومي، وما جدواها على إنعاش هذه البطولة جماهيرياً وفنياً، ولماذا لم يتم تفعيلها منذ دور الستة عشر في ظل وجود الفرق صاحبة الشعبية الجماهيرية، وهل سيشرع اتحاد الكرة في تفعيل دور الرعاية اعتباراً من الدور قبل النهائي، أم سينتظر حتى المباراة النهائية ليركز كل ثقله في البهرجة الشكلية وليكرر المشهد الذي سبق أن شهدناه في مواسم سابقة؟!
ما جدوى الصرف على مراسم التتويج والمبالغة في البهرجة الشكلية في المباراة النهائية وسط مدرجات خالية وحماس غائب؟
البسيتين، والنجمة، والرفاع الشرقي، والشباب هي الفرق التي تأهلت إلى الدور قبل النهائي وسبق لها الفوز باللقب الغالي باستثناء البسيتين الذي لايزال يبحث عن لقبه الأول في هذه البطولة الغالية، وهذه الفرق الـ4 ليست من الفرق صاحبة القاعدة الجماهيرية، الأمر الذي يتطلب من اتحاد الكرة التسريع في تفعيل عائدات الرعاية الخاصة من أجل جذب الجماهير وإبراز الصورة اللائقة للملعب الذي ستقام علية المباريات، من حيث وضع اليافطات التحفيزية والإعلانات الترويجية، كما يستوجب تكثيف التغطية الإعلامية والتلفزيونية منها على وجه الخصوص.