بدؤوها بفكرة و«بحطية» فيما بينهن كنساء قيمتها عشرة دنانير، حاولوا التواصل مع الآخرين من الأطراف التي من الممكن أن تساهم وتدعمهن من باب الله ولوجهه، ومن باب عمل الخير بالسر والخفاء دون أن تذكر أسماءهم او تسيس المسيرة وتحسب عليهم أو تركب على الظهور وتتسلق جهودهن، فأعجبوا بكرم وتعاون البعض الذي دعم حراكهن المستقل، وصدموا في البعض الآخر الذي كان يفكر بالمقابل جراء دعمهن وإن كان بصرف مبلغ مالي لا يتجاوز الـ100 دينار.
المتابع لاتجاه الرأي العام يجد أن هناك حاجة لإيجاد مساحة يتنفسون من خلالها ويعبرون عما في أنفسهم من مشاعر تجاه ما يحدث في الوطن، خاصة في ما يتعلق بقضايا الإرهاب والوضع الأمني، أي أنهم يحتاجون لإيجاد أي باب أو منفذ «يفشوا خلقهم فيه»، لذا جاء عزمهن على تنظيم مسيرة «صرخة شعب» التي جاءت لأجل دعم رجال الأمن وإبراز ثقافة الشكر والتقدير لهم على جهودهم وتضحياتهم لأجل الوطن، خاصة شهداء الواجب وعائلاتهم المفجوعة بالحزن على رحيلهم، ولتأكيد موقفهم الرافض للإرهاب الممارس عليهم، وكان العزم على الخروج بهذه المسيرة علها تساهم أيضاً في تفريغ ما في أنفس المواطنين والناس بطريقة حضارية وراقية تختلف عن تلك التي ينظمها الطرف الآخر، والتي هي في الظاهر مسيرة وفي الباطن إرهاب وتجاوز للقانون.
امرأة الحق «أم عيسى» التي كانت لها وقفتها الشجاعة أثناء تشييع الشهيد عبدالوحيد البلوشي، الذي راح جراء تفجير الدير الأخير، والتي تعتبر قائدة في تنظيم حراك حفيدات عائشة رضي الله عنها وحفيدات بلال بن الرباح، وهما حركتان خرجتا خلال أزمة البحرين، وكانت لهما وقفات وطنية مشرِّفة، عملت نساء الحملتين مع عدد قليل من الأطراف الذين لا انتماء سياسياً لهم على إخراج فكرة المسيرة إلى النور وعلى أرض الواقع، حيث تبنوا السير على مبدأ «اعقلها وتوكل»، فتوكلوا على الله طالما النية سليمة في أن ييسر الله لهذه المسيرة ويسخر الناس لهم، وهو ما حدث بالفعل، حيث انهالت عليهم مبادرات أصحاب الأيادي الخيرة، كل يساهم في شيء سواء مادياً أو معنوياً في دعم المسيرة من خلف الكواليس، وكان الموقف الحاصل درساً يكشف الوجوه التي فعلاً قلبها على الوطن وتريد الخير له وتبذل بالسر بعيداً عن الأضواء وتلميع اسمها، والوجوه التي لن تتحرك وتعمل إلا بنية الشهرة ولأجل مصالحها الخاصة.
منذ فترة كان يحدثنا أحدهم كيف كان يطرق أبواب عدد من نواب الشعب والتجار للتبرع واستخراج دعم مادي لأجل مشروع يخدم البحرين، كانوا يردون عليه من نوع «ممكن أعطيكم فلوس لكن بالمقابل أنا شنو بستفيد وبحصل؟»، هذه الجملة لم تصدم المواطن فحسب بل إنها بينت له مواقف هؤلاء الذين لا يبرعون سوى في تقديم الاستعراضات الكلامية، حيث مصلحتهم الشخصية تسبق مصالح الوطن، فمن يحب الوطن فعلاً لا قولاً سيحرص بالأصل على خدمته بالسر ومن وراء الكواليس، لأن هذا واجبه أصلاً لا لكونه المفتاح الذي سيظهره ويبرزه والذي سيحقق من خلاله كل ما يحلم ويتمنى.
من المشين أن نجد في ما يخص المؤيدين لمسيرات التخريب والإرهاب، تجارهم ونوابهم وأعضاء جمعياتهم السياسية، يدعمونهم بالباطن ودون أن تظهر أسماؤهم، فقط من أجل لي ذراع الدولة، فالمهم لديهم تحقيق أجندتهم الخارجية، فيما كثير من التجار والنواب وأعضاء الجمعيات المحسوبين على الفاتح لا يبادرون من أنفسهم، وإن بادروا فلا يتحركون قبل معرفة ما لهم من مصالح وغنائم، كما إن هناك منهم من لا يود التحرك حتى لا يتعاون مع جمعية أخرى تتقاطع أهدافها مع أهدافه، أي أنهم عندما تتوافر مبادرة وطنية نجدهم لا يتنازلون، ويفكرون في أنفسهم وخلافاتهم ويضعونها نصب أعينهم قبل الوطن.
بالذمة والضمير؛ هل سمعتهم يوماً عن «تاجر» أو «جمعية» أو أي «وجيه» يدعم وقفات الفاتح ويتكفل بها من وراء الكواليس فقط من أجل الوطن وبنية سليمة لا تشوبها مصلحة؟ بل هل شاهدتم في المسيرة المنظمة أحد المطاعم أو المحلات التابعة لهؤلاء التجار وقد قرروا دعم المشاركين والمنظمين بالتكفل بوجبات غذائية مجانية لهم حتى وهو أقل الإيمان؟
مسيرة صرخة الشهداء المنظمة والتي عكست الفرق بين المسيرات الوطنية ومسيرات التخريب والإرهاب والتخلف في تجاوز القوانين لم تكن أكبر شاهد على من يبرز موقفه ويعبر عن رأيه وفق أنظمة الديمقراطية المتحضرة وحرية التعبير المستحقة ومن يبرزها بالتخريب والحرق فحسب؛ بل كانت شاهداً أيضاً على من قلبه فعلاً على الوطن ومن مصالحه قبل الوطن، كانت الفاصل الذي كشف عن فريقين، فريق تسلق الظهور للمصالح والمناصب، وفريق خلف الكواليس، يعمل صمتاً وسراً لأجل الوطن فقط، دققوا وركزوا في الوجوه الحاضرة وستكتشفون أن هناك غياباً واضحاً من جمعيات سياسية اجتهدت في «التزاحم» على منصة تجمع الفاتح أيام الأزمة لكي تبرز وتتكلم، هذا الأمر ما يعني؟ يعني أن كثيراً من هؤلاء لا يتحركون إلا «بريموت كنترول» مصالح جمعياتهم قبل الوطن، وهو ما عرى كل صراخهم واستعراضاتهم الكلامية وبطولاتهم الوهمية، والتي تؤكد أنهم تجار للمواقف الاستعراضية إلا من رحم ربي وحضر ليمثل نفسه في المسيرة.
بالمناسبة موقف «أم عيسى» الشجاع وكلامها اختصر نواب الشعب جميعهم، اختصر نوابنا النائمين في عسل التخاذل وعدم تمثيل ما بنفوس الشعب، واختصر جمعياتنا السياسية المتنافرة مع بعضها، «أم عيسى» كانت النائبة الوحيدة من خارج البرلمان التي استطاعت تمثيل فريق من الناس وما بخاطره بصدق وشفافية عالية المستوى.
الملفت أيضاً أن المنظمات للمسيرة حرصن وخلال يوم واحد فقط سهرن فيه إلى ساعات الفجر الأولى في إنشاء اللافتات وتحرير كل الكتابات باللغة الإنجليزية، وهو ما يبرز الوعي الحاصل عند الشريحة المشاركة التي حرصت على مخاطبة الأجانب ووكالات الأخبار العالمية والاهتمام بتصويرها وعرضها على أدوات التواصل الاجتماعي كنوع من التوثيق الطويل الأمد، وليس فقط الجمهور الداخلي الذي هو بالأصل يفهم القضية ويتضامن معها، وهو ما يجب أن يوضع بالاعتبار عند كل من ينظم مسيرات تظهر وكأنها تخاطب نفسها والجمهور المشارك معها.
المميز حضور ناس من مختلف الطوائف أعلنوا من خلال مشاركاتهم رفضهم الإرهاب الممارس من قبل فئة تحاول الاستيلاء على الموقف الوطني الرافض للإرهاب، وتميزت المسيرة أيضاً بحضور الأجانب، الذين أكدوا حرصهم على تسجيل موقفهم وأنهم يتضامنون مع شهداء الواجب.
مثل هذه المسيرة من المفترض أن تقرأها الدولة على أنها تخدم الصالح العام وتعود بالمكتسبات، ليس على قضية شهداء الواجب وعائلاتهم التي تأثرت كثيراً بما تم في المسيرة فحسب؛ بل حتى على قضايا الوطن ككل، وأنها تحرك المياه الراكدة في جموع المواطنين، دليل ذلك خروج مسيرات أخرى من مناطق قريبة من موقع المسيرة التحمت معها ودخلت في فوج المشاركين. حب الوطن الذي حمله هؤلاء المشاركون في قلوبهم قبل أن يحملوه في لافتاتهم وشعاراتهم كان الزاد الذي منحهم قوة لم يستوعبوها وهم يجدون أنفسهم قد انطلقوا سيراً إلى دوار عوالي، رغم أنهم كانوا قد حددوا في مسيرتهم مسافة قصيرة لا تتعدى حدود ممشى الرفاع فيوز، خاصة وأن كثيراً من المشاركين معهم كانوا من كبار السن.
ما نود إيصاله أن من يحب البحرين فعلاً ونيته مسخرة لأجلها فقط هو من اهتم بحضور هذه المسيرة المحايدة والمنظمة من قبل أشخاص مستقلين ودعمها إعلامياً وإبرازها، هذه المسيرة التي كانت تمثل اختباراً وطنياً نجح فيه أصحاب النيات المخلصة وسقط فيه تجار المواقف الاستعراضية والبطولات الوطنية الوهمية.
- إحساس عابر..
تهديد الأخت «أم أحمد» وممارسة الإرهاب النفسي عليها بعد أن كانت لها وقفتها الشجاعة مع «أم عيسى» بضاعة المفلسين والجبناء، المرأة البحرينية التي كانت تاريخياً تشق البحر وتدخله بكل شجاعة طلباً للرزق رغم مخاطره، وكانت لها القدرة على مواجهة تحدياته الصعبة امرأة قادرة أيضاً اليوم على شق أمواج السياسة وبحور القضايا الوطنية بكل جرأة وشجاعة.
المتابع لاتجاه الرأي العام يجد أن هناك حاجة لإيجاد مساحة يتنفسون من خلالها ويعبرون عما في أنفسهم من مشاعر تجاه ما يحدث في الوطن، خاصة في ما يتعلق بقضايا الإرهاب والوضع الأمني، أي أنهم يحتاجون لإيجاد أي باب أو منفذ «يفشوا خلقهم فيه»، لذا جاء عزمهن على تنظيم مسيرة «صرخة شعب» التي جاءت لأجل دعم رجال الأمن وإبراز ثقافة الشكر والتقدير لهم على جهودهم وتضحياتهم لأجل الوطن، خاصة شهداء الواجب وعائلاتهم المفجوعة بالحزن على رحيلهم، ولتأكيد موقفهم الرافض للإرهاب الممارس عليهم، وكان العزم على الخروج بهذه المسيرة علها تساهم أيضاً في تفريغ ما في أنفس المواطنين والناس بطريقة حضارية وراقية تختلف عن تلك التي ينظمها الطرف الآخر، والتي هي في الظاهر مسيرة وفي الباطن إرهاب وتجاوز للقانون.
امرأة الحق «أم عيسى» التي كانت لها وقفتها الشجاعة أثناء تشييع الشهيد عبدالوحيد البلوشي، الذي راح جراء تفجير الدير الأخير، والتي تعتبر قائدة في تنظيم حراك حفيدات عائشة رضي الله عنها وحفيدات بلال بن الرباح، وهما حركتان خرجتا خلال أزمة البحرين، وكانت لهما وقفات وطنية مشرِّفة، عملت نساء الحملتين مع عدد قليل من الأطراف الذين لا انتماء سياسياً لهم على إخراج فكرة المسيرة إلى النور وعلى أرض الواقع، حيث تبنوا السير على مبدأ «اعقلها وتوكل»، فتوكلوا على الله طالما النية سليمة في أن ييسر الله لهذه المسيرة ويسخر الناس لهم، وهو ما حدث بالفعل، حيث انهالت عليهم مبادرات أصحاب الأيادي الخيرة، كل يساهم في شيء سواء مادياً أو معنوياً في دعم المسيرة من خلف الكواليس، وكان الموقف الحاصل درساً يكشف الوجوه التي فعلاً قلبها على الوطن وتريد الخير له وتبذل بالسر بعيداً عن الأضواء وتلميع اسمها، والوجوه التي لن تتحرك وتعمل إلا بنية الشهرة ولأجل مصالحها الخاصة.
منذ فترة كان يحدثنا أحدهم كيف كان يطرق أبواب عدد من نواب الشعب والتجار للتبرع واستخراج دعم مادي لأجل مشروع يخدم البحرين، كانوا يردون عليه من نوع «ممكن أعطيكم فلوس لكن بالمقابل أنا شنو بستفيد وبحصل؟»، هذه الجملة لم تصدم المواطن فحسب بل إنها بينت له مواقف هؤلاء الذين لا يبرعون سوى في تقديم الاستعراضات الكلامية، حيث مصلحتهم الشخصية تسبق مصالح الوطن، فمن يحب الوطن فعلاً لا قولاً سيحرص بالأصل على خدمته بالسر ومن وراء الكواليس، لأن هذا واجبه أصلاً لا لكونه المفتاح الذي سيظهره ويبرزه والذي سيحقق من خلاله كل ما يحلم ويتمنى.
من المشين أن نجد في ما يخص المؤيدين لمسيرات التخريب والإرهاب، تجارهم ونوابهم وأعضاء جمعياتهم السياسية، يدعمونهم بالباطن ودون أن تظهر أسماؤهم، فقط من أجل لي ذراع الدولة، فالمهم لديهم تحقيق أجندتهم الخارجية، فيما كثير من التجار والنواب وأعضاء الجمعيات المحسوبين على الفاتح لا يبادرون من أنفسهم، وإن بادروا فلا يتحركون قبل معرفة ما لهم من مصالح وغنائم، كما إن هناك منهم من لا يود التحرك حتى لا يتعاون مع جمعية أخرى تتقاطع أهدافها مع أهدافه، أي أنهم عندما تتوافر مبادرة وطنية نجدهم لا يتنازلون، ويفكرون في أنفسهم وخلافاتهم ويضعونها نصب أعينهم قبل الوطن.
بالذمة والضمير؛ هل سمعتهم يوماً عن «تاجر» أو «جمعية» أو أي «وجيه» يدعم وقفات الفاتح ويتكفل بها من وراء الكواليس فقط من أجل الوطن وبنية سليمة لا تشوبها مصلحة؟ بل هل شاهدتم في المسيرة المنظمة أحد المطاعم أو المحلات التابعة لهؤلاء التجار وقد قرروا دعم المشاركين والمنظمين بالتكفل بوجبات غذائية مجانية لهم حتى وهو أقل الإيمان؟
مسيرة صرخة الشهداء المنظمة والتي عكست الفرق بين المسيرات الوطنية ومسيرات التخريب والإرهاب والتخلف في تجاوز القوانين لم تكن أكبر شاهد على من يبرز موقفه ويعبر عن رأيه وفق أنظمة الديمقراطية المتحضرة وحرية التعبير المستحقة ومن يبرزها بالتخريب والحرق فحسب؛ بل كانت شاهداً أيضاً على من قلبه فعلاً على الوطن ومن مصالحه قبل الوطن، كانت الفاصل الذي كشف عن فريقين، فريق تسلق الظهور للمصالح والمناصب، وفريق خلف الكواليس، يعمل صمتاً وسراً لأجل الوطن فقط، دققوا وركزوا في الوجوه الحاضرة وستكتشفون أن هناك غياباً واضحاً من جمعيات سياسية اجتهدت في «التزاحم» على منصة تجمع الفاتح أيام الأزمة لكي تبرز وتتكلم، هذا الأمر ما يعني؟ يعني أن كثيراً من هؤلاء لا يتحركون إلا «بريموت كنترول» مصالح جمعياتهم قبل الوطن، وهو ما عرى كل صراخهم واستعراضاتهم الكلامية وبطولاتهم الوهمية، والتي تؤكد أنهم تجار للمواقف الاستعراضية إلا من رحم ربي وحضر ليمثل نفسه في المسيرة.
بالمناسبة موقف «أم عيسى» الشجاع وكلامها اختصر نواب الشعب جميعهم، اختصر نوابنا النائمين في عسل التخاذل وعدم تمثيل ما بنفوس الشعب، واختصر جمعياتنا السياسية المتنافرة مع بعضها، «أم عيسى» كانت النائبة الوحيدة من خارج البرلمان التي استطاعت تمثيل فريق من الناس وما بخاطره بصدق وشفافية عالية المستوى.
الملفت أيضاً أن المنظمات للمسيرة حرصن وخلال يوم واحد فقط سهرن فيه إلى ساعات الفجر الأولى في إنشاء اللافتات وتحرير كل الكتابات باللغة الإنجليزية، وهو ما يبرز الوعي الحاصل عند الشريحة المشاركة التي حرصت على مخاطبة الأجانب ووكالات الأخبار العالمية والاهتمام بتصويرها وعرضها على أدوات التواصل الاجتماعي كنوع من التوثيق الطويل الأمد، وليس فقط الجمهور الداخلي الذي هو بالأصل يفهم القضية ويتضامن معها، وهو ما يجب أن يوضع بالاعتبار عند كل من ينظم مسيرات تظهر وكأنها تخاطب نفسها والجمهور المشارك معها.
المميز حضور ناس من مختلف الطوائف أعلنوا من خلال مشاركاتهم رفضهم الإرهاب الممارس من قبل فئة تحاول الاستيلاء على الموقف الوطني الرافض للإرهاب، وتميزت المسيرة أيضاً بحضور الأجانب، الذين أكدوا حرصهم على تسجيل موقفهم وأنهم يتضامنون مع شهداء الواجب.
مثل هذه المسيرة من المفترض أن تقرأها الدولة على أنها تخدم الصالح العام وتعود بالمكتسبات، ليس على قضية شهداء الواجب وعائلاتهم التي تأثرت كثيراً بما تم في المسيرة فحسب؛ بل حتى على قضايا الوطن ككل، وأنها تحرك المياه الراكدة في جموع المواطنين، دليل ذلك خروج مسيرات أخرى من مناطق قريبة من موقع المسيرة التحمت معها ودخلت في فوج المشاركين. حب الوطن الذي حمله هؤلاء المشاركون في قلوبهم قبل أن يحملوه في لافتاتهم وشعاراتهم كان الزاد الذي منحهم قوة لم يستوعبوها وهم يجدون أنفسهم قد انطلقوا سيراً إلى دوار عوالي، رغم أنهم كانوا قد حددوا في مسيرتهم مسافة قصيرة لا تتعدى حدود ممشى الرفاع فيوز، خاصة وأن كثيراً من المشاركين معهم كانوا من كبار السن.
ما نود إيصاله أن من يحب البحرين فعلاً ونيته مسخرة لأجلها فقط هو من اهتم بحضور هذه المسيرة المحايدة والمنظمة من قبل أشخاص مستقلين ودعمها إعلامياً وإبرازها، هذه المسيرة التي كانت تمثل اختباراً وطنياً نجح فيه أصحاب النيات المخلصة وسقط فيه تجار المواقف الاستعراضية والبطولات الوطنية الوهمية.
- إحساس عابر..
تهديد الأخت «أم أحمد» وممارسة الإرهاب النفسي عليها بعد أن كانت لها وقفتها الشجاعة مع «أم عيسى» بضاعة المفلسين والجبناء، المرأة البحرينية التي كانت تاريخياً تشق البحر وتدخله بكل شجاعة طلباً للرزق رغم مخاطره، وكانت لها القدرة على مواجهة تحدياته الصعبة امرأة قادرة أيضاً اليوم على شق أمواج السياسة وبحور القضايا الوطنية بكل جرأة وشجاعة.