جيم سين اختصار للجمعيات السياسية، تلـك التي تحب أن تطلق على نفسها اســم «قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية» أو بالأحرى «ق م و د»، وهي جمعية الوفاق والجمعيات الخمس الأخرى التي صارت في جيب الوفاق «وعد، المنبر التقدمي، القومــي، الإخــاء، الوحــدوي»، أما عبــارة «اللي ما منها فايدة» فتعني «اللي ما منها فايدة»!
ما أراه في ما يخص الجمعيات السياسية هو الآتي؛ جمعية الوفاق استطاعت بطريقة أو بأخرى أن تسيطر على الجمعيات الخمس وتضعها في جيبها، الجمعيات الخمس صارت تتبع الوفاق تقول ما تقوله وتفعل ما تأمرها به فلا تخالف لها أمراً «رغم الاختلاف في التوجهات الفكرية وما بينها من تناقضات، حيث الوفاق إسلامية وحيث تلك يسارية أو محسوبة على اليسار».
ما يسمى بائتلاف شباب فبراير الذي صار هو المتحكم في الشارع وصانع الفوضى وضع الوفاق وما في جيبها في جيبه. الوفاق وما في جيبها تقول «نحن لا نطالب بإسقاط النظام.. هناك دعوات تخرج من أطراف غير مسؤولة لا تعنينا كمعارضة تلتزم وتعمل ضمن القانون.. نحن نعمل على إصلاح النظام.. ونقدم أنفسنا ونمد أيدينا للنظام من أجل الشراكة معه لبناء دولة عصرية». ائتلاف فبراير يسمع هذا الكلام من الوفاق وما صار في جيبها من جمعيات فيضحك في سره وجهراً ولا يتردد عن أن يقول لها «جب»!
هذا يعني باختصار أن الجمعيات السياسية التي صارت في جيب الوفاق لم يعد لها قيمة ولا وزن ولا تأثير، لأن الوفاق هي التي تتحكم فيها وتديرها، ويعني أن الوفاق لا قيمة لها ولا وزن ولا تأثير لأن ائتلاف فبراير هو الذي يتحكم فيها ويديرها.
الدليل على هذا الكلام هو أن الجمعيات الخمس لا تستطيع أن تقول إلا ما تقوله الوفاق، وأنها لو قالت غير ما تقوله الوفاق تنتهي. والوفاق لا تستطيع أن تقول إلا ما يقوله ائتلاف فبراير وأنها لو قالت غير ما يقوله تخسر الشارع وتحترق.
للأسف فإن هذا صحيح؛ لتجرب الجمعيات الخمس فتصدر بياناً لا ترضى عنه الوفاق، النتيجة أن الوفاق تمسكها من أذنها وترميها، ولتجرب الوفاق فتصدر بياناً أو تسير مسيرة أو أي فعالية لا يرضى عنها الائتلاف، النتيجة أن الائتلاف يمسك الوفاق من أذنها ويرميها، هذا إن لم يبصق عليها!
ما يعيق الجمعيات الخمس عن إصدار ما يؤكد رفضها للعنف صراحة ويعبر عن نبذها لخطابات الكراهية هو الوفاق، وما يعيق الوفاق عن ذلك هو ائتلاف فبراير، فهي تعرف جيداً أن الشارع لن يقبل منها وسيلفظها وتعرف أن الائتلاف سـ»يشوتها»!
زبدة القول إن الوفاق والـ«ج س» التي صارت تتحكم فيها تريد أن تعود إلى الحياة السياسية الطبيعية لتؤكد أنها لا تريد إسقاط النظام وأنها تمد يدها من أجل بناء دولة عصرية «لعلها تأكل شيئاً من الكعكة)، وأنها على استعداد لإدانة العنف صراحة لكنها تخاف من ائتلاف فبراير الذي يهددها بالنهاية السوداء لو فعلت هذا.
متابعة بسيطة للتصريحات النارية لبعض الناطقين باسم ائتلاف فبراير في الخارج والداخل والتي كثرت في الفترة الأخيرة وازدادت حدتها سواء عبر التغريدات أو الفضائيات السوسة، وعلى رأسها «العالم» الإيرانية، يتبين معها مدى تحكم ائتلاف فبراير في الوفاق وكيف أنه وضعها وما صار في جيبها من جمعيات سياسية كانت حتى قبل وقت قليل يسارية أو محسوبة على اليسار.. في جيبه!
ائتلاف فبراير يعتقد أن الحكومة لم تتمكن من القضاء عليه وأنها لهذا لجأت إلى الجمعيات السياسية لتقوم بهذا الدور بدلاً عنها!