الربيع العربي وما تخللته من أحداث مهمة وخطيرة للغاية في عالمنا العربي، وما يجري اليوم في أوكرانيا وفي تركيا وفي فنزويلا والعديد من دول العالم العربي والغربي والشرقي وحتى الجنوبي، يثبت ما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا ومعها الغرب في مقابل روسيا وحلفائها، يريدون تقاسم العالم كلّ حسب ما تقتضيه مصالحهم واستراتيجياتهم لا غير، وكل ما يقولونهُ عن إصلاحات وحريات وديمقراطيات هو ضرب من الهراء السخيف.
روسيا وأمريكا تتقاتلان فيما بينهما عبر حرب باردة ثانية، أما الحرب الساخنة فإنها تقام على أراضٍ أخرى وبالوكالة طبعاً، دون أن يموت في هذه المعارك أي جندي أمريكي أو روسي، بل ربما تحذر هاتان الدولتان رعاياهما من زيارة الدول الملتهبة في الشرق وغيرها من الدول التي ينوي كل منهما تقاسمهما بالعدل والإحسان.
نحن دول تقاسم نفوذ لا أكثر، أما خيراتنا فتذهب إليهم، فتكون المعادلة كالآتي، يشترون نفطنا فيصنعون به الأسلحة، ثم نقوم بعد ذلك بشرائها منهم بثمن خرافي لنستخدمها ضد بعضنا البعض، ثم يأتوننا من بعيد يريدون الإصلاح بيننا كأعداء نتقاتل، فهم يريدون ذلك ما استطاعوا إليهِ سبيلاً!!
افتضحت نوايا الدول الكبرى ومن لف لفهم مؤخراً، أما أعمالهم الشنيعة فهي أدلة صريحة ودامغة على تورطهم في قضايا تتعلق بإبادة شعوب بأكملها بطريقة حضارية وقانونية، فهم كلهم يستحقون أن يُحاكموا كمجرمي حرب، سواء كانت حرب باردة أو ساخنة، فالدماء التي سالت ومازالت تسيل في دول مستباحة هي في أعناقهم، وسيظلون وصمة عار في جبين التاريخ والإنسانية.
الغريب العجيب هنا أن هؤلاء، يؤيدون جماعات مسلحة لها ذات المبادئ والأهداف في أراضٍ معينة، ويحاربونها في أراضٍ أخرى، ويدعمون أنظمة هنا ويحاربون أنظمة لها ذات القوانين هناك، فكل ما في الأمر أن المصالح تتغيَّر وتتبدَّل من دولة إلى أخرى ومن زمان إلى آخر، حسب مقتضيات الاستراتيجيات القومية لدول الشر الكبرى.
بعد كل ما جرى وما يجري وما سيجري في عالمنا، يظل العرب لا يفقهون حتى هذه اللحظة قواعد اللعبة الأمريكية / الروسية، ولم يشعروا للحظة واحدة أنهم يقاتلون بالوكالة عن دول استعمارية لم تتحرر عقليتها بعد من مفاهيم الهيمنة والسيطرة والاستحواذ على خيرات ومقدرات الشعوب والأمم الأخرى، فهم فراعنة العصر الذين يدعون أنفسهم أرباباً للناس من دون الله، ولأنهم في الحقيقة امتداد للصهيونية العالمية، فيمكن اختصار ثقافتهم في كونهم «شعب الله المختار»!
ما أجمل طعم الاستقلال وما ألذ طعم الحرية، لكنها الحرية التي تنتجها الشعوب بإرادتها وليس التي تأتيهم معلبة باردة سفيهة من واشنطن أو من موسكو.
على العرب، كل العرب، أن يحذروا من مكائد هاتين الدولتين، فهما وجهان لعملة واحدة، ومن يديرهما حقيقة هي الصهيونية العالمية، ومن يقول غير ذلك فهم يعيشون في خدر لذيذ لا يريدون الخروج من غيبوبته ليعيشوا الواقع ولو للحظات، إنها مأساتنا نحن العرب، وبقية الشعوب التي تلجأ في حل مشاكلها الكبرى لدول أسسها إبليس.. لكن بطريقة بوليسية.
{{ article.visit_count }}
روسيا وأمريكا تتقاتلان فيما بينهما عبر حرب باردة ثانية، أما الحرب الساخنة فإنها تقام على أراضٍ أخرى وبالوكالة طبعاً، دون أن يموت في هذه المعارك أي جندي أمريكي أو روسي، بل ربما تحذر هاتان الدولتان رعاياهما من زيارة الدول الملتهبة في الشرق وغيرها من الدول التي ينوي كل منهما تقاسمهما بالعدل والإحسان.
نحن دول تقاسم نفوذ لا أكثر، أما خيراتنا فتذهب إليهم، فتكون المعادلة كالآتي، يشترون نفطنا فيصنعون به الأسلحة، ثم نقوم بعد ذلك بشرائها منهم بثمن خرافي لنستخدمها ضد بعضنا البعض، ثم يأتوننا من بعيد يريدون الإصلاح بيننا كأعداء نتقاتل، فهم يريدون ذلك ما استطاعوا إليهِ سبيلاً!!
افتضحت نوايا الدول الكبرى ومن لف لفهم مؤخراً، أما أعمالهم الشنيعة فهي أدلة صريحة ودامغة على تورطهم في قضايا تتعلق بإبادة شعوب بأكملها بطريقة حضارية وقانونية، فهم كلهم يستحقون أن يُحاكموا كمجرمي حرب، سواء كانت حرب باردة أو ساخنة، فالدماء التي سالت ومازالت تسيل في دول مستباحة هي في أعناقهم، وسيظلون وصمة عار في جبين التاريخ والإنسانية.
الغريب العجيب هنا أن هؤلاء، يؤيدون جماعات مسلحة لها ذات المبادئ والأهداف في أراضٍ معينة، ويحاربونها في أراضٍ أخرى، ويدعمون أنظمة هنا ويحاربون أنظمة لها ذات القوانين هناك، فكل ما في الأمر أن المصالح تتغيَّر وتتبدَّل من دولة إلى أخرى ومن زمان إلى آخر، حسب مقتضيات الاستراتيجيات القومية لدول الشر الكبرى.
بعد كل ما جرى وما يجري وما سيجري في عالمنا، يظل العرب لا يفقهون حتى هذه اللحظة قواعد اللعبة الأمريكية / الروسية، ولم يشعروا للحظة واحدة أنهم يقاتلون بالوكالة عن دول استعمارية لم تتحرر عقليتها بعد من مفاهيم الهيمنة والسيطرة والاستحواذ على خيرات ومقدرات الشعوب والأمم الأخرى، فهم فراعنة العصر الذين يدعون أنفسهم أرباباً للناس من دون الله، ولأنهم في الحقيقة امتداد للصهيونية العالمية، فيمكن اختصار ثقافتهم في كونهم «شعب الله المختار»!
ما أجمل طعم الاستقلال وما ألذ طعم الحرية، لكنها الحرية التي تنتجها الشعوب بإرادتها وليس التي تأتيهم معلبة باردة سفيهة من واشنطن أو من موسكو.
على العرب، كل العرب، أن يحذروا من مكائد هاتين الدولتين، فهما وجهان لعملة واحدة، ومن يديرهما حقيقة هي الصهيونية العالمية، ومن يقول غير ذلك فهم يعيشون في خدر لذيذ لا يريدون الخروج من غيبوبته ليعيشوا الواقع ولو للحظات، إنها مأساتنا نحن العرب، وبقية الشعوب التي تلجأ في حل مشاكلها الكبرى لدول أسسها إبليس.. لكن بطريقة بوليسية.