تدخل موقع جمعية «دعم الإرهاب» الوفاق فترى عناوين مثل «الوفاق تدين بشدة التفجيرين الآثمين في بيروت»، وطبعاً تدين لأن المستهدف فيه حزب الله الذراع العسكري في إيران، بالتالي إدانة الوفاق «رغم أنفها» و«مرغمة عليه» وكيف لا تكون كذلك وهي لا تملك جرأة انتقاد مولاها وسيدها الخامنائي الإيراني بربع حرف؟!
أيضاً ترى عنواناً مثل «الوفاق تدين تفجيرات العراق وتدعو لوقف شلال الدم ضد الشعب العراقي»، وطبعاً الإدانة تصب لمصلحة من يعمل بأسلوب العمالة الفاضحة لنظام طهران ومن قسم العراق بطريقة طائفية مذهبية، في تأسيس لنموذج تريد الوفاق أن تقيمه في البحرين. الفكرة هنا بأن تلكم البيانات فيها من الشدة في اللفظ ومن «الوضوح» الشيء الكبير، فمن أكثر من الوفاق «فصاحة» في الخطاب حينما يكون متسقاً مع نهجها الطائفي ومتوائماً مع أهدافها ويأتي متوازياً مع أوامر مرجعيتها السياسية الإيرانية؟!
في حين البيان «المهلهل» الذي أصدرته هي ووقعت تحته «أذيالها» المأسوف عليهم وعلى من فيهم ممن ضيعوا تاريخ التيار الليبرالي والقومي وباعوه في سوق النخاسة للولي الفقيه، هذا البيان «تناور» فيه الوفاق حتى لا تقول صراحة نفس قولها في إدانة الإرهاب وبالملافظ الواضحة، وكلنا يعرف بأن هؤلاء لن يقولوا كلمة حق ولن تصدر عنهم أية إدانة لأفعال هم الأساس فيها بتحريضهم وتحشيدهم وحراكهم ضد الدولة.
ويضاف إلى ذلك البيان الذي أصدره رأس التحريض من على المنبر الديني عيسى قاسم وعراب المجلس العلمائي غير المرخص الغريفي، والذي وصفته الوفاق بأنه بيان مهم، بينما الواقع يقول بأنه «أكذب» سطور أطلقت، فيها يحاول المحرض أن ينأى بنفسه عن جريرته، إدانات «مهلهلة» وكلام «عام فضفاض» عن العنف، وطبعاً كحال لسان الوفاق المتفوقة في الكذب والتلفيق، الإدانة توجه لأجهزة الأمن والاتهام لها والالتفاف عن الحدث الأهم وتجنب الحديث فيه.
مثل هذه البيانات «يبلها» مصدروها و«يشربون» ماءها المسموم، فهي اليوم لاتخدع المجتمع الدولي، وحتى صديقهم الأمريكي لا يملك إلا نفي العمليات الإرهابية ليضعهم هم في مأزق ضرورة الإدانة، رغم أنهم لا يستطيعون نطق أي كلمة إدانة. هذا الكذب والتلفيق اعتدناه من فئة لا تراعي في هذا البلد ولا ناسه لا مذهباً ولاملة ولا أي عرف آخر، لا يهمها إن مات الناس في الصفوف المقابلة، وإن سقط في صفوف أتباعها تاجرت بالجثث وجراحات الناس وحينما ينفض السامر يذهبون للترويح عن أنفسهم ويتنعمون بالحياة وهم وأبناؤهم في مأمن.
أما قمة «المهزلة» فهو البيان الذي أصدرته الوفاق (وكالعادة بصم عليه البصامون من جمعيات الذيل) بعد أن اتجهت مجموعة من الناس الغاضبين على الحادث الإرهابي الجبان لمقر جمعية دعم الإرهاب، قالت الوفاق فيه بأن نية هؤلاء الناس «القتل لمن هم داخل المبنى»، وزادت عليه بالولولة والصراخ والعويل مستنجدة بالأمم المتحدة وأمريكا وبان كي مون وأوباما! مدعين الخوف مما صنعته أيديهم وتحديداً الخوف من نفاد صبر المخلصين من أبناء البلد إزاء هذا الإرهاب ومهزلة منح الانقلابيين الفرصة تلو الأخرى، الخوف من أن ينفرط العقد فيطبق الناس المخلصون في الوفاق المحرضة مالم تطبقه الدولة بحكم القانون طوال أعوام ثلاثة.
دخلت الوفاق في النوايا وقالت إن من تجمهروا عند مقرها (منبع التحريض وخطط الانقلاب) قالت بأن من تجمهروا كانت نيتهم القتل! خلاص قررت الجمعية الولائية الخامنائية ذلك، لكنها في نفس الوقت حينما تصدر كلاماً (وهي مجبرة) عن الإرهاب الذي تدعمه لا تقول بأن من يتلثمون ويرمون الشرطة بالمولوتوفات والأسياخ وكل الأسلحة البيضاء، لا تقول بأن هؤلاء نيتهم «قتل رجال الشرطة» رغم أن أصغر طفل اليوم يدرك ذلك.
الوفاق بكت وبكى معها أذيالها وقالت إن حياة أفرادها مهددة بالموت، في حين الحقيقة بأن رجال الأمن في البلد استشهد منهم العديد وقتل منهم ثلاثة أمس الأول في أفعال للوفاق اليد الطولى في التحريض والإرهاب، تكفي كلمة مرجعهم «اسحقوهم». ويبدو هنا بأن الخوف أيضاً دب فيمن دعا للسحق حينما رأى ردود الفعل الدولية وهبة دول مجلس التعاون إزاء الاعتداء الجبان الآثم، ليخرج مسارعاً ببيان ملؤه الكذب يدعي فيه السلمية ويتبرأ من مسميات جماعات والله ما تجرأت إلا بكلمته وتحريضه.
الآن الكرة في ملعب الدولة، وللمرة المليون، اجتماع أمس لمجلس الوزراء مقدر لكونه استثنائي ومن أجل ما حصل وراح ضحيته ثلاثة من رجال الأمن الشرفاء، لكن مع الاحترام لما صدر من تصريحات وتوصيات، ستظل كلاماً على ورق، كحال توصيات المجلس الوطني، وذلك إن لم يطبق القانون، وإن لم يتم استدعاء وتوقيف كل رأس للفتنة والتحريض، وإن لم يتم إعادة هيبة الدولة، وإن لم يستمع لرأي الناس المخلصين في أية «أطواق نجاة» ترمى لأداة التحريض والانقلاب الوفاقية تحت مسمى حوار أو توافق أو .. أو، وطالما أبواق الفتنة الصفراء تظل تصدح وتدس السم في بدن هذا الوطن.
الأمور واضحة يا دولة، المخلصون الذين وقفوا ودافعوا عن البلد في عز أزمتها قالوا كلمتهم ومازالوا يرددون مطالبهم بتطبيق القانون وشرع الله في هذه الجرائم والاعتداءات، دول الخليج كلها معكم، المجتمع الدولي أدان وندد وشجب رغم أن الحراك الإعلامي الرسمي مازال خجولاً ولا يرتقي ليكون على مستوى الأحداث بنشر تفاصيل الإرهاب اليومي وصور الضحايا وفيديوهاتم ومطالبات المخلصين. الجميع ممن بات يعرف الوضع في بلدنا يدعم عملية استتباب الأمن واستعادة النظام، والدولة باتت تلام من الجميع سواء من دول شقيقة وصديقة وقبلها من شعب مخلص موالٍ لها، حينما ترخي قبضتها عن كل عابث وإرهابي وقاتل.
سيظل الحال على ما هو عليه، بل ربما يتجه للأسوأ، وربما ينذر بسقوط مزيد من رجال الأمن، طالما مازلنا نعول على حوار مع رؤوس فتنة وتحريض، وطالما الجهات المعنية بتطبيق القانون عليهم لا تنفذه بصرامة، وطالما اجتمعنا بين الفترة والأخرى عند كل حدث جلل نعد الناس ونؤكد سيادة القانون، وبعد أن تهدأ الأمور تعود الأمور لما كانت عليه، بل أسوأ.
ما حصل في رقبة الدولة أولاً وأخيراً، ما حصل نتيجة التهاون، ومن سمح للإرهابي أن يتمادى هو من يرى الإرهاب ولا يضرب عليه بيد من حديد.