هل انتهى عصر التحالف العربي الأمريكي؟ هل انتبه العرب إلى عدم جدوى التعاون المطلق مع الغرب؟ هل اكتشف العرب بأن من أكبر الأخطاء والأخطار الاستراتيجية أنهم كانوا يضعون كل البيض في سلة واحدة؟ هل آن أوان الخروج من جهة الغرب والاتجاه نحو الشرق بكل جهاته؛ وربما الجنوب أيضاً؟
لقد أثبت الغرب بما لا يدع مجالاً للشك، ومن خلال عقيدته السياسية أن لا صداقات دائمة عنده، ولا عداوات دائمة لديه، وانكشف مؤخراً زيف نظريته التي تؤمن أن هنالك «صداقات وعلاقات تاريخية» بينه وبين العرب، بل كل ما عرفه العالم عن تلك الجهة المشبَّعة بالأنانية هو اهتمامها المتقن والمحكم بتمسكها الشديد بمصالحها فقط.
أن تستيقظ متأخراً خير لك من أن لا تستيقظ، فيقظة العرب حتى وإن جاءت متأخرة فيما يتعلق بتنوع الشراكة السياسية والاستراتيجية مع دول شرقية لها وزنها ومكانتها في العالم، إلا أن ذلك أفضل من أن يستمروا إلى أبد الآبدين مع شريك واحد لا تهمه سوى مصلحته.
اليوم هنالك الكثير من الدول العربية التي مازالت محاصرة بضغوطات الغرب، من خلال معاهدات واتفاقات وبروتوكولات سياسية واقتصادية وأمنية معقدة، حتى أصبحت من خلال ذلك أسيرة لتلك القيود، ولو حاولت الانفتاح على جهات شرقية ربما يحدث ذلك في إطار ضيق وعلى استحياء، أو حتى خشية من «زعل» الغرب.
كل ذلك لا يهم؛ فعلى العرب اليوم أن يكونوا أكثر جرأة في تحديد شركائهم الدوليين، وأن يراعوا ولو مرة واحدة مصالح أوطانهم قبل مصالح دول أنانية تبعد عنهم آلاف الأميال، فليس هنالك وقت للمجاملة، وليس هنالك من خيار أكثر موضوعية من توزيع بيضنا وثرواتنا ومصالحنا ومستقبلنا على عديد السِّلال. نحن الذين وضعنا أنفسنا في هذا الوضع المحرج، فاعتمادنا على الغرب في كل أمورنا، صغيرها وكبيرها، وعدم قدرتنا على الإنتاجية في كل شؤون حياتنا، جعلنا نتجه نحو دول منتجة بطريقة عمياء، حتى صرنا دولاً ومجتمعات استهلاكية بطريقة بشعة، ولو أننا أنتجنا أنفسنا وفق الرؤية اليابانية أو الكورية أو الصينية أو حتى الماليزية، لكنَّا أسياد آسيا، إن لم نكن أسياد العالم، خصوصاً أننا نملك من الثروات ما لا تملكه كل نمور آسيا مجتمعة.
حتى لو أننا أضعنا الفرصة التاريخية في بناء دولنا بطريقة منتجة ومستقلة، إلا أنه لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، بل يجب أن نتجه من اليوم نحو الصين والهند واليابان وباكستان وكوريا وروسيا، ليس عشقاً «قيسيا» في تلك الدول، بل لأهمية تنوع خياراتنا السياسية وغيرها.
هذا ما يجب أن يكون اليوم، أما بالنسبة إلى المستقبل، فيجب على العرب أن يحضِّروا لإنتاج وصناعة موادهم الغذائية والاستهلاكية الأولية من الآن، ومن ثم يدخلون مرحلة الاعتماد على النفس بصورة كلية، وإلا إذا لم نفكر في المستقبل، فإننا سنظل عبيداً بيد الشرق مرة أخرى، وكأننا بذلك خرجنا من الرمضاء للنار، فالخيار بيدنا وليس بيد غيرنا.
لقد أثبت الغرب بما لا يدع مجالاً للشك، ومن خلال عقيدته السياسية أن لا صداقات دائمة عنده، ولا عداوات دائمة لديه، وانكشف مؤخراً زيف نظريته التي تؤمن أن هنالك «صداقات وعلاقات تاريخية» بينه وبين العرب، بل كل ما عرفه العالم عن تلك الجهة المشبَّعة بالأنانية هو اهتمامها المتقن والمحكم بتمسكها الشديد بمصالحها فقط.
أن تستيقظ متأخراً خير لك من أن لا تستيقظ، فيقظة العرب حتى وإن جاءت متأخرة فيما يتعلق بتنوع الشراكة السياسية والاستراتيجية مع دول شرقية لها وزنها ومكانتها في العالم، إلا أن ذلك أفضل من أن يستمروا إلى أبد الآبدين مع شريك واحد لا تهمه سوى مصلحته.
اليوم هنالك الكثير من الدول العربية التي مازالت محاصرة بضغوطات الغرب، من خلال معاهدات واتفاقات وبروتوكولات سياسية واقتصادية وأمنية معقدة، حتى أصبحت من خلال ذلك أسيرة لتلك القيود، ولو حاولت الانفتاح على جهات شرقية ربما يحدث ذلك في إطار ضيق وعلى استحياء، أو حتى خشية من «زعل» الغرب.
كل ذلك لا يهم؛ فعلى العرب اليوم أن يكونوا أكثر جرأة في تحديد شركائهم الدوليين، وأن يراعوا ولو مرة واحدة مصالح أوطانهم قبل مصالح دول أنانية تبعد عنهم آلاف الأميال، فليس هنالك وقت للمجاملة، وليس هنالك من خيار أكثر موضوعية من توزيع بيضنا وثرواتنا ومصالحنا ومستقبلنا على عديد السِّلال. نحن الذين وضعنا أنفسنا في هذا الوضع المحرج، فاعتمادنا على الغرب في كل أمورنا، صغيرها وكبيرها، وعدم قدرتنا على الإنتاجية في كل شؤون حياتنا، جعلنا نتجه نحو دول منتجة بطريقة عمياء، حتى صرنا دولاً ومجتمعات استهلاكية بطريقة بشعة، ولو أننا أنتجنا أنفسنا وفق الرؤية اليابانية أو الكورية أو الصينية أو حتى الماليزية، لكنَّا أسياد آسيا، إن لم نكن أسياد العالم، خصوصاً أننا نملك من الثروات ما لا تملكه كل نمور آسيا مجتمعة.
حتى لو أننا أضعنا الفرصة التاريخية في بناء دولنا بطريقة منتجة ومستقلة، إلا أنه لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، بل يجب أن نتجه من اليوم نحو الصين والهند واليابان وباكستان وكوريا وروسيا، ليس عشقاً «قيسيا» في تلك الدول، بل لأهمية تنوع خياراتنا السياسية وغيرها.
هذا ما يجب أن يكون اليوم، أما بالنسبة إلى المستقبل، فيجب على العرب أن يحضِّروا لإنتاج وصناعة موادهم الغذائية والاستهلاكية الأولية من الآن، ومن ثم يدخلون مرحلة الاعتماد على النفس بصورة كلية، وإلا إذا لم نفكر في المستقبل، فإننا سنظل عبيداً بيد الشرق مرة أخرى، وكأننا بذلك خرجنا من الرمضاء للنار، فالخيار بيدنا وليس بيد غيرنا.