نطالب ولي العهد بالدفاع عن مشروعه الاقتصادي وعدم الاستسلام للمثبطات والمحبطات، وإعادة الروح فيه، نطالبه بوضع خطة وبرنامج لبث روح الحماس الوطني من جديد في المؤسسات التي ولدت من رحم هذه الرؤية ومن بطنها، والتي تشعر الآن بأنها يتيمة وتركت وحيدة تصارع من أجل بقائها.
نطالبه بالتدخل حتى لا يتم تفريغ الرؤية الاقتصادية 2030 من فحواها ويعمل على إضعاف أفضل مشروع خرج من رحم هذه الرؤية حتى الآن وهو مؤسسة «تمكين» ومؤسسات أخرى تأسست وفقاً للرؤية الاقتصادية.. لماذا؟ لأن هناك أخطاء وقت التطبيق؟ هذا أمر طبيعي ولهذا تتم عمليات التقييم الدورية.
لا طعناً في أي من المسؤولين القائمين على هذه المشاريع بل بالعكس نحن نعرف مدى جديتهم في معالجة الأخطاء التي جرت وهي كثيرة وأهدرت بسببها الكثير من الموارد، بل بحثاً عن الأسباب التي أضعفت وفرغت تلك المؤسسات من فحواها وتوجهها الذي قامت عليه فالمعالجة لا تكون بقتل الناطور إنما بالبحث عن أسباب عجزنا عن قطف العنب.
فبفضل تمكين -على سبيل المثال- تمكن الكثير من شبابنا بالفعل من الخروج من دائرة الوظيفة الحكومية والتوجه لسوق العمل، لم تعد الوظيفة الحكومية هي مصدر الأمان الوحيد كما كانت عليه لأجيال سابقة، بفضل البرامج التمويلية بدأنا نعود كما كنا قبل النفط حين كان القطاع الأهلي هو المحرك للاقتصاد، بدأ الشباب يتجه لسوق العمل، يبدأ مشروعه الخاص وهو في العشرينات، هذه روح افتقدتها البحرين منذ أربعين سنة أعادها لنا المشروع الاقتصادي، هنـــاك دول اقتصادهــا قائــم علــى المشاريــع الصغيرة والمتوسطة ولا ينتظر مواطنوها ارتفاع سعر لبترول أو انخفاضه، أو ينتظر الراتب الشحيح مقابل بطالة مقنعة، أو ينتظر فتات الريع الحكومي لمناقصة هنا أو مناقصة هناك يحتكرها بضعة أفراد، ألم يكن ذلك هو الهدف؟ ألم تخلق مئات المشاريع الخاصة في السنوات الخمس الأخيرة بفضل «تمكين»؟ ألا نرى كم من الرواد من الشباب ظهر لنا في هذه الفترة وانتشروا في السوق وبأفكار إبداعية؟ كيف إذاً نهدم أو نضعف أداة حققت لنا هذه الأهداف، ومن أجل ماذا؟
إن كان هناك سوء إدارة في مكان ما، أو كان هناك هدر وعدم توظيف الأموال في مكانها أو أي شكوى هنا أو هناك، فإنها تعالج، إنما معالجتها لا تعني إعادتها لرتم البيروقراطية الحكومي القاتل من جديد، والرقابة عليها لا تعني تقييدها بهذا الشكل، وحماية التجار لا تعني إعفاءهم من مسؤوليتهم بهذا الشكل، صححوا الأخطاء ولكن أعيدوا لتمكين قوتها وأعيدوا لها مصادر تمويلها حتى تقوى محفظتها وتتمكن من القيام بمهامها كما كان مرسوماً لها من جديد، لا أن نفكر بالمزيد من التقليص في البرامج والمزيد من التقييد والتعقيدات في الإجـــراءات، فيعــود الشباب للبحــث والتمسك بالوظيفة الحكومية فقـط، اخلقوا مشاريع صغيرة لشخص سيحمــل عــبء توظيــف أكثــر مــن شخص نيابة عنكم.
نناشد ولي العهد إعادة الروح لهذه المشاريع والحفاظ عليها وإعادة إحياء الرؤية الاقتصادية، لا بأس من إعادة التقييم ودراسة الأخطاء التي وقعت فيها وإصلاحها والاستماع لجميع وجهات النظر التي لها ملاحظات على طريقة الأداء والتطبيق، إنما البحرين بحاجة أن تنهض من جديد والوقوف من جديد والترويج من جديد للرؤية حتى تكون هدفاً مشتركاً ولغة واحدة تتحدث بها البحرين.
كفانا حسرة كلما غادرنا أرض البحرين ورأينا كيف تنمو دول أخرى ونحن نتراجع كل يوم، لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب الآن، إنما ينفع النهوض من الكبوة ونفض الغبار وإعادة تسيير العجلة الاقتصادية.. هذا هو الحد الأدنى الذي ممكن أن نجتمع عليه على أقل تقدير الآن!!
{{ article.visit_count }}
نطالبه بالتدخل حتى لا يتم تفريغ الرؤية الاقتصادية 2030 من فحواها ويعمل على إضعاف أفضل مشروع خرج من رحم هذه الرؤية حتى الآن وهو مؤسسة «تمكين» ومؤسسات أخرى تأسست وفقاً للرؤية الاقتصادية.. لماذا؟ لأن هناك أخطاء وقت التطبيق؟ هذا أمر طبيعي ولهذا تتم عمليات التقييم الدورية.
لا طعناً في أي من المسؤولين القائمين على هذه المشاريع بل بالعكس نحن نعرف مدى جديتهم في معالجة الأخطاء التي جرت وهي كثيرة وأهدرت بسببها الكثير من الموارد، بل بحثاً عن الأسباب التي أضعفت وفرغت تلك المؤسسات من فحواها وتوجهها الذي قامت عليه فالمعالجة لا تكون بقتل الناطور إنما بالبحث عن أسباب عجزنا عن قطف العنب.
فبفضل تمكين -على سبيل المثال- تمكن الكثير من شبابنا بالفعل من الخروج من دائرة الوظيفة الحكومية والتوجه لسوق العمل، لم تعد الوظيفة الحكومية هي مصدر الأمان الوحيد كما كانت عليه لأجيال سابقة، بفضل البرامج التمويلية بدأنا نعود كما كنا قبل النفط حين كان القطاع الأهلي هو المحرك للاقتصاد، بدأ الشباب يتجه لسوق العمل، يبدأ مشروعه الخاص وهو في العشرينات، هذه روح افتقدتها البحرين منذ أربعين سنة أعادها لنا المشروع الاقتصادي، هنـــاك دول اقتصادهــا قائــم علــى المشاريــع الصغيرة والمتوسطة ولا ينتظر مواطنوها ارتفاع سعر لبترول أو انخفاضه، أو ينتظر الراتب الشحيح مقابل بطالة مقنعة، أو ينتظر فتات الريع الحكومي لمناقصة هنا أو مناقصة هناك يحتكرها بضعة أفراد، ألم يكن ذلك هو الهدف؟ ألم تخلق مئات المشاريع الخاصة في السنوات الخمس الأخيرة بفضل «تمكين»؟ ألا نرى كم من الرواد من الشباب ظهر لنا في هذه الفترة وانتشروا في السوق وبأفكار إبداعية؟ كيف إذاً نهدم أو نضعف أداة حققت لنا هذه الأهداف، ومن أجل ماذا؟
إن كان هناك سوء إدارة في مكان ما، أو كان هناك هدر وعدم توظيف الأموال في مكانها أو أي شكوى هنا أو هناك، فإنها تعالج، إنما معالجتها لا تعني إعادتها لرتم البيروقراطية الحكومي القاتل من جديد، والرقابة عليها لا تعني تقييدها بهذا الشكل، وحماية التجار لا تعني إعفاءهم من مسؤوليتهم بهذا الشكل، صححوا الأخطاء ولكن أعيدوا لتمكين قوتها وأعيدوا لها مصادر تمويلها حتى تقوى محفظتها وتتمكن من القيام بمهامها كما كان مرسوماً لها من جديد، لا أن نفكر بالمزيد من التقليص في البرامج والمزيد من التقييد والتعقيدات في الإجـــراءات، فيعــود الشباب للبحــث والتمسك بالوظيفة الحكومية فقـط، اخلقوا مشاريع صغيرة لشخص سيحمــل عــبء توظيــف أكثــر مــن شخص نيابة عنكم.
نناشد ولي العهد إعادة الروح لهذه المشاريع والحفاظ عليها وإعادة إحياء الرؤية الاقتصادية، لا بأس من إعادة التقييم ودراسة الأخطاء التي وقعت فيها وإصلاحها والاستماع لجميع وجهات النظر التي لها ملاحظات على طريقة الأداء والتطبيق، إنما البحرين بحاجة أن تنهض من جديد والوقوف من جديد والترويج من جديد للرؤية حتى تكون هدفاً مشتركاً ولغة واحدة تتحدث بها البحرين.
كفانا حسرة كلما غادرنا أرض البحرين ورأينا كيف تنمو دول أخرى ونحن نتراجع كل يوم، لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب الآن، إنما ينفع النهوض من الكبوة ونفض الغبار وإعادة تسيير العجلة الاقتصادية.. هذا هو الحد الأدنى الذي ممكن أن نجتمع عليه على أقل تقدير الآن!!