إذا كانت الكويت الحبيبة قد نجحت نجاحاً كبيراً في الإعداد والتنظيم وقيادة القمة إلى منطقة لا بأس بها في ظل الظروف العربية العربية، والخليجية الخليجية، فإن أمير الكويت حفظه الله بدبلوماسيته المعهودة وحكمته وتاريخه وتجربته السياسية أيضاً نجح ولو في تضييق شيء من المسافات بين بعض الدول ذات الخلاف، وهذا يحسب لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.إذا أردنا الحقيقة، فإن الطموحات قبل القمة كانت تلامس القاع بسبب وضعنا العربي، والتراشقات، والاختلافات، حتى أن البعض كان يتوقع اختلافات قوية تحدث في القمة، لكن السياسة الكويتية في احتواء بعض الاختلافات كانت ممتازة.ربما أحد القرارات التي تشكل تقدماً جزئياً هو ما أعلن عنه أمس من تمثيل الائتلاف السوري على مقعد سوريا خلال الاجتماعات الوزارية، هذا تقدم جزئي رغم مطالبة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بأن يشغل المقعد السوري الائتلاف السوري تنفيذاً لقمة الدوحة. إلا أن دولاً مثل العراق ولبنان والجزائر يقفون ضد القرار، أعرف أبعاد وقوف العراق ولبنان ضد القرار، غير أني لا أتفهم موقف الجزائر.تحدثت مع الاستاذ جهاد الخازن ذات مرة في أروقة القمة، سألته عن الخلاف الخليجي وهل هناك بوادر حل بعد القمة؟فقال إنه تحدث إلى مسؤولين خليجيين «لم يسمهم» حيث قالوا له: «إن مجلس التعاون للتعاون وليس لنعمل ضد بعضنا، من أرادنا هكذا فليبقى، ومن يردْ أن يعمل ضدنا فلا يبقى معنا».وأتمنى أني نقلت كلام الخازن دون نقص أو زيادة، وهذا يوحي أن الأزمة الخليجية ليست في طريق العودة.أيضاً تحدثت إلى الأستاذ عادل درويش وهو محلل الشؤون البرلمانية في صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، وقد قال كلاماً طيباً عن البحرين وحكامها وسياستهم الخارجية، وقال إن «حكام البحرين متواضعون وطيبون للغاية، ويتعاملون مع الإعلاميين باحترام بالغ».الأستاذ درويش تكلم عن دولة خليجية كلاماً لا يمكن أن أكتبه هنا.أيضاً وليس بعيداً عن كلام الخازن ودرويش، تحدثت إلى أحد مراسلي قناة «الجزيرة»، ولا أريد أن أذكر اسمه، فحين سألته عن الأزمة الخليجية هل هي في طريق الحل أو في طريق التصعيد؟أجاب قائلاً: «إن رأيه الشخصي بحسب ما يراه من معطيات أن الأزمة إلى التصعيد، وليست للحل، لكنه لم يقل ما هو التصعيد الممكن أن يحصل».موضوعان طرحتهما البحرين في القمة العربية سابقاً، وقد أشار إليهما سمو الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه في خطابه أمام القادة وهما محكمة حقوق الإنسان العربية، والبورصة العربية التي مقرها البحرين.وسط العجز عن التقدم في الملفات السياسية فإن مقترحات البحرين تعتبر مقترحات طيبة وتدعم الاقتصاد الذي بالإمكان أن يوحدنا ويرمم تصدعات السياسة، وللأمانة نلمس تقديراً محترماً للبحرين وسياستها من أغلب الإعلاميين، وهذا أمر طيب ويسعدنا.أغلب المسؤولين الخليجيين لا يجيبون على أسئلة الصحفيين عن الخلاف الخليجي، ويشيحون بوجوههم عن الأسئلة، لا أحد يريد أن يتحدث عن الموضوع، وقد يكون ذلك يوحي أن الأمور ليست طيبة.الشيء الجميل ونحن في الكويت أن نتلقى أنباء الأمطار الجميلة على البحرين، ربما هذا الشيء الجميل وسط أخبار ليست جميلة من كل جانب، نتابع أخبار البحرين أولاً بأول، تفرحنا الأخبار الطيبة كالمطر، وتزعجنا الأخبار التي تزعج أهل البحرين.تصلنا أيضاً رسائل تحوي معلومات خطيرة عن الحريق الذي حدث في هيئة الإذاعة والتلفزيون، لا يمكن الجزم بصحتها، ولا يمكن تجاهلها، فإن كان ما ورد في الرسائل التي تنتشر صحيحاً، فهي مصيبة، ولا نعلم هل حكومة البحرين تعلم بذلك، أو هل فتحت تحقيقاً في ذلك خاصة أن هناك معلومة تقول إن الحريق أتى على معدات ومبنى يكلف 3 ملايين دينار.أعتقد أن على الحكومة أن تفتح تحقيقاً فيما حصل، خاصة أن هناك معلومات خطيرة إن كان صحيحاً ما يتداول.أعود إلى البداية، فإن كانت هناك من كلمة نقدمها لأهلنا بالكويت، فإن الشكر لا يكفي أهلنا بالكويت على كرم الضيافة، وحسن التنظيم، وتقديم التسهيلات لكل الإعلاميين بالقمة، وهذا ليس غريباً على الكويت.تحدثت إلى الرجل الفاضل وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح الحمود الصباح في جلسة تضم عدداً قليلاً جداً من الإعلاميين وكان الرجل غاية في دماثة الخلق والطيبة، وأجاب على أسئلتنا بكل ود وسعة صدر، وكان في ذلك الوقت هو أول من أخبرنا أن الخلاف الخليجي سيرحل إلى ما بعد القمة العربية.حفظ الله الكويت من كل سوء ومكروه وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان.