الخوف أن تأتينا دراسة تؤكد أن الأكل هو من المواد الضارة للجسم والقاتلة، وأًن يكون الزواج درباً لتقصير عمر الإنسان وأن الغني أكثر تعاسة من الفقير «الكحيان» والسبب ملياراته التي يكدسها في البنوك وعماراته التي لا يعرف لها عدداً وأن تكون الديون والمشاكل التي يسببها بلاوي القروض هي العلاج الأمثل.
فبعد أن ظل الاعتقاد السائد بين الكثيرين أن الضحك لا يزيل فقط همومك بل يبعد عنك الكثير من الأمراض، وفقاً للعديد من الأبحاث الطبية التي أجريت في هذا الصدد، إلا أن أحدث الأبحاث الطبية تكشف أن الإفراط في الضحك قد يتسبب في نوبات صرع ثقب في القلب وتمزق المريء.
فقد أوضحت الأبحاث الطبية التي أجريت في هذا الشأن مؤخراً أن السيدات اللاتي يعانين من متلازمة ما يعرف بسباقات القلب قد يتعرضن للوفاة بعد نوبات ضحك وتسارع في عملية التنفس التي قد تعرضهن للإصابة بنوبات ربوية مشددة على أن الانخراط في نوبات ضحك شديدة قد يتسبب في المعاناة من سلس البول والفتق، وأشارت إلى أن الضحك لا يمثل سلبيات فقط بل يساعد على خفض الوزن وخفض مستوى السكر في الدم.
كان الباحثون من جامعات «أوكسفورد» قد استخدموا بيانات تم تسجيلها من عام 1946، وحتى يومنا هذا لدراسة فوائد الضحك على جسم الإنسان، وأظهرت النتائج وجود جرعة من الضحك في اليوم يمكن أن تساعد في التخلص من الوزن عن طريق حرق نحو 2000 سعر حراري، فقد أشارت الأبحاث إلى أن 36% من السيدات اللاتي عانين من الإصابة بمرض الإيدز وخضعن للتلقيح الصناعي بعد خضوعهن لجلسات العلاج بالضحك نجحن في الإنجاب بالمقارنة بالسيدات اللاتي لم يحصلن على هذا النوع من العلاج .
«ومن الحب ما قتل» مثل قديم يتداوله العشاق وكذلك أولئك الذين يرثون لحالهم لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يثبت العلم بالتجربة العملية والمخبرية صحة هذه المقولة، وطبعاً ليس المقصود هنا «مرض الحب المعدي» المعروف طبياً بمرض «السفلس»، فهذا النوع من المرض أصبح بفضل اكتشاف البنسلين مرضاً عادياً يمكن معالجته لكن المقصود هنا بمرض الحب الذي لا يستطيع البنسلين وربما أي عقار آخر التغلب على أعراضه، والمتمثل في آلام العشق ومعاناة الفراق بين الأحبة وما يصاحب ذلك من سهر وارق وغيرها من الأعراض النفسية والجسدية.
منذ شهر فبراير 2005 والباحثون يخضعون «ظاهرة الحب» وأعراضه للدراسة والبحث بعد أن خلصوا إلى نتيجة مفادها أن آلام الحب تتساوى مع أعراض كثيرة من الأمراض العضوية الأخرى وقد سجل فريق بحث أمريكي ارتفاع درجة تركز هرمونات الإعياء في الدم، مشيرين أن هذا التركز المرتفع في الشرايين يؤدي إلى إرهاق عضلات القلب ويمكن أن يسبب أضراراً للقلب وربما يؤدي إلى توقف نبضاته ووفقاً لما ورد في مقالة للباحث ايلان فيتستاين في مجلة «نيو انجيلاند» للطب، وقارن فيتستاين الحالة بوضع الإدمان وقد أكدت ذلك تجارب أخرى من خلال الكشف على الدماغ أجريت في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وتقول هذه التجارب بأنه في حالة ما إذا وقعت عيون إنسان عاشق متيم من الدرجة الأولى على صورة عشيقته، فإن دماغه يصبح في حالة تشبه حالات تعاطي الكوكايين وعلى العكس من ذلك عندما سحبت صورة المعشوق حيث تراجعت حالة الدماغ والأعضاء إلى حالتها الطبيعية وكأنما صُب عليها ماء بارداً.
فريق من الباحثين في جامعة تورينجن الألمانية برئاسة الدكتور عارف نجيب قام بالكشف عن أدمغة مجموعة من النساء اللاتي هجرهن شركائهن قبيل وقت قصير وكانت النتيجة ملفتة للعيان وهي أن انفصال هؤلاء النسوة عن شركائهن ترك أثاراً على الدماغ لديهن، كما إنه أدى إلى حدوث تغييرات في الأنسجة تساوي تلك التي تحدث عند ما يصاب المرء بحالة الاكتئاب النفسي، وقد سجلت تغييرات ملحوظة في بؤرة الدماغ المركزية amuygdala «المسؤولة عن تحفيز المشاعر والدوافع» وكذلك في مناطق مهمة أخرى كثيرة في الدماغ.
هل يتعرض الرجال أيضاً لنفس المعاناة؟ هذا ما حاولت الباحثة النفسية النمساوية جيرتي سينجر اكتشافه من خلال سؤالها لمجموعة مكونة من 40 رجلاً و30 امرأة عانوا من عذاب انهيار علاقاتهم العاطفية، وتوصلت سينجر في هذا البحث الذي مثل أطروحتها العلمية للحصول على الدكتوراه، إلى نتيجة مفادها وجود تشابه كبير في المعاناة لدى الرجال والنساء، ولكن في أوقات مختلفة.
«فالنساء يعانين من آلام الحب عادة قبل وصول العلاقة العاطفية إلى طريق مسدود»، حسب قول الباحثة النمساوية، التي أضافت بأن النساء هن في العادة من يضعن نهاية للعلاقة، لكن الاختلاف الكبير بين الرجال والنساء في هذا الجانب هو في مدى استعداد أي من الجنسين للحديث عن نفسه، ففي الوقت الذي سجل فيه الرجال الذين يسرون بمعاناتهم لغيرهم فقط نسبة 30 في المائة، كانت نسبة النساء 93 في المائة وتفسر هذه الظاهرة بأن منطقة الاستجابة في الدماغ عند الرجال هي نفسها لدى النساء، لكن يبدو أن معاناة الرجال أكبر من معاناة النساء.
إذا علينا أن نحذر الضحك والحب، فالابتسامة قد تكفي ولا غيرها لحل الكثير من القضايا التي يعاني منها الإنسان في هذا العصر المليء بالمتاعب للقلب والعيون والجيوب معاً، طبعاً أنا لا أقصد الجيوب الأنفية فحلولها لم تعد بالمستعصية على الأطباء بقدر ما أتحدث عن الجيوب التي تبحث عن عشق من طرف آخر ودائماً ما تكون قد أخليت بدون صفارة إنذار من راتب أول الشهر من خلال طلعة صغيرة في أحد المولات أو حفلة سينما ويعقبها مطعم وشوية ألعاب مع العائلة .. فالحذر كل الحذر من الاسترسال في الضحك فإن مسبباته هي نفس مسببات الإفلاس عند «المخابي» أو العشق من طرف واحد.
الرشفة الأخيرة
ركب رجل وزوجته وأمه قارباً للنزهة، ولما بلغ منتصف النهر ضربته موجة قوية فانقلب بمن فيه ولما استحالت النجاة عليهم لجهلهم السباحة، تساءل الرجل من أنقذ منهم، ولكنه لم يطل في تساؤله حتى حمل أمه وهو يردد «أولادي أنجب سواهم وزوجتي أجد غيرها، أما أمي فمن المحال أن أجد أماً سواها».