ســـؤال يدفعنا لحصر الإجابات بشكـــل سريع، أهي الدولة، الحكومة، مجلس النواب المنتخب من الناس أم مؤسسات المجتمع المدني؟!المفترض أن الجميع يستمع للناس وللمواطنين، لكن المشكلة أن المواطن يحس بأن لا أحد يسمعه إلا المواطن نفســـه أو أعداد قليلة من الأقـــلام الصحفية، وحتى الأخيرة حينما تكتب بشأن هموم الناس يقال لها «تأذنون في ...»، ورغم ذلك نرد بأن «رفع الأذان واجب».المسألة ليست كما يصورها بعض المسؤولين -هداهم الله- حينما يقولون وهم على مكاتبهم وبعيدون عن الناس: «شيبون الناس اللي ما يعجبهم شي؟!»، المسألة الحقيقية تكمن في إجابة السؤال الأهم: لماذا الناس مستاؤون لهذه الدرجة التي تجعل الرضا أمراً مستحيلاً؟!الإجابة سهلة لكن هناك من يكابر ولا يقر بحقيقة ما يصدر عن الناس، الإجابة تتمثل بأنه لا جهة تستمع للناس، ونعني الناس البسطاء من غير ذوي المناصب، وإن تمت عملية السماع فإنه لا تترتب عليها تحركات جدية هدفها إرضاء الناس.اسأل أي مسؤول «يده في الماء» عما يريده المواطن الذي «يده في النار»، والله سنسمع إجابات يندى لها الجبين وبعضهم سيقول «المواطن طماع ولا يعجبه العجب».في دولة تنشد الإصلاح وتقول بأن رضا المواطن هو الأساس وإن الناس هم محور كل عمليات البناء، يفترض في دولة كهذه أن يستبعد أي مسؤول يجلس في «برجه العاجي» ولا يعلم شيئاً عن الناس بل الأدهى يستهزئ بهم وبمطالبهم.أخطر من المفسدين والمستهترين بالمال العام أولئك الذي يتبوؤون مواقع حساسة وبدلاً من أن يعملوا لأجل الناس يعملون ضدهم بهذا الاستعلاء وعدم المبالاة والتي تجعلهم «موصلين غير جيدين» لقادة البلد بشأن ما يقوله الناس وبشأن معاناتهم.لقادة البلد الكرام نقول: خير من استأجرت القوي الأمين. وفي وقتنا الحالي توصيف «القوي الأمين» يجــب أن يكون تعريفـه بأنه المسؤول الذي ينزل للناس يستمع لمشاكلهم وهمومهم ويضعها كأولوية ويمنحها كل الاهتمام، ولا يعمل من أجلها بل «يقاتل» و«يحفر في الصخر» لأجلها.هل لدينا مثل هذه النوعية من المسؤولين؟! هل لدينا من يعتبر المواطن وهمه أمانة معلقة في الرقاب؟! كل مسؤول سواء أكان وزيراً وغيره هو «موظف» في هذا البلد، عمله هو متابعة هموم الناس وحلها، لا الحفاظ على موقعه وإفادة نفسه من ورائه.في كلام البشر يمكن ملاحظة النوايا الحقيقية، يمكنك معرفة من يتحدث بإخلاص ويعتبر هم الناس هو همه الذي بسببه لا ينام الليل، ويمكن في المقابل معرفة من يبيعنا «شعارات» و«كلام» فقط حتى يحافظ على موقعه.إن أردت أن تصلح قطاعاً ما فإنك تحتاج لأشخاص يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالناس، لا تحتاج لأشخاص يعانون من «أنا متضخمة» أو يسنون أسنانهم حتى يعضوا بها على الكراسي والمناصب بقوة وكأنها ورث توارثوه.تريدون حل المشاكل، استمعوا لمن يعانون من المشاكل، وحلوها لهم. هذا هو الإنجاز الحقيقي وما دونه ليست سوى كماليات وهوامش إن لم تتحقق فلن تغير من الواقع شيئاً.- اتجاه معاكس..الآن وبعد ثلاثة سنوات ترفع جمعية تجمع الوحدة الوطنية شعار «همنا همك»!هموم الناس ليست وليدة اليوم، لكن ماذا نقول فيمن اختار أن يبتعد عن الناس وآثر غلق آذانه عمن ينتقده لأن الانتقاد يضايقه.. عموماً نتمنى أن تكون خطوة باتجاه التصحيح، ونقول «صباح الخير»!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90