منح منتدى قيادة الأعمال الآسيوي جائزة «رجل الدولة» لهذا العام لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء تكريماً له على إنجازاته العديدة ولدوره المشهود كأحد أبرز الشخصيات العالمية التي أسهمت في تبوء قارة آسيا ومكانتها الاقتصادية الرائدة وبناء العلاقات معها.
وينبغي أن نشير إلى أن هذه ليست أول جائزة تمنح لصاحب السمو اعترافاً بمكانته الرفيعة وإنجازاته الباهرة، كرجل دولة من الطراز الأول، وكما هو معروف فإن مثل هذه الجوائز لا تمنح عبثاً بل هي تمنح بعد دراسة وتقصٍّ ومقارنة بين الشخصيات التي يتم ترشحها لها من قبل الجهات الدولية والعلمية المختصة. وأذكر أن الأمير خليفة منح قبل ذلك في عام 2006 جائزة الشرف للإنجاز المتميز من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، كما حصل بعد ذلك على جوائز متعددة. وهذا يدل على ثلاثة أمور:
الأول: الإنجازات الملموسة في مجالات عدة ومن ثم تعددت تلك الجوائز في المجالات المختلفة.
الثاني: إن العمل الإيجابي الذي يقوم به المرء يمثل عند المؤسسات الدولية المختلفة عملية تراكمية تلفت الانتباه إليه، حيث تسعى تلك المؤسسات لتكريمه وللتسابق من أجل منحه جوائزها، وهذا يدل على حيادية تلك المؤسسات واهتمامها بمن يحققون إنجازات واضحة وملموسة لبلادهم.
الثالث: توافر الصفات القيادية في الأمير خليفة بن سلمان التي برزت في قيادته العمل الحكومي في مملكة البحرين باقتدار وحزم وبكفاءة متميزة منذ استقلال البلاد حتى الآن وأدت إلى تحقيق كل تلك الإنجازات التي تشهد بها المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة أو المؤسسات الآسيوية أو غيرها، كما يلمسها كل إنسان محايد عندما يقارن ما تحقق في البحرين بما هي عليه الأوضاع في دول أخرى في المنطقة أكثر ثراء من البحرين ومن دول الخليج الأخرى، بخاصة في الدول ذات النظم الجمهورية التي بددت ثروات بلادها وأضاعت جهود وخبرات أبنائها.
وهذا يعد مصدر فخر لمملكة البحرين التي يرتفع شأنها كلما حصل مسؤول كبير بمكانة رئيس الوزراء على جائزة دولية مهمة.
وكباحث في الدراسات الاستراتيجية الدولية وفي تطور الدول ونمائها وبخاصة في القارة الآسيوية والمنطقة العربية، ومن واقع دراساتي يمكنني القول إن خليفة بن سلمان حقق هذه الإنجازات الباهرة نتيجة خمسة عوامل رئيسة هي:
الأول: الشخصية المتواضعة التي تميز بها، فهو دائم الالتصاق بالشعب البحريني ويقوم بجولات عديدة في مختلف المناطق وفي المعارض التي تقام في المملكة. إن هذا التفاعل مع المجتمع ومؤسساته وأنشطته يجعله يلمس لب القضايا، وجوهر المشكلات، وحقيقة طموحات الشعب، بعيداً عن التقارير الرسمية التي يقدمها بعض المسؤولين فيتأكد من مدى صحتها ودقتها خشية ألا تكون دقيقة أو لا تعبر عن الحقيقة الكاملة.
الثاني: الحرص على قيادة الدولة بالإنجاز وهذه سمة من سمات القيادة، ليست متوافرة في كثيرين، وكما هو معروف في علوم القيادة، والتي قمت بتدريسها في عدة دورات بجامعة البحرين وغيرها أثناء تواجدي بمركز البحرين للدراسات والبحوث، أن هناك أنماطاً متعددة من القيادة، فهناك القيادة بالفكر، وهناك القيادة بالنموذج، وهناك القيادة الكارزماتية، والقيادة بالخطابة وغيرها، ولكن أرفع تلك المستويات هي القيادة بالإنجاز مع التواضع، وهذا ما تحقق في عدد محدود من الدول، وفي مقدمتها ثلاث دول آسيوية هي الصين، وسنغافورة، والبحرين حيث نقطة الانطلاق في كل منها كانت متواضعة، والتحديات المحيطة بكل منها كثيرة، ومع ذلك حققت الدولة إنجازات ملموسة، وهذا ما دفعني شخصياً كباحث متخصص لكي أقدم دراسة في مؤتمر دولي في شنغهاي منذ عامين تحلل التطور المعاصر في الصين وأطلقت عليها الديمقراطية عبر شرعية الأداء والإنجاز، وهو ما دعاني أيضاً لتقديم ورقة مماثلة وإن كانت موجزة في المؤتمر الدولي بجامعة البحرين في أول أبريل 2013 عن نموذج التجربة البحرينية التنموية باعتبار ذلك هو محور شرعية الديمقراطية البحرينية وهي ديمقراطية الأداء والإنجاز.
الثالث: الإنجاز والتنمية المستدامة في البحرين، وهذا يذكرنا بشخصية مماثلة قادت بلادها لمثل هذا الإنجاز الباهر، وهو لودفيج ايرهارد المستشار الألماني الأسبق الذي حقق المعجزة الاقتصادية لبلاده بعد أن دمرت أثناء الحرب العالمية الثانية، والأمير خليفة بن سلمان قامت فلسفته في القيادة على مبدأ العطاء بلا حدود دون النظر لأية اعتبارات أخرى، ولذلك أحبته الجماهير الغفيرة، وهذا ملموس وواضح في الحشود التي تلتف حوله كلما زار منطقة من مناطق البحرين.
الرابع: التفاعل مع التجارب التنموية الآسيوية بوجه خاص ولذلك زار الصين كما زار الفلبين وتايلند وغيرها من دول النمور الآسيوية، ولمس الدور التنموي المستدام الذي قامت به حكومات تلك الدول، كما تابع عن كثب تجربة سنغافورة، وهي تجربة رائدة وتتشابه في ظروفها مع ظروف البحرين.
الخامـــس: عمـــق الرؤيــة الاستراتيجية والإصرار عليها، فهي رؤية تنبع من تفكير عميق، وخبرة واسعة، لعلنا نجد هذه الرؤية الاستراتيجية لخليفة بن سلمان واضحة في أحاديثه الصحافية ومنها على سبيل المثال حديثه الصحافي الشامل مع إحدى الصحف السعودية في أواخر سبتمبر 2008، حيث تحدث عن تحقيق السلام والتقدم والوئام الاجتماعي ليس في البحرين فحسب بل في المنطقة العربية والعالم بأسره، وكان هذا الحديث بمناسبة اليوم العالمي للسلام «2 أكتوبر». ونفس الإصرار نجده في تأكيده على أهمية الاتحاد الخليجي وضرورته للأمن والسلام في المنطقة ولتحقيق الرخاء لشعوبها، وهو الحديث الذي أدلى به لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الرابعة والثلاثين التي انعقدت في الكويت في 10-11 ديسمبر 2013.
وختاماً نقول تهنئة من القلب للأمير خليفة بن سلمان على هذه الجوائز المتعددة وعلى مناسبة العيد الوطني للمملكة والعام الميلادي الجديد.
{{ article.visit_count }}
وينبغي أن نشير إلى أن هذه ليست أول جائزة تمنح لصاحب السمو اعترافاً بمكانته الرفيعة وإنجازاته الباهرة، كرجل دولة من الطراز الأول، وكما هو معروف فإن مثل هذه الجوائز لا تمنح عبثاً بل هي تمنح بعد دراسة وتقصٍّ ومقارنة بين الشخصيات التي يتم ترشحها لها من قبل الجهات الدولية والعلمية المختصة. وأذكر أن الأمير خليفة منح قبل ذلك في عام 2006 جائزة الشرف للإنجاز المتميز من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، كما حصل بعد ذلك على جوائز متعددة. وهذا يدل على ثلاثة أمور:
الأول: الإنجازات الملموسة في مجالات عدة ومن ثم تعددت تلك الجوائز في المجالات المختلفة.
الثاني: إن العمل الإيجابي الذي يقوم به المرء يمثل عند المؤسسات الدولية المختلفة عملية تراكمية تلفت الانتباه إليه، حيث تسعى تلك المؤسسات لتكريمه وللتسابق من أجل منحه جوائزها، وهذا يدل على حيادية تلك المؤسسات واهتمامها بمن يحققون إنجازات واضحة وملموسة لبلادهم.
الثالث: توافر الصفات القيادية في الأمير خليفة بن سلمان التي برزت في قيادته العمل الحكومي في مملكة البحرين باقتدار وحزم وبكفاءة متميزة منذ استقلال البلاد حتى الآن وأدت إلى تحقيق كل تلك الإنجازات التي تشهد بها المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة أو المؤسسات الآسيوية أو غيرها، كما يلمسها كل إنسان محايد عندما يقارن ما تحقق في البحرين بما هي عليه الأوضاع في دول أخرى في المنطقة أكثر ثراء من البحرين ومن دول الخليج الأخرى، بخاصة في الدول ذات النظم الجمهورية التي بددت ثروات بلادها وأضاعت جهود وخبرات أبنائها.
وهذا يعد مصدر فخر لمملكة البحرين التي يرتفع شأنها كلما حصل مسؤول كبير بمكانة رئيس الوزراء على جائزة دولية مهمة.
وكباحث في الدراسات الاستراتيجية الدولية وفي تطور الدول ونمائها وبخاصة في القارة الآسيوية والمنطقة العربية، ومن واقع دراساتي يمكنني القول إن خليفة بن سلمان حقق هذه الإنجازات الباهرة نتيجة خمسة عوامل رئيسة هي:
الأول: الشخصية المتواضعة التي تميز بها، فهو دائم الالتصاق بالشعب البحريني ويقوم بجولات عديدة في مختلف المناطق وفي المعارض التي تقام في المملكة. إن هذا التفاعل مع المجتمع ومؤسساته وأنشطته يجعله يلمس لب القضايا، وجوهر المشكلات، وحقيقة طموحات الشعب، بعيداً عن التقارير الرسمية التي يقدمها بعض المسؤولين فيتأكد من مدى صحتها ودقتها خشية ألا تكون دقيقة أو لا تعبر عن الحقيقة الكاملة.
الثاني: الحرص على قيادة الدولة بالإنجاز وهذه سمة من سمات القيادة، ليست متوافرة في كثيرين، وكما هو معروف في علوم القيادة، والتي قمت بتدريسها في عدة دورات بجامعة البحرين وغيرها أثناء تواجدي بمركز البحرين للدراسات والبحوث، أن هناك أنماطاً متعددة من القيادة، فهناك القيادة بالفكر، وهناك القيادة بالنموذج، وهناك القيادة الكارزماتية، والقيادة بالخطابة وغيرها، ولكن أرفع تلك المستويات هي القيادة بالإنجاز مع التواضع، وهذا ما تحقق في عدد محدود من الدول، وفي مقدمتها ثلاث دول آسيوية هي الصين، وسنغافورة، والبحرين حيث نقطة الانطلاق في كل منها كانت متواضعة، والتحديات المحيطة بكل منها كثيرة، ومع ذلك حققت الدولة إنجازات ملموسة، وهذا ما دفعني شخصياً كباحث متخصص لكي أقدم دراسة في مؤتمر دولي في شنغهاي منذ عامين تحلل التطور المعاصر في الصين وأطلقت عليها الديمقراطية عبر شرعية الأداء والإنجاز، وهو ما دعاني أيضاً لتقديم ورقة مماثلة وإن كانت موجزة في المؤتمر الدولي بجامعة البحرين في أول أبريل 2013 عن نموذج التجربة البحرينية التنموية باعتبار ذلك هو محور شرعية الديمقراطية البحرينية وهي ديمقراطية الأداء والإنجاز.
الثالث: الإنجاز والتنمية المستدامة في البحرين، وهذا يذكرنا بشخصية مماثلة قادت بلادها لمثل هذا الإنجاز الباهر، وهو لودفيج ايرهارد المستشار الألماني الأسبق الذي حقق المعجزة الاقتصادية لبلاده بعد أن دمرت أثناء الحرب العالمية الثانية، والأمير خليفة بن سلمان قامت فلسفته في القيادة على مبدأ العطاء بلا حدود دون النظر لأية اعتبارات أخرى، ولذلك أحبته الجماهير الغفيرة، وهذا ملموس وواضح في الحشود التي تلتف حوله كلما زار منطقة من مناطق البحرين.
الرابع: التفاعل مع التجارب التنموية الآسيوية بوجه خاص ولذلك زار الصين كما زار الفلبين وتايلند وغيرها من دول النمور الآسيوية، ولمس الدور التنموي المستدام الذي قامت به حكومات تلك الدول، كما تابع عن كثب تجربة سنغافورة، وهي تجربة رائدة وتتشابه في ظروفها مع ظروف البحرين.
الخامـــس: عمـــق الرؤيــة الاستراتيجية والإصرار عليها، فهي رؤية تنبع من تفكير عميق، وخبرة واسعة، لعلنا نجد هذه الرؤية الاستراتيجية لخليفة بن سلمان واضحة في أحاديثه الصحافية ومنها على سبيل المثال حديثه الصحافي الشامل مع إحدى الصحف السعودية في أواخر سبتمبر 2008، حيث تحدث عن تحقيق السلام والتقدم والوئام الاجتماعي ليس في البحرين فحسب بل في المنطقة العربية والعالم بأسره، وكان هذا الحديث بمناسبة اليوم العالمي للسلام «2 أكتوبر». ونفس الإصرار نجده في تأكيده على أهمية الاتحاد الخليجي وضرورته للأمن والسلام في المنطقة ولتحقيق الرخاء لشعوبها، وهو الحديث الذي أدلى به لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الرابعة والثلاثين التي انعقدت في الكويت في 10-11 ديسمبر 2013.
وختاماً نقول تهنئة من القلب للأمير خليفة بن سلمان على هذه الجوائز المتعددة وعلى مناسبة العيد الوطني للمملكة والعام الميلادي الجديد.