البيان الذي صدر باسم «القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة» تعليقاً على المستجدات الأمنية والسياسية، وآخرها المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، الاثنين الماضي، وعبرت من خلاله عن موقفها من عدد من القضايا احتوى على أربع جمل لافتة، الأولى هي «أن الحراك الشعبي مستمر بكل سلمية كخيار استراتيجي لا حياد عنه»، والثانية هي «تمسكها بالنهج السلمي في إدارة الخلاف السياسي وفقاً لما نصت عليه وثيقة إعلان اللاعنف التي أطلقتها في نوفمبر 2012، وهي مستمرة في إدانتها للعنف بكافة أشكاله ومصادره»، والثالثة هي «الحراك الشعبي يطالب بالتحول الديمقراطي بكل سلمية وحضارية»، والرابعة هي الدعوة إلى «إرساء لغة الحوار والتفاوض والتوصل إلى حل سياسي وطني جامع بعيداً عن أي مؤثرات إقليمية أو تدخلات خارجية».
هذه العبارات الأربعة التي تريح المتلقي عند قراءتها تحتوي تناقضاً كان ينبغي الانتباه إليه كي يكون البيان دقيقاً وأقرب إلى الواقع، حيث القول بأن الحراك سلمي وحضاري يناقضه ما يتم ممارسته من قبل «المعارضة» في الشوارع والقرى من أعمال حرق وتخريب واختطاف للاستقرار وللحياة. فما يمارس يومياً ويؤذي الناس لا علاقة له لا بالسلمية ولا بالحضارية، بل هو سبة في جبين الحراك الشعبي والجمعيات السياسية وفي جبين السلمية.. والحضارية.
هذا يعني أن القول بأن «النهج السلمي للحراك الشعبي مستمر كخيار استراتيجي لا حياد عنه» يحتاج إلى إعادة صياغة ليس لأنه غير دقيق فقط ولكن لأنه غير صحيح ويناقضه الواقع.
لا يمكن أن تقنعني بأنك تطالب بالتحول الديمقراطي «بكل سلمية وحضارية» وأنت تخرب الشوارع وتعطل مصالح الناس وتعرضهم لشتى أنواع المخاطر يومياً، بل في كل ساعة. لا يمكن أن تقنعني بأنك كذلك وأنت تتجاوز كل العادات والتقاليد والقيم والأخلاق العربية والإسلامية، فتهين رموز البلاد بوضع صورهم على الأرض كي تداس بالأقدام وتصير تحت عجلات السيارات من دون أي اعتبار حتى للمناسبات الدينية التي تستغلها استغلالاً بشعاً يهين أصحابها ويقلل من قيمتها.
لا يمكن أن تقنعني بأنك محترم وأنت تفعل كل ما يعبر عن عدم احترامك لي وتطاولك علي. لا يمكن أن تقنعني بأنك سلمي وأنك تطالب بما تريد بشكل حضاري وأنا أرى وألمس عدم سلميتك وممارساتك غير الحضارية لمساً من خلال ما تمارسه في الشارع مستخدماً زجاجات المولوتوف تهاجم بها رجال الأمن.
المسألة ليست بالكلام ولكن بالعمل. لا يمكن أن تكون سلمياً وأنت تمارس العنف، ولا يمكن أن تكون متحضراً وأنت تمارس شتى ألوان التخلف، ولا يمكنك أن تقول إنك سلمي وحضاري وأنت تمارس كل صور التخلف وتتجاوز.
ما تتم ممارسته في الشارع شكل من أشكال العنف المرفوض ولا علاقة له بالسلمية، والاكتفاء بإدانته من قبل المعارضة لا يغير من الواقع شيئا، فإدانة العنف إن لم يصحبها عمل يصب في الاتجاه نفسه فإنه لا قيمة له ولا معنى، خصوصاً أن ما يتم في الشارع يمارس باسم المعارضة، وإن تم تنفيذه تحت عناوين مختلفة عن عناوين الجمعيات السياسية التي صار معروفاً أسلوبها وموقفها.
أما الدعوة إلى إرساء لغة الحوار والتفاوض التي تطالب بها فموجودة وهي التي ترفضها، وإلا فماذا يسمى الانسحاب من الحوار أو تعليقه؟ أو ليس هذا رفضاً له ولمبدأ التفاوض والسلمية والحضارية والرغبة في الابتعاد عن الحل السياسي؟
البيان فيه الكثير من التناقضات التي تعبر عن المأزق الذي تعيشه المعارضة بمختلف أنواعها ودرجاتها ورتبها، ولا تفسير له سوى أنها أرادت به النأي بنفسها عن القضايا الأمنية التي ثبت تورط البعض فيها بدليل أنه صدر بسرعة وتضمن ما تضمن من تناقضات.
{{ article.visit_count }}
هذه العبارات الأربعة التي تريح المتلقي عند قراءتها تحتوي تناقضاً كان ينبغي الانتباه إليه كي يكون البيان دقيقاً وأقرب إلى الواقع، حيث القول بأن الحراك سلمي وحضاري يناقضه ما يتم ممارسته من قبل «المعارضة» في الشوارع والقرى من أعمال حرق وتخريب واختطاف للاستقرار وللحياة. فما يمارس يومياً ويؤذي الناس لا علاقة له لا بالسلمية ولا بالحضارية، بل هو سبة في جبين الحراك الشعبي والجمعيات السياسية وفي جبين السلمية.. والحضارية.
هذا يعني أن القول بأن «النهج السلمي للحراك الشعبي مستمر كخيار استراتيجي لا حياد عنه» يحتاج إلى إعادة صياغة ليس لأنه غير دقيق فقط ولكن لأنه غير صحيح ويناقضه الواقع.
لا يمكن أن تقنعني بأنك تطالب بالتحول الديمقراطي «بكل سلمية وحضارية» وأنت تخرب الشوارع وتعطل مصالح الناس وتعرضهم لشتى أنواع المخاطر يومياً، بل في كل ساعة. لا يمكن أن تقنعني بأنك كذلك وأنت تتجاوز كل العادات والتقاليد والقيم والأخلاق العربية والإسلامية، فتهين رموز البلاد بوضع صورهم على الأرض كي تداس بالأقدام وتصير تحت عجلات السيارات من دون أي اعتبار حتى للمناسبات الدينية التي تستغلها استغلالاً بشعاً يهين أصحابها ويقلل من قيمتها.
لا يمكن أن تقنعني بأنك محترم وأنت تفعل كل ما يعبر عن عدم احترامك لي وتطاولك علي. لا يمكن أن تقنعني بأنك سلمي وأنك تطالب بما تريد بشكل حضاري وأنا أرى وألمس عدم سلميتك وممارساتك غير الحضارية لمساً من خلال ما تمارسه في الشارع مستخدماً زجاجات المولوتوف تهاجم بها رجال الأمن.
المسألة ليست بالكلام ولكن بالعمل. لا يمكن أن تكون سلمياً وأنت تمارس العنف، ولا يمكن أن تكون متحضراً وأنت تمارس شتى ألوان التخلف، ولا يمكنك أن تقول إنك سلمي وحضاري وأنت تمارس كل صور التخلف وتتجاوز.
ما تتم ممارسته في الشارع شكل من أشكال العنف المرفوض ولا علاقة له بالسلمية، والاكتفاء بإدانته من قبل المعارضة لا يغير من الواقع شيئا، فإدانة العنف إن لم يصحبها عمل يصب في الاتجاه نفسه فإنه لا قيمة له ولا معنى، خصوصاً أن ما يتم في الشارع يمارس باسم المعارضة، وإن تم تنفيذه تحت عناوين مختلفة عن عناوين الجمعيات السياسية التي صار معروفاً أسلوبها وموقفها.
أما الدعوة إلى إرساء لغة الحوار والتفاوض التي تطالب بها فموجودة وهي التي ترفضها، وإلا فماذا يسمى الانسحاب من الحوار أو تعليقه؟ أو ليس هذا رفضاً له ولمبدأ التفاوض والسلمية والحضارية والرغبة في الابتعاد عن الحل السياسي؟
البيان فيه الكثير من التناقضات التي تعبر عن المأزق الذي تعيشه المعارضة بمختلف أنواعها ودرجاتها ورتبها، ولا تفسير له سوى أنها أرادت به النأي بنفسها عن القضايا الأمنية التي ثبت تورط البعض فيها بدليل أنه صدر بسرعة وتضمن ما تضمن من تناقضات.