من زار منكم متحف الكويت الوطني الجميل، بكل تأكيد يكون قد استمتع بعرض «القبة السماوية»، والتي هي عبارة عن عرض علمي شيق لمسيرة علماء الفلك عبر التاريخ، وكيف ساهم علماء الغرب وعلماء العرب الأوائل في متابعة حركة الأرض والشمس وبقية النجوم لخلق فرضيات علمية أسست لعلم الفلك الحديث، وانتهاء بنظريات الانفجار الكبير وطريقة عمل النجوم والكواكب والبقعة السوداء المخيفة والمحيرة في هذا الكون الممتد بلا حدود.
عمل علمي خالص، ذلك الذي شاهدناه في متحف الكويت الوطني، فقد أعد بطريقة مذهلة للغاية، فكان عبارة عن مزيج من التكنولوجيا المعاصرة، مع سيل من المعلومات التاريخية والعلمية الجديدة فيما يخص هذا الكون الهائل.
وأنا أشاهد العرض العلمي المبهر، كنت أفكر في واقعنا كعرب ومسلمين وما آلت إليه أوضاعنا اليوم، وكيف كان حينها للعلماء العرب من دور مهم في رسم خطوط ونظريات علمية غيرت مسار الكثير من النظريات الكونية والفلكية التقليدية، لكن كيف أصبحنا اليوم؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
«قبة سماوية» تحكي مسيرة عوالم كبيرة تزخر بالظواهر الكونية وأسرارها، وتحتها تتجمع كل نظريات التوحيد والمعارف الإلهية بطريقة لا تخلو من الذهول والرهبة، في حين أننا نجد بأن القبة الوحيدة التي أبدع فيها المسلمون اليوم هي «القبة الدموية»، فالقتل وسفك الدماء وترويع الأطفال وهتك أعراض النساء، وحزّ النحور، وقطع الرؤوس، وتفخيخ الأجساد الشابة الطرية بكافة أنواع المتفجرات، ناهيك عن التخلف والجهل والرجعية والخرافات التي تسكن مجتمعاتنا بطريقة تقضي على كل بصيص أمل للعلم والمعرفة نحو بناء مستقبل له ملامح الحضارة.. وباختصار؛ هذه قبتنا.
كم نستحقر أنفسنا حين يمر أمامنا شريط التاريخ العلمي للعرب والغرب في زمن من الأزمنة المضيئة بالمعرفة، في الوقت الذي نسبح في بحر مظلم من الخزعبلات والأفكار والفتاوى التي شوهت تاريخاً مشرقاً بأكمله، حتى بدأنا نشكك في أن هنالك ارتباطاً وثيقاً بين المد الصهيوني وبين الفكر المتأسلم المعاصر، إذ إن كلاهما يتمتع بتاريخ سيئ في ضرب وعي هذه الأمة، واللعب على جراحاتها وآهاتها للنيل من تاريخها الكبير، لتكون دائماً وأبداً في مؤخرة الركب وذيله.
في اللحظة التي نشاهد فيها كل أسرار الكون الجميل تحت القبة الذهبية السماوية، بطريقة سرد حكايات معرفية تقشعر لها الأبدان، نشاهد في المقابل، قبة إسلامية معاصرة يملؤها الدم والحزن والعبثية والجنون والسقوط والانحدار والسفاهة والجهل والتخلف، ويا لهول المفرق والفارق.
سألت صاحبي حين خرجنا من العرض في ذلك المتحف الرائع عن شعوره بعد ما شاهد ما شاهد من غرائب الكون وأسراره، وعمَّا كان يجول في فكره من تصورات وتخيلات، علَّهُ يخفف نوبة الحزن التي استشعرتها ذلك الحين، فقال لي متسائلاً وهو يبتسم بألم: هل نحن مسلمون؟!!
{{ article.visit_count }}
عمل علمي خالص، ذلك الذي شاهدناه في متحف الكويت الوطني، فقد أعد بطريقة مذهلة للغاية، فكان عبارة عن مزيج من التكنولوجيا المعاصرة، مع سيل من المعلومات التاريخية والعلمية الجديدة فيما يخص هذا الكون الهائل.
وأنا أشاهد العرض العلمي المبهر، كنت أفكر في واقعنا كعرب ومسلمين وما آلت إليه أوضاعنا اليوم، وكيف كان حينها للعلماء العرب من دور مهم في رسم خطوط ونظريات علمية غيرت مسار الكثير من النظريات الكونية والفلكية التقليدية، لكن كيف أصبحنا اليوم؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
«قبة سماوية» تحكي مسيرة عوالم كبيرة تزخر بالظواهر الكونية وأسرارها، وتحتها تتجمع كل نظريات التوحيد والمعارف الإلهية بطريقة لا تخلو من الذهول والرهبة، في حين أننا نجد بأن القبة الوحيدة التي أبدع فيها المسلمون اليوم هي «القبة الدموية»، فالقتل وسفك الدماء وترويع الأطفال وهتك أعراض النساء، وحزّ النحور، وقطع الرؤوس، وتفخيخ الأجساد الشابة الطرية بكافة أنواع المتفجرات، ناهيك عن التخلف والجهل والرجعية والخرافات التي تسكن مجتمعاتنا بطريقة تقضي على كل بصيص أمل للعلم والمعرفة نحو بناء مستقبل له ملامح الحضارة.. وباختصار؛ هذه قبتنا.
كم نستحقر أنفسنا حين يمر أمامنا شريط التاريخ العلمي للعرب والغرب في زمن من الأزمنة المضيئة بالمعرفة، في الوقت الذي نسبح في بحر مظلم من الخزعبلات والأفكار والفتاوى التي شوهت تاريخاً مشرقاً بأكمله، حتى بدأنا نشكك في أن هنالك ارتباطاً وثيقاً بين المد الصهيوني وبين الفكر المتأسلم المعاصر، إذ إن كلاهما يتمتع بتاريخ سيئ في ضرب وعي هذه الأمة، واللعب على جراحاتها وآهاتها للنيل من تاريخها الكبير، لتكون دائماً وأبداً في مؤخرة الركب وذيله.
في اللحظة التي نشاهد فيها كل أسرار الكون الجميل تحت القبة الذهبية السماوية، بطريقة سرد حكايات معرفية تقشعر لها الأبدان، نشاهد في المقابل، قبة إسلامية معاصرة يملؤها الدم والحزن والعبثية والجنون والسقوط والانحدار والسفاهة والجهل والتخلف، ويا لهول المفرق والفارق.
سألت صاحبي حين خرجنا من العرض في ذلك المتحف الرائع عن شعوره بعد ما شاهد ما شاهد من غرائب الكون وأسراره، وعمَّا كان يجول في فكره من تصورات وتخيلات، علَّهُ يخفف نوبة الحزن التي استشعرتها ذلك الحين، فقال لي متسائلاً وهو يبتسم بألم: هل نحن مسلمون؟!!