كنت في عمود سابق قبل حوالي أشهر من الآن قد تحدثت عن بعض الدراسات التي تحذر من الإكثار بالضحك لأنه كالحب وكان عنوان العمود «ومن الضحك.. كالحب ما قتل» لكنني أتذكر عندما كنت في منتصف السبعينيات أعمل بجريدة الخليج الإماراتية كنت أسكن الشارقة، والشارقة من المناطق الجميلة والهادئة والشبيهة بمجتمع البحرين لذلك فالبحرينيون يفضلون السكن فيها حتى لو كان مقر عملهم في أبوظبي أو دبي، لكن ما علاقة الشارقة بالابتسامة؟ منذ تلك الفترة عملت بلدية الشارقة على اختيار العبارات الجميلة التي تشرح قلب الساكن فيها فقررت أن تزرع مساحة كبيرة على شكل دائري تحت كوبري الساعة بوسط الشارقة وفرشته بالنجيل الأخضر وزرعت في قلبه عبارة جميلة كتبت بمجموعة من الزهور الملونة، العبارة تقول «ابتسم أنت في الشارقة» وأجبرت هذه العبارة الجميلة كل من يمر بالشارقة أو يسكن فيها باستخدام هذه العبارة حتى أن بعض الأصدقاء كانوا يتندرون عندما يزعل أحدهم لأي سبب يقولون له: يا أخي «ابتسم أنت في الشارقة» ويفسر الفيسيولوجيون الابتسامة على أنها «تعبير وجهي يتشكل من خلال ثني العضلات الأكثر وضوحاً التي تكون قريبة من طرفي الفم وتستخدم الابتسامة بين البشر للتعبير عن المتعة أو السعادة أو التعجب، ولكن يمكن أن تكون تعبيراً لا إرادياً عن القلق ويعتقد العديد من البيولوجيين أنها بدأت كعلامة خوف فيما استطاعت بعض الأبحاث أن تقتفي تاريخها الذي امتد إلى ثلاثين مليون سنة من ثورة تطور الكائنات إلى «ابتسامة خوف» انبثقت من القرود الذين يستخدمون غالباً الأسنان المرصوصة لكي يظهروا بأنهم غير قادرين على جلب الأذى للآخرين.
الطبيب الأمريكي وليم فرابي أثبت في العديد من دراساته أن الجانب الأيمن من المخ يحتوي على الأحاسيس والانفعالات التي تساعد الشخص على الضحك، والذي يعتبره الطب من أهم التمرينات الرياضية للجسم بصورة عامة وللقلب بصورة خاصة، حيث إن الضحك يعمل على زيادة نسبة بنية القلب.
وقد أجريت أبحاث كثيرة عن الضحك، وتأثيراته المفيدة على القلب، فالضحك تبين أنه يحرك عضلات البطن والصدر والكتفين، وكذلك ينشط الدورة الدموية بصورة عامة، والضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، ولقد شبه أحد العلماء الضحك بالهرولة وأنت جالس.
ويقول علماء النفس، إن الأشخاص الذين عادة يضحكون يكونون مسالمون طيبو القلب لأنهم يفرجون عن طاقتهم العدوانية بالضحك، فالحياة مليئة بالجد والجهد والتعب والمشاكل المعقدة، والآلام والآمال والمآسي، ولابد من منفذ للشد وللضغوط النفسية والعصبية، وللناس أن يستريحوا للتغلب على مآسي الحياة بالضحك البريء من أجل أن يستعيدوا توازنهم.
فالإنسان عادة ما يحتاج للراحة الجسدية والنفسية، وبخاصة في حياتنا المعاصرة، حيث تشابكت سبل الحياة وتعقدت، وأمست المزعجات والمنغصات تطاردنا في كل مكان، وعلى هذا فقد يكون الضحك استجابة للألم لا للسرور نظراً لأن مفتاحه هو المواقف التي تسبب لنا الضيق أو الألم ولقد صدق من قال «شر البلية ما يضحك».
يواجه الإنسان الكثير من مواقف الهلع والقلق، فينفجر ضاحكاً، مما يكشف عن أهمية كل هذه العوامل الداخلية والخارجية، وفي مثل هذه المواقف الخطرة أو حينما يضحك الإنسان لمواجهتها، فإنه إنما يحاول عن طريق الضحك أن يرفع من روحه المعنوية أو أن يعمل على استجماع شجاعته، وتبقى الابتسامة شعاعاً من أشعة الشمس، وبلسماً حقيقياً للشفاء من الأمراض، ومتنفساً هادئاً لأصحاب التوترات العصبية والاضطرابات النفسية، وكم يود المريض أن يرى وهو جالس على سرير المرض، ابتسامة الطبيب المعالج له أو الممرضة المشرفة على علاجه، أو حتى على شفاه أحد أصدقائه وأهله ومحبيه،لأن الابتسامة في وجه المريض لها أهمية كبرى في الشفاء، وخاصة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ميؤوس من علاجها فالشافي هو الله سبحانه وتعالى، ويجب أن تكون الابتسامة مفعمة بالحب والعطف والحنان، لأنها تعتبر في تلك اللحظة المفتاح الأول وضوء الأمل بزوال المرض، والتمسك بالحياة، رغم صعوبة تلك الأمراض، وهكذا سمي الطبيب طبيباً لترفقه ومداراته، والحكيم حكيماً لأنه يعرف المريض والمرض.
فالابتسامة تزيد من نشاط الذهن ومردوده، وتقوي القدرة على تثبيت الذكريات وتوسيع ساحة الانتباه والتعمق الفكري، وبالتالي يصبح المرء أقدر على التخيل والإبداع ودقة التفكير، وتبعث الابتسامة فينا السعادة الداخلية وبالتالي تزداد إشراق الوجه من جديد بالحيوية والنشاط.
العالم الفرنسي «بيير فاشيه» وجد بعد سنين من أبحاثه في موضوع فوائد الضحك، أنه يوسع الشرايين والأوردة، وينشط الدورة الدموية، ويعمق التنفس، ويحمل الأكسجين إلى أبعد أطراف الجسم، وأنه يؤدي بنفس الوقت إلى زيادة إفرازات الغدد الصم مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية والنخامية والتوتة، وفي مقدمة تلك الغدد القلب لأن القلب غدة صماء أيضاً ويفرز هرمون الببتيد الأذيني المدر للصوديوم.
ومن عوامله أنه يزيد بصورة خاصة من إفراز مادة البيتا إندورفين، وهي الهرمون الذي يصل إلى خلايا الدماغ، ويعطي أثراً مخدراً شبيهاً بأثر المورفين، ومن نتائج ذلك خلود الإنسان إلى النوم المريح، وهذه نقطة مهمة لأصحاب الكآبة الذين يعانون بصورة خاصة من الأرق والقلق والنوم الممتلئ بالكوابيس، فالابتسامة هبة من الله عز وجل للطبيعة البشرية، لإنعاش الأعضاء واسترخائها، وكذلك فيها حركة آلية ذاتية لتدليك الكثير من الأعضاء، وبالأخص بواسطة الحجاب الحاجز الذي يؤثر على الرئتين، فيساعد على دخول وخروج الهواء بسرعة.
وقديماً قيل «اضحك تصح»، وبهذا نجد بأن للعاملين الآلي والنفسي اللذين يرافقان عمليتي الضحك أكبر الأثر في إنعاش الجسم والقلب وبعث النشاط، فابتسموا يرحمكم الله فلم يتبق لنا إلا الابتسامة التي لم تدخل في حساب البيع والشراء ولا الربح والخسارة وهي تعشق الفقير والوجبة التي تسد جوعه وتجعله ينام بين أسرته سليل الخاطر دون أن يفكر في تسديد فاتورتها لأحد.
الرشفة الأخيرة:
ألم ترني لبست بياض شيبي لأني حزنت على شبابي.
أبو إسحاق الحصري
الطبيب الأمريكي وليم فرابي أثبت في العديد من دراساته أن الجانب الأيمن من المخ يحتوي على الأحاسيس والانفعالات التي تساعد الشخص على الضحك، والذي يعتبره الطب من أهم التمرينات الرياضية للجسم بصورة عامة وللقلب بصورة خاصة، حيث إن الضحك يعمل على زيادة نسبة بنية القلب.
وقد أجريت أبحاث كثيرة عن الضحك، وتأثيراته المفيدة على القلب، فالضحك تبين أنه يحرك عضلات البطن والصدر والكتفين، وكذلك ينشط الدورة الدموية بصورة عامة، والضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، ولقد شبه أحد العلماء الضحك بالهرولة وأنت جالس.
ويقول علماء النفس، إن الأشخاص الذين عادة يضحكون يكونون مسالمون طيبو القلب لأنهم يفرجون عن طاقتهم العدوانية بالضحك، فالحياة مليئة بالجد والجهد والتعب والمشاكل المعقدة، والآلام والآمال والمآسي، ولابد من منفذ للشد وللضغوط النفسية والعصبية، وللناس أن يستريحوا للتغلب على مآسي الحياة بالضحك البريء من أجل أن يستعيدوا توازنهم.
فالإنسان عادة ما يحتاج للراحة الجسدية والنفسية، وبخاصة في حياتنا المعاصرة، حيث تشابكت سبل الحياة وتعقدت، وأمست المزعجات والمنغصات تطاردنا في كل مكان، وعلى هذا فقد يكون الضحك استجابة للألم لا للسرور نظراً لأن مفتاحه هو المواقف التي تسبب لنا الضيق أو الألم ولقد صدق من قال «شر البلية ما يضحك».
يواجه الإنسان الكثير من مواقف الهلع والقلق، فينفجر ضاحكاً، مما يكشف عن أهمية كل هذه العوامل الداخلية والخارجية، وفي مثل هذه المواقف الخطرة أو حينما يضحك الإنسان لمواجهتها، فإنه إنما يحاول عن طريق الضحك أن يرفع من روحه المعنوية أو أن يعمل على استجماع شجاعته، وتبقى الابتسامة شعاعاً من أشعة الشمس، وبلسماً حقيقياً للشفاء من الأمراض، ومتنفساً هادئاً لأصحاب التوترات العصبية والاضطرابات النفسية، وكم يود المريض أن يرى وهو جالس على سرير المرض، ابتسامة الطبيب المعالج له أو الممرضة المشرفة على علاجه، أو حتى على شفاه أحد أصدقائه وأهله ومحبيه،لأن الابتسامة في وجه المريض لها أهمية كبرى في الشفاء، وخاصة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ميؤوس من علاجها فالشافي هو الله سبحانه وتعالى، ويجب أن تكون الابتسامة مفعمة بالحب والعطف والحنان، لأنها تعتبر في تلك اللحظة المفتاح الأول وضوء الأمل بزوال المرض، والتمسك بالحياة، رغم صعوبة تلك الأمراض، وهكذا سمي الطبيب طبيباً لترفقه ومداراته، والحكيم حكيماً لأنه يعرف المريض والمرض.
فالابتسامة تزيد من نشاط الذهن ومردوده، وتقوي القدرة على تثبيت الذكريات وتوسيع ساحة الانتباه والتعمق الفكري، وبالتالي يصبح المرء أقدر على التخيل والإبداع ودقة التفكير، وتبعث الابتسامة فينا السعادة الداخلية وبالتالي تزداد إشراق الوجه من جديد بالحيوية والنشاط.
العالم الفرنسي «بيير فاشيه» وجد بعد سنين من أبحاثه في موضوع فوائد الضحك، أنه يوسع الشرايين والأوردة، وينشط الدورة الدموية، ويعمق التنفس، ويحمل الأكسجين إلى أبعد أطراف الجسم، وأنه يؤدي بنفس الوقت إلى زيادة إفرازات الغدد الصم مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية والنخامية والتوتة، وفي مقدمة تلك الغدد القلب لأن القلب غدة صماء أيضاً ويفرز هرمون الببتيد الأذيني المدر للصوديوم.
ومن عوامله أنه يزيد بصورة خاصة من إفراز مادة البيتا إندورفين، وهي الهرمون الذي يصل إلى خلايا الدماغ، ويعطي أثراً مخدراً شبيهاً بأثر المورفين، ومن نتائج ذلك خلود الإنسان إلى النوم المريح، وهذه نقطة مهمة لأصحاب الكآبة الذين يعانون بصورة خاصة من الأرق والقلق والنوم الممتلئ بالكوابيس، فالابتسامة هبة من الله عز وجل للطبيعة البشرية، لإنعاش الأعضاء واسترخائها، وكذلك فيها حركة آلية ذاتية لتدليك الكثير من الأعضاء، وبالأخص بواسطة الحجاب الحاجز الذي يؤثر على الرئتين، فيساعد على دخول وخروج الهواء بسرعة.
وقديماً قيل «اضحك تصح»، وبهذا نجد بأن للعاملين الآلي والنفسي اللذين يرافقان عمليتي الضحك أكبر الأثر في إنعاش الجسم والقلب وبعث النشاط، فابتسموا يرحمكم الله فلم يتبق لنا إلا الابتسامة التي لم تدخل في حساب البيع والشراء ولا الربح والخسارة وهي تعشق الفقير والوجبة التي تسد جوعه وتجعله ينام بين أسرته سليل الخاطر دون أن يفكر في تسديد فاتورتها لأحد.
الرشفة الأخيرة:
ألم ترني لبست بياض شيبي لأني حزنت على شبابي.
أبو إسحاق الحصري