يلبس البعض أثواباً فضفاضة أحياناً ليستروا بها ما استطاعوا من أجسادهم، ويلبسها آخرون كنوع من التغيير ومجاراة لموضة ما. من جانب آخر.. لكل عصر لغته، ويبدو أن لغة عصرنا تتمتع بمصطلحات «فضفاضة» اختلفت المعاجم في تعريفها، فيما تنازعت على أدلجتها فئات متنوعة في المجتمع ليحظى كل منهم بنصيب نشر أفكاره من خلالها. ولا يختلف التستر الفكري وراء تلك الألفاظ عن الستر أو التستر المادي للأجساد خلف الأثواب، غير أن المثير للشبهة أن يكون الفكر «عورة» بحاجة لغطاء.!!
أصبحت بعض المفاهيم -مثل الوطنية والولاء والديمقراطية والحرية والمصلحة العامة- قابعة تحت سطوة الأيديولوجيات المختلفة بما يكفي وأكثر لتمييع معناها وإخراجها من تجردها الأول. ومخطئ من يظن أن معنى تلك المفاهيم يقف عند حدود فهمه الناقص أو قراءته المتحيزة لها، كما واهم من يظن بقدرته على تقديمها للجمهور بما يكفي لاجتذاب تأييدهم بمبررات «معلبة رخيصة» وتسويقها بأسلوب «الديكتاتورية الناعمة» لمواقفه -إن صحت لي التسمية.
إن أحدنا لا يملك أن يشكل عقلية الجمهور حسب مواقفه من القضايا، وبلغة خطابية متخندقة، ولعل دورنا يقتصر في كثير من الأحيان على توجيهها وحسب، خصوصاً وأننا في واقع يضعف فيه تأثير قضايا الرأي العام، بل لنقل أنه ما من رأي عام نوكل إليه القضايا بما يكفي لتحريكها وإدارتها. فالجمهور أكثر وعياً من أن تمرر عليه كثير من الألاعيب اللفظية والأدلجات المسمومة، غير أنه أكثر بلادة كذلك من أن يتعاطى معها سلباً أو إيجاباً في أغلب الأحيان ويدافع عن معتقداته ومواقفه ورؤاه بل وحتى تطلعاته.
إن أحدنا لا يملك حق التشدق باسم الوطن والانضواء تحت لواء الوطنية لتحقيق أهدافه الشخصية.. إن أحدنا لا يملك مشروعية خيار التكسب في بلاط الخونة والجماعات ذات النزعة العدائية تجاه الوطن، على أمل أن يحظى بنصيب من الكعك المتنازع عليه من قبل كثيرون.
إن الوطن ليس مطية من لا مطية له للوصول إلى الشهرة أو المال أو المنصب وغيرهم؛ فالوطن قضية شرف، وبر بالأم تلك الأم؛ التي نشفع كل زلاتها.. نتغاضى في كثير من الأحيان عن قسوتها؛ لإدراكنا يقيناً بسلامة نيتها مهما تعددت أساليبها.
مؤسف جداً أن يتبجح أحدهم ماذا قدم لي الوطن لأعطيه؟! متناسياً أو جاحداً ما لم يدركه من نعم لم يمن بها الله على شعوب أوطان أخرى كالأمن والأمان والنعمة. مؤسف أن أزمة البحرين التي كشفت لنا عن حجم ما كنا ننعم به من استقرار فيما مضى لم تتمخض لدى البعض عن ولاء، بقدر ما كانت فرصة سائغة للتكسب والنهب بكل أشكاله على حساب الوطن وليس من أجله. ومفجع أن تجد من يتمنى استمرار وقوع البلد في مأزق ما يتيح له مزيد من العروض الاستعراضية والصفقات الضمنية، كالتي حققت له مكاسب جعلته يقتات من لحوم بشر ونهضة وطن.
إن ما يمارسه مثل هؤلاء من أدوار كمن يقدم لملكة خاتماً ماسياً مسموماً أو مسحوراً يخطب به ودها، وإذا به يحكم عليها بالموت الفجائي ليخرج للناس معلنا ارتباطه وأنه وريث المملكة.
- نبضة فسفورية..
إننا بحاجة ماسة لوقفة جادة مع أنفسنا، نعري من خلالها المفاهيم، وننسف عنها الشبهات، لكي لا تجترنا وآخرين لمواضع شبهات حقيقية تحت أغطيتها.
أصبحت بعض المفاهيم -مثل الوطنية والولاء والديمقراطية والحرية والمصلحة العامة- قابعة تحت سطوة الأيديولوجيات المختلفة بما يكفي وأكثر لتمييع معناها وإخراجها من تجردها الأول. ومخطئ من يظن أن معنى تلك المفاهيم يقف عند حدود فهمه الناقص أو قراءته المتحيزة لها، كما واهم من يظن بقدرته على تقديمها للجمهور بما يكفي لاجتذاب تأييدهم بمبررات «معلبة رخيصة» وتسويقها بأسلوب «الديكتاتورية الناعمة» لمواقفه -إن صحت لي التسمية.
إن أحدنا لا يملك أن يشكل عقلية الجمهور حسب مواقفه من القضايا، وبلغة خطابية متخندقة، ولعل دورنا يقتصر في كثير من الأحيان على توجيهها وحسب، خصوصاً وأننا في واقع يضعف فيه تأثير قضايا الرأي العام، بل لنقل أنه ما من رأي عام نوكل إليه القضايا بما يكفي لتحريكها وإدارتها. فالجمهور أكثر وعياً من أن تمرر عليه كثير من الألاعيب اللفظية والأدلجات المسمومة، غير أنه أكثر بلادة كذلك من أن يتعاطى معها سلباً أو إيجاباً في أغلب الأحيان ويدافع عن معتقداته ومواقفه ورؤاه بل وحتى تطلعاته.
إن أحدنا لا يملك حق التشدق باسم الوطن والانضواء تحت لواء الوطنية لتحقيق أهدافه الشخصية.. إن أحدنا لا يملك مشروعية خيار التكسب في بلاط الخونة والجماعات ذات النزعة العدائية تجاه الوطن، على أمل أن يحظى بنصيب من الكعك المتنازع عليه من قبل كثيرون.
إن الوطن ليس مطية من لا مطية له للوصول إلى الشهرة أو المال أو المنصب وغيرهم؛ فالوطن قضية شرف، وبر بالأم تلك الأم؛ التي نشفع كل زلاتها.. نتغاضى في كثير من الأحيان عن قسوتها؛ لإدراكنا يقيناً بسلامة نيتها مهما تعددت أساليبها.
مؤسف جداً أن يتبجح أحدهم ماذا قدم لي الوطن لأعطيه؟! متناسياً أو جاحداً ما لم يدركه من نعم لم يمن بها الله على شعوب أوطان أخرى كالأمن والأمان والنعمة. مؤسف أن أزمة البحرين التي كشفت لنا عن حجم ما كنا ننعم به من استقرار فيما مضى لم تتمخض لدى البعض عن ولاء، بقدر ما كانت فرصة سائغة للتكسب والنهب بكل أشكاله على حساب الوطن وليس من أجله. ومفجع أن تجد من يتمنى استمرار وقوع البلد في مأزق ما يتيح له مزيد من العروض الاستعراضية والصفقات الضمنية، كالتي حققت له مكاسب جعلته يقتات من لحوم بشر ونهضة وطن.
إن ما يمارسه مثل هؤلاء من أدوار كمن يقدم لملكة خاتماً ماسياً مسموماً أو مسحوراً يخطب به ودها، وإذا به يحكم عليها بالموت الفجائي ليخرج للناس معلنا ارتباطه وأنه وريث المملكة.
- نبضة فسفورية..
إننا بحاجة ماسة لوقفة جادة مع أنفسنا، نعري من خلالها المفاهيم، وننسف عنها الشبهات، لكي لا تجترنا وآخرين لمواضع شبهات حقيقية تحت أغطيتها.