تأكيداً للقول إن الذين يعتزمون تنفيذ ما يسمى بـ «عصيان العزة» في منتصف فبراير الجاري يعانون من مراهقة فكرية دعوتهم للزحف من جديد إلى حيث كان دوار مجلس التعاون وتنفيذ عدد من الفعاليات التي لا قيمة لها ولا تأثير؛ كإطفاء الأنوار في ساعة محددة، والتوقف عن إجراء المعاملات التجارية والرسمية والمصرفية، والتوقف عن التزود بالبنزين ومشتقاته، وما إلى ذلك من أفكار لا تضر إلا منفذيها.
ولتأكيد هذا التأكيد قاموا بدعوة التجار إلى المشاركة في العصيان، فقد دعا البيان الصادر عن ما يسمى بـ «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» إلى «إغلاق كافة المجمعات الاستهلاكية والمجمعات التجارية» على مدى الأيام الثلاثة المخصصة للعصيان! ولم ينس البيان الإشادة بـ«المواقف المشرفة لأصحاب المحلات التجارية وباستجابتهم الواسعة في مساندة الحراك الثوري طيلة السنوات الثلاث الماضية»!
يعني بالمنطق، أي تاجر هذا الذي يقبل أن يغلق محله ثلاثة أيام بسبب دعوة من جهة «غير معروفة» لا يؤمن بأفكارها ولا هو مقتنع بأفعالها المعطلة للحياة والتي يتضرر منها يومياً؟ وأي تاجر هذا الذي يقبل أن تتعطل تجارته ورزقه بقراره وهو في كامل قدراته العقلية؟ أصحاب المحلات التي يغلقونها في الساعات التي تحدث فيها أعمال الفوضى يغلقونها خشية أن يتعرضوا لحماقات البعض الذين يريدون منهم أن يشاركوا في الفعاليات المخالفة للقانون غصباً عنهم، لكنهم لا يغلقونها بإرادتهم ولا يتوقفون عن ممارسة أعمالهم من أجل سواد عيون هؤلاء أو أولئك، وإلا ما عاد مناسباً أن يحملوا اسم «تاجر». التاجر يعني فلوس، والتاجر الذي يضيع دقيقة لا يفكر فيها في كيفية تنمية تجارته وكسب مزيد من المال لا يمكن أن يكون تاجراً. رأس المال جبان، لذا لا يمكن أن تجد تاجراً يغامر بوضع أمواله في مشروع احتمال الخسارة فيه وارد، فكيف له أن يشارك في فعالية يعرف تمام المعرفة أنه الخاسر الأكبر فيها؟!
لا يمكن للتجار أن يشاركوا في هكذا أفعال وإلا عبروا عن مشكلة ذهنية يعانون منها. التجار الذين يغلقون محالهم في الأوقات التي تحدث فيها الفوضى نتيجة المسيرات غير المرخصة يغلقونها خوفاً من تعرضهم للمشكلات وللحماقات.
الدعوة إلى إغلاق المجمعات التجارية والاستهلاكية لثلاثة أيام تؤكد معاناة «الثوار» من المراهقة الفكرية وتؤكد انفلات كل الخيوط منهم! ترى من من التجار يمكنه اتخاذ قرار بإغلاق محله لمدة ثلاثة أيام؟ شخصياً لا أصدق أن يفعل التاجر هذا حتى في حالة وفاة عزيز له، أوليس المال عديل الروح؟
إنها دعوات تعبر عن المستوى الضحل الذي يعاني منه أولئك الذين «انصموا» باعتبار أنفسهم في ثورة وقفزوا في الهواء دون أن يفكروا في العواقب. إن ما ينبغي أن يعلمونه هو أن الناس ليسوا دمى يحركونهم كيفما يشاؤون أو يشاء من يقف وراءهم من الذين يعيشون أحلى أيامهم في أوروبا وأميركا والذين لن يشاركوا في العصيان، فمن بين مئات الآلاف الذين يتم مخاطبتهم وتخويفهم للمشاركة في العصيان الفاشل لن يستجيب سوى نفر قليل، ومن بين آلاف التجار -الذين يتم «صبغهم» عبر الإشادة بمواقفهم ومشاركاتهم السابقة والتي كانت غصباً عنهم وخشية من الانتقام منهم- لن يستجيب إلا من كان دخيلا على التجارة ولا يعرف قيمة الدينار، فلا يوجد تاجر أيا كان دينه أو مذهبه أو فكره يمكن أن يقبل بتعطيل نفسه لحظة عن إخراج الدينار «المتغلغص»!
البيان الذي أصدرته هذه المجموعة يؤكد إفلاسها واقتناعها بأن ما تقوم به مصيره الفشل، وإلا فما المقصود بدعوة «الثوار» إلى «رفع مستوى الجهوزية والاستعداد وإعلان النفير العام وتأمين العدة والعتاد للاستحقاق الميداني»؟
ولتأكيد هذا التأكيد قاموا بدعوة التجار إلى المشاركة في العصيان، فقد دعا البيان الصادر عن ما يسمى بـ «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» إلى «إغلاق كافة المجمعات الاستهلاكية والمجمعات التجارية» على مدى الأيام الثلاثة المخصصة للعصيان! ولم ينس البيان الإشادة بـ«المواقف المشرفة لأصحاب المحلات التجارية وباستجابتهم الواسعة في مساندة الحراك الثوري طيلة السنوات الثلاث الماضية»!
يعني بالمنطق، أي تاجر هذا الذي يقبل أن يغلق محله ثلاثة أيام بسبب دعوة من جهة «غير معروفة» لا يؤمن بأفكارها ولا هو مقتنع بأفعالها المعطلة للحياة والتي يتضرر منها يومياً؟ وأي تاجر هذا الذي يقبل أن تتعطل تجارته ورزقه بقراره وهو في كامل قدراته العقلية؟ أصحاب المحلات التي يغلقونها في الساعات التي تحدث فيها أعمال الفوضى يغلقونها خشية أن يتعرضوا لحماقات البعض الذين يريدون منهم أن يشاركوا في الفعاليات المخالفة للقانون غصباً عنهم، لكنهم لا يغلقونها بإرادتهم ولا يتوقفون عن ممارسة أعمالهم من أجل سواد عيون هؤلاء أو أولئك، وإلا ما عاد مناسباً أن يحملوا اسم «تاجر». التاجر يعني فلوس، والتاجر الذي يضيع دقيقة لا يفكر فيها في كيفية تنمية تجارته وكسب مزيد من المال لا يمكن أن يكون تاجراً. رأس المال جبان، لذا لا يمكن أن تجد تاجراً يغامر بوضع أمواله في مشروع احتمال الخسارة فيه وارد، فكيف له أن يشارك في فعالية يعرف تمام المعرفة أنه الخاسر الأكبر فيها؟!
لا يمكن للتجار أن يشاركوا في هكذا أفعال وإلا عبروا عن مشكلة ذهنية يعانون منها. التجار الذين يغلقون محالهم في الأوقات التي تحدث فيها الفوضى نتيجة المسيرات غير المرخصة يغلقونها خوفاً من تعرضهم للمشكلات وللحماقات.
الدعوة إلى إغلاق المجمعات التجارية والاستهلاكية لثلاثة أيام تؤكد معاناة «الثوار» من المراهقة الفكرية وتؤكد انفلات كل الخيوط منهم! ترى من من التجار يمكنه اتخاذ قرار بإغلاق محله لمدة ثلاثة أيام؟ شخصياً لا أصدق أن يفعل التاجر هذا حتى في حالة وفاة عزيز له، أوليس المال عديل الروح؟
إنها دعوات تعبر عن المستوى الضحل الذي يعاني منه أولئك الذين «انصموا» باعتبار أنفسهم في ثورة وقفزوا في الهواء دون أن يفكروا في العواقب. إن ما ينبغي أن يعلمونه هو أن الناس ليسوا دمى يحركونهم كيفما يشاؤون أو يشاء من يقف وراءهم من الذين يعيشون أحلى أيامهم في أوروبا وأميركا والذين لن يشاركوا في العصيان، فمن بين مئات الآلاف الذين يتم مخاطبتهم وتخويفهم للمشاركة في العصيان الفاشل لن يستجيب سوى نفر قليل، ومن بين آلاف التجار -الذين يتم «صبغهم» عبر الإشادة بمواقفهم ومشاركاتهم السابقة والتي كانت غصباً عنهم وخشية من الانتقام منهم- لن يستجيب إلا من كان دخيلا على التجارة ولا يعرف قيمة الدينار، فلا يوجد تاجر أيا كان دينه أو مذهبه أو فكره يمكن أن يقبل بتعطيل نفسه لحظة عن إخراج الدينار «المتغلغص»!
البيان الذي أصدرته هذه المجموعة يؤكد إفلاسها واقتناعها بأن ما تقوم به مصيره الفشل، وإلا فما المقصود بدعوة «الثوار» إلى «رفع مستوى الجهوزية والاستعداد وإعلان النفير العام وتأمين العدة والعتاد للاستحقاق الميداني»؟