التهويــل الإسرائيلي واتهام جون كيــــري بالضغط على تل أبيب لفرض ما سمي «اتفاق إطار» خدعة لن تنطلي على الفلسطينيين، الذين يرفضون أن يشكل هذا «الاتفاق» المقترح مدخلاً إلى التصفية النهائية للقضية الفلسطينية، فقبل اعتراض إسرائيل كان محمود عباس قد أعلن، أن الفلسطينيين لن يقبلوا أي حل لا يقيم الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
بنيامين نتنياهو أفلت عش الزنابر في وجه كيري نهاية الأسبوع الماضي، لأنه مس وتراً حساساً في تل أبيب عندما لمح في «منتدى ميونيخ للأمن» إلى حملة ستتصاعد لنزع الشرعية من إسرائيل ودفعها إلى عزلة دوليــة وإلى توسيع حملة مقاطعتها، إذا فشلت مساعي التسوية مرة جديدة، ولهذا لم يتردد الوزير يوفال شتاينتز في الرد «إن كيري يفاوضنا وهو يوجه بندقية إلى رأس إسرائيل، والأشياء التي يقولها مؤلمة وجائرة ولا يمكن إغفالها!».
لكن قياساً بما تسرب عن «الاتفاق الإطار» يمكن القول، إنه إذا كان الإسرائيليون يعتبرون أن كيري يوجه بندقية إلى رؤوسهم فمن حق الفلسطينيين أن يتهموه بوضع حبل المشنقة حول أعناقهم.
وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ينفي أن تكون هناك أي صيغ أو وثائق مكتوبة طرحها كيري على الأطراف المعنية وبينها الأردن، وأن ما يجري هو محاولة لصياغة «إطار للمفاوضات» وليس «اتفاق إطار» كما يتردد، لكن الموقف الفلسطيني كان واضحاً لا بل غاضباً عندما أبلغ أبو مازن قبل ثلاثة أسابيع وفداً شعبياً مقدسياً رفضه القاطع الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وتأجير المستوطنات وإقامة عاصمة فلسطينية في جزء من القدس (أبو ديس) وإصراره على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ذات السيادة.
كل هذا يوحي بأن وساطة كيري التي حملته إلى المنطقة أكثر من 10 مرات تتجه إلى الفشل الذريع، لهذا التقت «الرباعية الدولية» في ميونيخ لدعم جهوده، في وقت يبدو أن مهلة المفاوضات الأصلية ومدتها تسعة أشهر تنتهي في 29 أبريل (نيسان) المقبل، ستنقضي دون إحراز أي تفاهم، وخصوصاً إذا ثبت أن «الاتفاق الإطار» كتب بأفكار.
صهيونية (مارتن إنديك) وبحبر أمريكي، وأنه لن يقيم دولة فلسطينية بل سيفضي عملياً إلى قيام معتقل فلسطيني كبير يذكرنا بمعتقل «أوشوفيتز» الذي أقامه النازيون لليهود.
ما تسرب عـــن «الاتفاق الإطار» يوحي بأنـــه مؤامرة وليس حلاً، فهو لا يتوقف عند تزوير الجغرافيا الفلسطينية في القدس والضفة وغيرهمــا بل يسقط التاريخ الفلسطينـــي أو بالأحرى يسقط فلسطين والفلسطينيين من التاريخ، ولهذا كان صراخ أبو مازن: «نقول للعالم إن الفلسطينيين لن يركعوا، هذا كلام ليس في الهواء، عندما قلنا لن نركع وقفنا وصمدنا وصرنا فعلاً شعب أيوب، ومستعدون أن نصبر وسنحقق قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية».
يقول نتنياهو: «لا أريد وجود دولة ثنائية القومية»، وهذا يعني أن يقبل الفلسطينيون بيهودية الدولة الإسرائيلية وبحذف التاريخ الفلسطيني، وبإسقاط «حق العودة» وهو قرار شخصي للاجئين لا تستطيع أي سلطة في الدنيا أن تفرضه عليهم، وبوضع أساس قانوني لعملية ترانسفير جديدة ستهجر مليوناً ونصف المليون فلسطيني من أراضي 1948.. لهذا عندما يدعو كيري ومن قبله أوباما إلى الاعتراف بيهودية إسرائيل، وهم ما يرد في «الاتفاق الإطار» فهذا يعني تدميراً للحل وإسقاطاً نهائياً للتسوية!.
ويقول نتنياهو: «كما إنني لا أريد وجود دولة أخرى تبدأ بمهاجمتنا»، ولهذا عندما يدعو «الاتفاق الإطار» إلى قيام دولة فلسطينية بلا معابر أو حدود أو عاصمة مع بقاء الكتل الاستيطانية غير المحدودة، ويشترط أن يكون لإسرائيل أيضاً الحق بالتوغل داخل أراضـــي هـــذه «الدولــة»، إضافة إلى إقامة جدار في الأغوار يشبه الجدار القائم في الضفة الغربية في إطار ما تسميه إسرائيل منطقة أمنية عازلة على طول نهر الأردن، فكيف يمكن الحديث بعد كل هذا عن التسوية وقيام الدولة الفلسطينية، وخصوصاً أن هذه الشروط ستؤمن فعلاً ما يشبه قيام معتقل فلسطيني تقوم إسرائيل على حراسته براً وبحراً وجواً؟.
قــال أبو مازن للوفد المقدسي «لكي نتفـــق على الحل يجب أن تكون الأرض الفلسطينيـة والسماء والحدود تحت السيادة الكاملة لفلسطين، القدس الشرقية عاصمتنا، نأخذ حدودنا ولا يوجد شيء نؤجره، ولا يستطيع أحد أن يضحك علينا»، وهذا يشكل رفضاً قاطعاً لأي اتفاق أو إطار يستجيب لشروط إسرائيـــل، التــي تريـــد إقامــة «أوشفيتــــز فلسطيني» على قاعدة نظرية اليهودي سيغموند فرويد:
«إن الضحية تتوق دائماً إلى لعب دور الجلاد».. لكنهم في إسرائيل تفوقوا على جلاديهم النازيين!
نقلاً عن صحيفة «الشرق الأوسط»
بنيامين نتنياهو أفلت عش الزنابر في وجه كيري نهاية الأسبوع الماضي، لأنه مس وتراً حساساً في تل أبيب عندما لمح في «منتدى ميونيخ للأمن» إلى حملة ستتصاعد لنزع الشرعية من إسرائيل ودفعها إلى عزلة دوليــة وإلى توسيع حملة مقاطعتها، إذا فشلت مساعي التسوية مرة جديدة، ولهذا لم يتردد الوزير يوفال شتاينتز في الرد «إن كيري يفاوضنا وهو يوجه بندقية إلى رأس إسرائيل، والأشياء التي يقولها مؤلمة وجائرة ولا يمكن إغفالها!».
لكن قياساً بما تسرب عن «الاتفاق الإطار» يمكن القول، إنه إذا كان الإسرائيليون يعتبرون أن كيري يوجه بندقية إلى رؤوسهم فمن حق الفلسطينيين أن يتهموه بوضع حبل المشنقة حول أعناقهم.
وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ينفي أن تكون هناك أي صيغ أو وثائق مكتوبة طرحها كيري على الأطراف المعنية وبينها الأردن، وأن ما يجري هو محاولة لصياغة «إطار للمفاوضات» وليس «اتفاق إطار» كما يتردد، لكن الموقف الفلسطيني كان واضحاً لا بل غاضباً عندما أبلغ أبو مازن قبل ثلاثة أسابيع وفداً شعبياً مقدسياً رفضه القاطع الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وتأجير المستوطنات وإقامة عاصمة فلسطينية في جزء من القدس (أبو ديس) وإصراره على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ذات السيادة.
كل هذا يوحي بأن وساطة كيري التي حملته إلى المنطقة أكثر من 10 مرات تتجه إلى الفشل الذريع، لهذا التقت «الرباعية الدولية» في ميونيخ لدعم جهوده، في وقت يبدو أن مهلة المفاوضات الأصلية ومدتها تسعة أشهر تنتهي في 29 أبريل (نيسان) المقبل، ستنقضي دون إحراز أي تفاهم، وخصوصاً إذا ثبت أن «الاتفاق الإطار» كتب بأفكار.
صهيونية (مارتن إنديك) وبحبر أمريكي، وأنه لن يقيم دولة فلسطينية بل سيفضي عملياً إلى قيام معتقل فلسطيني كبير يذكرنا بمعتقل «أوشوفيتز» الذي أقامه النازيون لليهود.
ما تسرب عـــن «الاتفاق الإطار» يوحي بأنـــه مؤامرة وليس حلاً، فهو لا يتوقف عند تزوير الجغرافيا الفلسطينية في القدس والضفة وغيرهمــا بل يسقط التاريخ الفلسطينـــي أو بالأحرى يسقط فلسطين والفلسطينيين من التاريخ، ولهذا كان صراخ أبو مازن: «نقول للعالم إن الفلسطينيين لن يركعوا، هذا كلام ليس في الهواء، عندما قلنا لن نركع وقفنا وصمدنا وصرنا فعلاً شعب أيوب، ومستعدون أن نصبر وسنحقق قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية».
يقول نتنياهو: «لا أريد وجود دولة ثنائية القومية»، وهذا يعني أن يقبل الفلسطينيون بيهودية الدولة الإسرائيلية وبحذف التاريخ الفلسطيني، وبإسقاط «حق العودة» وهو قرار شخصي للاجئين لا تستطيع أي سلطة في الدنيا أن تفرضه عليهم، وبوضع أساس قانوني لعملية ترانسفير جديدة ستهجر مليوناً ونصف المليون فلسطيني من أراضي 1948.. لهذا عندما يدعو كيري ومن قبله أوباما إلى الاعتراف بيهودية إسرائيل، وهم ما يرد في «الاتفاق الإطار» فهذا يعني تدميراً للحل وإسقاطاً نهائياً للتسوية!.
ويقول نتنياهو: «كما إنني لا أريد وجود دولة أخرى تبدأ بمهاجمتنا»، ولهذا عندما يدعو «الاتفاق الإطار» إلى قيام دولة فلسطينية بلا معابر أو حدود أو عاصمة مع بقاء الكتل الاستيطانية غير المحدودة، ويشترط أن يكون لإسرائيل أيضاً الحق بالتوغل داخل أراضـــي هـــذه «الدولــة»، إضافة إلى إقامة جدار في الأغوار يشبه الجدار القائم في الضفة الغربية في إطار ما تسميه إسرائيل منطقة أمنية عازلة على طول نهر الأردن، فكيف يمكن الحديث بعد كل هذا عن التسوية وقيام الدولة الفلسطينية، وخصوصاً أن هذه الشروط ستؤمن فعلاً ما يشبه قيام معتقل فلسطيني تقوم إسرائيل على حراسته براً وبحراً وجواً؟.
قــال أبو مازن للوفد المقدسي «لكي نتفـــق على الحل يجب أن تكون الأرض الفلسطينيـة والسماء والحدود تحت السيادة الكاملة لفلسطين، القدس الشرقية عاصمتنا، نأخذ حدودنا ولا يوجد شيء نؤجره، ولا يستطيع أحد أن يضحك علينا»، وهذا يشكل رفضاً قاطعاً لأي اتفاق أو إطار يستجيب لشروط إسرائيـــل، التــي تريـــد إقامــة «أوشفيتــــز فلسطيني» على قاعدة نظرية اليهودي سيغموند فرويد:
«إن الضحية تتوق دائماً إلى لعب دور الجلاد».. لكنهم في إسرائيل تفوقوا على جلاديهم النازيين!
نقلاً عن صحيفة «الشرق الأوسط»